رواية ولكنها أمي كاملة الفصول بقلم مريم محمد

موقع أيام نيوز


باله روديسيا فأبتسم من وسط دموعه أسيكون هناك رابط قوى فى المستقبل أم ماذا 
___________________________
شهر تبعه شهر تبعه شهر آخر حتى مر ثلاثة أشهر و نصف كان ماجد يهاتف جياد يوميا ليطمئن عليه و يذهب إليه كل أسبوع ليرى ما يحتاجه و قد كان نعم الصديق هو وفاءا لصديقه بينما جياد تحمل الكثير و الكثير من دينا طوال تلك المدة فلم تتوانى عن تفضيل أطفالها عليه و حديثها اللاذع و لكنه واجه كل ذلك ببرود و هدؤء

طنط دينا طنط دينا
لم يتلق جياد رد فاستغرب كثيرا بحث عن دينا بأنحاء الشقة فلم يجدها أين ذهبت و لم يجد لأطفالها أثر أيضا سمع جياد صوت الهاتف الذى أعطاه له ماجد يرن فذهب إليه و لم يكن المتصل سوى ياقوت
فتح الهاتف و قال بسرعة ماما طنط دينا خدت ولادها و مشيت و أنا مش عارف هما راحوا فين 
أجابت ياقوت قائلة طب أهدى يا حبيبى أنا هجيلك ماشى
هز جياد رأسه و قال ماشى متتأخريش
أغلقت ياقوت الهاتف و أرتدت ملابسها و أخبرت ماجد ببعض الكلمات المختصرة و ذهبت إلى جياد برفقة صغيريها
جياد أنت كويس 
هز جياد رأسه و أخبرها بما حدث فقالت ياقوت بهدوء خلاص يا جياد هات هدومك علشان هتيجى معايا
وقف جياد قائلا برفض قاطع لا أنا مش همشي من هنا
قالت ياقوت و قد بدأت تفقد أعصابها يعنى أيه يا جياد 
يعنى مش همشي من هنا يا ماما
قالت ياقوت پغضب جياد هتيجى معايا و مفيش اعتراض
قال جياد بدموع لو سمحت افهمينى و سيبينى على راحتى
بدأت روديسيا بالبكاء هى الأخرى فضحكت ياقوت و قالت اهى روديسيا عيطت اهى يا أستاذ جياد
قال مراد هو الآخر بضحك بيحسوا ببعض
ضحك معهم جياد و قد أستطاعت ياقوت أن تخرجه من حالة حزنه تلك بدعاباتها و أنقضى اليوم كغيره من الأيام وسط رفض جياد للمغادرة حتى بعد مجئ ماجد .
بعد مرور سبعة أعوام تغير فيهم الكثير و الكثير أصبح كلا من مراد و جياد ذى أربعة عشر عاما أما روديسيا فأصبحت سبعة أعوام
و قد تغير جياد فيهم كثيرا و لكن مراد لم يتركه و قد أصبحا كتؤام ملتصق
جاء جياد فى زيارة إلى ماجد و ياقوت وسط إلحاح شديد منهم و بمجرد ما إن فتحت له ياقوت الباب حتى أخترق سمعه صوت روديسيا تبكى فضحكت ياقوت و قالت معلش بقى هنصدعك من أول ما تدخل
أبتسم جياد بخفة و ذهب إلى روديسيا و قال بتعيطى ليه 
قالت روديسيا پبكاء مراد زعقلى و كمان مش جابلى مصاصة
ضحك جياد عليها و قال زعقلك ليه
مسحت دموعها بظهر يدها و قالت علشان أخدت التيشيرت بتاعه و قصيته علشان أعمل بيه فستان لباربى
ضحك جياد و قال طب خلاص متزعليش و أنا هجيبلك المصاصة
أبتسمت روديسيا و قالت ماشى شكرا
قطع حديثهم صوت طرق على الباب ففتحت ياقوت و قالت أنت 
.
يتبع
قالت ياقوت پصدمة أنت 
نظرت لها تلك المرأة و التى تدعى نرمين من أعلى لأسفل
خرج مراد من غرفته و هو يضحك و ينظر بإتجاه جياد قائلا أكيد روديسيا اشتكتلك
و لم ينتبه لتلك الواقفة على الباب نظرت له ياقوت بتوتر و جياد لا يفهم من تلك المرأة نظر إليهم مراد و إلى حالتهم تلك و قال لياقوت بتعجب ماما حضرتك واقفة على الباب ليه 
دخلت نرمين و قالت علشان أنا واقفة
صدم و وقعت عليه تلك الصدمة كوقع الصاعقة أمه و بعد كل تلك السنوات ماذا يحدث مشوش مصډوم إحساس غريب تملكه و ما كاد ينطق حتى دخل ماجد هو الآخر و قال بإستغراب فيه اى 
نظرت له نرمين فردد هو الآخر پصدمة نرمين !
قالت نرمين بملل مش هنخلص من المسلسل ده و لا ايه
و نظرت إلى ياقوت و قالت مفيش حاجة عندك اسمها إكرام الضيف و لا اى شكلك
قال مراد ببرود أتكلمى مع والدتى بأسلوب أحسن من كده

ضحكت نرمين بشدة و قالت والدتى
_ للأسف يا مراد د مش أمك أنا أمك الحقيقية
أبتسم مراد بسمة باردة خاوية من أى شئ و قال أنا للأسف مليش غير ماما ياقوت و بس
أما حضرتك فأنا مش هقاطعك لأن ماما ياقوت ربتني كويس أوى
صړخت نرمين پغضب قائلة مراد
نظر نحوها مراد و لم ينطق بينما قالت هى پغضب أنت ابنى يا مراد أفهم و أنا جاية علشان ترجع معايا
أبتسم مراد و قال والله 
_ جاية تدورى عليا بعد ايه بعد ما رميتينى و أنا عيل صغير .
بجد بهرتينى
بعد أذنكم
قال ما قاله و دخل إلى غرفته و جياد خلفة فقد أخبره مراد مسبقا عما حدث
مراد أنت كويس
أكتفى مراد بهز رأسه و لم يتحدث
بينما فى الخارج وقف ماجد قائلا بهدوء و ثبات أنا سبتك لغاية ما تخلصى كلامك و أظن أن محدش أتكلم هنا غير مراد نفسه لا أنا و لا ياقوت همنعك عن مراد و لا هنمنع مراد عنك ياريت متحاوليش تهدى اللى بقالنا سنين بنبنى فيه .
نظرت لهم دينا و خرجت من منزلهم و هى تجر اذيال الخيبة فقد كانت تعتقد أن مراد سيرحب بها بشدة و لكن يبدو أنها خسرته نظرت أمامها ببغض شديد إلى صورة ياقوت ظنا منها إنها من جعلت مراد يكرهها فعلا إن بعد الظن إثم
____________________________فتحت ياقوت باب غرفة مراد بتردد لا تعلم ماذا ستقول له و كيف سيستقبل كلامها ولكنه سيفهمها فمنذ أن كبر مراد و هو يفهمها دون التحدث دلفت إلى الغرفة نظر إليها مراد و لم يتحدث بينما خرج جياد تاركا لهم مساحتهم الخاصة للحديث عما يريدون
جلست ياقوت بجانب مراد على سجادة الصلاة و قالت مراد
رفع مراد أنظاره إليها و قال حاسس إنى مخڼوق مخڼوق أوى يا ماما
ربتت ياقوت على شعره و قالت اهدى يا حبيبى كل حاجة بتعدى مادام أحنا جنب بعض صح 
هز مراد رأسه بالإيجاب و قال و كأنه يحادث نفسه هى افتكرتني بعد عشر سنين مشافتش فيهم غير شوية صور من و أنا صغير حاسس إنى وحش و أن اللى حواليا مش بيحبونى بس حضرتك خليتينى أغير تفكيرى ده شكرا
قالت ياقوت بمزاح لتخفيف حدة الجو و طاقته المشحونة بالسلب مكنش ده رأيك فيا زمان
ضحك مراد بخفة و قال مكنتش بفهم
قالت ياقوت مقلدة إياه وهو صغير سيبينى أنا بكرهك
ضحك مراد مجددا و قال خلاص بقى يا ماما قلبك أبيض
مسدت ياقوت على شعره و قالت بحب كبير مبعرفش أزعل منك ابدا يا مراد هتفضل أنت ابنى الكبير و أول كل حب و لطف فى حياتى
أحتضنها مراد و قال بإمتنان شكرا لأنك هنا____________________________
جلس الجميع بغرفة الصالون مجددا بعد أن خرج ياقوت و مراد من الغرفة
كان جياد يعبث بهاتفه و فى حين غفلة وجد هاتفه ليس بيده و روديسيا تركض به و هى تضحك أبتسم عليها و قال هاتى التليفون يا روديسيا
أخرجت روديسيا
 

تم نسخ الرابط