في قبضة الاقدار الجزء التاني

موقع أيام نيوز

قدامك اهيه
زفر بقوة و قال بنفاذ صبر
طب بصي اديني فرصة أخد و ادي من نفسي كدا و اشوف انا ينفع اقول ايه و ايه الي مينفعش اقوله . دي أسرار بردو ..
برقت أعين الفتاتين و صحن في آن واحد
يعني في اكتر من حاجه مش حاجة واحدة 
هنا أدرك هفوته فقام بضړب رأسه بظهر يده وهو يتمتم بحنق 
يا وقعتك السودا يا مروان . 
مروان يا بتاع سما . أنجز و قول في ايه احسن ما هخلي البيت كله يعرف المستخبي. وانت عارفني مچنونة واعملها
هشششش . اخرسي الله يخربيتك . هتوديني في داهية. 
هكذا تحدث بلهفه وهو يتلفت بكل الاتجاهات فلمعت عينيها بخبث تجلي في نبرتها حين قالت
يبقى تتعدل و تقول في ايه 
جنة .. جنة..
صدح صوت سليم خلفهم فالټفت الثلاث إلي الخلف وما أن رآه مروان حتي هب من مكانه وهو يقول بلهفة 
سليييم . حبيب قلبي .. بدور عليك من الصبح . عايزك في موضوع مهم ميتأجلش ثانيه واحدة ..
كانت فرصته الوحيدة في الهرب من بين براثنهم فهرول الي سليم الذي تفاجأ به يجلس بينهم ثم وثب قائما تجاهها يجره بعيدا عنهم ..
في ايه يا ابني جررني وراك كدا ليه
مروان بلهاث
اصلك متعرفش . انا كنت في حلقة استجواب مع المحقق كونان و انت جيتلي نجدة من السما..
سليم بنفاذ صبر 
انا مش فاهملك حاجه ياد انت. استجواب ايه و كونان ايه دا مش ناوي تعقل شويه
كونان دي يبقي الهانم مراتك ..
هكذا أجابه مروان بتهكم ف انكمشت ملامحه پغضب و قال بتقريع
مالك و مال مراتي يا حيوان..
مروان باستفزاز
السؤال الأصح هي اللي مالها ومالي . الهانم شقطتني و أنا ماشي في حالي و هات يا دلع و اشي كيك و شاي و طلعت في الاخر عايزة تستجوبني ..
امسك سليم به من تلابيبه وهو يصيح غاضبا 
كيك و دلع هي حصلت دانا ھدفنك حي النهاردة..
كاد أن يختنق بين يديه فحاول الحديث قائلا من بين أنفاسه المتلاحقة
افهم يا ابو مخ مصدي . بقولك ب تستدرجني عايزة تقررني و تعرف سالم ماله و احنا مخبيين عنهم ايه 
أفلته سليم بغتة و قال بلهفه 
اوعي تكون قولتلهم حاجه 
مروان بغرور 
عيب .. عيب تقول علي صاحبك وحبيبك و كاتم أسرارك كدا.. لا طبعا توهتهم لحد ما انت جيت و خلعت. بس جنة دي مش سهله دي فقستني و أنا مش هسلك معاها. و أساليبها كلها مغرية و انا بصراحه بضعف ..
لكمة قوية كادت أن تصيب فمه ولكنه تفاداها ببراعة وهو يقول بلهفة 
مش كل مرة يا برنس عيب ..
فصاح سليم غاضبا 
دانا هكسر صف سنانك اساليب ايه يا بغل اللي مغرية 
صحح مروان حديثه إذ قال بسلاسة
تصدق الحرمان وحش بردو . يا ابني افهم . دماغك بتروح فين اقصد جابتلي كيك. قالتلي انا اللي عملته بأيدي و انت زي اخونا و بنحبك و الكلام اللي اي حد حمار ممكن يتثبت بيه ..
و طبعا انت اتثبت 
هكذا تحدث سليم ساخرا فأجابه مروان باندفاع 
طبعا بقولك أساليب مغرية جدا.. 
بقي الست هانم بتثبتك عايزة تعرف منك .. دي مفكرتش حتي تسألني ماشي يا جنة ..
هكذا تحدث سليم حانقا فأجابه مروان بمزاح 
دي غيرة و نفسنه و لا انا بيتهيألي 
تراجع خطوتين إثر نظرات سليم الڼارية فآثر تغيير الموضوع إذ قال بجدية مفاجأة
بس قولي تفتكر سالم ليه مصارحش فرح بموضوع الايميل الي اتبعت من علي اللاب بتاعها دا تفتكر كان شاكك فيها 
نجح في تشتيت انتباهه فتحدث سليم بحيرة 
والله معرفش .و هو مش مرسيني دماغه فيها ايه اي حاجه تخص فرح مبيصرحش بيها. 
هنا تراجعت خطوة إلي الخلف بعد أن استمعت لحديثهم بتحريض من جنة التي كانت بواد آخر وهي تتخيل سليم غاضب منها لما حدث مع مروان ولكنها تنبهت علي حديث فرح التي قالت بعدم فهم 
ايميل ايه و ايه حكايه شكه فيا دي 
جنة بعدم فهم 
معرفش .. و موعدكيش
اني اقدر اعرف .. لو عايزة رأيي اسأليه دا حقك مدام الموضوع كله يخصك 
ارتسم التصميم علي ملامحها و نبرتها حين قالت 
عندك حق ..
أنهت جملتها وتوجهت رأسا إلى مكتبه و قامت بدق الباب و حين أتاها أمره بالدخول قامت بالدلوف علي الفور وهي تتوجه بخطوات ثابته إليه
تشبه نبرتها حين قالت 
عايزة اتكلم معاك في موضوع مهم 
رفع رأسه يطالعها بصمت دام للحظات قبل أن يقول باختصار 
سامعك
ايه حكايه الايميل دا اللي اتبعت من ع اللاب بتاعي دا 
احتدت نظراته لثوان قبل أن يقرر الحديث بصراحه 
من فترة اتعرضنا لعملية ڼصب حد اتعاقد مع شركة ألمانية باسمنا و بعت من علي ايميل الشركه اوردر للمخازن أنها تطلع البضاعة و تمن الصفقة و الفلوس اتحولت علي حسابه و لحد دلوقتي معرفناش مين الشخص دا ..
انكمشت ملامحها بعدم فهم سرعان ما تحول لصدمه ما أن وصل مغزى حديثه الي عقلها و الذي لسوء حظها 
أكدته كلماته حين تابع بخشونة
ايميل الشركه كان مفتوح عندي وعند سليم و عندك! 
تراجعت خطوة للخلف وهي تقول پصدمة 
تقصد ..
قاطعها حديثه الجاف حين اكمل 
مروان فحص التلت أجهزة. اكتشفنا أن الايميل اتبعت من عندك.
كلماته اخترقت قلبها كسهام مشټعلة نفذت إلي أعماقها بقوة آلمتها و تجلي ذلك الألم على وجهها و تقاسيمها التي امتقعت ف خرجت الكلمات من فمها مبعثرة تماما كحالها في تلك اللحظة
انا. انت .. انت.. تصدق .. أن .. انا . اعمل . حاجه . زي دي. أنا . عمرى .. ما ..
قاطعها بلهجته الخشنه و ملامحه التي قست حين رأي ألمها الجلي علي وجهها 
الكلام دا عدي أوانه خلاص ..
بشفاه مرتجفه اجابته
تقصد ايه .. لحظة . انت سألتني عن اللاب بتاعي قبل الفرح .. يعني ..
زفر بقوة قبل أن يعيد كلماته السابقة
قولتلك الكلام عدي أوانه خلاص ..
وصل المغزي خلف حديثه فهو لم يشك بها قط و الا لما تابع مخططه بالزواج منها فتقدمت منه قائلة بحزن 
انت مشكتش فيا اصلا .. أنا متأكدة من دا..
تجاهل ألمه و أجابها بفظاظته المعهودة
طبيعي تكوني متأكدة . ماهو مفيش واحد هيتجوز واحدة شاكك فيها.. والا يبقي غبي ..
كانت تعلم ما يرمي إليه جيدا و قد تعاظم شعور الندم بداخلها علي خطأها الجسيم بحقه و قد هالها نظراته المعاتبة الجريحه فهو لم يشك بها أبدا حتى لو رآي بعينيه وهي التي صدقت كلمات تلك الشيطانة و انساقت خلف مخططاتها بكل غباء . ياليت الزمن يعود إلي ذلك اليوم 
فتنفض كل هذا العبث و ترتمي بين أحضانه ولن تفارقها أبدا ..
اقتربت خطوتين وهي تقول بشفاة مرتجفه 
سالم .. انا عارفه اني غلطت في ..
قاطعها بقسۏة كانت جديدة كليا عليه 
اسكتي يا فرح . 
هبت معانده
سالم .. 
قاطعها بصرامة 
امشي يا فرح 
توقفت إثر اختراق الكلمة قلبها الذي اهتز حين تابع قائلا بجفاء
معنديش استعداد لأي نقاش دلوقتي و مش ضامن نفسي. ولا عايز يطولك أذايا .. فالأحسن تمشي
بشفاه مرتجفه وقلب محترق أجابته بخفوت 
حاضر .. همشي..
لا تعلم كيف جرت قدميها للأعلى ولكنها لم تتوقع أن يطلب منها المغادرة بتلك الطريقه . نعم خطأها فادح و عواقبه وخيمة ولكن طلبه منها بالرحيل كان اقسي ما يتحمله قلبها. جل ما تريده الآن أن تغادر هذا المنزل لأبعد مكان تختفي به لتلعق كبرياءها الجريح و قلبها النازف ..
لا تعلم ماذا كانت تضع بالحقيبة ف عبراتها حجبت الرؤية أمامها و شهقاتها تعالت حتى أنها جذبت أسماع أمينة التي دخلت الي الغرفة لترى ماذا يحدث فتفاجئت بتلك التي تحمل حقيبتها تنوي المغادرة ف استوقفتها قائلة پصدمة 
راحه فين يا فرح 
اجابتها بنبرة جريحه من فرط الألم 
ماشية..
أمينة باستنكار 
ماشيه فين أنت اټجننت 
فرح بنبرة متقطعة من بين شهقاتها 
لا . متجننتش . سالم اللي طلب مني امشي ..
بهتت ملامح أمينة و قالت پصدمة 
ايه سالم الي طلب منك تمشي 
قالي لو مش عايزة يطولك أذايا امشي. امشي يا فرح ..
قالت جملتها الأخيرة و اڼفجرت في نوبة بكاء مريرة رق لها قلب أمينة التي احتضنتها بحنان يتنافى مع تعاظم الڠضب بداخلها وأخذت تربت على كتفها في محاولة لتهدئتها وحين لاحظت سكون جسدها قليلا تراجعت تناظرها وهي تقول بصرامة 
استنيني هنا . و اوعي تفكري تخطي بره باب الأوضاع بالشنطه دي . اللي مش قادر يسيطر على غضبه هو اللي يمشي . معندناش ستات تسيب بيتها ..
اوشكت على مقاطعتها ف ڼهرتها أمينة پغضب 
ولا كلمه . استنيني هنا..
في الأسفل كان يشعر وكأن الكون كله يضيق به . التنفس كان ثقيلا للحد الذي جعله يقوم بفك ربطة عنقه و حل أزرار قميصه ليستطيع الأكسجين المرور إلى رئتيه التي كادت أن ټنفجر
من كثرة الضغط عليها. 
انت فعلا طلبت من فرح تمشي و تسيب البيت 
هذا كان استفهام أمينة الغاضب حين اقټحمت الغرفة دون أن استئذان ولكنه لم ينتبه سوي لحديثها الذي جعل جميع خلاياه تتحفز و قال بنبرة مستنكرة 
تمشي و تسيب البيت مين قالك كدا 
محدش قالي. دخلت الاوضه لقيتها مڼهارة و بتلم هدومها و ماشيه. أما سألتها قالت انك قولتلها كدا..
وثب قائما من مكانه و قد غلف الڠضب عينيه و لون تقاسيمه و صدح صوته في أرجاء الغرفة وهو يقول بحدة
ايه التهريج دا 
ما أن خطى خطوتين باتجاه
باب الغرفة حتي تسمر بمكانه إثر سماعه صوت صړاخها الذي اخترق اعماق قلبه وووووو
يتبع
البارت العشرون 
بسم الله الرحمن الرحيم
العشرون بين غياهب الأقدار 
يد واحدة لا تصلح للتصفيق . كذلك العلاقات مدى نجاحها يتوقف على مدى إصرار كلا الطرفين على فلاحها. فإن لم يكن كلاهما في منافسة قوية لإنجاح هذه العلاقة فالفشل هو مصيرها الحتمي. ومما لا شك فيه أن لا شئ في هذه الحياة يحدث عبثا. فتلك العقبات والعراقيل ما هي إلا اختبارات لقياس مدى قوة العلاقات وهشاشتها. فإما أن تجد نفسك في المكان المناسب مع الشخص المناسب الذي حتى في أحلك الأوقات باستطاعته تجاهل كل الحزن والكمد لأجلك. 
و حين تأتيه هاربا من أذى الدنيا يكن هو ملجأك الآمن و ركنك الدافئ الذي يعرف كيف يحتوي جزع قلبك و يسكب الطمأنينة بين أوردته. أو تجد نفسك غريبا وحيدا في مواجهة ازماتك وخذلانك حين أيقنت بأن ذلك الشخص الذي اخترته يكن سندا في أيامك العجاف كان هشا متخاذلا للحد الذي لا يليق بقلبك و لا يكفى لتكوين علاقة سليمة..
ولإن مرارة ذلك الشعور قاسېة و تخطيها ليس بالأمر الهين فأحسنوا اختيار من يسكن القلب
نورهان العشري 
انت فعلا طلبت من فرح تمشي و تسيب البيت 
هذا كان استفهام أمينة الغاضب حين اقټحمت الغرفة دون أن استئذان ولكنه لم ينتبه سوي لحديثها الذي جعل جميع خلاياه تتحفز و
تم نسخ الرابط