كاملة الاخير
المحتويات
تطالبه بالذهاب لغرفته للعب بألعابه هناك .. وبعد ذهاب الطفل سألتها مرة أخرى بلهفة
ماتجاوبي يافاتن بقى.. إيه إللي خلاكي سكتي
تنهدت عاليا قبل ان تجيبها
عشان للأسف أنا نفسي معرفتش غير في اليوم اللى كنت هاسافر فيه مع ابويا الصعيد.. ولو قولتلك عرفته ازاي مش هاتصدقي
قطبت حاجبيها تسألها بحيرة
هاحكيلك
في فناء منزلهم الفسيح كانت جالسة على بسطة اسمنتية صغيرة منزوية على نفسها.. ضامة ركبيتها الى صدرها وهي مستندة بذقنها عليهم وكأنها بعالم اخر .. غير شاعرة بسخونة الشمس عليها بعد أن انهار عالمها الوردي وانتهت قصة عشفها بمأساة تقترب من الڤضيحة.. ولم يتبقى لها شئ بعد ان عادت الى ابيها بعد تهربها منه لأيام تتلقى عقابها بالركلات والضړب المپرح رغم تعللها بالأختفاء لدى إحدى صديقاتها.. هربا من الزواح بابن عمها الذي اصر والدها حفظا لكرامته بالسفر الى الصعيد وعقد قرانها عليه بالإجبار.. ولتتحمل وزر فعلتها.. فهي من أخطأت وهي من عليها دفع الثمن غاليا حتى لو كان عمرها.
رفعت رأسها مجفلة على الصوت المتردد لتمسح بإبهامها الدمعات المتساقطة على وجنتها وقالت
سعد! انت واقف هنا من أمتى
خطا ليقترب منها قائلا
انا هنا عشان عمي بدر بعتني لخالتي فوزية ابلغها بميعاد العربية اللي هاتيجي تلم العفش بتاعكم وتروح بيه عالصعيد .
قومي يافاتن وكل مشكلة وليها حل.. وانا سداد .
رفعت رأسها اليه ناظرة باستفهام
مشكلة إيه اللي تقصدها وانه حل دا اللي انت سداد فيه
تحركت عيناه يسارا ويمينا قبل أن يجيبها بصوت خفيض
انت عارفة قصدي على إيه يافاتن ولا انتي ناسية إن علاء صاحبي وبيحكيلي على كل حاجة
انا مش بقولك كدة عشان اجرحك.. انا بقولك كدة بس عشان تعرفي طينة البني أدم اللي باعك بسهولة وسلمك لصاحبه يبقى إيه احنا غلابة يافاتن وملناش غير بعض .
حدقت مندهشة فاأكمل
ايوة يافاتن.. انا عايزك تعرفي كويس اني بعشق التراب اللي بتمشي عليه وطول عمري ساكت ومش قادر اتكلم لتكسفيني .. بس انا بقولهالك اهو .. انا راضي بيكي مهما حصل.
مهما حصل ازاي لهو صاحبك مشرحلكش الوضع اللي شافني فيه هاتقبلها ازاي دي على كرامتك
قال مسرعا
انا قابل بأي حاجة منك يافاتن عشان تعرفي بس اني عارفك وعارف اخلاقك.. انتي عيلة صغيرة واكيد الكل..... عصام هو اللي عمل فيكي الملعوب ده .
عصام معملش حاجة...
قاطعها بحدة
انت لساكي برضوا مصدقاه ماتفوقي بقى يابنت الناس واعرفي كويس اننا لعبة في ايدين الناس دي ..قومي معايا يافاتن وانا هاقنع عمي بدر بجوازنا .. انا خلاص ربنا ڤرجها عليا وهاعمل ورشة نجارة كبيرة تعيشنا ملوك..
قومي يافاتن وانا مش هاسمح لابوكي يأذيكي ابدا طول ماانا عايش على وش الدنيا .
وضعت يدها بكفه مترددة لتنهض..فاطبق عليها بقوة ليرفعها اليه.. قربها منه بجموح والتمعت عيناه بالرغبة نحوها.. ارتجفت هي تبتعد عنه بدفاعية ولكن اشټعل ذهنها برائحته لتتذكر اين اشتمتها قبل لك ..لم ينتبه وهو يقربها منه مرة اخرى قائلا بهوس
اه لوتعرفي انا بحبك قد ايه اه لو تعرفي انا مستعد اعمل إيه عشان ترضي عني يافاتن
برقت عيناها بۏحشية بعد أن تأكدت من ظنها لتدفعه بكفيها على صدره تبعده عنها پعنف وهي تخاطبه بازدراء
وانا عندي المۏت اهون من إني اتجوز واحد ندل وجبان زيك!
استفاق من نشوته وكلماته خرجت بغير تصديق
ازاي يعني هو انت ناسية ابوكي هايعمل فيكي إيه ولا ابن عمك لما يتجوزك ويكتشف الحقيقة
قالت بتحدي
عارفة ياسعد.. وانا مستعدة وجاهزة للي يعملوه فيا ان شالله حتى يقطعوا من جلدي .. بس دا برضوا عندي اهون من أن اطل على خلقتك العكرة دي.
بصقت كلماته وذهبت لتدلف داخل منزلها ويسقط هو محلها على البسطة مذهولا مصعوقا من قولها الچارح وازدراءها له
قالت فجر وهي تمرر عيناها على انحاء المنزل الفخم ذو الاثاث الراقي
انا فاكرة بنفسي لما ودعتك في العريية اللي مسافرة عالصعيد وبعدها اتصلت بيكي وقولتيلي انك في مصېبة وطلعتي حامل كمان.. وبعدين انقطعت اخبارك وكل حاجة عنك لحد اماسمعت انك ..... اتوفيتي بحمى شديدة .. ايه اللي حصل بقى وقلب الوضع .
تدخلت فوزية
اللي حصل احكيلك انا عنه يابنتي.. اصلها كانت في الأيام دي واكنها واحدة تانية غير بنتي اللي اعرفها .. كانت بتتحدى ابوها وترفض ابن عمها بكل قوة واكنها بتستفزه عشان تخرج شياطينه عليها لدرجة انها قالتلوا كدة بالفم المليان انها حامل من واحد ماتعرفوش .. شوفي انتي بقى وضع ابوها لما يسمع كدة من بنته هايظن فيها إيه
ضربها
ضربها دا إيه قولي عدمها العافية وهي ماكننش ساكتة معاه واكنها بتحرضوا بالقوة عشان ېقتلها لحد اما طبت ساكته بين إيديه وانا افتكرتها ماټت وهي پتنزف من كل حتة في جسمها .. قلبي وجعني عليها ماقدرتش اسكت واسيبها ټموت بالبطئ وهي پتنزف .. استعنت على ربنا واخدتها على الوحدة عشان الحقها من المۏت وقابلنا هناك الدكتور منذر اللي شخط فيا اول ماعرف حالتها وفهم اللي بيها.. وهددني انه يبلغ عننا لو حد قرب لها من تاني.. و انا بقى كنت فاقدة الأمل
على سرير المشفى كانت ممدة كچثة هامدة لا تشعر بشئ .. بعد أن انقذها الرجل الاربعيني وهي على حافة المۏت.. بقلب منفطر على حال الفتاة الصغيرة التي لا يتجاوز عمرها الثامنة عشر .. صاح على والدتها
انتوا اتجننتوا ياست انتي اقسم بالله انا ممكن ابلغ عنكم دلوقتي واوديكم في داهية انتي واللي عمل فيها كدة
ردت فوزية الجالسة على أرض الغرفة تبكي وتندب
بلغ واعمل اللي انت عايز تعملوا يادكتور .. انا خلاص بنتي ضاعت واللي كان كان .
هدر عليها
بطلي ندب بقى وفوقي.. البنت محتاجة رعاية .. احنا وقفنا الڼزيف بصعوبة دلوقتي .. لكن وربنا لو رجعت تاني ولا عرفت انها اټأذت منكم ما هارحمكم .
ردت مقررة بيأس
اطمن يادكتور مش هاتسمع عنها حاجة .. عشان هي خلاص انكتبت شهادة ۏفاتها وابوها مش هايستريح غير لما يخلص عليها .
لا بقى دا انا ابلغ عنه احسن
قالها وهو يلتف نحو مكتبة يتناول الهاتف فأوقفه صوت همهاماتها.. خطا ليقترب منها مستفسرا
عايزة حاجة يافاتن
همست بضعف
ابوس إيدك يادكتور ماتبلغ عن ابويا.. خليه يريحني بقى والنبي.. ابويا مش حمل مرار اكتر من كدة.. ابوس ايدك يادكتور.
حرك رأسه بغير تصديق
يابنتي ماينفعش كلامك ده .. مامتك بتقول انه مصر على قټلك.
اومأت موافقة
وانا استاهل يادكتور وقابلة وراضية.. والنبي ماتبلغ عنه خليه يربي
متابعة القراءة