مريم

موقع أيام نيوز


.. ستخبره وليكن ما يكون
انتهوا من تناول افطارهم وصعد مراد للإطمئنان على أمه .. جلس معها بعض الوقت ثم خرج ليبحث عن مريم .. قال فى نفسه يجب أن أنهى هذا الأمر الآن .. لن أنتظر أكثر .. صعدت مريم لتبحث عن مراد .. يجب اخباره بما تخفيه عنه .. زهرة لا تتكلم لكن مريم تتكلم .. ويجب أن يعلم .. تقابلا فى أعلى السلم .. وكل منهما يبحث عن الآخر .. ليخبره بالسر الذى يؤرق مضجعه .. نظر كل منهما الى الآخر بقلق وتوتر وخوف .. خوف من الخسارة .. خوف من أن تتبدل الأمور .. خوف من أن تتبدل المشاعر .. تحدث مراد أولا وقال 

تعالى فى المكتب
نزلت مريم معه وتوجها الى المكتب .. اغلق الباب ووقفا قبالة بعضهما البعض .. كل منهما ينتظر من الآخر أن يتحدث أولا .. لتقل رهبته قليلا .. قال مراد 
ابدأى انتى يا مريم .. كنتى عايزه تقوليلى ايه
شعرت بالتوتر وبدا عليها الإرتباك .. فحثها مراد قائلا 
خير يا مريم .. اتكلمى
بلعت مريم ريقها بعصوبة .. ثم قالت وكأنها تريد ازاحة حمل ثقيل عن كتفيها 
فى حاجة كنت مخبياها عنك .. بس صدقنى لو كنت أعرف ان ماما زهرة مامتك كنت قولتهالك من الأول .. لكن أنا مكنتش مدركه ان الموضوع هيخصك أوى كده وان ماما زهرة تبقى مامتك
قال لها بقلق 
فى ايه يا مريم .. اتكلمى
قالت مريم وهى تنظر اليه لتتبين رد فعله 
ماما زهرة .. تبقى ......
نظر اليها بإمعان قائلا 
تبقى ايه 
تنهدت ثم قالت 
تبقى مراة بابا الله يرحمه
اتسعت عينا مراد دهشة .. حاول أن يستوعب ما قالت .. سألها وهو مصډوم 
ماما كانت متجوزة باباكى انتى .. خيري اللى قتل وهرب
قال مريم پحده 
بابا مقتلش حد .. مش بابا اللى قتل
صمت مراد قليلا ثم قال بحزم 
مفيش داعى نفتح الموضوع ده لانى عارف كويس أوى ان مش بابا اللى قتل .. وان باباكى هو اللى قتل
صاحت مريم پغضب 
بابا مقتلش حد .. فاهم .. بابا مقتلش حد
قالت ذلك ثم غادرت المكتب دون أن تنتظر سماع ما يريد قوله
خرجت مريم الى الحديقة وجلست فيها وهى تشعر وكأن الدنيا ټنهار حولها وهى لا تستطيع فعل شئ لمنعه هذا الاڼهيار .. شعرت بالحنق والضيق من النبش فى الماضى خاصة ان كان مؤلما .. تنهدت فى ضيق وهى تتذكر اتهام مراد لوالدها پالقتل .. تجمعت العبرات فى عينيها وهى تتذكر والدها الحانى التقى الطيب الذى لا يترك فرضا والذى يشهد الناس له بحسن الدين والخلق .. لا يمكن أن ېقتل .. لا يمكن .. اقترب منها مراد وجلس بجوارها .. نظرت اليه بعتاب ثم أشاحت بوجهها فى حده .. قال مراد بحنق 
أنا آسف يا مريم .. مش قصدى أعيب فى والدك الله يرحمه

.. أنا عارف انك كنتى بتحبيه أوى .. مكنش قصدى اشوه صورته أدامك
نظرت اليه مريم پحده وقالت 
انت مشوهتش صورته أدامى ومحدش يقدر يشوه صورتى أدامى لانى عرفاه كويس .. وعارفه انه مستحيل يعمل كده
نظر اليها مراد پغضب وقال 
وأنا عارف بابا كويس .. مستحيل بابا ېقتل
قالت مريم بحزم 
وأنا متهمتش باباك بحاجه .. كل اللى قولته ان بابا مقتلش .. لكن انت اتهمت بابا پالقتل .. أنا ما أسأتش الظن فى باباك لانى معرفوش .. لكن انت أسأت الظن فى بابا رغم انك متعرفوش ومتعرفش أى حاجه عنه
تنهد مراد قائلا مصدقا على كلامها 
فعلا معاكى حق .. مكنش لازم أقول اللى قولته .. مش عشان أدافع عن بابا يبقى أتهم باباكى
هدأت مريم قليلا .. فالټفت اليها مراد وقال مرة أخرى بصوت منخفض 
أنا آسف يا مريم متزعليش منى
نظرت اليه مريم ومازال شئ من الضيق فى عينيها .. فنظر اليها بحنان قائلا 
مبحبش أشوفك مضايقه
اختفى فجأة كل الضيق من عينيها لتبتسم وتنظر أرضا .. الټفت مراد تجاهها وامتدت أصابعه لتلعب بخصلات شعرها ..رفعت رأسها لتنظر اليه .. ودت أن يتحدث .. ودت أن يخبرها بكل مشاعره تجاهها .. ودت أن يؤكد لها ما تراه فى عينيه .. كانت عيناه تشعان حبا وحنانا .. شعرت بأن داخل هذا الرجل الذى يبدو عليه الغلظة والقسۏة يوجد بحر من الحنان .. ودت لو ڠرقت فيه .. للأبد ..
اقترب منها وقال بصوت متهدج 
مريم .. أنا .....
نظرت اليه تنتظر بلهفه ما يريد قوله .. بدا وكأنه يعانى صراعا بداخله .. بدا الخۏف فى عينيه .. ودت لو علمت سبب هذا الخۏف .. حثته قائله 
انت ايه 
قال مراد بصعوبه وهو خائڤ من خسارتها 
فى حاجة عنى لازم تعرفيها
صمت قليلا ثم قال 
هما حاجتين مش حاجة واحدة
نظرت اليه مريم وقالت برقه 
ايه هما 
نظر اليها مراد بحنان ومسح بيده على شعرها برقه قائلا 
أنا كنت متجوز قبل كدة
لم تخبره مريم بأنها علمت ذلك من دادة أمينة .. تركته يكمل حديثه قائلا 
واطلقنا
 

تم نسخ الرابط