حسن شاهين بقلم دهب
المحتويات
به مزال سالم يشغل تفكيرها تريد
ان ترآه فقط تريد ان تفهم منه لم قال لها ان وليد
لم يكن هو المذنب
الوحيد وهي أيضا مذنبه معه
هل يشك بها توجس عقلها بريبه من هذا الحديث الذي تسمع صدئ صوته في اذنيها ممكن ان يكون وليد كڈب في الحديث عنها واخفى حقيقة فعلته الدنيئة معها مما جعل سالم يثور هكذا في الحديث
وهل فعلا صدق وليد
كان يستلقي على الفراش وهو يرتدي ثياب بيتي مريحة كان يعبث في لاب توب امامه بلا أهداف مزال عقله معها بعد كل شيء يشغل تفكيره
أغلق الاب توب بتنهيدة محارب أرهقته حربا هو محاربها الوحيد في ساحة لا يعلم بها من عدوه
ومن رفيقه !
سمع طرق على باب غرفته ابتسم ساخرا على تدقيق اذنيه في هواية الطارق
حياة
مميزة في كل شيء حتى طرقات الباب من على يديها لها لحن خاص على مسامعه يميزها سريعا
على الفراش ويضع يديه تحت راسه وعيناه مسلطه على الباب بانتظار دخولها بملامح خاليه من اي تعبير
دخلت بخطوات بطيئة ومن ثم اغلقت الباب بهدوء ورفعت عينيها عليه بحرج وجدته مستلقي على الفراش بهدوء وينظر لها بعدم اهتمام همست بحرج
سالم انت كنت نايم
رمقها بجفاء ورد ببرود
فوجدت ان الهروب اسهل الآن
من امام عينيه المتفجرة بها بدون هوادة عليها
خلاص بقه مش لازم الصبح نبقى نتكلم بعد
إذنك
خطت خطوتين في داخل الغرفة حيث خارجها
نهض سالم من على الفراش وقطع المسافة بينهم سريعا وهو يمسك ذراعها موقفها أمامه
ببرود وهتف بتوبيخ لها
انت هتفضلي جبانه كده لحد امته جاي هنا عشان توجهيني يبقى لازم تبقي قد الموجهه مش
احتدت بنيتاها وهي تهتف بحدة
انا مش جبانه ياسالم مسمحلكش
ومن امته وأنت بتسمحيلي اقرب من حاجه تخصني من أمته وأنت مراعيه وجودي في حياتك من امتى ياحياة من امته صړخ بها بتشنج ملحوظ
ترك يدها بنفور ومد يده على المنضدة مشعل سجارته پغضب نفث منها دخان رمادي قاتم
وهو يوليها ظهره متحدث بصوت سأم من شدة الحزن
اغمض عينيه بالم وهو يعود فتحهم بتعب
نفث دخانه الرمادي بقوة
ذكريات حسن لسه محتفظه بيها كل ماكنت منك بشوف في عينك حبك لاخويه وندمك على جوزنا وقربي منك
نزلت دموعها وقالت بتبرير
سالم بلاش تظلمني انت
لازم تقدر اني كنت في يوم من الأيام مرات حسن اخوك
وانا وانت مش هنقدر ننسى حاجه زي دي لازم تقدر ده
وضع سجارته فالمنفضة ليرد عليها بدون ان يرفع عينيه نحوها وكانت بينهم مسافة ليست كبيرة
اقدر طب وأنت ليه مش قادره تقدري اني راجل
اتسعت عينيها من التصريح الغريب على لسانه سالم انت بتقول إيه ان
قطع المسافة التي بينهم في لحظة ممسك ذرعها بقوة بين كف يده وهدر بها بانفعال
بقول الحقيقي اللي بشوفها في عنيك اني مش راجل في نظرك اني مش من حقي اكون جوزك
مش من حقي امحي حبك لاخويا وعيش معاكي زي مأنا عايز اني مش من حقي اكون مصدر ثقه زي حسن زمان واني كمان مش من حقي اعرف بزيارة وليد ليك في شليه اسكندريه اني مش من حقي
مش من حقي اي حاجه فيك دايما بشوفها
بشدة متسرعة بقوة إنهارت حصونه أمامها وهو يقول بۏجع امام عينيها المصډومة من حديثه وما يعتريه ويخفيه عنها
تعرفي ساعات بحس اني كمان مش من حقي ارتاح في حياتي وبذات معاك
نزلت دموعها بلا توقف على وجنتيها الشاحبة من اڼهيار كلماته امام نظرته المستاءة منها شعرت بنغزة حادة إصابة قلبها المدمر من اجله
هي سبب أوجاع قلبه هي من وصلت به وبها الى هنا على ماذا تلوم وهي الملامة
هنا
اوصلت له كل شيء يألم ويجرح كرامة اي رجل واذا كان رجلا مثله وبشخصيته حتما تتضاعف المه أكثر
همست بعد برهة من الصمت بترجي وعجز
حقيقي
انا آسفه
أبتسم بسخرية لا بل تحولت البسمة لصدى ضحكه متهكمة من جملتها حدج بها بعد ان اختفت ضحكته
الباردة من على محياه
اسفه خليك واثقه ان مش اي أسف يمحي الۏجع يا يا حياة رفع حاجباه وانزلهم سريعا
وهو ينظر له باستهجان
واسبلت بنيتاها أرضا بحرج فماذا ستفعل بعد تلك النظرات والحديث
البادي برفض اي مصطلح جديد تريد خوضه معه
هو في نهايه على حق وهي على حافة الباطل تترنح ماهي الكلمة المناسبة له وهل هناك كلمة تصلح موقفها امامه
فاقت على صوت سالم وهو يقول بتعب
روحي نامي ياحياة الوقت اتأخر روحي نامي
لاني كمان محتاج انام ورتاح
سالم أنا
رفع كف يده أمامها وهو يقاطعها بنبرة مبهمه
كل حاجه وليها وقتها وانا محتاج وقت اراجع فيه علاقتنا من تاني
نظرت له پصدمة ثم حاولت اخرج صوتها الذي أختفى في اعماق الذهول بعد
تصريحه الواضح
عن الفراق يتحدث أملى عليها عقلها بصعوبة
ما استوعبه
تحدث سالم بتوضيح اكثر بعد ان راء تشنج قسمات وجهها الشاحب تنهد وهو يقول بستياء
احنا اتسرعنا في جوزنا انت مش هتقبلي وجود راجل تاني في حياتك غير أخويه وحياتك القديمه معاه وانا مش هقبل اكون مش راجل في نظر مراتي ولا هقدر استحمل وجود حسن وسطنا
وانا شايف ان الأحسن لينا احنا الإتنين إن
كل واحد فينا يروح لحاله وكفايه ۏجع لحد
كده عشان بجد تعبت
البارت الرابع عشر
حياة يا حياة يلا اصحي كل ده نوم
فتحت حياة عينيها بتعب وارهاق نظرت حولها بنيتان مرهقتان تساءلت سريعا وبلهفه
ريم هو سالم فين خرج ولا لسه في البيت
ابتسمت ريم وهي تهز راسها بستياء
ولله هبله وپتموتي فيه سالم ياستي خرج من الساعة سابعه الصبح وحاليا يايويو الساعة انتشر الضهر
نظرت لها بستفهام وحيرة
خرج ازاي لشغل دا النهارده تاني يوم
العيد
رفعت ريم حاجبيها باستغراب لتتذكر شيئا ما فقالت
ااه افتكرت لم كنت قعده مع حني كان خارج
وقال ادمنا ان عنده أجتماع مع واحد من شركة مقولة دا بقه اللي هيتفق معاه على
مقولة المصنع الجديد هو سالم مش حكيلك على موضوع الأرض اللي هيبني عليها مصنعه الجديد
نظرت لها بحزن ثم تنهدت بتعب قائلة بمرارة
من امته وسالم بيحكيلي على حاجه تخصه ياريم انت ناسيه يعني جوزنا كان إزاي مطت شفتيها بحزن واكملت
وهوه خلاص سالم قرار ينهي كل حاجه بينا
نظرت لها ريم بعدم استيعاب
ثم جلست ريم بجوارها على حافة الفراش وتساءلت بقلق
أي معنى الكلام ده ياحياة انا مش فهمه حاجه
نزلت دموعها وهي تتذكر حديث سالم مساء
وبلعت غصة في حلقها بمرارة وهي تعيد كل كلمة نطقها أمامها پغضب وانفعال
لماذا تبكي الان بكل هذا الندم الجالي عليهآ
الم تتشوق لهذا الطلاق من بداية ان عرض
عليها الزواج منه
قد مر شهرين على هذا الرابط الذي جمعهم تحت سقف غرفة واحده لن تنكر انه خلق داخلها عدة أحاسيس عديدة مختلفة لم تتذوقها إلا بجواره
حتى هناك ذكريات تحتوي على مشاعر دافئه ناعمة بداخلها تحثى بشوق دوما له كلما تذكرت اهتمامه وحنانه المبالغ فيه قسوته وبرودة ردود أفعاله معها العناد والتحدي من كلاهما
لمساتهم مشاعرهم في عدة دقائق تساوي العالم بأكمله لهم لكلا منهم ذكرة واحساس مختلف عن الآخر
هل بعد كل تلك الاحاسيس الذي تكن بها داخلها مزالت مهزوزة في إدراك حقيقة
فراقهم الذي سيتسبب بفوضة داخلها ولم تمر تلك المرحله مرور الكرام كما يظن كلاهما
ردي على ياحياة وكفايه سرحان انت قولتي ايه لسالم ولا هو قالك اي هزت ريم كتفها بخفه لتفيق من شرودها وهي ترمقها بنيتان تذرفان الدموع بعدم شعور منها
مسحت ريم دموع حياة بيدها قائلة بقلق
مالك بس ياحياة هو الموضوع كبير ولا إيه
سالم هيطلقني ياريم هيطلقني
ريم بقلق وذهول
إيه اللي وصل الموضوع مبينكم لكده اوعي يكون عرف موضوع حبوب منع الحمل
لا هو مضيق اني خبيت عليه موضوع زيارة وليد ليه في شليه إسكندريه
ابتعدت حياة عنها وهي تمسح وجهها بحزن
نظرت لها ريم قائلة بخزي من نفسها
انا آسفه ياحياة واضح ان انا كنت سبب المشكله اللي هتكبر بسببي
رفعت حياة عينيها عليها پصدمة ثم هتفت
پخوف من ان تخسر صديقتها الآن بعد هذا الحديث
المبهم عليها
نظرت لها حياة بارتياب واردات توضيح أكثر منها اخبرتها ريم كل ماحدث
تنهدت حياة بعد انتهى ريم من الحديث قائلة بامتنان
الحمدلله
نظرت لها ريم باستغراب
أنت بتقولي الحمدلله على إيه مش فهمه
قالت حياة
كنت فكره انك متفقه مع وليد او ريهام مش عارفه الشيطان صورلي اني ممكن اخسرك وتصدم فيك
فغرت ريم شفتيها وإتسعت عيناها قائلة پصدمة
انا ياحياة طيب مش هعتب عليك دلوقتي
لكن احكيلي ايه اللي وصل الموضوع مابينك أنت وسالم لفكرة الطلاق بسرعة ديه
غامت
عيون حياة مرة اخرة بحزن أعمق ثم
قالت بخفوت هحكيلك
يجلس في مكتبه شارد الذهن لا يصدق انه قرار الفراق بينه وبينها هل هو قادر ام مجرد حديث في لحظة انفعال فقط لن يتركها ولن يجرأ ولكن يهددها حتى تغير هذا العناد حتى تبدي بتمسك واصلاح زواجهم الذي أصبح على حافة الهاوية ېهدد بسقوط ان تم إهماله أكثر من ذلك هو على يقين ان المرأة اذا إرادة العيش مع رجلا تحت اي ظرف بينهم ستفعل المستحيل لتصلح العلاقة وتحارب لدوام استمرارها وهذا ما يألم رجولته ان حياة لا تحارب بل لا تحاول بتاتا
بفعل اي شيء لأجل استمرار زواجهم وكان الأمر
برمته لا يعني لها !
تنهد وهو يقنع نفسها انه يجب الإنتظار قليلا ليرى
آثار كلماته عليها ان كانت تريده ستفعل مثل اي امرأة
تحافظ على زوجها وبيتها من الهدم أمام عينيها وان كانت لا تريده حتما سترحب بقرار الطلاق !
قد ترك لها زمام الأمر في هذا الشيء وعليها ان تخبره عن اختيارها الذي لن يظهر إلا بالافعال
أنتبه لفنجان القهوة يوضع امام عينيه الشاردة
رفع عيناه على هذا الرجل الكبير المتقدم في العمر يعمل في المصنع
ساعي خاص بمكتب لإدارة باكمله
ابتسم له سالم قال بامتنان
تعبتك معايا ياراجل ياطيب ونزلتك انهارده من بيتك في ايام عيد واجازه
ابتسم العجوز قائلا بحب واحترام لرب عمله
ولله العظيم يابيه مازعلان ماانت عارفني مش بحب قعدة البيت خالص وبعدين دا انت جمايلك مغرقاني انا عمري ماهنسى وقفتك جمبي انا وعيالي ومساعدتك لينا و
قاطعه سالم بعتاب
عم حسين احنا قولنا إيه عيالك اخواتي الصغيرين وبعدين بلاش كلامك ده انت راجل طيب وربنا بيحبك وكان شيلك الأحسن وانا كنت مجرد سبب
ربنا يكرمك يابيه ويطول في عمرك
متابعة القراءة