رواية جديدة

موقع أيام نيوز


بلونها الجذاب وشعرها الأسود الذي جمعته على هيئة كعكة فوق رأسها مع القليل جدا من مستحضرات التجميل وحددت عيناها البنية بكحل أسود رسم بإتقان رغم بساطة ملامحها إلا أنها جميلة وجذابة بشكل ما خاصة مع بشرتها المائلة للخمرية تنحنح بهدوء حين لاحظ إطالة تحديقه بها وأخفض عيناه الخضراء التي تشبه غابات الزيتون وهو يردد بهدوء 

اتفضلي يا ...
صمت وهو يحاول تذكر اسمها لتجلس وهي تردد بنبرتها الهادئة 
زينب سعد .
رفع نظره لها وردد بابتسامة 
اتشرفت يا دكتورة .. طبعا ده أول لقاء لينا وأكيد مستغربة إني طلبتك .. أولا أحب أعرفك بنفسي .
أكمل حديثه مشيرا على اللافتة الصغير الموضوعة على المكتب أمامه 
أنا دكتور ياسر الدميري مدير الشركة ..!
أنا ياسر الدميري مدير الشركة ..
أومأت بابتسامة مرددة 
غني عن التعريف يافندم .
بادلها ابتسامة طفيفة وهو يقول 
كنت طلبت من عادل أخويا يدورلي على موظف من الي عندنا يكون عامل دراسات عليا في المواد الفعالة فيه في دماغي فكرة لتصنيع دوا جديدة وهحتاج أعرف أدق التفاصيل عن المواد الفعالة في التركيب الجديد وعادل شرحك ليا وقالي إنك عاملة ماجستير في المجال ده .
أومأت بتأكيد وهي تقول 
ايوه وحضرتك تقدر تسألني عن اي حاجه وأنا هجاوبك وممكن برضو تعرضلي التركيب الي في دماغ حضرتك وأقولك رأيي فيه .
وبعد نصف ساعة كاملة من الحديث كانت ابتسامة راضية ترتسم على ثغر ياسر وهو يردد 
ترشيح موفق جدا من عادل بجد مبهور بكمية المعلومات الي عندك .
ابتسمت تردد 
أنا قعدت 4 سنين مبعملش حاجه غير إني بتعمق في دراسة المواد دي وغالبا قرأت معظم الرسايل والأبحاث الي اتعملت عنهم .
ردد بإعجاب 
هايل هتفديني كتير الفترة الجاية .. ايه رأيك تشتركي معايا في التركيبه الجديدة 
اتسعت عيناها بذهول وهي تسأله 
بجد !
ايوه متفاجئه ليه
ذمت شفتيها قليلا بحيرة وأردفت 
اعذرني بس .. يعني دايما أصحاب الشركات بيفضلوا يعملوا التركيبة لوحدهم عشان تبقى بإسمه هو بس وده بيضيف لإنجازاته المهنية وبيرفع من شركته فإن حضرتك تعرض عليا أشاركك فيه حاجه غريبة .
ضحك بخفوت وهو يردف 
لأ أنا مش أناني .. ومعنديش أي مشكله إن اسمك يتكتب مع اسمي وفي النهاية الدواء بيخرج بإسم الشركة وبالنسبة لسي في الإنجازات فأنا الموضوع ده مبيشغلنيش أهم حاجه عندي المصلحة العامة .. إلا بقى لو أنت حابه يكون اسمك لوحدك .
أردف الأخيره بمرح
لتجيبه مبتسمة بمرح مماثل 
لأ أنا مش أنانية ..
أسبوع كامل مر دون جديد ..
زهرة وياسر استقرت حياتهما بشكل كبير بعد ابتعادهما عن والدته وللآن حياتهما خالية من المشاكل منذ ابتعدا عن بيت العائلة ..
سارت في طرقات الشركة وهي تحمل الأوراق بين يديها تتابعهما بتمعن حتى شهقت بخضة حين اصطدمت بشخص ما .. رفعت عيناها تقابل من اصطدمت به لتجده شاب يبدو في أوائل العشرينات هذا ما رجحته وسيم إلي حد ما بشعره الأسود وعيناه البنية وبشرته القمحية المناسبة تماما لملامحه رددت بحرج 
أنا آسفة مكنش قصدي.
تعلقت عيناه بها لا يدري ما الذي يجذب بها تحديدا لكنه شعر وكأنه يود النظر لها لوقت طويل دون ملل تنحنح بارتباك حين لاحظ نظراتها المستغربة لصمته وقال بابتسامة صغيرة 
أبدا ولا يهمك بس كان ممكن تقعي لو مكنتش خدت بالي على آخر لحظه .
رفعت حاجبها باستهجان مرددة 
ده إن دل على شئ يدل على إنك مكنتش مركز برضو يعني مش غلطي لوحدي .
ضحك بخفوت مرددا بمرح 
أنا وقعت بلساني ولا إيه ! عموما أنا كمان آسف .
ابتسمت بهدوء مرددة 
حصل خير يا دكتور .
بالمناسبة أنا دكتور عادل الدميري .
تصلبت ملامحها بدهشة لثواني قبل أن تردف بتفاجئ 
رئيس مجلس الإدارة !.
أومئ بتأكيد وهو يقول 
شكلك أول مرة تشوفيني 
ايوه فعلا أصل أنا دايما تعاملي مع نائب حضرتك أو مدراء الأقسام .. أنا زينب سعد المديرة التنفيذية .
هتف بإدراك 
آه .. أنت الي رشحتك لدكتور ياسر .
أومأت بتأكيد وهي تهتف 
بالضبط .
مش متخيله ياسر شكرني ازاي على اختياري ليك واضح إنك عجبتيه جدا .
طالعته بصمت ليكمل هاتفا بتوضيح 
طبعا اقصد شغلك .
أومأت برأسها متفهمة 
أكيد طبعا فاهمة .. عموما أنا كمان محتاجه أشكر حضرتك على الفرصة دي .. بعد اذنك .
اتفضلي .
رددها بهدوء وهو يتابع ذهابها بأعين مهتمة لا يعلم لم شعر بنفسه قد أنجذب لتلك الفتاة من مجرد حديث معها !!.
بس أنا شايفه لو قللنا النسبة شوية من مادة هيبقى أفضل عشان متسببش آثار جانبية كبيرة .
هتفت بها زينب وهي تجلس أمام ياسر المستمع لها بإهتمام في الأيام السابقة يقضون أكثر من ساعتان يوميا في البحث والتجربة لتحضير التركيبة الجديدة التي يريدونها ... ولعل ما يقلقها ما بدأت تشعر به تجاهه في الأيام التي اختلطت به فيهم .. بدأ يشغل تفكيرها بشكل كبير وهذا بداية غير مبشرة بالمرة ..
دكتورة زينب 
انتبهت على هتافه فنظرت له بانتباه ليكمل 
روحت فين 
نفت برأسها مرددة 
لا أبدا معاك ..
وقد كانت معه بالفعل بعقلها وأذنها وقلبها الذي بدأ يغزوه مشاعر جديدة
 

تم نسخ الرابط