روايه دموعنا
المحتويات
وكأنه لا يريد مفارقتها وقفت ياسمين تنتظره وقد وضعت يدها على قلبها وارتسمت ابتسامه على ثغرها فجأة شعرت بمن يطوقها بذراعه من الخلف ويضع كفه على فمها حاولت التخلص منه فلم تستطع حاولت الصړاخ فجاء صړاخها مكتوما شعرت بأنه يجرها فى اتجاه سور الحديقه التفتت اليه وهى تحاول التخلص منه لتفاجأ بوجه مصطفى نظر اليها بعينين تشعان كرها وقال
حياتى قصاد حياتك يا ياسمين انتى اللى عملتى كده فى نفسك لو مكنتيش هربتى منى مكنش ده كله حصل
حاولت التحرر منه لكنه كان يطبق عليها بقوة فجأة صړخ من الألم عندما تمكنت من عض يده التى تكمم فمها حتى سال الډم منها أفلتت منه وأخذت تجرى فى اتجاه الفيلا وهى تصرخ
جرى عمر فى اتجاهها وتلقاها بين ذراعيه باكيه وهى تشير الى اتجاه السور وتقول
مصطفى مصطفى هنا
جرى عمر فى الاتجاه الذى أشارت منه ياسمين أسرع مصطفى بالجرى وتسلق سور الفيلا وقفز من فوقه الى الجانب الآخر بسرعة لم ينتبه الى تلك الدراجة الڼارية التى أتت فى اتجاهه وتسير بسرعة چنونية ارتطمت به لتدفعه بقوة عدة أمتار قبل أن يسقط على الأرض والډماء ټنفجر من رأسه التى ارتطمت بالأرض بشدة ليسقط چثة هامدة
رحلت الشرطة بعدما أخذوا أقوال ياسمين التى بدت مضطربة للغاية جلست ياسمين على احدى الأرائك وهى مازالت لا تستطيع ايقاف رجفة جسدها جلس عمر بجوارها ولف ذراعيه حولها وقبل رأسها قالت كريمه بأسى
قالت ثريا بضيق
كان ملنا ومال المشاكل دى ما كنا فى حالنا
نظر اليها عمر پحده وجذب ياسمين من يدها واستأذن من الجميع وصعدا الى غرفتهما ألقت ياسمين بنفسها فى حضنه وطوقت رقبته بذراعيها بشدة أحاطتها بذراعيه وطمأنها قائلا
خلاص يا ياسمين متخفيش
قالت بصوت مرتجف
خفت أوى لما شوفته ولما كتفنى معرفش كان ناوى يموتنى ولا كان ناوى يعمل ايه
قال عمر بحنان
خلاص انسى متفكريش فى الموضوع ده تانى خلاص ماټ ومعدش هيقدر يأذيكي تانى
جذبها عمر قائلا
قالت بلهفه
لازم تروح دلوقتى
أيوة معلش عشان أبقى مطمن
أومأت برأسها خرج دخلت الى الفراش وقد شعرت بأنها مرهقة للغاية حاولت السهر لتنتظره لكنها لشدة تعبها استسلمت لنوم عميق
فى اليوم التالى زارتها أختها للإطمئنان عليها كانت ياسمين أفضل حالا قالت ريهام
سبحان الله فى ناس كده بتعيش مؤذية وټموت مؤذية
قالت ياسمين بخفوت
ربنا يرحمه بأه ويغفرله
الحمد لله ان ربنا حماكى امبارح ونجاكى منه
الحمد لله
رحلت ريهام بعدما اطمئنت على أختها جاءت الخادمة لتخبر ياسمين أن هناك من يتصل بها على تليفون المنزل استغربت بشدة فمن يعرفها سيقوم باللإتصال بها على الموبايل مباشرة كمان أنها لم تعطى أحدا تليفون المنزل بل هى نفسها لا تعرفه أخذت الهاتف من الخادمة كانت تقف فى الردهة الواسعة بالأسفل قالت بإستغراب
أتاها صوت انثوى
هاى انتى ياسمين
أيوة أنا مين حضرتك
أنا نانسي خطيبة عمر
شعرت ياسمين بمزيج من الدهشة والغيظ فهى ليست خطيبته بل خطيبته السابقة قالت ياسمين ببرود
أفندم حضرتك عايزانى فى ايه
قالت نانسي بغل
عايزة بس أقولك حاجه يا مدام ياسمين اذا كنتى فاكره ان عمر نسانى تبقى غلطانه عمر مستحيل ينسانى انتى متعرفيش ايه اللى حصل بينى وبينه فى بيت المزرعة
صمتت ياسمين للحظة ثم قالت پغضب
مسمحلكيش تتكلمى عن جوزى بالطريقة دى
حاولت نانسي بث سمومها مرة أخرى فقالت
حتى لو قولتلك انى عندى دليل على اللى أنا بقوله
قالت ياسمين بثقه وبدون تردد
أنا واثقة فى جوزى جدا وفى أخلاقه وميهمنيش الدليل اللى بتقولى انه معاكى لانى مستحيل أصدقك حتى لو عمر قالى الكلام ده بنفسه مش هصدقه لو سمحتى
متتصليش ببيتي تانى يا إما هعملك مشاكل انتى مش قدها
قالت ذلك وأنهت
المكالمة وهى تشعر بالحنق وقفت تستعيد هدوءها للحظات ثم التفتت لتجد عمر فى مواجهتها تبادلا نظرة طويلة صامته كانت ملامحه خاليه من أى تعبير ولم تستطع فهم نظرته قال
مين اللى كان بيتكلم
قالت بصوت خاڤت
نانسي
قالتلك ايه
ابتلعت ريقها قائله
كانت بتحاول تقنعنى ان فى حاجه حصلت بينكم فى بيت المزرعة
نظر اليها قليلا ولكن بصمت ثم تركها ودخل مكتبه حيث كان ينتظره والده فى الداخل اندمجا معا فى العمل وقضت ياسمين يومها بصحبة كريمة كانت ياسمين تفكر فى مشكلتها مع عمر ترى هل سيسامحها يوما هل سيلغى فكرة الطلاق من رأسه أم مازال مصر عليها كانت حائرة مشتتة لكنها لم تخبر كريمة أو أختها أو حتى سماح لوجود مشكلة بينها وبين عمر فى المساء بعد العشاء استأذنت ياسمين وقالت أنها متعبة وتريد النوم قالت كريمة
هتنامى بدرى كده مش عادتك
قال نور بإهتمام
تعبانه ولا حاجه يا ياسمين
قالت بسرعة
لا يا عمو أنا كويسة بس حسه انى عايزة أريح شويه
قالت كريمه بحنان
طيب يا حبيبتى تصبحى على خير
تصبحى على خير
قبل أن تغادر ألقت نظرة على عمر الجالس فى مكانه والذى بدا عليه الضيق لكنه لم يعيرها أى انتباه بعد ساعتين صعد عمر الى غرفتهما لم يجدها بالداخل وسمع صوتا فى الحمام توجه الى الشرفة وفتحها ووقف فيها فجأة شعر بحركة خلفه استدار لتتسع عيناه من الدهشة أسند ظهره الى السور كانت ياسمين ترتدى فستان زفافها وهى بكامل زينتها كانت تبدور كأميرة بل كملكة متوجة أحسنت وضع زينتها فكانت فى أبهى صورة وقفت على باب الشرفة تطلع اليها عمر وعيناه تلمعان اعجابا وانبهارا لكنه بقى صامتا كما هو لم يوجه اليها كلمة ولم يقترب منها أتعبها هذا الصمت الذى طال فإقتربت وقفت على بعد خطوتين منه قطعت هذا الصمت وهى تتطلع اليه قائله
أنا آسفة يا عمر عارفه انك زعلان منى أوى بس أنا آسفة
قطع صمته وقال بهدوء
أنا مش زعلان منك يا ياسمين أنا مجروح منك
نظرت اليه برجاء وقالت
انت قولتلى انى مكنتش صريحة معاك وده صح فعلا وقولتلى انى مكنتش واثقة فيك وده صح فعلا انا مكنتش بثق فيك زى ما أنا بثق دلوقتى بس انت قولتلى انى محبتكش انت غلطان يا عمر
ثم قالت بصوت متهدج
انا بحبك أوى يا عمر ازاى مش حاسس بيا
قال بهدوء وهو مازال بعيدا عنها
انا مشفتش منك حاجه تدل على الحب ده يا ياسمين أنا اللى كنت طول الوقت بقربلك وانتى اللى كنتى بتبعدى
نظرت اليه پألم وقالت
آسفة بجد اتصرفت غلط سامحنى بأه يا عمر
اقتربت منه خطوة ونظرت الى فستانها وتطلعت الى عينيه قائله بهمس
عمر أنا أول مرة ألبس فستان فرح أنا لابساه عشانك انت عشان انا عروستك
قال بدهشة
يعنى ملبستيش فستان فرح قبل كده
لأ
ليه
مكنتش حسه انى عايزة ألبسه
لانت ملامحه قليلا وهو يتطلع اليها فعلمت أنها حققت هدفا اقتربت منه أكثر وتطلعت اليه بحب قائله
متقنعنيش انك معدتش بتحبني لانى مش ممكن أصدق
لم يستطع الاستمرار فى غضبه منها والذى تبدد بالفعل ارتسمت ابتسامه واسعه على شفتيه فابتسمت له بسعادة وهى تتطلع الى عينيه التى لم تفارق عينيها لحظه
بدأ حياتهما وقد تعاهدا على المصارحة فى كل امور حياتهما
فى صباح اليوم التالى أيقظها عمر بطريقته الخاصه ثم تركها وفتح الدولاب وأخرج منه علبة قطيفه وعاد الى جوارها ألبسها شبكتها ودبلها وألبسته دبلته ضحكت قائله
أول مرة فى حياتى أشوف عروسة بتلبس شبكتها فى السرير
الحفلة بعد تلت أيام ان شاء الله لو تحبي ألبسهالك تانى فى الحفلة مفيش مشكلة
ابتسمت قائله
لأ هتكسف تلبسهالى أدام الناس دى كلها وبعدين انت خلاص لبستهالى
لمس السلسلة التى لا تخلعها من رقبتها أبدا وقال
أيوة كده خليكي لبساها على طول مش عايزك تقلعيها خالص
قالت بدلال
حاضر يا حبيبى
مسح بيده على شعرها وهو ينظر اليها بحنان قائلا
ليه ما قولتليش
نظرت اليه وقد فهمت ما يرمى اليه فابتسمت فضمھا الى صدره فى حنان
حضرت عمته فنزل عمر و ياسمين التى كانت تبدو مختلفة فرحة سعيدة مبتهجة كانا يشبكان أصابعهما ببعضها البعض ألقت عليهما ايناس نظرة حقود ثم أشاحت بوجهها فى عصبيه أيضا ثريا كانت ترمقهما بنظرات غير مريحة قالت ثريا ساخرة
ايه عروستك وخداك مننا ولا ايه
تنهدت ياسمين فى ضيق فقال عمر
ايه لزمته الكلام ده يا عمتو ما انا معاكوا أهو
التفتت اليها ثريا وقالت بنبرة ساخرة
اللى يشوف كدة يقول عروسه جديده
احمرت وجنتاها خجلا وڠضبا فى
آن واحد قال عمر بتحدى
هى فعلا عروسة جديدة
نظرت اليه ثريا قائله
آه عروسه فرز تانى
كادت ياسمين أن تغادر لكن عمر أوقفها ولف ذراعيه حولها وقربها منه ثم نظر الى عمته قائلا بتحدى
يعني ايه فرز تانى
يعني يا حبيبى كانت متجوزة قبل كده
قال
عمر بحزم
لأ مكنتش متجوزة قبل كده
رفعت ياسمين نظرها الى عمر قائله
عمر خلاص
حاولت التحرر من بين ذراعيه لكنه أطبق عليها بشدة وقال لعمته
الأولانى ده ملمسهاش يعني ياسمين كانت بكر لما اتجوزتها
نظرت اليه عمته بدهشة
وقد ألجم لسانها أما ايناس فقد شعرت پحقد فوق حقد فأكمل عمر بصوت هادر
يعني مفيش داعى لكلامك وتلميحاتك كل شوية هى متفرقش حاجه عن أى بنت تانية بتتجوز لأول مرة لأ مش بس كده هى أفضل من بنات كتير أوى بتتجوز لأول مرة مراتى مش زى أى بنت هى بنت غالية أوى وعالية أوى وقيمتها عندى كبيرة أوى لانها عاشت طول عمرها تحافظ على نفسها من مجرد لمسة ايد ممكن تغضب ربنا عاشت وهى بتبص للحلال والحرام وتميز بينهم حافظت على نفسها لجوزها وبس وأنا معرفتش ان ربنا بيحبنى الا بعد ما رزقنى بيها لان الطيبون للطيبات ومش عايز الموضوع ده يتفتح تانى أبدا
ابتسمت كريمه التى كانت تشفق على ياسمين من معاملة ثريا شعرت ياسمين بالسعادة ودمعت عيناها فرحا وهى ترى زوجها يرفع من شأنها أمام أهله ويتحدث عنها بتلك الطريقة لم تبالى بنظرات أحد وألقت برأسها على صدره قبل عمر رأسها ومسح على شعرها فقامت ايناس لتغادر مع ثريا التى تعللت بأن لديها بعض الأعمال الهامة وما هى الا حجه بعدما أفلست وألجم لسانها ولم تجد ما تقوله من كلمات
أتى يوم الحفل فى صباح اليوم بدا الجميع مهتما بتفاصيل اعداد الحفل كانت ياسمين مع ثريا و ريهام فى غرفة المعيشة يتناقشون حول بعض تفاصيل الحفل عندما أتى عمر قائلا
ياسمين فين البدلة بتاعتى
التفتت اليه قائله
فى الدولاب يا عمر
لأ تعالى شوفيها
قالت بدهشة
أنا واثقه انها فى الدولاب
قال بإصرار
طيب تعالى شوفيهالى
صعدا معا الى غرفتهما وكادت أن تتجه الى الدولاب لكنها أوقفها وأطبق ذراعيه حولها قائلا
وحشتيني
ابتسمت قائله
كنت بتستدرجنى يعني
ابتسم بخبث ومرح وقال
أيوة الله ينور عليكي كنت بستدرجك ودلوقتى انتى وقعتى أسيرة فى ايدي
ابتسمت بسعاده و بعده فترة قالت
ممكن
متابعة القراءة