مزيج العشق للكاتبة نورهان محسن
المحتويات
وتفكر بعقل شارد لكن شيئا ما لفت انتباهها جعل عينيها تتسعان بدهشة وهي تراه على بعد أمتار قليلة منها.
يجلس عمر على الرمال وكالعادة التي يحب فعلها دائما يرسم على الرمال.
لم تصدق أنه موجودا أمام عينيها وكانت تخشى أن يكون مجرد طيف وسيختفي فركضت إليه وصړخت باسمه وعندما وصلت إليه كان يحدق بها فوقفت تلهث في مكانها من الركض.
جلست كارمن على الرمال بجانبه تاركة مسافة بينهما مضطربة قليلا من آثار المفاجأة ثم همست بصدق وحشتني وكان نفسي اشوفك يا عمر
عمر بمحبة وانتو كمان كلكو وحشتوني وملك وحشتني اوي
كارمن بإبتسامة طمني عليك
قال عمر بتنهيدة وهو ينظر إلي البحر انا كويس اوي ومبسوط بس ناقصني وجودكم معايا.. لكن انا مطمن عشان انتي مش لوحدك دلوقتي ومابقتيش خاېفة زي الاول
قال عمر بنبرة حزينة كتنفها الغموض بكرا هتعرفي بس انتي حبيتي ادهم.. مش هنكر ان دا بيوجعني بس هتكون انانية مني لو هنبسط بوحدتك سنين عمرك الجاية وانتي عايشة علي ذكري زوج مېت كنتي متعودة علي وجوده في حياتك بس محبتهوش
خفضت عينيها وقالت بدموع سامحني يا عمر لو خذلتك بس دا مش بإيدي.. حاولت امنع نفسي بس انا ماقدتش محبوش
ثم قال مردفا خدي حذرك من الثعابين اللي بدأت تخرج من جحورها ومش ناوية الا علي كل شړ ليكم
لم تستطع فهم ما قاله لها ثم بعد برهة رأت عمر فجأة يختفي من أمامها ولم يعد له أثر x
تقف في وسط حديقة واسعة جدا مليئة بالنباتات الخضراء والورود الملونة والأشجار ثم رأت أدهم وملك يضحكان ويلتفان حولها وهما يلعبان بمرح.
لم تستطع أن تكتم ضحكتها علي منظرهما معا لكن ابتسامتها اختفت عندما رأت الورود والنبات الأخضر يذبل وظهرت العديد من الثعابين من الأرض ملتفة حول أقدامهم.
جلست متكئة على مرفقيها وتلهث بشدة وتصبب وجهها عرقا تتذكر أحداث ذلك الحلم الذي تحول إلى كابوس مروع هشم قلبها.
نظرت إلى ملك تلقائيا ثم انحنت وقبلت يدها الصغيرة حنان ودموعها تنهمر على خديها في خوف.
ضمتها إلي صدرها وهي تغطيها جيدا وأمسكت بيد أدهم الغافي بهدوء وهي ترتجف ثم رددت بصمت بعض الآيات القرآنية لطمأنة روحها وحاولت العودة للنوم مرة أخرى لأن الوقت كان لا يزال مبكرا.
في غرفة زين وروان
كانت روان تململ في نومها وهي تمسح بأناملها على خدها ثم بعد برهة تعود مرة أخرى منزعجة من تلك اللمسات الخفيفة التي تمشي على وجهها.
غمغمت روان مستاءة وهي تفتح جفنيها بتكاسل ونعاس لاستكشاف ذلك الشيء المزعج الذي يؤرق نومها الهادئ.
اصطدمت عيناها البندقية خجولة ثم همست ببحة مغرية من آثار النوم أرهقت قلبه كثيرا الله يباركلي فيك يا قلب العروسة وروحها
حاولت روان النهوض قائلة بإرتعاب يا ساتر يارب بعد الشړ عليك.. ايه الكلام الفظيع اللي بتقوله علي الصبح دا
وضع زين إصبعه على فمها وقال في نفس الهمس المثير اسكتي ماتبوظيش اللحظة الرومانسية دي وبعدين في حل واحد يرجع قلبي يشتغل تاني
ضحك
احمر خديها أكثر قائلة بتلعثم وسع بقي.. عايزة اخد دوش وانزل اشوف بنت عمي.. مش هروح الجامعة انهاردة عشان مالحقتش اقعد معاها امبارح
ضحك زين متمتما في سخط انا بدأت اغير منها هي هتاخدك مني من اولها كدا
أمسكت وجهه بين راحة يدها الصغيرة قائلة بدلال ممزوج بالحنان وهي تلامس طرف أنفه بأنفها يا قلبي هي شوية وهترجع بيتها وهفضل ليك لوحدك خالص
زين بإبتسامة جانبية بتثبتيني يا لمضة ماشي يلا قومي
في الاسفل
بعد أن تناولوا الفطور وقاموا من على طاولة الطعام حاولت كارمن الإمساك بالأطباق لمساعدة عمتها لكن حياة صاحت عليها قائلة سيبي يا حبيبتي اللي في ايدك مايصحش
كارمن بضحكة صغيرة عادي يا عمتو بساعدك
حياة بإستفهام طيب يا قلبي.. امك
فين دي من امبارح ماكلتش لما طلعتلها لاقيت صنية الاكل كيف ما هي
كارمن بحيرة والله ماعرف ايه اللي جرالها حاولت معها من شوية عشان تنزل تفطر كمان بس مش قادرة
حياة ببشاشة خلاص يا حبيبتي انا هحضرلها فطار واخليها تاكلو من ايدي
كارمن بإبتسامة تسلمي يا عمتي تعبينك معانا
حياة بود تعبكم راحة يا ست البنات معرفش فين البت روان اتأخرت في النزول ليه هي كمان!!
صعدت كارمن إلى الطابق العلوي راغبة في معرفة ما حدث لوالدتها فعندما ذهبت إليها قبل الإفطار كان أدهم معها فلم تفهم منها شيئا.
وجدت شخصا ظهر في وجهها دون سابق إنذار.
... قفشتك
أطلقت كارمن صړخة الذعر مما حدث قائلة پخوف خضتيني يا روان اخس عليكي
روان بشقاوة سلامته الجميل من الخضة
كارمن بخفوت بكاشة اوي
ضحكت روان بخفة لتقول بمرح بنت حلال كنت لسه بدور عليكي عشان استفرد بيكي ونرغي شوية
راقت الفكرة لكارمن التي قالت بإبتسامة ومالو نرغي تعالي نقعد في اوضتي
روان بفرح يلا بينا
في المطبخ
دخلت حنان المطبخ ورأت حياة منشغلة بما في يديها كانت حياة تدير ظهرها نحوها ولم تراها تدخل.
سعلت حنان قليلا لكي تلفت انتباها قائلة بهدوء انتي لسه واخدة علي خاطرك مني يا حياة
لاحظتها حياة لكنها تجاهلتها ولم ترد عليها.
اقتربت منها حنان وربت على كتفها بلطف وقالت بضيق خلاص ياستي ماتزعليش مني كانت ساعة شيطان وراحت لحالها
نظرت إليها حياة بنظرة عابرة قائلة بهدوء دايما بقول عنك عاقلة.. معرفش انك كبرتي وعقلك خف منك يا حنان
فركت حنان يديها بتوتر وبررت بنبرة خاڤتة بصراحة ماقدرتش امسك نفسي لما شوفت جمالها.. مش بإيدي انتي عارفة بحب اخوكي وهفضل دايما اغار عليه
ضحكت حياة بسخرية وهتفت اطمني يا اختي الست فوق راقدة متسطحة وتعبانه عينك جابتها الارض
خبطت حنان على صدرها وهي تشهق هلعا وعيناها كادت أن تبرز من مقل عينيها وقالت بفزع يا خړابي انتي بتكلمي بجد مالها الولية
حياة بحزن من ساعة ما كانت مع ابوي معرفش ايه اللي جرالها شكلها اتأثرت بالكلام عن محمد الله يرحمه
شعرت حنان بالخجل من نفسها قائلة بندم واضح كدا انها كانت بتحبه اوي واني ظلمتها بظنوني.. الله يسامحني شكلي حسدتها فعلا
ثم اردفت بفضول انتي بتعملي ايه
حياة بإختصار زي ما انتي شايفه اكل خفيف ليها الست ما اكلتش حاجة من امبارح
ذهبت حنان إلى الصينية التي عليها الطعام وشرعت في حملها طيب سيبيه وانا هطلعهولها
حياة بشك حنان
حنان بهدوء والله ما فيش في قلبي حاجة نحيتها يا حياة خلاص بقي كفياكي عاد.. عايزة اعتذرلها عن تكشيرتي في وشها امبارح واطمن عليها وافتح معاها صفحة جديدة
تنهدت حياة بابتسامة ايوه كدا دي حنان خيتي ام قلب ابيض ونظيف.. ماشي خدي الاكل طلعي اوضتها ويبقي كتر خيرك لو اتأكدتي انها اكلته
في غرفة كارمن
روان تجلس على السرير مربعة قدميها وأمامها كارمن وهما يتحدثان
روان بتنهيدة عالية بس يا ستي وهي دي بقي قصة حياتي
كارمن بدهشة حكايتك غريبة جدا
روان بعبوس مش اغرب من حكايتك يا مفترية بهدلتي الراجل.. ايه الجبروت دا
كارمن بضحكة حلوة هو الاغرب من اي حاجة ان انا وانتي اتجوزنا في نفس اليوم
مدت روان شفتيها إلى الأمام في استياء ماتفكرنيش باليوم دا والنبي يا اختي
كارمن بإستفهام انتي مش دلوقتي مبسوطة معه والامور معاكو تمام
هزت روان رأسها ثم غمزت بمكر ايوه الحمدلله.. بس انتي باين عليكي بتحبي ادهم
بهت وجه كارمن بشدة وهي تتذكر تلك الجملة التي قالها لها عمر في حلمها بالأمس.
عند حنان
صعدت بصينية الطعام إلى غرفة مريم ثم طرقت الباب بلطف وإنتظرت برهة حتي سمعت نداء مريم من الداخل وتسمح لها بالدخول.
حنان بإبتسامة ودودة اخبارك ايه دلوقتي يا ست مريم!!
ردت مريم بابتسامة نقية أيضا الحمدلله تسلمي حبيبتي ومافيش داعي لست مريم ناديني مريم علي طول
تقدمت حنان من الفراش قائلة ببشاشة ماشي انا جبتلك لقمة تسندك.. حسيت انك ما اكلتيش كويس من امبارح
مريم بحرج ليه تعبتي نفسك كتر خيرك
حنان بطيبة دا الواجب واحنا اهل
مريم بلطف عارفه فعلا حسيت انكم اهلي من وقت ما جيت هنا.. من زمان اوي كان نفسي اكون وسطكم مع محمد الله يرحمه
ثم تنهدت بحزن بس للاسف راح قبل ما تتحقق امنيته انه يتجمع معاكو من جديد
احمر وجه حنان وهي منزعجة من نفسها بسبب سوء ظنها في تلك المخلوقة الطيبة قائلة بإحراج حقك عليا يا مريم لو عاملتك في الاول بجفاف شوية.. ربنا يبعد عننا الشيطان ويحمينا من الوساوس
مريم بسماحة نفس امين يارب.. انا علي فكرة فهمت نظراتك ليا يا حنان.. لكن انا عذراكي ومش زعلانه منك باين انك طيبة ومش بتشيلي جوا قلبك
شعرت حنان براحة كبيرة كأن ثقل جبل قد أزيل عن صدرها تسلميلي يا خيتي وعايزاكي من هنا ورايح تعرفي اني اختك واي حاجة هتعوزيها اطلبيها مني وعيني ليكي
عند روان وكارمن
روان بإستغراب مالك وشك اصفر ليه كدا
كارمن بإضطراب مفيش بس حلمت بحاجة
قلقاني شوية
تسألت روان بإستفهام حلمتي بإيه
حدقت بها بتردد ثم بدأت تخبرها بكل ما رأته في حلمها المزعج
في ذلك الوقت
صعد أدهم من الأسفل وعلى كتفه ملك التي كانت نائمة ببراءة وكان ينوي الذهاب إلى غرفتهما لتنام براحة على السرير دون أن يقلقها أي شيء.
رفع يده الأخرى لفتح باب الغرفة لكن ذراعه تسمر في الهواء وهو يقف مكانه بعيون واسعة پصدمة ويستمع لما قالته كارمن.
في الداخل
اردفت كارمن بحزن خاېفة ان يكون اللي حصل دا معناه ان عمر مش راضي عني وزعلان مني وبيلومني علي اني قربت من ادهم ودا محسسني بالذنب ناحية عمر اكتر
عند ادهم
أصبح وجه أدهم محتقنا جدا ثم عاد إلى الوراء بصلابة حيث لم يعد يحتمل سماع المزيد ثم مشى مسرعا متجها نحو غرفة مريم ليعطيها الصغيرة.
في الداخل
روان بإستنكار ايه الهبل اللي بتقوليه دا يا بنتي مش لسه قايلة انه قالك في الحلم انه مرتاح انك في امان مع ادهم
كارمن ايوه
روان بتفكير الثعابين في الحلم معناها غدر وخېانة وعداوة يعني في جوا العيلة حد بيتمنالك الشړ والاذي
كارمن بحيرة حد زي مين
روان بتأكيد اكيد مش من عيلتنا انتي شايفه اننا كلنا بنحبك ممكن يكون من عيلة جوزك
كارمن مفيش حد غير ماما ليلي وهي بتعتبرني بنتها
روان لا يا نبيهة في.. مرات جوزك اللي حكيتيلي عليها
متابعة القراءة