رواية براثن اليزيد

موقع أيام نيوز


راحم
اقتربت منه والدموع تكونت خلف جفنيها ثم تحدثت بحنان ولهفة
بعيد الشړ عنك من 
ماذا تريد من قلب لم يرى منك إلا الحزن!
مر أسبوع بعد عودتهم وكأنه سنوات شعر بأنهم لم يكونوا أيام قليلة غفا بهم بل كانوا سنوات تمر ببطء شديد بسبب تجاهلها له ومعاملتها الباردة معه حاول بكل جهد أن يتحدث معها في أي شيء ولكن دون جدوى لا يقابله منها سوى البرود والهدوء التام حاول أن يفعل كل ما كان يفعله في السابق ليجعلها ترضى ولكن تقابله بالتجاهل وإذا أجابت تجيب بأن ليس هناك داعي لما يفعله!..

لقد ارهقه ما حدث يعلم أنه مخطئ من جميع الإتجاهات وهذه ليست المرة الأولى التي يخطئ بها معها ويقول كلمات لا تليق بامرأة
نقية كهذه ودائما تسامحه على أخطائه ولكن هذه المرة صعبة للغاية وهو مهما حدث إنسان يطمع في المسامحة فبعدها عنه بهذه الطريقة البشعة يقطعه إلى أشلاء مصغرة رؤيتها بهذا البرود تجاه الجميع ونظرة الحزن لا تفارها يجعله يود قتل نفسه لما تسبب به ولكن هو لا يستطيع التحكم بغضبه ليس له حيلة في ذلك هو أحيانا يخطئ بحق نفسه عندما يكن غاضب ولا يستطيع التعديل على هذا الأمر..
ولكن بعد ما حدث قطع وعدا على نفسه أنه سيحاول جاهدا أن يتخلص من هذه العادة السيئة فقط لأجلها والآن عليه أن يفكر ماذا سيفعل مع مروة حياته ليقضي على هذا التجاهل الآتي منها وتعود زوجته المرحة المحبة إليه..
ولكن هناك ما يشغل تفكيره أيضا!.. لماذا لم يتحدث معه عمه أو فاروق هل صرفوا نظرهم عن هذا الموضوع عندما وجدوه متعب ولا يستطيع التحمل أكثر أم أنهم ينتظروا لتتحسن الأمور أم ماذا..
على أي حال هو يعلم 
نظرت إليه بجدية وهي تراه مثبت أنظاره عليها وكأنه شارد بها وبجمالها الذي لم يلاحظه سوى الآن تحدثت بجدية سائلة إياه
اشمعنى دلوقتي يا تامر وليه أنا ولا علشان مروة خلاص اتجوزت
اعتدل في وقفته ثم وضع كوب العصير على حافة سور الشرفة الذي يقفون بها سويا تحدث هو الآخر مجيبا إياها بجدية
ميار.. أنا صحيح كنت بحب مروة لكن من وقت ما اتجوزت فعلا وهي بالنسبة ليا شيء تاني خالص.. بنت عمي وبس ولو قربت أكتر يبقى
أختي يمكن كمان أنا كنت معجب بيها بس مش بحبها.. أنا لو بحبها فعلا مكنتش رضيت بالأمر الواقع حتى لو ھموت
زفر بهدوء ثم قال مرة أخرى مسترسلا في الحديث
أنا لما فكرت بجد وحكمت قلب وعقلي سوى ملقتش غيرك قدامي تكوني مراتي صورتك جت قدام عنيا ومش مفرقاني حاسس أني مش عايز أبعد عنك أبدا ومش عايز حد تاني يقربلك... أنا بجد عايزك يا ميار
كلماته مست قلبها بشدة ولكنه يعاني في الحديث.. يخرجه بصعوبة هذا ما تراه لما ذلك ولكن أيا كان الأمر الأهم الآن أنه هنا لأجلها هي فقط..
تحدثت متسائلة بجدية وهناك ابتسامة تزين ثغرها
يعني مروة فعلا بالنسبة ليك أختك
والله العظيم مروة أختي وبس... طب أقولك قدام ربنا تحرم عليا زي أمي وبنتي وأختي ها ايه تاني
نظرت إلى الأرضية مبتسمة بسعادة غامرة وقد كان قلبها قارب على الإڼفجار داخل أضلعه بسبب كثرة نبضه من الفرحة ولكن لما تنسى أهم شيء تريد معرفته نظرت إليه مرة أخرى وتحدثت سائلة بجدية
هسألك وتجاوبني بصراحة
أومأ إليها بهدوء كدليل على الموافقة لتكمل هي قائلة
أنت عملت حاجه لمروة بعد ما اتجوزت.. بعتلها رسايل مثلا
أبعد نظرة عنها وتطلع على المارة في الخارج لا يدري ما الذي يقوله!.. يقول أنه أراد تخريب حياتها صمت لبعض الوقت ثم قرر أن يقول كل شيء ليبني هذه العلاقة على الصدق نظر إليها مرة أخرى وتحدث قائلا
آه بعتلها الرسايل اللي كانت بتوصلها مني.. لما يزيد اتجوزها وخلاص كده مقدرتش أعمل حاجه حسيت أنه كسبني في جوله مصارعة مثلا وكان نفسي أنه يطلقها لما يشوف الرسايل دي.. كنت بتعمد ابعتها في وقت هو معاها فيه بس محصلش كده بالعكس حبوا بعض تدبير ربنا.. أنا في الوقت ده السکينة كانت سرقاني بس أنا بحكيلك أهو علشان مش عايز اخبي أي حاجه ونفتح صفحة جديدة ومستعد أجاوب على أي سؤال هتسأليه
صمتت لبرهة ثم دون سابق إنذار داهمته بهذا السؤال
أنت بجد عايزني
ابتسم بهدوء شديد فيبدو أنها لا تقتنع بسهولة أردف قائلا بمرح وسعادة
والله العظيم عايزك أنت يا ميار يا بنت عمي نصر وعايز اتجوزك واخلف منك كمان دستة عيال
تشكلت حمرة الخجل على وجنتيها يبدوا أنها وراثة عن هذه العائلة سألته مرة أخرى محاولة مداراة خجلها
من امتى
من أول مرة اتكلمنا فيها عن أن في حد حواليا عايزاني أهو الكلام ده من شهور بس منستش كل يوم بفكر فيه علشان أخد قرار صح لأن دي مش هتكون حياتي لوحدي
لا تريد أكثر من ذلك حقا فقد اكتفت وما فعله في السابق لن تتذكره أبدا
 

تم نسخ الرابط