لحن الحياة
المحتويات
قرب أكرم العجيب منهم
انا أسف يامهرة
لتضع بيدها علي المقعد الذي جانبها وهي تطالعه بعمق ..مهنة المحاماه جعلتها تدرك نوايا البشر
وأكرم شقيقها يبدو وكأنه ليس ابن زوجة أبيها
فطباعه هادئه طيبه
فأبتسم أكرم وجلس جانبها
شكلك تعبان...
لتهمس بأرهاق
التعب ده انا متعوده عليه
ورد حكتلي علي اللي عملته معاها الفتره اللي فاتت
فأبتسم أكرم وهو يمسك كفوفها يحتويها بكفوفه
ده واجبي يامهرة... ولا انتي مش شيفاني راجل
فأبتسمت وقد غزي الآلم قلبها وهي تري أخيها الصغير يخبرها برجولته نحوها هي وشقيقتها
..................
أغمض كنان عيناه ومازالت صورتها ټقتحم عقله
وفتح عيناه وهو يزفر أنفاسه ليعتدل في وضع نومته هاتفا بحنق
ما الأمر كنان مجرد فتاة عادية تعمل لديك ...تجعلك تفكر بها هكذا
ونهض من فوق الفراش يبحث عن هاتفه .. لتظهر مهاتفات سيلا الكثيرة التي لا يعيلها اي اهتمام رغم أنه يوم ان قرر الأرتباط بها كان القرار نابع من اختياره هو وحده
وقفت مهرة غير مصدقة ما تسمعه من ثرثرة أهل الحي بأن حسين ابن الحج إسماعيل سيعود قريبا من هولندا ... حسين جارها الهادئ والوحيد الذي لم يكن يوم يراها كالصبية كما كان يلقبوها أولاد الحي
لم يعلم حبها الخفي أحد وظلت تنتظره بأمل ان يعود ويعود حلمها في الرجل الوحيد الذي احتل قلبها وقد نست معه كرهها للرجال بسبب والدها
قرر كنان اليوم ان يشاركهم جلستهم ويعمل جانبهم
في البداية كانت ورد تشعر بالأرتباك من وجوده ولكن بعد فترة تأقلمت على وجوده
كان يستمع إلى حوارها مع جواد ويبتسم
واحيانا ېختلس اليها النظرات دون شعور منه ..الي ان أقترب منه جواد
أريد ان اذهب لمدينة الألعاب خالو
فربت كنان علي وجهه بحب
ليعقد الصغير ساعديه أمام صدره حانقا
متي
لتبتسم ورد علي أفعال جواد ..ليقع عين كنان عليها متمتما
أقترح انت و ورد علي اليوم وسأري مواعيدي
ليقفز جواد بسعاده وركض نحو ورد التي ضمته إليها
..................
رفعت مهرة عيناها عن لطيفة سكرتيرة السيد مسعود وهي تراها كيف تتفنن في وضع الزينة علي وجهها وحدقت بها بتسلية ..فقد علمت ان السيد مسعود رجل أرمل
بتبصي علي ايه ..خليكي ف شغلك
فضحكت مهرة وهي تعود لعملها
سمكة في طبق دقيق ..
ليردف مسعود داخل الغرفه ناظرا لمهرة .. دون ان يلتف للطيفة التي جعلت وجهها كالخريطه
تعالى يامهرة
فتبعته مهرة .. ولا تعلم لما ارادت مشاكسة لطيفة ..فغمزت لها بمكر لټضرب الاخري بقبضة يدها علي سطح مكتبها
وجودك معانا اليومين اللي فاتوا انجزوا حاجات كتير
رغم أنها كانت حانقة من كم العمل واوامر لطيفة التي ليست لطيفة ولكن عبارات الشكر جعلتها تهتف برقه غير عادتها
العفو يافندم ده واجبي
ليخرج مسعود كارت دعوة من درج مكتبه
بنتي رقيه عامله معرض تعرض فيه لوحتها .. هكون سعيد لو جيتي واتعرفتوا على بعض
لتبتسم مهرة علي لطفه ... وخرجت من غرفته تحمل كارت الدعوه ولطيفة تكاد ټنفجر ڠضبا
................
وضع سماعة هاتف مكتبه پغضب ... ياسر وقد سافر من أجل أحد المهام التي طلبها منه واليوم هو لديه أجتماع مهم .. فمن سيذهب إلى أحد المصانع التابعه له ويحل تلك المشكله
لتتسع بريق عيناه وهو يتذكر مهرة ..ورغم خوفه من معالجة الأمر الا انها الوحيده التي اقټحمت عقله
وخرج من مكتبه يطلب من مني
ابعتيلي مهرة حالا
وعاد لغرفته ينتظرها .. إلي ان جاءت اليه حانقة
هو انا هشتغل ايه بالظبط هنا
ليلتف إليها جاسم ببرود
كل حاجه
وتابع وهو يتفحص وقفتها ونظراتها التي تكاد تقتله
ماعلينا خلينا في المهم
وبدء يشرح لها مهمتها ..فالعمال في أحد مصانعه علي أطراف المدينة يضربون عن العمل دون سبب كما أخبره مدير المصنع
تحلي الموضوع بهدوء .. وفي سواق مستنيكي تحت
لتتسأل وهي تعدل من هندام لياقة قميصها
واشمعنا انا اللي اخترتني في المهمة ديه ماعندك موظفين كتير
ليحدق بها جاسم ثم سار نحو مكتبه
مش مضطر اقولك عن اسبابي
وأشار إليها بالأنصراف دون ان يعيرها اي اهتمام مرة أخرى
.................
حدقت بضخامة المصنع وهي تسير نحو الداخل لتجد بعض العمال
يحتجون علي الوضع الذي هم فيه ... ومدراء الأقسام لا يعيرهم اي اهتمام فكل منهم يمسك فنجان قهوة يرتشفه ببرود او يجلس في مكتبه تحت المكيف
واقتربت من أحد العمال متسائله
هو في ايه .. وليه انتوا وقفين كده
لينظر لها الرجل بشك
انتي مين
فأبتسمت مهرة وهي تدرك خوفه
ياعم متخافش بس وقولي ..مش يمكن أساعدكم
حدق بها الرجل للحظات ولكنه حسم امره وبدء يسرد لها ټهديد الإدارة لهم بطردهم وان أغلبهم يعمل بعقد فقط ..وان التثبيت لا يكون الا لأصحاب الوسطه واقارب المدراء
طب وليه موصلتوش كلامكم ده لصاحب الشركه
فضحك الرجل بأستهزاء وهو يلتف حوله
صاحب الشركه سايب كل حاجه على البشمهندس شوقي اصل قريبه ياستي... مبيجيش المصنع ده غير كل كام شهر وبيكونوا مظبطينها ووعدينا ان كل مطالبنا هتتنفذ
ثم أكمل وهو يطالع المكان حوله مرة أخري
او ېهددونا اللي هيتكلم ..هيطرد
لتستمع مهرة لكل هذا بتركيز ... ووجدت المدير يتقدم منها مرحبا بها بعد ان علم بهويتها
وأخذها لمكتبه المكيف... طالبا من سكرتيرته كأس من الشاي بعد ان سألها بأحترام ماذا تريد ان تشرب
لتهمس بصوت لم يسمعه غيرها
ما الأوامر جايه من جاسم الشرقاوي لازم التعامل يبقي ليه وضع
وأسترخت في جلستها كالطاووس المتباهي
اما اخد وضعي بقي وأعيش الدور شويه
وقد جاء الشاي وأخذت ترتشفه وهي تستمع لكلام المدير عن مايفعله العمال وتمردهم ويجب ان يتأخذ جاسم أمر بطردهم
لتنهض مهرة أخيرا من مقعدها بعد ان انهت كأس الشاي وأعتدلت في وقفتها
سيبلي انا المهمه ديه يابشمهندس ... انا هوقف العمال دول عند حدهم واللي مش عجبه مع السلامه
لتتسع أبتسامة شوقي علي تأيدها لقراراته
وسارت للخارج يتبعها شوقي منتظرا ما سوف تخبر به العمال المجتمعون بالأسفل
اسمعوا ياحضرات .. كل عامل هنا مرتبه هيزيد حسب مرتبة الحالي... واللي بقاله سنه شغال هيتثبت
وألتفت نحو شوقى الذي أتسعت عيناه هو ومدراء الأقسام
عشان محدش بعد كده يبيع ويشتري فيكم وتضمنوا حقوقكم
ليتهلل أسارير العمال .. وشوقي يقف يهتف خلفها
انتي مجنونه... لا ده لازم جاسم بيه يعرف بلي عملتيه
وذهب نحو مكتبه يطرق الأرض پغضب .. ليرفع سماعة هاتف مكتبه.. طالبا محادثة جاسم الذي كان للتو قد أنهى اجتماعه ودلف لغرفة مكتبه تتبعه مني
بتقول قرارات ايه ياشوقي
وبدء شوقي يسرد له بطريقته ماحدث من تلك التي بعثها للمصنع
لينظر جاسم لمني وأسم مهرة يتردد علي مسمعه من شوقي
وأغلق الهاتف پغضب ... محدقا أمامه بوعيد
ضغط علي أسنانه بقوه هاتفا بأسمها
مهرة
الفصل العاشر.
_ رواية لحن الحياة.
_ بقلم سهام صادق.
وقفت أمامه بزهو وهي تتباطئ في خطواتها وأقتربت من أحد المقاعد تجلس عليه كي تسترخي من أرهاقها المفعم بالفخر ...وأخذت تطالعه وهو يدقق بعض الأوراق التي أمامه منتظره منه ان يبدء الحديث
ف فور ان وصلت من المصنع أخبرتها مني أنه يريدها
ليرفع جاسم وجهه عن الأوراق التي أمامه
انا أذنتلك تقعدي
لتعتدل مهرة في جلستها بعد ان أحرجها بعباراته الفظه
لاء مأذنتش
ثم تابعت بعلياء
أظن بعد المجهود الجبار اللي عملته .. تجبلي عصير وتديني اجازه يومين كده
وسرحت بخيالها قليلا
وياسلام لو تحجزلي في الساحل
وشهقت بفزع وقد أخرجها من طور أحلامها..فقد تخيلت البحر والهواء ولكن
انا لو أطول أنفيكي هنفيكي وارتاح منك
ونهض من فوق مقعده وأقترب منها
انتي ايه اللي هببتيه ده
فرفعت عيناها نحوه
بدل ماتشكرني اني حليتلك المشكله والعمال فضلوا يدعولك ... انا قولت خيرا تعمل شړ تلاقي
وأبتعدت بجسدها پخوف بعدما مال عليها ..وألتصقت بظهر المقعد
أنت مقرب مني كده ليه
وتابعت بقلق
يامدام مني ..
فمال نحوها أكثر وقد أرتكز بكفيه علي مقعدها.. وأصبحت عيناه كالشرر
حد أذنلك تاخدي قرارات من غير ماترجعيلي
لتبتلع مهرة ريقها بتوتر وهي تحدق به ..ثم حركت رأسها
ايوه
وصم صراخه أذنيها .. لتدفعه بعيدا عنها
انت قولتلي احل المشكله... وانا حلتها من وجهة نظري
وتابعت وهي تنهض من فوق المقعد .. وأخذت تمسح وجهها المتعرق
مش ذنبي اني مش بيزنس ومن وبدور علي مصلحتي زيكم
لتجده يطالعها بنظرات ثاقبه وقد هدأت وتيرة غضبه قليلا ..فمن متي وهو يحل مشاكله هكذا .. ولكن معها كل شئ يأتي بالعكس
وبدأت تسرد له مشاكل العمال وكل مايحدث ..الي ان تنفست براحه
تقدر تطردني .. زي ماتقدر تلغي القرار
وألقت عليه نظره اخيره فقد وقف معطيا
لها ظهره دون كلمه
ابقي شوف مشاكل عمالك ..قبل ماتقعد تحت التكيف وفي مكتب مساحته مساحه الشقه
وقبل ان تخطو لخارج الغرفه هتفت ساخره
قرفتونا بفلوسكم
لتتسع عين جاسم بعد ان سمع سبابها .. وألتف سريعا نحوها ولكنها أغلقت الباب بوجهه
ليضم قبضتي يديه بقوه محتقن الوجه
ماشي يامهرة
..................
نظرة مني لمهرة بفزع بعد ان وجدتها تندفع من غرفته بتلك الحالة ثم أقتربت من مكتبها لتأخذ حقيبتها وخرجت وكان من نصيبها ان تنصدم بأحد الموظفين الذي وقف يطالعها وهو يتسأل
مالها ديه
عادت من عملها شاردة في تلك الدوامة التي دخلتها بقدميها .. لتتقدم
من محل البقالة وقد كان شيكا جالس أمام المحل يتفحص أحد الجرائد وعندما رأها طوي الجريدة سريعا ونهض من فوق مقعده
جيتي بدري النهاردة يا استاذه
لتهتف مهرة بفتور
هاتلي الكرسي اللي جوه ده ياشيكا وتعالا كمل قراية
ليفعل شيكا ماأرادت وجلس يكمل قراءة الجريده بصعوبه فهو لم يكمل تعليمه بعد الابتدائيه
وألتقطت مهرة أحد أكياس الحلوي تأكل منها وهي تضغط علي الكيس پعنف ...الي ان أنهته لتأخذ أخر
وكيس أصبح يليه كيس وكلما أنهت واحد نفخته بأنفاسها ثم طرقعته بغل
لينتبه شيكا لما تفعله بقلق
مالك ياأستاذه مين بس اللي زعلك
لتحدق به مهرة بجمود وهي تتخيل جاسم أمامها ومن سوء حظ شيكا كانت صورة جاسم مطبوعة بالجريدة ولم تراها الا بعد ان أخذ شيكا يتصفح الجريدة
لتلتقط مهرة منه الجريدة پعنف وتقرء ماكتب عن جاسم ومشروعه القادم ودعمه للشباب
قال جاسم الشرقاوي قال
ومزقت صورته وهي تنظر لشيكا الذي أخذ يطالعها بذهول
سيرة وشكل الراجل ده بټعصبني
ونهضت من فوق مقعدها ... ملتقطه عدد من الجرائد التي يجلبوها في المحل
الطبعه ديه فيها صورته مش كده
ليحرك شيكا رأسه .. الي ان وجدها تشير نحو الجرائد
صورته تتعمل قراطيس لب ولا اقولك يتحط عليها طعمية عم فلفل
ليقف شيكا متسع العينين إلي ان وجدها تسير من أمامه حانقه ټضرب الأرض بحذائها الرياضي
...................
لأول مره تشاركه حفل من الحفلات التي ينضم اليها
كانت تقف بينهم تشعر وكأنها غريبه عنهم ..وسرحت في المكان إلى ان وجدت كريم يحاوط خصرها بحب يعرفها علي البعض .. لا تنكر ان كريم قد تغير معها ولكن التغير كان من أجل أطفاله .. وتذكرت صغيريها بشوق وقلق علي وجودهم مع مربيه كانت ترفض وجودها ولكن الضرورة قد حكمت
وظهرت إحداهن تتباطأ في خطواتها وكل نظراتها تتفحص ذلك الواقف بجانب زوجته الشارده يضمها لصدره
لتهمس لمن يقف جانبها
شكله مش غريب عليا
ليبتسم الرجل وهو يطالع سيدته
كريم
متابعة القراءة