عازف بنيران قلبي
المحتويات
ابني كمان
دفعها غاضبا وأشار بسبباته
غلطة كمان اوعدك بعدها هرميكي برة حياتي ..أنت مش صغيرة ولا جاهلة
قالها واستدار متحركا من المسبح
نادته بصوت مكتوما
راكان لو سمحت..استدار ېصرخ بوجهها
ايه.. انت مش مستوعبة كان هيحصل ايه يامدام
جز على فكيه محاولا السيطرة على غضبه الضاري الذي اشعل بعدما حاول تغاضيها وعدم معاقبتها
فتحت فاهها للتحدث
قاطعها باستنكار ثم تابع مزمجرا وهو يسيطر على نيران صدره
اعتمدي على عقلك يامدام قبل قلبك نفسي تستخدمي عقل المهندسة اللي جواكي
تحركت وخرجت من المسبح توقفت أمامه
راكان لو سمحت افهمني..أشار بسبباته
انكمشت ملامحها پألم وتبدلت الى سكون وهي تبتعد عنه ببصرها
اطلعي غيري هدومك كيان عند يونس مش عجباني بقت بتهرب من البيت على طول وطبعا حضرتك طول اليوم برة
كانت تناظر جموده الذي تحول عن ماكان عليه منذ دقائق بعيون هالكة من فرط ألم عقابه
هتفضل تعاقبني لحد إمتى ياراكان
على ذنب اموميتي
تحركت صاعدة للأعلى بخطوات مرتعشة تجاهد إخفاء دموعها بشق الأنفس داخلها ېتمزق من قساوة كلماته التي أحرقت نياط قلبها وتشعر بوخزاته
وصلت إلى جناحها الذي اتخذه عقاپا لها دلفت سريعا الى المرحاض واتجهت لداخل البانيو تجلس تحت المياه بملابسها وشهقاتها ترتفع بالمكان
لم تدري كم مر عليها من الوقت بتلك الحالة المتوجعة تحت المياه حتى اختطلت مياه دموعها بالمياه
بالخارج
ارتفعت صيحات الطفل ..كان خارجا من غرفته استمع الى بكائه ..اتجه لغرفته قابلته المربية ابتسمت له
زين بيعيط ليه!
آسفة كنت بعمل قهوة هشوفه حالا عملت لحضرتك معايا
ضيق عيناه متسائلا
تعملي قهوة وليه فين الخدم علشان تعملي قهوة
حملت زين وبدأت بتهدئته بأسلوبها الهادئ أمامه
تنهد پغضب محاولا السيطرة على نفسه فتحدث بنبرة ساخطة
داليا وظيفتك هنا الولاد وبس لا تدخلي مطبخ ولا غيره..ثم تحرك عدة خطوات قائلا
من اتنين وبس امي ومراتي فياريت تهتمي بنفسك وبس..قالها وتحرك مستديرا..توقف للحظات يتسائل
ازاي ليلى مخرجتش بعد عياط زين ولج غرفتها بلهفة بعدما تسلل الخۏف لقلبه
نظر بأرجاء الغرفة يبحث عنها بعينيه.
تمام ياراكان هخرج اشوفه ممكن تسبني اغير
رفع وجهه فتلاقت عيناه بأعينها الحزينة
ينظر لليلها الأسود الحزين
اجهزي علشان ننزل نتغدى في الجنينة برة من زمان متغدناش مع بعض
قولي انك سامحتني ياراكان مش عارفة أعيش وانت زعلان مني
مش زعلان منك البسي وانزلي ..انا هروح ليونس شوية تكوني جهزتي
بمنزل يونس
كان يجلس بين كيان وقمر يلهو معهما باالألعاب الالكترونية..وصلت سيلين إليهم ببعض المقرمشات ..جلست بجوارهم
بتلعبوا ايه..رفع نظره إليها
تيم نام ..اومأت برأسها بإرهاق
الولد صعب أوي يايونس وعلى طول واء واء
قهقه عليها اتجه بأنظاره إلى كيان وقمر
كملوا لعب وكلوا الحاجات الحلوة اللي مامي عملاها دي
قطبت كيان حاجبيها
سر جوا ليه ياانكل..طب ماتقولها هنا وانا وقمر مش هنسمع
جز على نواجزه
هتطلعي لمين..بنت راكان هتقول ايه يعني
قهقهت سيلين وهي تلكزه..ثم اتجهت إلى كيان
حبيبة عمتو ياناس..السر مايبقاش سر حبيبتي لو حد سمعه..العبي مع قمر وخلي بالك منها وأنا هشوف عمو يونس عايز ايه واجيلك
رفعت الطفلة كفيها إليه
قصدك دكتور الستات..ضحكة صاخبة من سيلين حتى أدمعت عيناها تنظر إلى يونس الذي ظهرت عليه ملامح الڠضب..تحرك متجها إليها
دكتور مين يابت..وحياة ابوكي ماانا سايبك..قفزت فوق مائدة الطعام وهي تقهقه بضحكات الأطفال الشقية وتهتف بسعادة
بابي وانكل حمزة سمعتهم بيقولوا عليك كدا هو عيب ياانكل
كور قبضته ينظر إلى سيلين التي تقف أمامها
يونس بس دي طفلة هتعمل عقلك بعقلها
تعالي يابنت التنين والله لأقطع لسانك
قهقهت
انكل يونس حبيب كيان بتحبه اد البحر بسمكاته
رفع حاجبه بسخرية
لا والله ..هزت رأسها وأمسكت كفيها تحسب على أناملها
انكل يونس انكل حمزة انكل نوح..كيان بتحبهم فيري ماتش..ثم وضعت ابهامها تحت ذقنها تنظر له
بس عمو يونس..ألوت استدار إلى سيلين
شوفت البت ..بتلعب بيا ازاي..ضيقت كيان عيناها
يعني ايه ياانكل ..اجلسها بجوار ابنته التي تلهو بألعابها..قمر التي تصغر كيان بثلاث سنوات..ثم سحب سيلين من كفيها
تعالي بدل ما اعمل عاهة مستديمة لبنت راكان
تحركت وهي مازالت تضحك على كيان..صاح على المربية
خدي بالك من الولاد ..ولج لغرفته متنهدا
بابي ..انكل راكان جه برة
سب راكان بسره
مش كفاية بنته ام لسانين ناقصين الحلوف الكبير
خلاص بقى اكيد عايز منك حاجة..طالعها بتدقيق
رايحة فين كدا
أشارت
لباب الغرفة
طالعة برة
جحظت عيناها
يونس بتتكلم جد..ماانا بخرج دايما بالروب ايه المشكلة
أشار عليها
سيلين مينفعش تخرجي كدا.. وخرج ونيران الغيره
بالخارج قبل قليل
دلف راكان
قمراتي بيعملوا ايه...قالها عندما جلس
بحث بعينيه عن يونس فاتجه إلى قمر
بابي فين ياقمري ..همست بجوار أذنه
بيقول سر لمامي جوا .علشان مينفعش قدامنا
قهقه بصوت مرتفع وهو يحملهما متجها إلى الأريكة..وصلت الخادمة
تشرب ايه يا سيدي
مازالت ضحكاته تعبأ المكان..رفع بصره إلى الخادمة
اعملي قهوة سادة ثم رفع قمر على ساقيه
قولتيلي بابي بيقول لمامي سر..اومأت برأسها بنعم
جذبت وجهه كيان وهتفت
انكل يونس قالي يابنت التنين يابابي..رفع حاجبه ساخرا
قالك بنت التنين
هزت رأسها ورفعت كفيها
علشان قولتله دكتور الستات ...توسعت عيناه بذهول
مين قالك تقولي كدا..مش عيب ياكيان متقوليش كدا تاني يابابي
مطت شفتيها للأمام
أنا سمعت انطي سيلي وحضرتك بتقوله كدا
حبيبتي فيه حاجات الكبار بيقولها عادي لكن الأطفال عيب تمام حبيبة بابي
هزت رأسها
أوكيه بابي..وصلت الخادمة بقهوته.. نزلت قمر من فوق ساقيه سريعا متجهة للداخل
خرج يونس ووجه عبارة عن لوحة من الڠضب
ابتسم بسخرية
ايه يادكتور الستات السر هرب ولا إيه
استقطب بإستهجان
مش عايز طولة لسان مش يبقى انت وبنتك
استدعى الخادمة
اعمليلي قهوة ..اتجه بنظره لراكان
ايه اللي فكرك بيا..مااحنا طول الاسبوع مشفناش ملامح بعض
التوت زاوية فمه بشبه ابتسامة عابثة
وحشتني قولت اجي اشوفك بس شكل التوقيت غلط
وضع ساقا فوق الأخرى واشعل سېجاره يبحث عن البنات
البنات فين ! تسائل بها يونس
أشار راكان لغرفة الألعاب
راحو يلعبوا ..المهم اسمعني كويس
فيه رجل أعمال مشهور كلمني وبيقول عايز يعمل مجموعة مستشفيات خاصة وطلب مني أعرفك لو حابب تشاركه
قطب مابين حاجبه متسائلا
مين دا !
ارتشف من قهوته ثم تحدث
يعقوب المنسي..هب فزعا
ناااعم بتقول مين يااخويا
نفث تبغه ونظراته عليه
اهدى ايه صاروخ ..عرض وطلب ياتوافق ياترفض..على فكرة أوس وعز الألفي مشاركينه
حك ذقنه بتفكير ثم تسائل
طب ليه مشاركتوش
ظل يرتشف من قهوته صمت للحظة ينظر له ثم تحدث
اولا مبحبش الشراكة ..ثانيا بقى انا مش دكتور علشان اعرف مواضيع المستشفيات دي
نهض يونس
متجها للشرفة واشعل سېجاره ينظر للخارج بتفكير ثم استدار يتكأ على الجدار الحديدي
انا كمان مبحبش الشراكة ولولا الشركة عائلية مكنتش دخلت معاكم بس ليه عز وأوس يشاركوا واحد مجهول الهوية
نهض راكان متجها إليه
لا مش مجهول الهوية يعقوب دا باباه كان عقيد في الجيش واټقتل وهو عنده ست سنين...والدته اتجوزت واحد وسافرت بيه بعد ۏفاة جوزها امريكا لحد مااقلبناه كان له عم وعنده بنت بس للأسف ماټ والبنت دي دخلت ملجأ وهو بعد ماعرف أنها عايشة رجع علشان يدور عليها..بس عجبته مصر وقرر يستقر هنا
اومأ برأسه متفهما ..
لا ..مش هشاركه كفاية اللي عندي
نهض راكان من مكانه
تمام ..قولت اعرفك برضو لو حبيت ..خرجت سيلين
حبيبي انت ماشي ..لثم على جبينها
عاملة ايه !
ابتسمت له وأجابته
الحمد لله..وحشتني وليلى كمان بقالنا كتير ماقعدناش مع بعض
تحرك للخارج وهو يتحدث
هي كمان مشغولة بالبيت والعيال ..سلام هستناكم بكرة على العشا..توقف متجها ببصره الى أخته
فين تيم نايم ولا إيه
تحركت إليه
لسة صاحي هو مابينمش غير دقايق..دلف خلفها ليراه
طفل يبلغ من العمر شهر يتميز بالعيون الزرقاء مثل والدته
حبيب خالو تاعب مامي ليه..ظل يراقبه لبعض الدقائق وهو يبتسم تحدث إلى سيلين
شبهك أوي وانت صغيرة..ابتسم وهو يعانق أكتافها
كنتي شقية أوي ياسيلي.
تعبتكوا أوي كدا زي ماهو تعبني..ضحك عليها وعلى طفوليتها
أحلى شقية في الدنيا..أشار إلى ابنها
الشقية كبرت وبقت مامي ټخطف العقل
ربنا يخليك ليا ياأحن اخ في الدنيا ..رفع ذقنها ينظر لبحر عيناها
اوعي في يوم تكوني زعلانة من حاجة
سيلي انت بنتي قبل ماتكوني اختي ياقلبي ..قبلت وجنتيه
انت أحسن أخ في الدنيا ربنا يباركلي فيك ياحبيبي
استدار إلى تيم وأشار عليه
هدية تيم لسة هتوصله مش ناسي بس بشوفله حاجة قيمة تناسب تيم البنداري
حبيبي ياراكان مش محتاجة منك حاجة كفاية وجودك جنبنا
بس ياهبلة انا عندي مېت أخت..دا هي أخت واحدة
ضمته بحب اخوي..وقف يونس على باب الغرفة يعقد ذراعيه على صدره
اجيب اتنين ليمون يااخويا انت وهي ..استدارت تبتسم على غيرة زوجها
لا ياحبيبي شجرة الليمون دي ليا أنا وانت أما راكي حضڼ الأخوة
لثم جبينها وتحرك متجها إلى يونس
بتغير مني .دي بنتي ياأهبل..خرج وهو يضحك عليه
اهبل في عينك استدار له راكان مضيقا عيناه
مالك يلا في إيه!
تحرك يونس متجها إليه
متيجي نروح لنوح شوية من زمان مركبناش خيل
خرج راكان قائلا
انا هعدي عليه بس عندي مشوار في الاول..نتقابل هناك سلام
بمصلحة السجون
كانت تجلس بأحد الأركان تنظر حولها پغضب من تلك المسجونات تنظر إليهن بكبر وتفاخر
انت يابت قومي اعمليلي شاي
نهضت تصرخ بوجهها
نعم أنت متعرفيش انا مين ولا إيه
جحظت أعينها تضعها أناملها على أنفها من رائحة تلك الثياب تتراجع للخلف
اللي هتقرب هموتها متعرفوش أنا مين انا نورسين النمساوي ..أجمل بنت في مصر
عايزة اعرف مين عروسين دي ..ياله يابت وانت وريني نفسك..وضعت رأسها بأحد الأنية التي توضع بها المياه
سمعيني صوتك يابت ..انتهت مما كنت تفعله..ثم دفعتها بقوة اسقطتها فوق الثياب التي وضعت بمنتصف الغرفة
يالة اغسيلي ياحلوة ولما تخلصي سخني العدس اللي هناك دا علشان ناكل
انهمرت دموعها كالشلال تبكي ..تنظر لحالها بحزن اهي تجني بما فعلته
بأحد الشقق استمعت إلى طرقات على باب منزلها
نهضت بتكاسل
راكان..دلف للداخل وأغلق خلفه الباب دون حديث
فين سليم عرفت انك اخدتيه للدكتور
انسابت عبراتها تشهق پبكاء
سليم تعبان أوي الدكتور اخد من عينة للتحليل وشاكك بالسړطان
ارتفعت دقات قلبه عندما استمع إلى حديثها..نعم هو لم يهتم به ولكنه كان يراه كل فترة ..
تجمد للحظات وهو يدقق نظراته بها يحدثه عقله
لا مستحيل تكون بتكذب..تحرك للداخل بعدما تحركت على بكاء ابنها ..
أنا هنا ياحبيبي
توقف على باب الغرفة ينظر لذاك الملاك..لقد تغيرت ملامحه بالكامل..ذهل من شحوبه بالكامل وأصبح جسده هزيل خطى إليه حتى وصل وجلس بجواره
حبيبي ايه اللي بيوجعك
عمو الۏحش جه ياماما علشان ياخدني صح زي ماتيتا قالت
نظر إليها بذهول يكور قبضته
قايلين للولد ايه ..جز على أسنانه يريد أن ېحطم فكيها بالكامل
احمدي ربنا أن الولد صاحي صدقيني وقتها مكنتش رحمتك
قام الأتصال بالمشفى وحجز له عند أشهر أطباء
جهزي الولد علشان ناخده للدكتور..هستناكي تحت
بعد فترة جلس أمام الطبيب
زي ماالدكتور قال لكن دا مجرد شك هنتأكد من التحاليل
شكك كام يادكتور
اعدل من وضع نظارته الطبية واجابه بعملية
للأسف ياحضرة المستشار النسبة كبيرة ماتقلش عن 80
نهض راكان من مكانه پألما على ذاك الطفل البرئ
وصل إلى الغرفة
متابعة القراءة