عازفة بنيران قلبي
المحتويات
راكان لو عرف مش هيرحمك وممكن يقعدك من الجامعة
نفخت وجنتيها بتذمر
يامامي كل صحابتي بيعملوا حفلات ويسهروا وحضرتك لسة بتقولي أهو انا كبرت معرفش ليه أبيه راكان بېخنقني بتصرفاته دي... ثم أكملت مفسرة
عندك يونس أهو ابن عمه بس غيره خالص..اخواته بيروحو حفلات وبيفضلوا للصبح وهو كمان بيحب يضحك ويسهر أما دا معرفش ماله
اخوكي خاېف عليكي.. مش معنى كدا أنه بيتحكم فيكي.. وبعدين ماهو بيعامل سليم الراجل كدا مش هيعاملك انت يابنت... وبعدين تعالي شوفي يارا بنت عمتك اهي بتعمله حساب... ياريت تاخدي بالك من أسلوبك في اللبس كمان وبلاها البناطيل المقطعة دي... قال موضة
دي موضة زفت على دماغكم... قالتها زينب وخرجت متأففة من أسلوب ابنتها
طرقت الباب عدة طرقات... دخلت بعدما سمح لها بالدخول
صباح الخير ياحبيبي
صباح الورد ياست الكل... قالها مقبل جبينها
جلست على فراشه
كان واقفا أمام مرآته يهندم ملابسه... نظر لها من خلال المرآة وتسائل
فيه حاجة ياماما
ابتسمت له وأردفت
سلامتك ياحبيبي.. اتجه لها ناظر باستفهام
هزت رأسها بالنفي.... ثم زفرت وتنهدت
جدك عامل إجتماع... وربنا يستر مايتخانقش مع راكان زي كل مرة
قطب جبينه متسائلا
إنتي خاېفة على راكان ياماما من جدو
اخذت شهيقا وزفرته بهدوء
راكان عصبي وجدك كمان... أنا كل مرة بحط ايدي على قلبي متنساش مرات عمك بتحب تلعب في المية العكرة يابني
مين دي ياماما... إيه يازوزو نسيت انت مين وولادك مين ولا إيه... خاېفة من فراويلة بنت سلطح ملطح دي منفوخة على الفاضي
اغروقت عيناها فجأة من ذكريات أليمة مرت بها بتلك العائلة كم كانت تكره ضعفها الذي انتابها حين تذكرت مآساتها مع والد زوجها الطاغي... هذا الضعف تحول لحزن تسرب إلى قلبها فدماه حتى شعرت بعدم تنفسها...نظر سليم لصمتها ثم أحتضن يديها بين راحتيه
هزت رأسها وربتت على يديه.
مفيش ياحبيبي... بس افتكرت حاجة.. المهم ياسليم كلم راكان وخليه يهدى وبلاش كل شوية تصادم مع جده يابني
قبل رأسها وطالعها بنظرة حنونه مؤكدا
حاضر ياست الكل أنا هعدي عليه قبل ماانزل... وقفت متجه للخارج
ربنا يكملك بعقلك ياحبيبي
في منزل ليس بالرقي الفاحش أو بالتوسط.. يقال عليه بالطبقة فوق المتوسطة يتكون من ثلاثة غرف كل غرفة بحمامها وبه صالون على الطراز الحديث
يعد صاحب هذا المنزل للأستاذ عاصم المحجوب الذي لديه ابنتان وولد
ليلى التي تبلغ من العمر ستة وعشرون عاما وابنته الأخرى درة التي تبلغ من العمر ثلاثة وعشرون وهي بالفرقة الرابعة لكلية الهندسة... أما الأبن الأصغركريم الذي يبلغ من العمر ثمانية عشر عاما وهو بالصف الثالث الثانوي.. بداخل هذا المنزل الذي تحتوي جدرانه على الدفئ والحب والتعاون
تستيقظ تلك الجميلة من نومها...
فتاه في منتصف عقدها العشرين... تمتلك من جمالها مايميزها عن غيرها... عيون سوداء اللون متوسطة الاتساع برموشها الكثيفة وأنفها بطوله قليلا.. ودقة أرنبة أنفها.. وشعرها الأسود بسواد االليل يصل لمنتصف ظهرها
وقفت متجه إلى حمامها... لتؤدي فرضها
بعد قليل تقوم بإرتداء ملابسها العمليه التي كانت عبارة عن بدلة نسائية من اللون الأبيض وحجاب باللون القرمزوي..
دلفت والدتها مبتسمة لها
صباح الجمال على جميلة ماما
صباح الورد ياوردة... دققت النظر في ملابسها ثم قطبت جبينها متسائلة
رايحة تدوري على شغل برضو زي كل يوم
ابتسمت بهدوء
لقيت شغل وعندي انترفيو النهاردة دعواتك ياسمسم
اتخذت نفسا طويلا تملأ رئتيها بأكسجين الأمل وأردفت داعية
داعيلك ياقلبي بكل وقت وحين... ربنا يوفقك ويكتبلك الخير... يارب يابنتي تقبلي مش هخبي عليكي حبيبتي
الحمل تقل على باباكي أوي وخصوصا مصاريف الثانوية العامة بتاعة كريم أخوكي
ربتت على يديها بحنان
انا حاسة المرادي هتقبل ياماما... بس يارب ميكنش كتير مقدم لان الشركة دي كبيرة أوي وبيقولوا لها فرع في كل محافظة ورغم كدا آسر اداني أمل إني هقبل
تمتمت أمها بدعواتها وخطت متحركة إتجاه المطبخ قائلة
هروح أحضر الفطار علشان تفطري مع اخواتك وباباكي قبل ماتنزلي
تمام ياست الكل بس سريعا علشان زحمة المواصلات انت عارفة زحمة الشوارع في الوقت دا... قالتها ليلى التي تقوم بعمل شعرها على شكل ذيل الحصان
بالغرفة المجاورة
كانت تجلس تدرس محاضراتها فهي بالفرقة الرابعة بكلية الهندسة دلفت إليها ليلى
صباح الورد ياوردة
صباح الورد يالولة عاملة ايه حبيبتي... دققت النظر بها
إنت خارجة ولا إي
اجابتها وهي ترد بتمني قبولها
في مقابلة عمل في شركة البنداري جروب تسمعي عنها
ظلت تردد الاسم وهي تدق بقلمها على سطح مكتبها في محاولة التذكر فأجابتها
حاسة سمعت الإسم دا قبل كدا... المهم بالتوفيق ياحبيبتي إن شاء الله وربنا يكتبلك الخير
قبلت خصلاتها الحريرية
خدي بالك عايزين إمتياز زي كل سنة
أومأت درة برأسها وابتسمت بحنان لأختها
إن شاءلله ياحبيبتي
خرجت من غرفة أختها وهي تأمن على دعواتها.. بعد قليل يجلس الجميع على مائدة الطعام
ااامم بيض بالبسطرمة تسلم ايدك ياست الكل.. هذا ماأردفت به درة
بالهنا على قلبك ياحبيبتي. رمقها زوجها بنظرة حنونة
تسلم ايدك ياسمية دايما بطلعي بأجمل نكهة مع أقل تكلفة
بالهنا ياحبيبي على قلبك
حبيب مين ياسمسم نحن هنا... أردفت بها ليلى بمشاكسة
ابتسمت بخجل لأبنتها... قاطعها والدها
مالك ومال سمسمتي ياليلى
رفعت حاجبها وهي تلوك الطعام بسرعة وتحدثت
والله سمسمتك.. وأنا ايه ياسي بابا اعترف حالا
قهقه والدها عليها واجابها
إنت روح بابا وقلبه ياحبيبة بابا
وقفت ضمته بجلسته مقبلة خديه
ربنا يخليك لينا ياحبيبي يارب... ياله أنا لازم انزل
ربت والدها على يديها
ربنا يوفقك يابنتي يارب.. ومش عايزك تشيلي هم ياحبيبتي يعني لو ملقتيش النهاردة تلاقي بكرة إن شاء الله حتى لو مفيش خالص مش عايز العيون الجميلة دي تحزن ابدا
ابتسمت لوالدها بعرفان وقبلت جبينه
ربنا مايحرمنا منك ياحبيبي يارب... قاطعهم كريم أخيها
دا إيه العشق الممنوع دا على الصبح
ابتسمت
له
صباح الخير ياحبيبي... عامل إيه في دراستك ماشفتكش امبارح
تمام ياحضرة المهندسة النشيطة... وإن شاءلله هيكون ليك وريث هندسي
إن شاء الله ياحبيبي شد حيلك بس ياكريم عايزة مجموع مايقلش عن هندسة هزعل منك بجد..ابتسم لها وأردف مؤكدا
إن شاءالله يالولة مټخافيش اخوكي ادها
أرسلت له قبلة في الهواء وتحدثت
أنا نازلة ياست الكل محتاجة حاجة
سلامتك ياعمري وربنا يوفقك يابنتي يارب
في مكانا آخر بأحد المنازل العريقة التي تشبه القصور وهو قصر الدكتور يحيى الكومي..
كان يواجه والده بهدوء ظاهري ونبرة عميقة... ونظرات عيناه تبحر فوق ملامحه
بغموض
أردف والده پغضب
وبعدهالك يانوح هتفضل منشف دماغك لحد إمتى!!... أنا خلاص إديت كلمة للناس وآخر الاسبوع دا هتروح تشوف العروسة..
حبس نوح أنفاسه داخل صدره ضاغطا على كل عصب بجسده الأ ينفلت وبنبرة عميقة
هو ليه حضرتك محسسني إني بنت ولازم امشي ورا طوعك... أنا كبرت ياحضرة الدكتور معنتش العيل اللي لازم يسمع الكلام ويقول آمين
اغتاظ يحيى من حديث ابنه وغروره اللامتناهي وتعجرفه مع كل بنت يختارها له
جلس واضعا ساقا فوق الأخرى منفسا تبغه الغالي الذي يشعل صدره كنيران ابنه المستعيرة له
المرادي أمر ياحضرة الدكتور العظيم... هنروح يوم الجمعة علشان تشوف البنت
ودا آخر كلام عندي...
اسودت عين نوح وازداد عبوس ملامحه الخشنة تزامنا مع أنفاسه الحارة
ثم خرج كالإعصار ويبدو أنه شيطانا طاغي للمحاربة... ولكنه اصطدم بجسد ضعيف أثناء خروجه
وقف يناظرها بهدوء رغم بركانه الثائر
ارتجف جسدها من
متابعة القراءة