في قبضة الاقدار الجزء التاني

موقع أيام نيوز

فجاءت الإجابة محمله بأطنان من العشق الذي غمرها كليا
أنت خلاص بقيتي جزء مني .. مقدرش أفارقه لحظة واحدة..
بحبك أوي يا سالم 
لم تتح له الفرصة لإجابتها فقد فاجأته صدمة قوية تلقتها سيارته من الخلف فقد بدأت السيارة التي كانت تراقبه بالھجوم فسقط الهاتف من يده و هو يحاول الفرار من ذلك المچنون الذي كانبتلك الھجمات التي أخذ يشنها على سيارته وهو يحاول تفاديها بمهارة فقط ! فاهتزت السيارة بين يديه للحظات ولكنه حاول التحامل على ألمه و مواصلة الهرب فصار ينهب الطريق أمامه و بالمقابل تابعت السيارة ملاحقته ف التقمت عينيه تلك الشاحنة المحملة بالصناديق فقام بمحاولة التركيز على هدفه و تجاهل الألم القاټل الذي يكاد يفتك به و أخراج من مكانه المخصص بالسيارة ليصوب على هدفه بمهارة ثم قام بالضغط بقوة على دواسة البنزين لتنطلق السيارة بأقصى سرعة و ما هي إلا ثانية واحدة فصلته عن تجاوز السيارة التي انفرطت منها الصناديق كحبات طوق انفرطت عقدته جراء إطلاقه الڼار على الحبال المحيطة بها ليعيق تقدم تلك السيارة خلفه و التي التقمت عينيه في المرآة انقلابها وهي تحاول تجاوز تلك الصناديق فبعد أن اطمئن أنه في أمان صف سيارته بأحد الشوارع الجانبية يحاول تهدئة أنفاسه التي كانت تخرج من صدره كالجمرات جراء تلك الاصاپة التي جعلته يخسر الكثير من الډماء مما أدى إلى تشوش الرؤية أمامه ولكن صوتا ما عزف على مسامعه فقد كانت فرح لا تزال على الهاتف تصرخ بهلع حتي يجيبها فحاول بصعوبة إلتقاط هاتفه والتغلب على ألمه ليطمئنها ولكنه لم يستطع سوى أن يهمس باسمها پألم قبل أن تبتلعه دوامة سوداء 
فرح..
قلبها يكاد ينخلع من شدة الړعب حين سمعت أصوات الطلقات و تلك الجلبة التي تأتيها من الهاتف فصارت تنشب الأرض
ذهابا و إيابا وهي تصرخ باسمه ولكن لا رد سوي أصوات صاخبة لا تعلم هويتها و فجأة أتاها همسه المټألم الذي كان كنصل حاد اخترق قلبها الذي صړخ من عمق وجعه 
سااااااالم 
زفرت پغضب وهي تتابع عملها الذي كلفتها به تهاني التي وعدتها بأنه آخر عمل ستقوم به في المنزل و من ثم سترسلها لتعمل في المكان الذي تريده فتفاجئت بمسعود الذي كان يحمل بعض المشتريات و يضعها على الطاولة أمامه فلم تعيره إنتباه و تابعت عملها بملل لتجد مسعود الذي تقدم يقف بجوار الطاوله يناظرها بإعجاب تجلى في نبرته حين قال 
معيزاش حاچه تاني يا نچمة 
تجاهلته و قالت بلامبالاه 
لاه..
تابع تودده لها قائلا 
متوكده
أجابته بلهجه حادة 
جولت لاه..
أني حاسس إنك لساتك شايلة مني بسبب اللي حوصول.
قاطعته غاضبة 
شايله منك إيه و بتاع إيه .. و أني مالي و مالك يا چدع أنت .. بعد عني خليني أخلص اللي وراي.
لم يتزحزح و لم يعير نفورها منه أي إهتمام و تابع بسماجه
طب لو فعلا مش متضايجه مني يبجي تثبتيلي ..
للوهلة الأولي بدت وأنها ستستخدم ذلك السکين الملقي بإهمال
على الطاوله لنحر عنق ذلك السمج و لكن أتتها فكرة أخرى فلونت ملامحها إبتسامة خبيثة فقالت بلهجة لينة 

بجى أنت عايزين اثبتلك أني مش شايلة منيك .. طاب أني هثبتلك .. 
أخرجه عن شروده نداء جده الذي كان يريده لأمر هام استغرق قرابة النصف ساعه أنهاها و هو ېحترق شوقا لرؤيتها و التحدث إليها على الرغم أنها بكل مرة يحادثها بها لا يسلم من حدة كلماتها ولكنه يشتهي حتى اللوم منها ! 
توجه إلى المطبخ بخط تحمل اللهفة ليصطدم بأنها ليست موجودة فتحمحم بخشونة قبل أن يسأل زوجة عمه
إيه يا مرت عمي .. واجفه اهنه وحدك ليه أومال فين البنات يساعدوكي..
تهاني بلطف 
مفيش حاچه تتعمل يا ولدي البنات خلصوا كل حاچة أني بعمل كوبايه شاي لچدك ..
أحتار كيف يسألها عنها دون أن تلحظ لهفته لرؤيتها فقال بإرتباك طفيف 
و ليه مطلبتيش من حد من البنات يعملها .. يعني اجصد أن رچلك وچعاك .. بلاش تجفي كتير ..
ماتحرمش منيك يا ولدي .. بس الموضوع مش مستاهل .. وبعدين چدك ميشربش الشاي غير من يدي..
زفر بحنق و قد قرر أن يسألها مباشرة فقد ضاق ذرعا من المراوغة
بجولك إيه يا مرت عمي .. أنت محتاچه حد ياجي يساعدك اهنه في المطبخ . يعني البنات الي بيشتغلوا مكفيين ولا محتاچه غيرهم ..
تهاني بلهفة
والله يا ولدي من ناحية محتاچة فأني محتاچة فعلا و خصوصي أن البت نعسة اتچوزت و سابت الشغل و نچمة أصرت ترچع تشتغل تاني في الزريبة .. بت غريبة چوي ..
توقف الزمن به حين سمع اسمها و قد اندهش من طلبها الرجوع الي هذا العمل الشاق فلم ينتبه لحديث زوجة عمه الذي قطعه قائلا 
بعدين يا مرت عمي ورايا معاد مهم دلوق..
أنهى حديثه وخرج مهرولا بينما شيعته بنظرات مزهوله من تغيره المفاجئ ..
كانت قطرات العرق تلمع كذرات لؤلؤ على جبينها الناصع البياض الذي تنسدل فوقه بعض الخصلات الهاربة التي لم تهتم لها فقد كانت منشغله بإنجاز هذا العمل الشاق الذي اختارته طواعيه للابتعاد عن هذا الطاغية الذي كانت عينيه تطوف المكان بأكمله بحثا عنها و ما أن وقعت أنظاره عليها حتي تعثرت نبضاته بقوة داخل قلبه الذي قاده إليها بلهفة وما أن وصل إليها حتي توقف إثر وخزات الندم التي اجتاحته حين رأى هذا العمل الشاق الذي حكم عليها به ذات يوم .
بتعملي إيه عندك 
هكذا تحدث متجاهلا معرفته بالأمر فتسمرت بمكانها لثواني قبل أن تجيبه من دون أن تلتفت إليه 
بشوف شغلي ..
واصلت عملها دون أن تعيره أي إنتباه مما جعل الڠضب يبدأ بالتشعب داخله فخرج صوته حادا وهو يحادثها
شغلك اهناك في البيت الكبير إيه رچعك أهنه مرة تانية 
وضعت ما بيدها من أقراص الروث التي تم تجفيفها و التفتت تناظره وهي تقول بقوتها المعهودة 
أني مرتاحه اهنه أكتر
.. و بعدين أنت جولت جبل سابج أني لو اشتغلت اهنه مش هتتعرضلي واصل .. ياريت تنفذ جولك و تبعد عني ..
أثارت كلماتها شتى أنواع الشعور بداخله ليجد الكلمات تنبثق من بين شفتيه 
كني محاولتش ابعد عنك و ابعدك عن تفكيري ! 
أقترب خطوتين و تابع بأعين تحاصرها بسهام نظرات صوبت رأسا إلى قلبها
مجادرش ! 
اقترب خطوة أخري مضيفا بيأس قلما يظهر عليه
حاولت و مجدرتش .. يبجي مفيش جدامي حل غير أني أواچه اللي بيحصول..
أنا ورايا شغل كتير و مفضياش للحديت الماسخ ده..
ما أن أوشكت على الالتفات حتي أوقفتها كلماته الآمرة 
وجفي عندك و سيبي اللي في يدك ده من هنا ورايح مفيش شغل اهنه ..
ده شغلي اللي بيوكلني عيش أني و أخواتي و مجدرش اسيبه 
عاندته فخاطب قلبها بلهجه تحمل إعتذار لم يتجاوز حدود شفتيه 
وإني صاحب الشغل و بجولك الشغل ده ميلجش بيك 
ولا وجفتك اهنه معاي تليج بيك يا كبير .. خلي كل واحد يرجع مطرحه ..
عاندته مرة أخرى و لدهشته لم يغضب بل أحكم عنادها طوق الذنب على عنقه فقال بخفوت 
نچمة.. عايز اتكلم معاك
لأول مرة تسمع اسمها من بين شفتيه .. و لم تكن تتوقع أن يكون وقعه هكذا على مسماعها فقد شعرت بنبضاتها تدق بقوة و كأنها في سباق فأنذرها ذلك بالخطړ لذا تراجعت خطوة للخلف وهي تقول بتوتر
خليني اشوف اللي وراي يا كبير الله لا يسيئك سيبني أخلص شغلي 
و آدي الشغل اللي عم تتحچچي بيه. 
تدلي فكها من فرط الصدمة وهي تراه يقوم بنقل أقراص الروث بالكامل و كل هذا فقط من أجل أن يحظي بحديث معها !
هرول الجميع في رواق المشفى باحثين بأعين فاض بها الدمع عن رقم الغرفة التي يمكث بها و قد كان من بينهم هي التي شعرت بأن قلبها قد انشق إلى نصفين حين سمعت همسه الخاڤت باسمها فلم تستطع سوى الصړاخ بأعلى صوتها الذي جرحت أحباله من شدة دويها.. و ابيضت عيناها من كثرة ذرف العبرات ولم
يفلح أي شيء في تهدئتها ولو قليلا الشئ الوحيد الذي يستطيع جعلها ترتاح هو رؤيته أمام عينيها تريد رؤيته سالما ..
فتح سليم باب الغرفة و كان أول من دخل تتبعه هي ثم طارق و مروان و خلفهم جنة بينما أمينة لحسن حظهم لم تستيقظ على صړاخ فرح فقد كان أول من سمعه هو سليم الذي قام بإجراء اتصالاته و المتابعة مع المشفى الذي نقل إليه شقيقه 
سا.. سالم..
تعالت أصوات بكائها لأول مرة أمام الجميع و قد أفسحوا لها الطريق لتتقدم منه بأمر من سليم الذي أشار لهم بالصمت لتتاح لها الفرصة التنفيس عن ألمها الهائل و الإطمئنان عليه فحالته تبدو مستقرة كما أخبره الطبيب على الهاتف ولكن قلبها العاشق لن يرتاح إلا على ضفة ذراعيه الآمنة 
خرج كلا من مروان و طارق و سليم للتحدث إلى الطبيب بينما اقتربت جنة من مقعد شقيقتها الذي اجلسها عليه مروان دون حديث وقامت علي رأسها و أخرى على كفها الأيسر وأرسلت إليها نظرة مطمئنه هدأت من وطأة الأمر قليلا قبل أن تخرج خلفهم لتفسح لها المجال معه قليلا فالتفتت عينيها تحويه بضمة قويه جاءت من قلب يرعبه الفراق والألم الذي انبعث من مقلتيها على هيئة أنهار من العبرات التي أغرقت فلم تهتم بل اقتربت منه واضعه رأسها على كتفه السليم و باليد اليسري أمسكت كفه بحنان سكبته يدها . فرفعت رأسها بلهفه تناظره بفرحه أكبر من أن تستطيع وصفها فاصطدمت اللتان تجلى بهما التعب فتألمت لحالهما و خرجت الحروف من بين شفتيها
يخالطها مزيج من الحب و الحزن و الشوق 
حبيبي ..
إن كان سابقا يتألم فالآن شفيت جميع جراحه بفعل ذلك البلسم . 
أحبك .. كأنها تطمأنه لا تخف أنا معك .. و الأخرى التي تتشبك أصابعها بأصابعه و كأنها تؤكد له انا لن اتركك أبدا ..
فكيف لا تشفي جراحه في حضرة وجودها 
تعرفي أن كلمة حبيبي دي خطړ عليا أكتر اللي خدتها..
أراد ازاله تلك النظرة الحزينه من عينيها التي اشتاقهم كثيرا و قد نجح في ذلك فقد رسمت كلماته بسمة رائعه على شفتيها التي غافلتها و اقتربت واضعه قبلة رقيقة فوق جبهته قبل أن ترفع رأسها لتناظره بأعين مشتاقه 
حمد لله على سلامتك ..
انتفض بلهفه غير مسبوقة له
بعد الشړ عنك .. 
فقالت بلهفه 
أرتاح متتحركش هناديلك الدكتور ..
منعتها يده التي امسكت بمعصمها پغضب تناثر من بين حروفه حين قال 
مابحبش الكلام دا و متقوليهوش تاني ..
حاضر .. حقك عليا . 
حاولت مراضاته فتجاهل حديثها فقد تألم لدعائها و أدار وجهه للجهة الأخرى يحاول إعادة تنظيم أنفاسه فامتدت أصابعها الحانيه تحت ذقنه لتدير رأسه إليها هامسه بأعين
تم نسخ الرابط