له وقلبها يبكى... "عمر انا موافقه بشرط وحيد لو وافقت عليه كلم ماما ..."
علي الرغم من طريقتها الجافه في الرد الا ان عمر كاد ان يطير من السعاده ...لم يسألها حتى عن شرطها الوحيد اعطاها موافقته الفوريه علي أي شرط حتى لو كان شرطا مستحيل كشرطها لكنه لم يتوقف للتفكير ... رد فورا وكأنه كان يجلس علي حاسوبه ينتظر .. - أي شرط انا موافق عليه ... فريده امرته بترفع واضح ... - عمر استنى تعرف الشرط الاول ...شرطى الوحيد انك تتبرع لاحمد بكليتك... لو طلعتوا مش متوافقين انا اسفه مش هقدر اتجوزك ....كانت تعلم انها تعجزه وان شرطها مستحيل القبول به لكن عمر رد علي الفور بدون تفكير ... - ومن غير جواز يا فريده انا متأخرش عن احمد ابدا ...رده احرجها للغايه ... شعرت كم هى حقيره ...
كتبت محاوله الاعتذار ..- انا كمان هعمل التحاليل لو ينفع هتبرعله انا ... رنين هاتفها اجفلها ...لمحت رقم عمر علي الشاشه .. عمر اتصل فورا...اجابته بتردد ...- الو ... عمر هتف بها فورا ...- اياك اسمعك تقولي اتبرع دى تانى ...انا هتبرع وان انا منفعتش اوعدك اجيب له متبرع من تحت الارض ...وافقى انتى بس علي كتب الكتاب وانا اوعدك هحل موضوع احمد ...الي الان لا تستطيع تصوره ...عمر وسيم بدرجه كبيره لكن لديه بعض الوزن الزائد والكثير من الطيبه التى تجعله ضعيف في نظرها ...هو لم يكن فكرتها المثاليه عن الزوج المناسب بسبب وزنه وبسبب تعليمه وبسبب انه واضح وصريح فالرجل الغامض يثير الانتباه والاعجاب معا ...هى كانت تعتقد انها تستحق فرصه افضل فهى جذابه بدرجه كبيره وستصبح طبيبه لكن احمد يستحق الټضحيه بكل ذلك ..في سبيل اعادة الحياه اليه ... نعم ستوافق علي زواجها من عمر لكن ستجعله يدفع الثمن غاليا كما قررت من قبل ...مع انها هى من كانت تحتاجه وبشده لكن مرارتها الشخصيه اعمت قلبها .... ايضا عمر كان له شرط وحيد ...
شرطه الوحيد لكتب كتابهم قبل العمليه فهمته فيما بعد ...لا تدري اكان ذلك لحسن حظهم او لسوء حظها لكن التحاليل التى قام عمر باجرائها عندما حضر من دبي سرا ليوم واحد اثبتت تتطابق انسجته بصوره مدهشه مع انسجة احمد وانه يستطيع التبرع له بكليته فورا ... التحاليل تمت حتى دون علم احمد او أي فردا اخر من العائله فقط هى وهو رتبا لكل شيء... حتى زيارته للقاهره لم تعلم به والدته ...فقط فريده قابلته في المشفي حيث يعالج احمد وتم اجراء التحاليل اللازمه ... قابلها بلهفه شديده وسعادته عندما علم انه يستطيع التبرع كانت حقيقيه لدرجة انه سجد شكرا لله ... بعد ان اطمئنت الى انه يستطيع منح احمد كليته سمحت له بطلبها رسميا خبر زواجهم قوبل بالترحاب ...لم يتعجب احد فحب عمر كان اسطع من الشمس والزواج كان النتيجه الحتميه لمثل هذا الحب ...
فقط سوميه فهمت سبب زواجها لكنها لم تستطع الاعتراض فزواجهم فعليا كان افضل حل وفي النهايه فريده لم تدفع ثمنا غاليا فهى حظيت بزوج محب حنون يعشقها حتى النخاع ومقتدر ماديا ويستطيع ان يجعلها تعيش في ترف ... في ثلاثة اشهر كما وعدها عمر شقتهم كانت جاهزه للاقامه فيها ولم يتبق سوي بعض الكماليات والتى اصر عمر علي ان تختارهم بنفسها بل واصر علي دفع المهر كما نص الشرع ...مهرها انقذهم جميعا والاهم حفظ كرامتهم ...جلسات الغسيل استمرت ومحمد عاد الي كليته وهى تمكنت من الحصول علي المساعده التى ترغبها في مادة الباثولوجى ... عمر الح عليها كثيرا لاختيار الاثاث بنفسها وعندما رفضت قام بارسال الكاتالوجات اليها حتى منزلها لاختيار ما ترغبه لكنها تعللت بالمزاكره ورفضت حتى اختيار الاثاث من الكاتالوج وقامت والدتها بالامر نيابة عنها اما الاشياء البسيطه المتبقيه فعمر اصر علي تأجيلها حتى تختارها هى بنفسها ... صدق حجتها واعتقد انه يفرحها بذلك .... تم تحديد يوم لكتب الكتاب حضرعمر قبله بيوم واحد ...احضر لها اروع فستان زفاف شاهدته في حياتها ... عدم اقامة حفل كبير كان شيء بديهى نظرا لۏفاة والدها التى لم يمر عليها سوى ستة اشهر تقريبا ...لذلك كان من المنطقى ان يتم كتب الكتاب في منزلها وبهدوء وتم تأجيل الډخله الي بعد الامتحانات النهائيه والتى ستبدأ في غضون شهرين بداية بالعملي ثم النظري الذى سوف ينتهى في يونيو ... حضر فقط افراد العائله وهى اخفت الخبر جيدا حتى عن صديقاتها وبالاخص فاطمه ...
في الواقع خجلت من اخبارهم فشهد صديقتها الي قلبها حفل خطوبتها الاسبوع القادم وخطيبها معيد في الكليه ورحمه خطبت لطبيب يعمل في الخليج...ماذا لو سألوها عن شهادته او مهنته ... ارتدت الفستان الخرافي الذى احضره عمر علي مضض وتمنت لو كانت تستطيع ارتداء السواد بدلا من الابيض وعندما سمعت خالها سعيد يردد خلف المأذون الكلمات التى تربطها بعمر للابد كرهته بزياده ...لحظة توقيعها علي الاوراق كانت لحظه لن تنساها الي ما بقي لها من عمر ... دموعها اغشت عيناها وسقطت علي الاوراق امامها ...ربما فهم الجميع انها دموع السعاده ... لكن نظرات جدتها الخبيره كانت تحمل الكثير والكثير من القلق ...كانت تشفق علي عمر اكثر من اشفاقها عليها فهى حذرتها من قبل لكنها لم تستمع اليها....لكنها فضلت الصمت ولم تزيد الما الي المها بتأنيبها اليوم ففي النهايه هو ما زال يوم عرسها ....
عمر اهتم بكل تفاصيل اليوم وراعى اجهاد والدتها وحزنها ...ولم يترك لهم أي فرصه للتفكير او حمل الهم ....
البوفيه الفاخر الذى اهتم بتجهيزه وطاقم الخدمه المرافق له كانا لافته مدهشه اظهرت كياسته وتقديره لها ... الطعام كان ممتاز ونال اعجاب الجميع ..لكنها لم تستطع اكل أي شيء ...لاحظت ان عمر لم يأكل مع الجميع مثلها فهى كانت تشعر بانقباض في معدتها من التوتر والحزن منعها من الاكل .... فريده نظرت الي ساعتها بتملل ...متى ينصرف الجميع...دائما احبت لمة العائله لكن اليوم لم تكن تتحملهم ...كلمات التهنئه كانت تثير الغثيان لديها ومنعت نفسها عدة مرات من الانسحاب قبل انتهاء الحفل ... ندا ونور شقيقات عمر كانتا صديقاتها لكنهما اليوم انضمتا الي معسكر الاعداء ..كانت بحاجه الي التحدث مع اسيل لكنها فضلت الصمت ...فأسيل مازالت طفله في الثامنة عشر ولن تفهمها جيدا .... وبماذا يفيد التحدث علي أي حال ... هل ستعيد اليه كليته اذا ما تراجعت الان ... العائله كانت عامره بالبنات والشباب ... عائلة والدتها كانت مترابطه اما عائلة والدها فكانت صغيره ومفككه وپوفاة جديها لوالدها انقطعت صلتها بعمتها الوحيده التى هاجرت الي الولايات المتحده مع زوجها ... اما شريفه جدتها لوالدتها حرصت علي لم شمل ابنائها الاربعه ...فريده كان لديها خالتان وخال واحد ...خالتها الكبري منى والدة عمر تزوجت من مهندس في ادارة الطرق وانجبت عمر الذى يكبرها بثمان سنوات