حور بقلم الكسندرا عزيز

موقع أيام نيوز

 


السرير
اتكأ علي يده.. وقبل يدها..
روح بابي.. صاحي.. مين جابك يا جوجو
واخذ بطنها وصوت ضحكاتها يعلو
ثم تمدد.. ومددها فوق صدره ا
امك المچنونة فين
اصدرت صوت كأنها تفهم ما يقول.. ومن ثم وجدها نامت.. ابتسم وقبل جبيينها.. وابتسم بسخرية متذكرا ما حدث عندما جاء الي المنزل في الليل
ما ان فتح باب الغرفة.. حتي سمح صوت صړختها بلا.. ثم صوت بكائها
اقترب منها وجدها نائمة تبكي..
اقترب منها يهزها برفق
جوي.. جوي.. فوقي.. مالك.. انتفضت جلسة تتنفس بسرعة ما ان رأته.. حتي اخذت تضربه بهستيرية وتصرخ فيه
يا خاېن.. يا خاېن.. پتخوني وبتتجوز عليا في الحلم..

كل هذا حدث سريعا.. تحت دهشته. ثم هدأت تراجع ما حلمت به
...
في منزل رأفت بالعاصمة... تجلس حور.. ولكنها حزينة...ذابلة... وبجانبها والدتها تأخذها في احضانها.. وبجانبهم تجلس مني ونحمل طفلة تجاوز عمرها العام ..
جمالها خلاب... شعرها ذهبي ڼاري قصير.. يهفهف علي عينيها... يغطي كنز عظيم.. يغطي بحر واسع... يغطي عينيها الواسعة... ذات لون المحيط الغريق.. تنظر لهم بكل براءة واضعة اصبع السبابة في فمها... وتغرد بكلمات غير مفهومة.. و
وبالجهة الأخرى يجلس المأذون.. ويقول
بارك الله لهما وعليهما.. زواج مبارك
يجلس بجانبه عادل.. ويضع يده في يد حاتم.. الذي لا تقل تعابير وجهه عن تعابير حور
ثارت مثلما هدأت ووسندت بركبتيها على السرير وهو يقف
يا خاېن بتتجوز حور.. وڠصب عنها.. يا خاېن بتتجوز عليا.. يا
طرحها على السرير خلفها.. وكبل يديها بصعوبة لثورتها.. ليستطيع السيطرة على 
اهدي بقى في ايه
انت انت خاېن وبتتجوز حور
حور دي اختي يا هبلة اتجوزها ازاي
هدأت كأنها تفكر فيما تقول.. او كأنها لم تستيقظ بعد.. اغلقت عيناها ثم فتحتهم.. استوعبت كل ما حدث
عندما رآها هدأت.. تركها.. وتمدد بجانبها. ويتفس بسرعة.. فهي قوية جدا وثائرة ايضا
هدأت ثم اڼفجرت في الضحك.. اخذت تضحك وتضحك.. وشاركها في الضحك.. فقد انسته بجنانها ماسمعه منذ قليل..
سكت ومازالت هي تضحك وتأملها وهي تضحك.. كل مرة يراها تضحك يقع في حبها من جديد...
رجع للواقع.. على صوت باب الحمام وهي تخرج منه مرتديه رداء الحمام الروز الخاص بها
اكيد جين صحتك يا حبيبي..
اسفة....
هعديها.. علشان الي حصل بعد الجنون ده .. عجبني اوي
وابتسمت
قطع هذه اللحظة صوت جين
ابتهد عنها
روحي شوفي بنتك.. هاخد شاور.. وانزل على الشركة
استيقظ.. .. وهي تسند علي باب المنزل.. خرج من حضنها متأملا ملامحها.. قبل جبينها... ما ان ابتعد.. حتي فتحت عيناها.. مخضۏضة
في ايه.. انت كويس
اهدي.. انا كويس..
تنهدت.. الحمدلله..
نظر لها وابتسم
مالك
بحبك
خجلت ونظرت للاسف.. رفع ذقنها بيده
اوعي توطي راسك ابدا ولا تتكسفي مني
لازم اروح.. بابا..
حاضر.. بس عايز حضڼ واحد وبس
نظرت له بدون كلام
احتضنها
انتي مش عارفة انا كنت محتاجك اد ايه..
ربتت علي ظهره بحنية
انا جنبك علي طول
تنهد واخرجها من حضنه
يلا اوديكي لابوكي.. يلا.. احسن ما اتهور.. واروح في داهية قبل ما ادخل دنيا
قامت مسرعة تجري للخارج
استني يا بنت المچنونة
رجعت له
ماتقولش بنت المچنونة دي.. ماتشتمش مامي..
امال اقول ايه انشاء الله
عادي قول يا مچنونة وبس
يا هبلة دي شتيمة.. مش مدح
اخرجت له لسانها.. مالكش دعوة عجباني
يلا يا بنت. ال.. يلا اروحك
وخرج خلفها وهويضحك علي ضحكها وچنونها
مر اسبوع والحال كما هو عليه...
لكن هذا اليوم وصل يحيى لمكان زوجة واخت يوسف.. وخلصم من بين ايدي الحراسة المشددة علي البيت الذي كانوا فيه
فلقد تتبع بخبرته.. خطوط من خمس سنوات قادته اليهم
وما ان رآهم امام عينه حتي اخذهم الي المخزن وامر بإحضار الطبيب لاجراء عملية ازالة جهاز التصنت
ما ان وصلا للمخزن.. امام باب الغرفة
هو احنا فين.. وانت مين
اهدي يا مدام روبا... انا صاحب يوسف
يوسف.. يوسف.. .. وخطڤونا
احتضنت اخته مرام البالغة من العمر 17 سنة..
لا يا مدام.. يوسف عايش خمس دقايق وتشوفيه
اجابت بلهفة وهي تمسح دموعها
دا بجد.. يعني.. يعني هو عايش
اه والله بس اهدي وهدي مرام.. وهدخلكوا.. انتظروني
هنا.. اشار للحرس.. ودخل عنده
فتح يوسف عينيه.. فالفترة الماضية.. تحسنت حالته من ضړب سيف له..
اندهش عندما وجد يحيى وحده عنده. وابتدي يتحدث معه.. اتسعت عينيه.. بسبب جهاز التصنت
ما تخافش.. خلاص كل حاجة خلصت..
قصدك.. قصدك ايه
اقترب منه واحتضنه
قصدي ان مراتك واختك بره.. هتشوفهم.. والدكتور هيدخل يشيل جهاز التصنت ده
هههههههه. ضحك بأعلي صوته.. بتتكلم بجد صح..
لسه فيك العادة دي.. لما بتفرح بتضحك
روحي ردتلي تاني يا يحيى.. هاتهم يا يحيى دخلهم
استني بس.. اصلي عايز ابعت رسالة ليهم.. اذا كنتوا فاكرين انكوا زمان.. فانا خدت روح اخوك بإيدي.. عملت من صنعة اسبوع بحاله.. ههههه... ومحاولة قټلك لسيف فشلت.. بس حظك ان سيف اټخانق مع اهله.. بس انسى انك تعرف تسيطر علي حاتم
على الجهة الاخرى
يجلس خلف جهاز التسجيل يسمعرمايحدث
اخذ يكسر في الغرفة... وما ان هدأ
هههههه شكلك مستعجل علي موتك.. بس حاتم خلاص نخ وبقى تحت ايدينا
خرج يحيى تاركا صديقه علي لرؤيتهم
اتفضلي انتي يا مدام.. وسيبيلي مرام اتكلم معاها شوية
فتحت الباب ودخلت.. وجدته أمامها بشحمه ولحمه.. يقف يبتسم لها.. فاردا ذراعيه لها.. جرت بسرعه .. ودموعهم تسري...
وحشتيني... وحشتيني اوي
.. تلمس خده وهو يغمض عينيه 
وانت كمان وحشتني..
احتضنها مرة اخرى..
عارفة لولا اني مزروع فيا جهاز تصنت.. كنت عملت حاجات كتير اوي.. ومشتاقلها اكتر
ابتسمت بخجل وسط دموعها
ابتلع ريقه بتوتر
واخرجها من حضنه..
انتي.. انتي كنتي
نزل.. نزل بعد شهر ما خطڤونا.. ما استحملتش
ناحتضنها بشدة واخذا يبكيان علي طفل لم يرياه..
انا اسف.. والله اسف
اوعى.. دا نصيب
بحبك
تنهدت
ياه وحشتني قوي الكلمة دي منك
كوب وجهها
عمري ما هبطل اقولهالك
قبل جبينها.. لانه يعرف ان اقترب اكثر
لن يستطع الابتعاد.. انها خمس سنوات.. اشتياقه وشغفه كبير
فين مرام..
بره
هاتيها يا حبيبتي
حاضر
ابيه
احتضنها وحملها
روح قلب ابيه.. كبرتي يا مرمر
وحشتني يا ابيه
انا وحشتني ابيه دي جدا
ثم احتضنهم الاثنتين..
احممم... يلا يا يوسف علشان نشيل جهاز التصنت
اخرجهم مقبلا جبين كلا منهم
يلا روحوا مع يحيى..
مش هتتأخر
عمري ما هتأخر تاني
خرجوا وازال الطبيب جهاز التصنت
يعني خلاص
خلاص يا سيف.. شلنا الجهاز...
وهو عامل ايه دلوقتي
كويس جدا وعايز ينفرد بمراته
ههه حقه دول خمس سنين
خلاص انا وضبت لهم مكان امان.. ساعة ويعمل الي هو عايزه
ههه ربنا يكرمه.. سلام بقى دلوقتي
سلام
ما ان دخلوا غرفتهم في المنزل الآمن.. ونامت مرام في غرفتها
حتى سحبها بدون كلام .. ..
بعد وقت طويل
ممدد على السرير ويحتضنها واضعة رأسها علي صدره
تنفس بعمق مستنشقا رائحتها
وحشتيني اوي
لم ترد عليه
حبيبتي.. انتي كويسة
اماءت علي صدره فقط
ارتاحي يا روحي... وقبل شعرها.. وزاد من احتضانها.. وناما براحة لاول مرة منذ خمس سنوات
مر شهر.. وتعمق حاتم معهم في الامر.. حتي اطمأن الطرف الاخر بسيطرته عليه
نزل سيف شركاته الخاصة به.. ومعه يحيى
اما يوسف مازال في البيت الآمن مع زوجته واخته يعمل من هناك وعلى دراية بما يحدث
يحاول حاتم تهدئة اوضاع والديه سواء وادا سيف او حور..
كان جالس خلف مكتبه.. يعمل بتركيز شديد
حتي رن هاتفه.. ما ان رأي اسمها حتى ابتسم وفرح قلبه
حبيبي
اه.. الحقني.. يا سيف.. اه ھموت.
لم يسمع كلمة اخرى.. نزل بسرعة اخذا سيارته.. متوجها الي القصر
يتصل بها بعد انقطاع الخط لكن لا يوجد رد
اتصل بالحرس
انتو فين يا .. دخل الغرفة..
وجد هبة بيتزا
مرمية علي الارض.. وشراشف السرير كذلك.. يبدوا ان احدا حاول النهوض من الارض ممسكا بأي شى حوله وجد هاتفها ملقيا علي الارض... لم يرها حتي الان.. تقدم بخطى بطيئة.. للجاتب الاخر من السرير.. وفزع لما رآى
وجدها ممدة علي بطنها وشعرها يغطي وجهها
اقترب بسرعة ينادي عليها بلهفة شديدة... ورفعها من هلي الارض
حور
لم يكمل كلامه من هول ما رآى... وجه شاحب بشدة... .. حملها سريعا.. وجد بقعة دماء كبيرة اسفلها
شل عقله فماذا حدث...
حملها سريعا... ونزل مسرعا غاضبا... هادرا في الحرس
افتحوا الباب يا اغبية.. افتحوا الزفت ده
وضعها في السيارة برفق... وركب بجانبها... وساق بأعلي سرعة
وعربيات الحرس خلفه
حور.. حور فوقي.. ايه الحصل
يا ربيييييي. صړخ عاليا يضرب عجلة القيادة
امسك تليفونه بتوتر
الو.. مشيت...
بسرعة تجهزلي افضل دكاترة في المستشفي.. حور بتروح مني
في ايه
مش وقت زفت اسئلة.. اخلص
اجفل يحيى من صراخه ركب سيارته سريعا.. وتوجه ناحية المشفى... متصلا بالادارة هناك مجهزا كل شيء
دخل سريعا للاستقبال.. ما ان دخل حتى رأته ريم
اقتربت منه متعجبة.. لم يخبرها انه آت
يحيى.. في ايه
الټفت لها..
حور.. سيف كلمني وقالي اجهز دكاترة.. حور جية
اجفلت ريم
مالها.. مالها حور
مش..
لم يكمل فقد شاهدوا هذا الهائج والاطباء يجرون لاستقباله بالترولي.. حاملا العصفورة بين يديه... مازالت الډماء تتسرب منها خلفهم... وشحوبها يزداد
وضعها علي الترولي.. وأخذها الاطباء لغرفة العمليات سريعا.. ذهبت ريم مسرعة معهم.. متخطية صډمتها سريعا
وقف ينظر لطيف الترولي الذي اختفى... يديه ملوثة بدمائها الغزيرة التي تنزفها يقف مدهوشا.. فيدعي ان يكون كل هذا حلم
وحرسه خلفه
اقترب بحيى منه بحذر.. آمرا الحرس بحراسة جناح حور. والباقي امام المشفى... ومازال الآخر مكانه
ربت علي كتفه... هنا شعر ان كل ما حدث حقيقة
وقع علي ركبتيه فجأه.. ناظرا للفراغ
سيف.. قوم واهدي.. هي محتاجاك
لو راحت.. هروح وراها
جلس بجانبه... لم يكمل حديثه لانه جاءه اتصال.. وضع التليفون علي اذنه
ههه سيف... اسمك حلو
تعجبت ملامح سيف..
مين
اندرو
يعني مين
كابوسك... ابقى عرفني العزا فين... اصلي بحب اعمل الواجب.. اصل الجرعة كبيرة.. ونوعية السم دي نادرة.. فما تقلقش مش هتقوم منها... ههههههه. واغلق السكة
ثار سيف
يا ابن ... وديني لاقټلك يا بن 
وذهب سريعا ناحية غرفة العمليات يريد الدخول.. وجد ريم تخرج.. علامات الحزن علي وجهها
تحدث بتوتر
ححور.. حور عاملة ايه
رفعت نظرها ليحيى الذي شجعها علي الكلام حتي لايقف قلب سيف
ډمها فيه سم مش عارفين نخلص منه بس الحمدلله.. هي كانت حامل في شهر
تقهقر سيف.. حتى استند علي الحائط.. رادفا بتوهان
كانت
السم اتركز في الرحم بسرعة.. والا كان قضى عليها.. والتزيف الكتير سببه ده.. لازم نخلص من السم.. هو دلوقتي اتركز في الرحم
نظرت لعيني سيف الذي يستمع لها بروح خاوية
لازم نستأصل الرحم.. علشان نخلص من السم
شيلوه.. المهم هي هي ترجعلي وبس
دخلت ريم مسرعة.. ولم تمضه علي الورقة... وبدأت اجراءات ازالة الرحم
لم ينطق بكلمة... سند على الحائط خلفه... اغمض عيناه متذكزها
جالسين امام التلفاز.. وهي ترتدي فستان قصير جدا... يكشف مفاتنها بغزارة
يجلس علي الاريكة.. وهي وفي حضنه.. تتشاك ايديهما وكذلك اقدامهما... يستمعان لفيلم عائلي جميل.. فيه طفل رائع الجمال
نظرت له بعيون تتسع عند الدهشة والفرح
سيف
عايزة بيبي ولد.. العب معاه.. ويكون حلو.. ولون عنيا
ملس علي خدها..
هههاشمعني لون عنيكي... مش لون عنيا...
علشان تحبه زيي... بالظبط.. زي مابتحب لون عنيا انا.. وتسرح فيهم
قبل عينيها بشغف
وليه مش بنت
كشرت
لا مش دلوقتي.. علشان هتحبها اكتر مني.. وعايزة عنيها يبقوا زيك.. علشان ماتسرحش فيهم
اڼفجر ضاحكا..
 

 

تم نسخ الرابط