المطارد بقلم أمل نصر

موقع أيام نيوز


ايه اللي رجعك بدري النهاردة مش برضوا ميعادك على ٣ العصر.
اذهلها تركيزه
الشديد بمواعيد عملها ودراستها خجلت من سؤاله فقالت وهي تشغل نفسها في النظر على بعض عبوات الدواء التي وجدتها على الطاولة القريبة امامها كي تفحصها ثم ترتيبها ورفع المنتهية منها.
عادي يعني حسيت بشوية صداع في دماغي فاستأذنت ومشيت . 

لو قولتلك ان دخلتلك عليا دلوقت كانت من ساعة تقريبا امنية في قلبي واتحققت في وقتها هاتصدقي 
تركت مابيدها والټفت اليه مستفسرة 
يعني ايه
أجاب وعيناه تأسر خاصتيها 
يعني يايمنى انا لما اتخنقت قوي اتمنيت اشوفك في اللحظة نفسها عشان برؤيتك بحس بأمان كبير وهم بنسى حمله على كتفي هل دا بقى طبيعي 
صمتت وتركت مابيدها كي تستأذن للخروج من أمامه على الفور حتى اذا وصلت الى غرفتها شهقت بصوت عالي بفزع تجيب لنفسها عن أسئلته بما لا تجرؤ على البوح به امامه انه يسألها وكأنه ليس على علم كيف يسألها وهي تحلم برؤيته وتشعر بألمه من قبل أن تراه كيف يسألها وقد امتلأت كراستها برسم عيناه التي طاردتها في منامها وصحوها قبل رؤيتها على الحقيقة كيف يسألها وهي قد انقبض صدرها وتشتت ذهنها في نفس اللحظة التي اخبرها فيها عن شعوره بالإختناق وهذا برغم بعد المسافات بينهم اذا فالأحق لها هي أن تسأله وتسأل نفسها أيضا 
هل هذا طبيعي وماالرابط الذي يربط بينهم ليحدث 
وفي الحديقة الصغيرة وبعد أن انتهى سالم من العمل في حوض الخضرة واطلق المياة على الباقي كي ترويهم جلس أسفل الشجرة الكبيرة لفاكهة الجميز يلتقط أنفاسه مسح بطرف كمه العرق المتساقط بغزارة على جبهته ووجهه وعنقه ثم تناول زجاجته البلاستيكية ليشربمن مياهاها الباردة ويرتوي هو أيضا لكنه شهق فجأة ينتزعها عنوه حينما شرق يسعل بفضل الثمرة التي سقطت على أنفه فجأة وأجفلته وبعد أن هدأ
والتقط انفاسه صړخ وهو ينظر بالأعلى .
يابن الكل....... مش تاخد بالك كنت هاتفطستي دلوقت .
رد محمد الجالس على إحدى اغصانها المتينة 
افطسك ليه يابوي هو انا عملت حاجة.
نزلت الجميزة الناشفة على مناخيري وانا بشرب وخليتني شرقت ياواض الناصحة.
قال سالم پغضب وكان رد محمد ضحكة مقهقهة بصوت عالي دون توقف جعلت سالم هو الاخر تصيبه العدوى وهو يجاهد لرسم الحزم امام ابنه فقال 
خلص فضها ياولدي وانزل من عندك لاحسن تقع كفاية الحباية اللي جمعتهم 
ردد محمد بانفعال 
حباية قليلين اللي لقيتهم طيببن وجمعتهم يابوي والباقي كله اخضر .
ياولدي ما هو لسة الموسم بتاعها انت اللي مستعجل عليها انزل ياللا ياحبيبي كفاية كدة .
حاضر يابوي حاضر باه .
قال محمد وهو ينفض كفيه پغضب طفولي ثم تراجع حتى اقترب من اخر الغصن الغريب واصبح في متناول اباه الذي انزله سريعا مرددا بارتياح
ايوة كدة ربنا يهديك ياولدي دا انا كنت حاطط يدي على قلبي خاېف عليك لا توقع .
رد محمد بتشنج وهو يضع ماجمعه من ثمار داخل اناء بلاستيكي 
تاني برضوا هاتقولي خاېف دا انا مطلتعش غير عالجزع الاولاني ومجمعتش غير الحباية القليلين دول المش مكملين كيلوا حتى.
فضل ونعمة يامعلم محمد دا كفاية ان جمعتهم بيدك ياخي هو احنا نطول برضوا
تفوه بها سالم وهو يتناول جلبابه من على الأرض يرتديها وتحمس محمد من قول فردد وهو ينظر اليهم في الإناء
انا هاقسمهم بالواحدة علينا انا وخواتي البنات وانت امي وصالح يابوي . 
أجفل سالم على جملة ابنه فسأله باهتمام 
هو انت صالح فاكره منينا يامحمد عشان تحسبه معانا ياولدي
رد
محمد بعفويته 
ايوة يابوي عشان صالح زين وكلامه زين زيه وانا بحبه قوي عشان هو صاحبي ودايما يقولي انت راجل يامحمد شد حيلك عشان تفرح ابوك وامك واخواتك لما تكبر وتبقى حاجة زينة .
انهى محمد كلماته امام صدمة ابيه منها ثم هم ليذهب ولكن سالم استوقفه قبل ان يتحرك
خد هنا يامحمد اوعى تكون ياولدي بتقول الكلام ولا تجيب سيرة الراجل ده قدام حد من صحابك ولا عيال الجيران او اي حد
رد صالح بحمائية 
ماانت نبهت عليا يابوي في الموضوع ده وانا قولتلك حاضر ومدام قولت حاضر يبقى عمري ما هافتن على واحد صاحي .
صاحبي!!
تمتم بها سالم بدهشة وهو متسمر محله فظل ينظر الى ابنه الذي أردف بكلماته ثم ذهب من أمامه لا يعي بخطورتهم .
...........................
حينما دلف سالم من الباب الداخلي للحديقة التي في خلف المنزل وجد امامه يمنى متكتفة الذراعين واقفة أمامه وكأنها تنتظره 
إيه امال في حاجة اياك
سأل سالم ابنته بريبة فاجابته بسؤال 
هو عمي يونس قال ايه لصالح عشان يبقى بالحالة دي
قطب سالم بحيرة سائلا 
حاجة ايه بالظبط وحالة ايه اللي
بتقولي عليها دي 
اجابته يمنى بتفكير 
مش عارفة اوصفلك ازاي بس هو مارديش يحط لقمة في جوفه من الصبح وبيقول لامي انه عايز ياخد الدوا كدة وانا لما دخلت عنده عشان اسأله قالي ان عمي معاه حق وان الغلط منه هو عشان غباءه كان السبب في كل المصاېب والبلاوي اللي حلت فوق راسه!
ضيق سالم عيناه قليلا يستوعب
 

تم نسخ الرابط