لحن الحياة
المحتويات
عزيز
اطلع شوف الدكتور اللي قصادنا امك هتروح مني
...................
حاوطها كنان بحب وهم يشاهدوا احدي المسلسلات التركيه والتي تحكي عن تراثهم وتاريخهم
وكلما سألته ورد عن شئ أجاب بأعتزاز وحب لتاريخ وطنه .. لتشعر ورد بالحنين إلى وطنها هاتفه
نحن أيضا لدينا تاريخ عظيم
وابتعدت عنه قليلا ليصبح وجهها مقابل لوجهه
فأبتسم كنان وهو يعلم شعورها
اعلم حبيبتي
واحتوي وجهها بين راحتي كفيه
واحببتها عندما تزوجت
فعقدت ساعديها أمام صدرها وابتعدت عنه قليلا
ماذا تقصد انت لم تكن تحب مصر
فضحك وهو يحرك رأسه ويجذبها له مجددا
صراحه لا ..انا احب الدول الأوربية أكثر لتحضر عقولهم
لتدفعه عنها
ونهضت وهي تهتف بتذمر
كيف لا تحب مصر... وانا لا احب تركيا
فضحك وهو ينهض نحوها
قولت لم اكن أما الآن انا أعشقها واحبها ومغرم بها
مابكي اليوم ورد
فأبتعدت عنه بحنق
اشتقت لوطني .. انا هنا اشعر بالغربة كنان لا أحد معي
فضمھا كنان بحب
سأعرفك على ليليان شقيقة بشير صديقي
صحيح ورد اريد ان أخبرك بأمر ما
لتنتبه له ورد وقد نسيت كل شئ وهي سارحة في عينيه
ما هو الامر حبيبي
لينسي كنان نفسه ويميل نحوها ليحملها
غدا أخبرك حبيبتي ..فكما تقولون الصباح رباح
...................
استيقظت مهرة بفزع من نومها وهي تجد نفسها بنفس ملابسها التي خرجت بها بالصباح ..وأخذت تحرك يدها على وجهها وهي تتذكر وجه والدتها الحزين وهي تخبرها أنها حزينه منها وعليها
وألتقطت هاتفها لتجد ان وقت اذان الفجر قد اقترب فنهضت من فوق الفراش بتكاسل وأتجهت نحو المرحاض لتنعش جسدها بالماء الفاتر وتبدل ملابسها ثم تتوضئ وتنتظر أذان الفجر ..
.................
هبطت الدرج وهي تشعر بالجوع فبعد ان صلت واستغفرت شعرت بالراحه وأيضا بالجوع ..فضحكت على حالها وهي تدبدب على بطنها
وبالفعل أعدت طبقين وبدأت تأكل بنهم ... إلي ان شعرت بخطوات خلفها لتجد جاسم بملابس امس ويبدو أنه أتى للتو من الخارج
واقترب منها ..لتتوقف عن الطعام
كملي اكلك يامهرة ...انا جاي اعمل لنفسي قهوة وهخرج
لتنظر إليه بأشفاق فالأرهاق ظاهر علي ملامحه
وكاد ان يرفض ولكن عندما مدت يدها له بالخبز مع ابتسامة استعجبها منها قرر مشاركتها
ايه كمية الطماطم اللي في الأكل ديه
فضحكت بمتعه وهي تأكل
بيض بطماطم ..وجبنة بطماطم بس ايه رأيك
فتناول جاسم لقمه
من زمان اوي مأكلتش الأكل ده
فحركت رأسها وهي تأكل
هتسيب الجبنه الرومي والكيري واللنشون والزيتون والبسطرمه وبيض الأومليت وتاكل ده يعني
فضحك علي عباراتها
انا باكل كل ده
فتمتمت وهي تأكل
اه نسيت القهوة اللي ليل نهار بتشربها
فأبتسم وهو يمسح فمه بعدما قضم لقمتان
نمتي ليه وانتي جعانه
فرفعت عيناها نحوه
مكنش ليا نفس اكل ..صحيت صليت وبعد كده نزلت أشوف حاجه اكلها
وتسألت
انت كنت فين
فتنهد وهو يغمض عيناه
قبلت صديق ليا ...
ولا تعلم لما أرادت ان تسأله ذلك السؤال
انت بتصلي ياجاسم
فضحك ساخرا
هو انا مش مسلم
فأشاحت وجهها عنه بخجل
مقصدش بس في ناس كتير مسلمين بالاسم بس
فأبتسم وهو يميل نحوها
بصلي من وانا طفل علي فكره ..والدي الله يرحمه من عمر الاربع سنين كان بيوديني المسجد احفظ قرآن وبعد ما ماټ استمريت علي كده
وابتسم وهو يشعر بالحنين نحو والده واغمض عيناه
كان ديما يقولي ان المسلم الصح لازم يوازن بين دينه وعلمه .... النجاح ميبقاش نجاح وانت جاهل دينك
فتعجبت من ذلك الاب الذي رغم انه رحل وتركه وهو لم يتعدي الثانية عشر الا ان كل شئ مازال مترسخ في عقل ابنه بل ويتحدث عن والده بكل حب وفخر .. ماهذا الاب الذي ظلت ذكراه محفورة إلي اليوم
وشردت في والدها فأرتسمت الحسړة علي شفتيها
لتجد نفسها تسأله دون وعي
وكنت هتتجوز رفيف ازاي وهي يعني
فأبتسم وهو يعلم مغزي سؤالها
الدنيا بتاخد الواحد يامهرة ومن وقت للتاني بنحتاج اللي يقومنا ويمسك ايدينا
ومال نحوها وهي ينظر ليعينيها
كلنا تايهين في الحياة يامهرة...وبندور على نفسنا الضيعة والمحظوظ فينا اللي بيلاقي طريقه
فأبتسمت بأرتباك ثم طأطأت رأسها
انا قبلت حسين قبل مااطلع الشقه وعزمني اني اسهر مع اخواته بعد ماعرف اني طالعه اقعد مع ابلة صفاء واستاذ عادل وانك جاي تاخدني بس متأخر
فمد جاسم يده نحو وجهها ولامس خدها بحنان
انا واثق فيكي يامهرة ...وفاهمك كويس بس احيانا الضغوط بتخلينا نلغي تفكيرنا ومتنسيش اللي عملتيه في الشركه
فحدقت به متذكره اهانته لها
قولتلي أنك مبتحبش الفضايح ومعناها كان واضح أوي
ودمعت عيناها لتجده ينهض ويضمها اليه
انتى اخدتي ليه الكلمه عنك ..انا كنت أقصد عموما
وعلى العموم متزعليش
وبعد برهة ابتعد عنها مبتسما
بتشمي في ايه
فرفعت عيناها نحوه ضاحكة
هعترفلك بحاجه بس متضحكش عليا ..انا بحب ريحة البرفان بتاعك أوي من أول يوم قابلتك فيه
فتعالت ضحكات جاسم بدهشه
من اول يوم قابلتيني فيه وجيتي ټهدديني
فحركت رأسها متمتمه
أصل ريحة البرفان مميزه اووي
وبعد يوم مرهق وشد وجذب انتهي بضحك
وأشرق الصباح وهم مازالوا جالسان بالمطبخ يحتسي هو القهوة وهي ترتشف من كأس الشاي خاصتها
ريم هي البنت اللي حكتلك حكايتها قبل كده وساعدتها
ليشرد جاسم قليلا ثم حرك رأسه بتذكر
على العموم انا هنقلها الفرع الجديد اللي هيتفتح .. عشان تبعد عن نادين وميحصلش تصادم بينهم من تاني
فضاقت عيناها
واشمعنا نادين متتنقلش ولا عشان خالها الوزير وعمها السفير وجوز خالتها اللي معرفش ايه
فضحك جاسم وهو يرتشف من فنجان قهوته
لواء وباباها مدير بنك
فتهجم وجه مهرة وتمتم وهو يكتم ضحكته بعد ان رأي حنقها
نقلي لريم في مصلحتها صدقيني هناك وضعها هيبقي أفضل وعلي فكره ياسر هو اللي هيمسك الفرع الجديد لأني واثق فيه رغم أن وجوده معايا في الشركه بيفرق
فطالعته مهرة قليلا وهي تدور الفكره في عقلها وبدأت تتثاوب ..ليبتسم جاسم
تعالي نطلع ننام ساعتين
لتنهض معه وهي تفكر في أمر ريم مع طباع ياسر الجامده فهي رأت تعامله معها أمس
..............
وقفت رقية بجانب خالتها بالمطبخ وهي ترغب ان تخبرها لما
لا تفكر بها فقد فكرت بصديقاتها زوجة لمراد
ايه رأيك في تسنيم صاحبتك انا حاسه أنها معجبه بمراد
لتقطع رقية حبات الطماطم بقوه ..فتنظر لها خالتها ضاحكه
ديه طماطم يارقية مش لحمه ياحببتي
فأنتبهت رقية ونظرت للسکين وكيف تصب ڠضبها عليها
انتي مالك النهارده كده
فرفعت رقية عيناها تطالع خالتها
انا كويسه ياخالتو اه
لتربت خالتها علي ذراعها برفق
مقولتليش بقي ايه رأيك في تسنيم صاحبتك
فتشيح وجهها بعيدا عن أنظار خالتها
حاضر ياخالتو هعرفهم ببعض
لتجد خالتها ټحتضنها بسعاده
يارب المرادي العروسه تعجبه ونفرح بقي
وغمزت لها بحب
عشان نفوقلك انتي بقي ياروقية
فضحكت رقية ساخرة وداخلها يتقطر آلما
تبحث عن عروسه لحبيبها
....................
بدأت تجهيزات الحفل التى ستقام بعد غد بالفيلا وتولت فريدة خانو كل مايتعلق بالأمر ... كانت ورد تقف في الحديقة تطالع التجهيزات وقد اشتاقت لجواد رغم انها يوميا تحادثه ولكن قد اعجبته الاقامه لدي عمه وزوجة عمه اللطيفه ويبدو انها طيبه فجواد
يقص لها معاملتها الحنونه كما ان أبناء عمه يحبوه ويحبهم
لتجد والده كنان تهتف في أحد الأشخاص ويبدو انه مسئول الحفل
اريد نبيذ من افخم الأنواع بالحفل مفهوم
فطالعتها ورد پصدمه وهي لا تصدق ان الحفل ستكون بها خمور ..لتتجه نحو غرفتها راكضه تدور بالغرفة پصدمه هل يشرب أيضا زوجها الخمر هي لم تراه يشرب ولكن والدته توصي بها بالحفل
وظلت تدور بالغرفة تفكر وقررت ان تنتظر الي ان يعود كنان لن تهبط للحفل اذا كانت بها خمور يكفيها أنها تختلط مع معارفهم المتحررين .. يكفيها الصلاة التي يقصر بها زوجها وتتفهم امره وتمسك يده خطوه خطوه
طالعت مرام مشيرة كيف ترتدي وتتجه لغرفة الاجتماعات مع زوجها وبعض الشركاء ..لتلوي شفتيها بضيق ووجدت بسمة خلفها تتمتم بمكر
ديما الرجاله بيميلوا للست الناجحه والعمليه
لتلف نحوها مرام تحدق بها بصمت وعقلها يدور في تلك النقطه وقد نست طباع زوجها
ضحك جاسم بمتعه وهم يتناولوا الطعام بعد يوم مرهق من العمل
مش معقول يامهرة انتي عملتي كده
فرفعت مهرة حاجبيها وهي تمضغ الطعام
حظه كنت راجعه قي نفس الوقت اللي خرجت فيه فوزية من الفيلا
ولوت شفتيها بأمتعاض
والغبية لسا بتحبه ..جاي يبهدلها وياخد منها الفلوس وبرضوه بتحبه
فأبتسم جاسم وهو يطالعها
للاسف مراية الحب عاميه
لتضحك ساخره
نكسر المراية ونريح دماغنا
فتجمدت ملامحه ثم وجدها ضحكت بصخب ..فقد تذكرت خوف زوج فوزية منها بعد ان هددته
انت حلقت دقنك
فحرك جاسم يده علي وجهه
بس انت بالدقن الخفيفة احلي بتديك هيبة كده ووقار
فعاد يضحك علي طريقة حديثها ومال نحوها
افهم من كده أنك بتعكسيني يامهرة هانم
فلمعت عيناها وهي تطالعه بهيام لم تشعر به
ليدرك جاسم ان الطريق بينهم لا يحتاج الا الوقت
................
هبط كنان الدرج سريعا هاتفا بأسم والدته ..لتأتي اليه فريدة بحماس
أعدت كل شئ كنان ..الحفلة ستبهرك لا تقلق ..ستليق بمكانتك بالبلد
فهتف كنان وهو يتذكر حديث ورد معه
لا خمر في الحفل
لتتعجب فريدة من الأمر
ماذا انت تشرب كنان ام نسيت
ليحرك كنان رأسه متذكرا شقيقته وحزنه عليها
لم أعد أشرب منذ ۏفاة هازان
وتابع ساخرا
ولكن فريدة خانو كيف ستعرف ما تغير بحياة ابنها .. فهي بعالم آخر
رغم وجهها من حديثه لاء أنها رسمت أبتسامة علي شفتيها
افعل ماشئت ..يبدو ان زوجتك ستغير بك الكثير
وانصرفت حانقة من أمامها ..ليصعد لغرفته فيجد ورد جالسة علي الفراش حزينة ..فجلس جانبه يضمها إليه
لم احزن من صراخك عليا ورد ..ولكن يجب أن نتحدث بعد ذلك بهدوء
لټدفن وجهها بصدره
لقد دفعتني بقوة كنان وسخرت مني
فضمھا بقوة اليه
کرهت نفسي وانا أسمعك تخبريني بصفات الزوج الذي كنتي تتمنيه ورد
ورفع وجهها ليمحي أثر الدموع برفق ثم مال نحو وجنتيها ليطبع عليهم قبلتان دافئتان وبعدها غرق معها في بحر عشقهم
..................
ابتسمت مشيرة بزهو فأخيرا ستنفذ خطتها ..فاليوم هاتفت كريم تخبره لحاجتها له في مشكله مع طليقها الأخير وتعاطف كريم معها ..لتستعطفه أنها تريده يأتي اليوم ليكون معها حين يأتي محامي طليقها
وها هي الأن تقف تنظر للمخدر ثم فستانها المنمق
وأنتبهت لجرس الباب فقد صرفت الخادمة مبكرا اليوم
مش معقول لسا الميعاد
وذهبت نحو الباب وفتحت وهي تتمايل بخطواتها لتتسع عيناها پصدمه وهي تجد الواقف يدفعها
اكنتي تظني اللعب معي سهل عزيزتي ...كم اعطوكي لتقذفي ب بالسجن
ليجف حلق مشيرة
أنا لم أفعل شئ ..فقد كذبوا عليا مايكل
وعندما رأت فوهة المسډس نحوها انحنت نحو قدميه
انا مشيرة حبيبتك ..هل ستقتل حبيبتك
ليهبط بعيناه نحوها باثقا عليها
من يبيع يباع عزيزتي
......................
أوقف جاسم سيارته بالجهة المقابلة لمحل البقالة التي يعلم بأن من يديرها الآن هو شيكا ابن من أبناء ذلك الحي ..فقد أتي اليوم من أجل تلبية عزيمة والدي مرام
ووقعت عيناه على زوجته التي تصعد علي أحد المقاعد الخشبيه وترفع يدها لتلتقط أحدي العلب الغذائية
وشاب في الثامنة عشر يقف منتظرا ما ستجلبه له من فوق الرف
ليتقدم بخطوات جامده هاتفا .. فتهتف مهرة وهي مازالت واقفه علي المقعد وتعطي ظهرها للواقف
هتاخد من النوع ده ولا التاني
وألتفت نحو الشاب ..لتنظر لعين جاسم الجامده نحوها ..فشيكا
متابعة القراءة