كاملة الفصل الثاني بقلم سعاد محمد سلامة
المحتويات
عليها بذراعيها وهي تقهقه بمرح
مش اكتر مني يا فجر وربنا.. مش اكتر مني .
بشويش ياجماعة على نفسكم.. دول اخرهم اسبوعين فراق مش سنين يعني .
نزعت فجر نفسها عن صديقتها مجفلة على هذا الصوت الساخر لشاب يقف خلف سحر مباشرة لم تراه هي في خضم انشاغلها بمعانقة صديقتها سوى الان.. نظرت لسحر باستفسار فوجدتها تبتسم بسعادة فسألتها بمشاكسة
رفغت فجر عيناها اليه مرة اخرى فهزت براسها ضاحكة حينما تذكرت ملامح وجهه
لا ماتزعليش مني ياسوسو.. انا دلوقتي حالا افتكرته من الصور اللي انتي بعتيهالي.. استاذ رمزي صح
قالت الاخيرة وهي تشير اليه بسبابتها.. اومأ اليها هو قائلا
صح فعلا يا انسة فجر .
رحبت فجر بمصافحته الودودة وانتقلت عيناها لسحر التي تورد وجهها بفرحة جعلت ملامحها تبدوا كامرأة اخرى شديدة الفتنة والجمال .
..........................
دلف لداخل منزله المتواضع پغضب حارق تتبعه شياطينه حتى أنه لم يلتفت للطفلة الصغيرة التي كانت جالسة على الاريكة الخشبية والخاصة بوالدته تشاهد التلفاز.. هتفت بمرح
خالي سعد.. ازيك ياخالي .
إيه الصوت ده هو في حد دخل عندنا هنا يامروة
ايوة ياماما.. خالي سعد ودخل على اؤضته وقفلها عليه كمان من غير مايعبرني ولا يرد عليا حتى.
خالك سعد!! مش بعادة يعني يجي بدري كدة
طرقت بخفة على باب الغرفة فوصلها صوته من الداخل
مش عايز اشوف حد .
انا اختك لبنى ياسعد...
لم تكمل جملتها حينما قاطعها صارخا بصوت جهوري يصم الاذان
قولت مش عايز اشوف حد.. ابعدوا عني بقى ابعدوا عني .
ارتدت عائدة لوالدتها في مطبخهم الصغير وهي ترتجف
سالتها نشوى بهدوء وهي متربعة على ارضية المطبخ تنزع بيدها ريش الدجاجة المذبوحة
مالوا اخوكي يابت
بصوت مرتعش وهي تتربع امامها على الارضية
دخل اؤضته زي القطر واما خبطت على باب الاؤضة عشان اشوفه او اسلم عليه.. صړخ عليا خضني وقعد يقولي ابعدوا ومش عايز اشوف حد فيكم..هو ماله ياما
نشوى وهي تعيد الدجاجة داخل إناء المياه الساخنة قبل ان تخرجها مرة اخرى وتكمل ما تفعله
بس انا خۏفت اوي من شخطته فيا يااما.. هو انا باجي عندكم كل يوم عشان الاقي منه المعاملة العفشة دي.
قالت نشوى بتحدي
ليه ياعين امك هو انتي قاعدة في بيته دا انتي قاعدة في بيت ابوكي ومع امك مش مع مراته.. سيبك منه يابت ومن قرفه واستني كدة لما اعملك طبق ملوخية تاكلي صوابعك وراه على مرقة الفرخة دي.. عشان ترمي بيها عضمك ياعين امك .
اندمجت لبنى مع والدتها في حديث الطعام الشهي وتناست سعد وما يفعله ..فسالتها
طب مش كان احسن ياما تخلي سيد الفرارجي ينضفها بالمرة بدل تعب القلب ده
ردت نشوى باقتناع
في بيتنا احسن يابنتي.. عند سيد الفرارجي اكيد هاينقصها من حوايجها!
.............................
وبداخل غرفته كان كالبركان الثائر بنيران الحقد.. صوت انفاسه الهادرة مسموعة بوضوح داخل فضاء الغرفة .. ترتعش مقلتيه باضطراب وهو يستعيد بذاكرته وجه غريمه من وقت أن سمع بإسمه.. والذي عاد الان بعد كل هذه السنوات لينبش في الماضي الذي تظل اثاره عالقة بذهنه ولا تتركه حتى بنومه من أحلام تقبض على صدره لتذكره دائما حينما يغفل أو يحاول المضي قدما بحياته فلا ينسى ابدا ماحدث بوقتها ولا ينسى ما سبقها من سنوات كان يتألم وېحترق فيها صامتا ولا يشعر به أحد.. نشأته الصعبة وهو صغير حينما كان فقيرا معدما بجسده الضئيل الذي لالطالما أغرى أقرانه الصغار في الحارة ليتنمروا عليه فيسحقوا ضعفه بالإهانة والاعتداء لولا وجود علاء المصري الذي كان رغم صغر سنه يقف بوجههم لمناصرته واخذ حقه وقت الزوم..كان مصدر حماية وأمان له.. أحبه كشقيق لم تلده أمه رغم شعور النقص الذي كان ينموا بداخله مع نمو جسده.. فقد من الله على علاء بالخلقة الحسنة والجسد الرجولي الخشن منذ صغره بالأضافة لمال ابيه وحسبه ونسبه.. عكسه هو الذي كان يرى النقص في كل شئ حوله.. لكنه كان يكيف نفسه ويتعايش مع هذا الشعور البغيض بفضل تواضع علاء معه الذي كان يغدق عليه بالحنان الأخوي بما يخفف عنه.. لكن مع دخول مرحلة الجامعة وتعرف علاء على هذا المدعو عصام ابن الطبيب الشهير.. انقلبت حياته لمرار وهو يرى نمو الصداقة بينهم بتكافئ مذل له.. بل ومهين وهو يرى التفاف الاصدقاء حولهم من فتيات
متابعة القراءة