سجينة العامري

موقع أيام نيوز


لا تستطيع ليس لأنه سريع بل لأنها أعصابها قد خارت منها منذ أن قبض على يدها في أول مرة.. ېحطم كل أحلامها بتلك القبضة القوية التي أشارت لها أنها في قبضته..
كان ظنها صحيح وجدته يعبر بها الجسر الفاصل بين طريق القصر والجبل نظرت إليه بعينيها لم ترى إلا عنقه من الخلف وهو يسير بها يجذبها بحدة تذكرت تهديده لها وتلك الكلمات التي خرجت منه في المرة السابقة أنها لم ترى ما يحوي الجبل بعد.. ما الذي كان يقصده وما الذي يريد أن يفعله بها!..

سار بها إلى أن وصل إلى مقصده ولم يكن غير الجبل ترك يدها ووقف ينظر إليها بعينيه الخضراء التي أصبحت مخيفة أكثر من السابق بكثير أسفل ضوء القمر..
بقيت تنظر إليه مباشرة داخل عينيه لا تدري كيف تحملت ذلك وكأنه هو الآخر أخذ نظرتها إليه تحدي فتابع واستمر ينظر إليها يخيفها فأبتعدت بعينيها السوداء تنظر في الفراغ المحيط بهم والسكون الذي بعث بقلبها الړعب والفزع.. وتلك الصحراء المخيفة كمن يقف أمامها..
وجدته يبتسم بزاوية فمه يبتعد عنها خطوات بسيطة للغاية وقف أمام منطقة معينة هبط بجسده العلوي للأسفل ينحني إلى الأرضية.. تابعته باستغراب شديد فوجدته يزيح بعض الرمال بيده ليظهر غطاء خشبي صغير مثبت بالأرض الرملية رفعه بيده ثم وقف شامخا.. وقفت هي مذهولة لم تكن تدري ما الذي عليها فعله الآن يبدو أن القادم أسوأ بكثير مما سبق.. تنفست بعمق والرهبة تكاد تقضي عليها..
تابعت نظراته الشامتة لها ورأته وهو ينظر إليها ثم وضع قدمه أسفل ذلك الغطاء يضغط بها على شيء ما لم تراه جيدا ثم استمعت إلى صوت عالي يصدر من الجبل فنظرت إليه سريعا لتراه وهو يفتح!..
لم تكن أي كلمات أو معاني تعبر عما تشعر به في هذه اللحظة من الذهول والخۏف والتردد الذي أصابها والندم الذي احتل كيانها بسبب عودتها إلى هنا ووقوفها بوجهه.. لما أردت أن ترى ذلك الجبل لما!
الآن فقط علمت أن حديث يونس كان صحيحا مئة بالمئة وهي الوحيدة الغبية الفضولية عندما رأت العتمة تخرح من الداخل وجانب كبير منه أبتعد عن الآخر ليفتح مرر إليه..
ابتسم باتساع وهو يتابع نظراتها وتعابير وجهها المزعورة فتقدم منها يقبض على يدها قائلا بكبر
ولسه مشوفتيش حاجه
دفع الغطاء الخشبي بقدمه ليعود كما كان وجذبها من يدها پعنف وقوة وسار إلى الداخل في الظلام الدامس وهي بيده تسير خلف لا ترى أي شيء وفجأة اشتعلت الأضواء لا تدري كيف.. هناك ضوء في الداخل كأي بيت عادي رأته وهو يضغط بيده على زر في الحائط أعاد إغلاق الجبل مرة أخرى مع استمرار ذلك الصوت العالي المزعج..
نظرت إليه فابتسم بشړ إليها ثم تابع في جذبها من يدها إلى الداخل تسير وهي ترى حوائط الجبل من الداخل ذات اللون الأصفر الرملي معلق عليها في كل جانب وكل أنش سلاح مختلف الشكل والهيئة عن سابقه..
لم تكن تركز في أي شيء ولا حتى الطريق الذي يسير به معها بل كانت تنظر إلى الأسلحة المتواجدة بكل مكان.. بينما وهي تعبر معه من المرر إلى الآخر الأكثر اتساعا استدارت بوجهها تنظر إلى الأمام بعد أن رأت عينيها القدر الكافي من الأسلحة ولكنها فزعت وصړخت عاليا تلتصق به متمسكة بذراعه وهذا بعد أن رأت رأس ذئب معلقة أمامها في بداية الممر الأخر ولم تكن تراه..
تحدث بخشونة قائلا وهو ينظر إليها
قلبك خفيف للدرجة دي.. اتقلي
حاولت أن تتنفس بهدوء وانتظام بسبب تلك الفزعة وابتعدت عنه تاركة يده تنظر إليه باستغراب جلي وإلى الآن لم تعلم ما الذي سيحدث..
دلف بها إلى الداخل ووقف في ساحة كبيرة وكأنها منتصف الجبل لم تختلف كثيرا عن الخارج كانت مليئة بالأسلحة والصناديق الخشبية الموضوعة في كل مكان وهناك أبواب حديدية على بعد مسافات منتظمة..
دارت بعينيها في كل إتجاة ثم عادت إليه بهما فنظر هو إليها ثم سار يخطو خطواته ببطء شديد جوارها يسير حولها صانعا دائرة يمشي عليها بانتظام..
أردف بكلمات بسيطة ببطء وهدوء ولكن الكلمات هذه لا تحتوي إلا على القسۏة
أنتي عارفة أنتي عملتي ايه
لم يجد منها رد فأعاد السؤال مرة أخرى بخشونة أكثر
عارفة ولا مش عارفة
لم تكن تعلم ما الذي ينتظرها بعد فتحدثت بقوة وعنفوان تدفعه إليه بلا مبالاة
عارفة كويس أوي وأنا قولتلك قبل كده مش خاېفة منك ولا من عشرة زيك وهامشي يعني هامشي
تقدم منها ناظرا إليها بهدوء وعينيه مثبتة عليها ثم دون أي إنذار منه قبض على خصلات شعرها صارخا
لأ مش عارفة أنتي عملتي ايه.. الحريقة اللي عملتيها دي لو كانت زادت ولا محدش شافها كانت كلت الجزيرة كلها المخزن اللي ورا القصر مليان متفجرات يا غبية
استمرت في النظر إليه بعينيها المتسعة بعد صډمتها فيما قاله وجهها قريب من وجهه للغاية حيث أنه يتمسك بخصلات شعرها يجذبها نحوه
الله وكيل لو
 

تم نسخ الرابط