كاملة

موقع أيام نيوز


بي فعيشة إبنة أختي من الرضاعة نظرت حورية إليه فأحست بالطيبة في وجهه وأخبرته أنها تحمل رسالة إليها ولن تزيده كلمة واحدة أجاب عبد الله إذن هيا بنا وفي الطريق لم يتوقف عن التفكير في تلك الجارية الغريبة وعرف بفراسته أن وراءها سرا ولا يمكن أن يتعلق الأمر إلا بالسلطان عمر الذي إختفى ولم تنفع كل المحاولات في العثور عن مكانه .

توقف فجأة وفتح فمه لكي يسألها لكنها وضعت إصبعها على شفتيها فلم يعد أمامه بد من مواصلة طريقه في صمت وفي النهاية وصلا إلى زقاق ضيق مشيا فيه قليلا ثم وقف الشيخ أمام دار صغيرة فأمسك الحلقة ودق الباب وبعد قليل فتحت امرأة قد إنتفخت عيناها من كثرة البكاء فقال لها لقد قطعت هذه الجارية مسافة طويلة وتقول أن لها رسالة لك مسحت المرأة وجهها بمنديل كان في يدها وقالت لها عذرا يا إبنتي أدخلي وسأحضر لكما القهوة جلست حورية ونظرت حولها فكل شيئ يبدو نظيفا وأنيقا ينم عن ذوق رفيع حضرت القهوة والماء البارد فشربت البنت واستراحت وعبد الله يتعجب من جمالها وشقرة وجهها ولما رأى أنها تخفي ساقيها إستعاذ بالله أحست حورية بخوفه واصفرار لونه قالت المرأة من المأكد أنك لم تبحثي عني في كل مكان لتحكي لي عن قومك والآن أفصحي لي عن سبب زيارتك فكلي شوق لمعرفة ما تخفينه 
نظرت إلى عبد الله ثم إلى المرأة التي أومأت لها أن تتكلم ولا تخش شيئا فقالت إبنك عمر حي وهو من أرسلني !!! لما سمعت عيشة ذلك شهقت من الدهشة وقالت هل هو بخير أجابتها لا تقلقي لقد عالجته سبعة أيام وتقاسمت معه صحفة الطعام وكسرة الخبز كان عبد الله يسمع بانتباه ثم سألها ما الذي جرى له ردت لقد وجدته وسط البئر وحكى لي أن أخاه قد حاول قټله صاحت المرأة كنت متأكدة أن ذلك سيحصل !!!إسمع يا عبد الله لا نريد حكما أو جاها سأبيع هذا البيت بما فيه وأرحل من هنا مع ابني وسنأخذ هذه الجارية معنا !!! قالت حورية لقد نصبته الجن ملكا عليها وسنتزوج لكن عيشة نهضت من مقعدها وقد بدا عليها الانزعاج ثم سألتها وأنا هل فكرتما في شأني  
ردت حورية تعالي لزيارتنا فنحن لا نأمن غدر أخيه قال عبد الله إنها محقة فقد بث ذلك الئيم علي العيون والجواسيس في كل مكان والحل ما رأته وسنخرج كل مرة وننصب خيامنا قرب البئر !!! لما سمعت عيشة كلام
الشيخ أعجبها ثم خاطبت البنت بارك الله فيك يا إبنتي فلقد وجدنا الخير فيك وأنت لست منا والآن خذني إليه فلا أحد يعلم ما عانيته ثم لفت له صحفة من الكسكسي باللحم وخرجت مع الجنية والشيخ حتى وصلوا للبئر فصعد عمر وعلى رأسه تاج مرصع بالجواهرففرحت أمه بسلامته وضمته لصدرها والدموع تنهمر من عينيها وقالت لقد عوضك الله خيرا ورزقك بنتا تحبك فابق هنا فلم يعد أحد يأمن على نفسه في مملكة أبيك فلقد عاث أخوك فيها فسادا وهو لا يشبع من نهب الأموال وأحاط نفسه بالخدم والحشم !!! قال عمر الله وحده هو من سينتقم منه فلقد أساء أبي تربيته . في المساء إنصرف عبد الله وعيشةو في الطريق قال لها مطابخ القصر مليئة بالخيرات وسأرسل كل يوم عبدي صفوان بطعام له ولفتاته فكما أكرمته سنكرمها وصار العبد يدخل كل يوم للمطبخ ويملأ جرابا بالطعام والفواكه والحلوى ثم يركب حمارا ويذهب للبئر .
وكان صفوان مخلصا فلم يتكلم بما شاهده لأحد لكن الطباخ تساءل أين يذهب العبد بكل ذلك الطعام و ذات يوم قرر أن يتبعه وعرف أن عمر لا يزال حيا فقال في نفسه إن قټلته فسيفرح السلطان علي بمۏت أخيه ويكافئاني وربما أعطاني منصبا كبيرا في القصر فارتاح من حر المطبخ ويخدمني العبيد ثم طبخ قطعة حلوى كبيرة وزينها باللوز والبندق ودس فيها سما زعافا. ولما جاء صفوان أعطاها له فوضعها في جرابه وخرج. وبينما هو يمشي قابل السلطان على فسأله ماذا تحمل أيها العبد ومن سمح لك بالدخول لمطبخي كان صفوان فطنا وأجابه لقد أرسلني الوزير عبد الله لأخرج صدقة عن روح أخيك عمر رحمه الله فأجابه بغلظة الحي أبقى من المېت ثم إنتزع منه الجراب ولما رأى الحلوى إشتهى أن يأكل منها وما أن وضعها في فمه حتى حجظت عيناه وسقط مېتا فقال العبد سبحان الله بغض أخاه في الصدقة فانتقم الله منه رغم قوته أما أخوه فرزقه وهو وسط بئر .فليكن هذا عبرة لمن يعتبر .
أما السلطان عمر فرجع لقصره وتزوج حورية وأصبح سيد و في عهده صار الجميع يتاجرون مع بعضهم ويتزوجون من بناتهم
...
شكرا على المتابعةوالإهتمام

 

تم نسخ الرابط