في قبضة الاقدار الجزء التاني
المحتويات
فاض بها العشق
متقساش عليا .. يعني هو ذنبي أني مقدرش أعيش من غيرك يعني ذنبي أني مقدرتش اتحمل اشوفك تعبان أو بتتألم ..
طب يعني ذنبي أيه
فاجئته حين اقتربت وهي تقول بنبرة مبحوحة
أنا قلبي أضرب ألف ړصاصه من وقت ما سمعتك بتهمس باسمي لحد ما جيت هنا وشوفتك ..
لا يدرى ماذا يقول بالعادة لم يكن شخص يستطع التعبير عما يجول بصدره بالكلمات و خاصة إن كانت ستظهر ضعفه الذي شعر به تلك اللحظة فقد تمنى فقط رؤيتها قبل أن ېموت .. أغلق عينيه وهو يهمس باسمها بضعف يريد نسيانه ولا يريدها أن تتذكره لذه همس بخشونة
لن يعطها الفرصة لإجابته فقد خرجت كلماته المازحه لتشتت انتباهها
و بعدين ما أنت مثبتاتي قد الدنيا أهو .. أومال مخبى المواهب دي فين
رفعت رأسها بخجل تجلى في كلماتها حين قالت
مواهب إيه و تثبيت إيه انت بتكافأني أني كنت ھموت من الخۏف عليك و جيتلك جرى عشان تتريق عليا !
فكريني أول ما أخرج من هنا اديك احلى مكافأة علي طريقة سالم الوزان ..
اتبع حديثه بغمزة جعلت الخجل يتشعب بداخلها فاندفعت الډماء إلى أوردتها فروت خديها لينبت بهما محصول التفاح ا. هطلب أشوفك أول واحدة..
مكنتش هقدر اسيبك أبدا يا سالم .. أنا جيتلك أنا و قلبي جري.
رمقته بخجل و قالت بحماس
لا ماهو أنا أخدت قرار مهم و نويت تنفيذه
تمتم ساخرا
استر يارب .. خير
تجاهلت سخريته و قالت بجدية
مش هعاندك و لا هقولك لا على حاجة تاني أبدا
تعجبه بكل حالاتها ولكن بعنادها و تحديها الذا استفهم بجديه
أنا قولتلك أعملي كدا
لا ..
يبقي متعمليش حاجة من دماغك ..
طب عايزني أعمل إيه
استفهمت بتيه فأجابها بغزل اخجلها
أنت تعملي و تقولي اللي أنت عايزاه
هبت بحيرة
و بعدين بقي حيرتني معاك أعمل ولا معملش
أضاءت وجهه إبتسامة عاشقة و أجابها و يديه تقربانها إليه أكثر
سيبيلي نفسك خالص وأنا اللي هعمل ..
آخر كان ملئ بالسحر و الشغف الذي جعل قلبها يتضخم وهي تستشعر عشقه الذي أخذ يغدقه عليها بسخاء دون أن يستجيب لكتفه الذي يئن پألم فقد أراد أن يرمم ذلك الچرح بداخله والذي لن يداويه سوى شهدها الرائع الذي غيبه عن الواقع و أنساه أمر إصابته ولم يخرجهما من لجة المشاعر التي جرفتهما في تيارها سوى طرقات على باب الغرفة أجبرته على إفلاتها بأنفاس مقطوعه و ألم قاټل
يارب يا ساتر .. إيه يا كبير أجى ولا أرجع
هكذا تحدث مروان الذي أطل برأسه من باب الغرفة فأجابه سالم بفظاظة
لا أرجع ..
تجاهل مروان حديثه وهو يتوجه إلى الداخل قائلا بسلاسة
حيث كدا الواحد يدخل بقى ..
أنهى جملته و بدأ كأنه تذكر شيء فتراجع إلى الباب وقام بفتحه و هو يصيح قائلا
سليم .. يا سليم .. هات طارق و جنة و تعالوا .. اه قالي ادخلوا و لو في حد عندك عايز ييجي هاته بردو مفيش مشكله ..
صاح سالم پغضب
أنت أهبل ياله هو فرح !
ثم الټفت إلى فرح قائلا بحنق
إيه خلاكوا تجيبوا الواد دا معاكوا و أنتوا جايين أنا ناقص !
حاولت تهدئته قائلة
اهدي يا سالم هو ميقصدش .. دا كان هيتجنن عليك .
هيتجنن أكتر من كدا إيه !
كانت تحاول مساعدته في الإعتدال فجاء صوت مروان من خلفها
والله ما أنت تاعبه نفسك .. دا كلام بردو أنا اللي هسند الغالي .. دا حبيبي دا .. دا إحنا كنا من غيره ضايعين بالظبط زي الكبارية من غير جارد ..
ايه كباريه هو قال كباريه
كان يتحدث وهو يتقدم منه بينما كانت فرح ترسل الغمزات و التحذيرات الصامتة له بالا يزيد الطين بلة فلم يفهم شيء فأشارت له على عنقها فابتلع ريقه بصعوبة وهو يقول مصححا
لا يا راجل كباريه إيه أقصد زي الميه من غير أرض
سالم بفظاظة
أرض إيه يا و مية إيه يا ابني أنت
اجابه مروان مصححا بتلعثم
لا اقصد زي الكمبيوتر من غير هارد..
خبطت فرح يديها على مقدمة رأسها من غباءه فصاح بها بنفاذ صبر
أومال إيه يخربيتك زهقتيني ..
تصدق أنا غلطانه خليه ينفخك..
ينفخ مين يا بنتي دانا حبيبه..
انهي جملته ملتفتا إلى سالم وهو يقول بتخابث
الااه .. أومال ايه يا كبير الحلاوة دي .. ضړب ڼار إيه بقي و حاډثة إيه دانت وشك مورد و زي القمر .. دانا عيني عليك باردة !
صدح صوت خلفهم بمزاح
باس.. أنا عرفت اللي حصلك ده حصلك إزاي و عين مين دي
الټفت جميعهم إلى طارق الذي كان يرسل نظرات متشفيه إلى مروان قابلها الأخير بحنق فتجاهلهما سليم و قام بالتوجه إلى شقيقه يعانقه محاولا ألا يضغط على جرحه و قد تجلى قلقه في لهجته حين قال
حمد لله عالسلامه .. عامل إيه دلوقتي
ربت سالم على كتفه وهو يقول بخشونة
الله يسلمك يا سليم .. أحسن الحمد لله .
و فعل طارق بالمثل فقام بمعانقة سالم وعن يقول
سلامتك يا باشا .
الله يسلمك يا طارق .. شكرا ..
ألف سلامه عليك
هكذا تحدثت جنة بخفوت دون أن تقترب أومأ لها بإبتسامة هادئة فهب مروان يمازحه قائلا
طب والله وشه ولا وش البدر .. اللي يشوفه يقول طالع من جلسه ساونا .. بقي دا منظر واحد مضړوب پالنار يا جدعان
نهره سليم بحنق
ما تبس بقى يا ابني .. محدش جايبة ورا غير نبرك دا
تحدث سالم بوعيد
تصدق عندك حق .. الواد دا آخر مرة قالي الكلمتين دول امبارح الصبح وبعدها حصل اللي حصل ..
تراجع مروان للخلف وهو يقول پخوف
إيه يا كبير أنت هتسبهم يسخنوك عليا ولا إيه دانا مروان حبيبك . كاتم أسرارك
و هكذا أخذ الجميع يتبادل الأحاديث التي كانت تارة جادة و تارة مرحة إلى أن جاء صوت رسالة نصية إلى سالم الذي أشار لفرح بأن تأتي بهاتفه الموضوع على الطاولة و قام بفتحها فكان محتواها
سالم أنا طلقت شيرين بس هي لسه متعرفش .. و فلوسك هديهالك أول ما أقف على رجلي تاني أنا مكنتش ناوي أخلف اتفاقي معاك بس الظروف أجبرتني أني أعمل كدا .. متدورش عليا أنا سافرت..
لاح شبح إبتسامة ساخرة على ملامح سالم و لم يعلق بل اكتفى بغلق الهاتف والانخراط معهم في الحديث
بعد مرور يومين صرح الأطباء لسالم بالمغادرة نظرا لإصراره على ذلك فقد تأخر كثيرا علة ما ينتظره في الخارج و قد كانت فرح غير راضية عن ما يحدث و خاصة عندما صمم بأن يبقى بالقاهرة ليباشر ما جاء لأجله فقد مر اليومين الماضيين بصعوبة على الجميع فقد كان لزاما عليهم الرجوع كل يوم إلى المنزل حتى لا يشك أحد بما حدث فقد كانوا يحرصون على ألا تعرف أمينة ما حدث خوفا عليها ..
لسه بردو يا سالم مصمم تفضل
هنا
هكذا تحدث سليم فأجابه سالم مؤكدا
مينفعش أرجع من غير ما أحل موضوع عدى يا سليم .
طب و ضړب الڼار اللي حصل
.. ليه مقولتش أنك شاكك في الكلب ناجي
كانت الأفكار تطن بعقله كالذباب ولكنه اختصر حديثه قائلا
ناجي غلط لما جه عندنا و هو حس بكدا .. و عرف أن أنا كاشفه
إزاي
سالم بخشونة
لسه معرفتش إيه اللي وراه بالظبط .. بس اللي خلاه يتجرأ و ييجي لحد بيتنا برجليه بعد خمستاشر سنة يبقي مسنود على حاجه تقيلة أوي .. وأنا لازم أعرفها..
سليم بعدم فهم
و دا إيه علاقته تفتكر مش هو اللي عملها
سالم مؤكدا
هو أو حد تبعه .. دي محاولة عشان يشتتنا و يلهينا و بس الأكيد أنه بيخطط لحاجه كبيرة .. و عشان كدا مش لازم عنينا تغفل ثانية.
أطلق سليم بعض السباب من فمه وهو يتوعد لذلك الرجل فربت سالم على كتفه بقوة وهو يقول مشددا على كلماته
البيت باللي فيه في أمانتك .. أنا مش عارف القذر دا ناوي على إيه محدش يدخل أو يخرج لوحده.
سليم بطمأنة
متشغلش بالك.. خلي بالك من نفسك و خليك في اللي أنت فيه ..
تحمحم بخشونة قبل أن يقول بلهجة جامدة
فرح .. بلاش حد يضايقها أو يحاول يضغط عليها لحد ما أرجع .
تفهم سليم حديث أخاه و ما يحمله لذا أومأ دون حديث وانصرف بينما دق جرس الهاتف معلنا عن اتصال فقام سالم بالإجابة ليصدح صوت صفوت قائلا حديثه دفعه واحدة
سالم اللي ضړب عليك ڼار ناس من الهلالية ..
انكمشت ملامحه بحيرة تجلت في نبرته حين قال
عرفت منين
العيال اللي ضربوا عليك ڼار العربية انقلبت بيهم و ماتوا كلهم ما عدا السواق كان في العناية المركزة و لما فاق أعترف .
سالم بإستفهام
وليه يعملوا كدا
صفوت بحنق
عشان متخيلين أن بما أنكوا رجعتوا تعيشوا في البلد تاني يبقي حد هيترشح للإنتخابات و طبعا الحد دا أكيد أنت .. فبيعملوا قرصة ودن .. عشان متنزلش قدامهم.
أطلق زفرة حادة من جوفه قبل أن يقول بفظاظة
و المطلوب
صفوت بحدة
تترشح في الإنتخابات يا سالم و دا أمر مفيش مفر منه..
بمكان آخر في أقصى الصحراء ترجل أحدهم من أحدى السيارات الباهظة متوجها إلى خيمة كبيرة و قام بالتصفيق على يديه ثلاث مرات و ما هي إلا ثوان حتى خرج رجل يرتدي زي البدو متوجها إلى أولئك الزوار و ما أن علم بهويتهم حتى تسمر بمكانه من فرط المفاجئة و خاصة حين خرجت ضحكة ساخرة من فم أحدهم الذي تحدث باللغة الإنجليزية
أريد أمانتي التي تركتها معك منذ اثني و عشرون عاما
يتبع..
الفصل الخامس والعشرون
حقا لا اعرف متى تنتهي معاناتي مع الحياه
فتارة تجمعني بأناس ينطفئ قلبي بوجودهم و لا اتحمل الحياه معهم تارة تمنع عني أناس لا تحلو الحياه سوي برفقتهم و لا يضئ قلبي إلا في حضرتهم...
ترى هل يمكن أن اتصالح معها يوما ما و احتضن جزء كانت قد بترته مني فتكتمل به روحي و أروي به ظمأ قلبي
نورهان العشري
اړتعب الجميع حين وقعت أعينهم علي مروان و بجانبه سما التي كانت تبكي بإنهيار و ترتجف ذعرا مما حدث
أنت !
هكذا صاح سالم حين رأى محمد والد لبني راكعا علي ركبتيه ممسكا جمعهم الى مجموعتين إحداها كانت مكونه من أمينة و همت و فرح و جنة و طارق الى مروان الذي كان يئن پألم و الأخرى كانت مكونة من سليم و سالم الذي قام
متابعة القراءة