فارسي
المحتويات
تتناوله وقالت
مكنتش متخيلة انى هلاقيه
أطلت نظرات الإشفاق فى عينيى أم فارس وقالت ب
حاجاتك اللى هنا فى الحفظ والصون مهما غبتى هترجعى تلاقيها
لمعت عينيى مهرة بدمعة ت لإخفائها وهى تتجه للثلاجة ووضعت فى الكوب بعض المياه الباردة وما أن انتهت حتى قالت لها أم
فارس
كنت عاوزه تسألينى على أيه يا مهرة
الكوابيس دى مش مريحانى يا طنط .. هو الدكتور فارس عنده مشكلة ولا حاجة
توترت وهى تردف
انا والله مش بدخل فى خصوصياته.. بس انا بخاف من أحلامى دايما وبصدقها علشان كده بسأل
هزت أم فارس رأسها نفيا وهى تقول مطمئنة
محكاش ليا حاجة خالص لو فى مشكلة كان أكيد حكالى ..أطمنى
يارب يكون كده فعلا
.. معلش يا طنط عطلتك.. أمشى انا بقى علشان عندى مذاكره كتير
كادت أن تخرج من المطبخ الا أن أم فارس تذكرت أنها لم تسألها عن أحوالها مع زوجها وخصيصا بعد المشادة التى حدثت بينه وبين فارس فوضعت يدها على كتفها من الخلف وهى تقول
شعرت مهرة بالحنق لمجرد ذكر أسمه وقالت بضيق
تفتكرى يا طنط أنا ممكن أفكر فى زعله بعد ما كان هيمد أيده عليا بعد أسبوع واحد من كتب كتابنا
عندما وصلت لهذه النقطة سمعت المفتاح يدور فى الباب ويفتح لتفاجأ بفارس يدخل ويغلق الباب خلفه وقد بدا عليه الإرهاق والهم الشديد بعد جلسته مع هانى منذ قليل ..ألتفت بتلقائية لينادى والدته فوجدها تهم بالخروج من المطبخ وقد احمرت وجنتاها خجلا للقاءه فى بيته نسى همه وأرهاقه وهو مازال واقفا مكانه خلف الباب المغلق وتسللت النشوة إلى قلبه تناولت حقيبتها بجوار الباب بارتباك شديد ووقفت تقول بخفوت
لم يتنحى جانبا لتخرج إنما ظل واقفا مكانه .. لا يعلم لماذا تسمرت قدماه وأبت أن تتحرك وقد ارتسمت النشوة والبهجة على ملامحة وقال
أزيك انت يا مهرة .. عاملة أيه
تحشرج صوتها وهى تتمتم
الحمد لله
كانت تتوقع أن يتحرك جانبا ولكنه لم يفعل ..أقتربت منه والدته وربتت على ه وكأنها توقظه من غفوته وقالت
ألتفت إلى والدته محدقا بها وكأنه لم يراها إلا الآن فقط أغمض عينيه وفتحهما ببطء ثم تنحى جانبا لتمر من أمامه وتحت ناظري قلبه الذى ي ليزيل الغمامة التى تعصب عينيه فتحجب عنه الرؤية الصحيحة لحقيقة مشاعره خرجت وأغلقت الباب خلفها مسرعة وصعدت الدرج فرارا ولكن من منا يستطيع الفرار من قلبه .
قائلا
مالها يا ماما فى حد ضايقها تانى
هزت رأسها نفيا وقالت
لا مفيش دى كانت بتسلم عليا بس
وقع بصره على الكوب الموضوع فوق رخامة المطبخ فارتسمت ابتسامة واسعة على شفتيه .. تقدم نحوه وأخذه ونظر إليه جيدا وهو يقول
طول عمرها مبتحبش تشرب غير من
الكوباية دى
نظرت له والدته بدهشة وهو يتوجه إلى الثلاجه ويصب فيه بعض الماء البارد ويشرب بشكل تلقائى ولكن بحماس شديد.. وبتلذذ!
أنتهى ووضعها مكانها كما هى وخرج ليبدل ملابسه تحت ناظري والدته التى كانت تدعو الله بقلبها أن يرزقه راحة البال
والقلب .
بمجرد أن جلسا حول مائدة الطعام قالت والدته
أومال مراتك مجاتش ليه يابنى لحد دلوقتى
عقد بين حاجبيه بضيق وقال
عاوزه تقعد فى بيت امها يومين
وكأنهما استدعاها حينما تحدثا عنها فلم يكد ينتهى من كلمته حتى سمع رنين هاتفه النقال أخذ الهاتف وأجابها فقالت على الفور
أيه يا فارس قافل تليفونك ليه
ظهرت الدهشة على وجهه وقال
أنا مقفلتش التليفون النهاردة خالص
تصنعت الدهشة وهى تقول
معقوله أومال كان بيدينى مغلق ليه
ثم استدركت وهى تقول
أومال أنت كنت فين من ساعتين كده لما كان بيدينى مغلق
كنت مع المتهم بتاع قضية ال
أدعت المرح وهى تقول
شكلك كده وافقت على القضية
هز رأسه نفيا وهو يقول
لاء رفضتها
أبتلعت ريقها بصعوبة فهذا ما كانت تتوقعه إلا أنها كان لديها بصيص من الأمل فى أن ي ا ويريحها مما هى مقدمة عليه .. قالت بتماسك
بلغت والده بالرفض ولا لسه
لا لسه لما أروح المكتب بالليل هخلى السكرتارية تبلغه علشان يجى كمان ياخد الأوراق بتاعة القضية
شعرت بالوهن يدب فى أوصالها فهاهى ستضطر أن تلجأ إلى أكثر شخص تبغضه على وجه الأرض وسمعته ينهى المكالمة قائلا
طب معلش يا دنيا هقفل دلوقتى علشان ألحق أخلص غدا وأنزل
قالت بلهفة
رايح المكتب بدرى كده
لالا أنا عندى ماتش كده مع الدكتور بلال وعمرو ويمكن اروح المكتب متأخر شوية ..يلا سلام
أنهى مكالمته بينما قالت والدته باهتمام
ليه يا فارس هتسيبها تقعد لوحدها يابنى فى حاجة مزعلاها ولا ايه ..طب شوف ايه اللى مزعلها .. مينفعش تقعد لوحدها كده ..دى دلوقتى بقت يتيمة يا فارس
نظر لها فارس وهو يشعر
بالإشفاق تجاه والدته لطيبتها الزائدة حتى مع من يسيئون معاملتها وقال
مفيش حاجة يا ماما.. هى طلعت فى
متابعة القراءة