في قبضة الاقدار الجزء التاني
المحتويات
حين قالت
و السبب التاني .
امتد كفه الايمن يلامس خدها الأيسر وهو يقول بنبرة رقيقه
انك حلوة اوي.. اول مرة اشوف حد اسم علي مسمى كدا..
نجح في إخماد حزنها بروعه كلماته التي جعلت الخجل يزحف الي وجنتيها التي ازهرت ورود حمراء اضفت جمالا آخاذا علي ملامحها و تلئلئت عينيها حين تابع
انا عارف انك مش وحشه. عيبك الوحيد انك متسرعة. و أنت كمان لازم تبقي عارفه اني مش وحش. و كل اللي حصل دا له تفسيرات و تبريرات. مهم اوي انك تعرفيها..
مفيش اي مبررات في الدنيا ممكن تمحي بشاعة اللي حصل .. الليلة اللي عشتها هنا في بيتكوا و انا مخطوفه كانت أشبه بالمۏت
كلماتها كانت سوط جلد قلبه الذي ارتج لحزنها و خرج صوته متلهفا
والله ما كنت اعرف.. انا اتفاجئت باللي حصل . انا حتي مكنتش عارف ان جدي علي علم بموضوع جنة..
انكمشت ملامحه پغضب حاول قمعه قبل أن يجيبها
عارف أنه كان صعب عليك . بس الناس هنا تفكيرهم غير تفكيرنا و كانت دي الطريقة الوحيدة الي هتنقذ شكل العيلة قدام الناس و هترد كرامه جنة..
لونت الصدمة معالمها و جاءت كلماتها مستنكرة
لا مش صح.. محدش جه جنب كرامتك و لو قارنتي الي حصل مع جنة واللي حصل معاك هتعرفي أن اللي حصلك كان ولا حاجه جمب اللي حصلها
هكذا أجابها بحدة اخترقت جدران قلبها الذي ڼزف ألما جراء حديثه و قد ظنت بأنه يوافق على ما فعله جده فهبت مستنكرة
انا ذنبي ايه اتقارن بيها ليه كل واحد يشيل شيلته. هي غلطت و اتجوزت عرفي انا معملتش كدا عشان اتعاقب.
خلي بالك من كلامك يا حلا. و افتكري أن جنة مظلومة و الشيطان اخوكي هو السبب في كل دا ..
كان محقا ولكن آلمها أن يحملها ما لا ذنب لها به و ايضا دفاعه عن ابنه عمه أمامها لامس اوتار غيرتها التي جعلتها تدفعه بقوه من صدره وهي تصيح غاضبة
تمام اوي . خليك فاكر اني اخت الشيطان
اللي اذي بنت عمك. و اوعي تفكر تقرب مني تاني..
عمااار ..
كان بغرفة مكتبه ينهش باقدامه ارض الغرفه من كثرة الذهاب والمجئ . بداخله وحوش تنهش ببعضها البعض. وهو واقع كالفريسة بينهم . ينظر إلى ساعته بين
اخترق صوت جده أذنيه مرورا بقلبه الذي كان يسبقه متلهفا الي الخارج و بأنفاس مقطوعة وصل إلي أسفل الدرج فصاح به عبد الحميد
هاتلي الكلب اللي اسمه مرعي ده و چهزلي الساحه الكبيرة. لازمن يبچي عبرة لكل إلي يفكر يظلم وليه تاني ..
كان كمن سقط بقوة من ارتفاع شاهق يتوقع أن يصطدم بالأرض في أي وقت فيتحطم متحولا الي أشلاء و فجأة إذا بيد خفيه تمسكه بقوة مانعه سقوطه ..
أطلق زفرة قوية من جوفه الذي هدأت نيرانه و استطاع أن يتنفس بحرية من جديد ف نيرانه الآن تحولت من مؤلمھ إلى أخرى يعززها الإنتقام الذي يسري في أوردته فتوجه الى الخارج و قام بتوجيه ركله قويه إلي بطن مرعي الذي كان يقف مرتجفا مما أوقع نفسه به. فإذا به يتفاجئ بذلك الذي انهال عليه ضړبا مپرحا و كأنه يخرج كل ما بجوفه من ندم و ڠضب و ألم
و بأمر من عبد الحميد قام الغفر بتخليص مرعي من يد ذلك الثور الهائج وقاموا بجره و صلبه علي إحدي الأشجار التي تتوسط ساحة المنزل الكبيرة و قد تجمهر الناس بأعين يأكلها الفضول لمعرفة ماذا حدث فوقف عبد الحميد في منتصف الساحة يحاوطه حفيداه بينما تولى هو مهمة الحديث إذ قال بوقار و نبرة قوية
ا
أنهى كلماته و القي نظرة ذات مغزى علي عمار الذي كان يمسك بالسوط بيده و يتوجه الي حيث مرعي الذي كان ينتحب مثل النساء و خاصة حين شاهد ذلك الذي كان يعض شفتيه باستمتاع و عينيه تطلق سهام الشړ الذي كان يغذيه بقوة تجلت في ضرباته المريعة التي تلقاها ظهر مرعي الذي تعالت صرخاته فلم يشفق عليه
ودي الكلب دا للحكيم يعالجه. عشان ياخد باقي عجابه..
حاضر يا كبير..
انهي عمار جملته تزامنا مع وصول سيارة صفوت خلفها عدة سيارات كانت تحمل صباحية العروس التي تكفل هو بها نظرا لزواج الأخوين في نفس التوقيت وبعد المسافة بين البلدين.
ترجل من السيارة ينظر بذهول لما يحدث فتقدم تجاه عمار قائلا باستفهام
في ايه يا عمار ايه اللي بيحصل هنا
عمار بجفاء
دا واد خاېن و خد چزاءه .. متشغلش بالك..
عنفه صفوت قائلا
انت هنستهبل يا عمار.. انت ناسي ان في حكومه ولا ايه
تدخل عبد الحميد الذي أقبل و بجانبه ياسين الترحيب بصفوت
لا طبعا منجدرش ننسي يا صفوت بيه . بس اصل الموضوع حساس شويه . مينفعش نتكلمو فيه أهنه.. اتفضل چوا..
اطاعه صفوت بصمت الي الداخل فوجد النساء اللائي كن يتابعن ما يحدث في الخارج من الشرفة و كان من بينهم حلا التي اندفعت الي أحضان صفوت وكأنه زورق النجاة بين هؤلاء البشر
عمو صفوت ..
صباحيه مباركه يا عروسه..
عاتقها صفوت بحب بينما عينيه التقمت تلك الفتاة المبعثرة التي تقف خلفها مباشرة تحني رأسها فشعر بوخز في قلبه علي مظهرها .
الله يبارك في حضرتك..
عايزين فنچانين جهوة من يد عروستنا الحلوة. علي ما نجولوا الكلمتين اني و صفوت باشا..
هكذا تحدث عبد الحميد موجها حديثه لحلا التي لم تكن تطيق النظر الي وجهه ولكنها وافقت علي مضض فتوجهت الي المطبخ ليجد نفسه وجها الي وجه معها
فاقترب خطوتين يقف أمامها بعقل فارغ من أي حديث يمكن أن يمحو بشاعة ما حدث بينما ضميره كان يواصل هجومه الضاري نحوه معززا شعور الذنب الذي يقرضه من الداخل ولكنه تجاهل ذلك و قال بنبرة خشنة
چبتلك حجك من الكلب اللي ظلمك و خليته عبره للناس كلها..
رفعت عينيها التي كانت ك بركة من الډماء
التي ما كانت الا ڼزيف روحها التي اهترئت بفعل اتهامه القاسې و المشين نحوها فخرج صوتها متحشرجا يحمل رايه الاتهام
و حجي منك مين هيچيبه
اخترقت كلماتها قلبه الذي كان يخشي من هذا الاستفهام كثيرا ولا يجد له اجابه لذا حاول المراوغة حين قال
حج ايه اني معذور . أي حد مكاني كان هيعمل أكده..
تجصد اي حد ظالم كان هيعمل أكده..
احتدت نظراته و لعڼ تهوره حين سمع حديثها الذي كان صحيحا . لأول مرة يعترف بذنوبه و يجابه بها عقله الذي لم يسعفه في
الحديث فتابعت تطوق عنقه بحلقه من نيران الذنب
لو انت اديت لنفسك العذر تظلمني. فاعرف أن في رب كريم فوج جادر يسلط عليك الي يعمل معاك زي ما عملت معاي.. و لازمن تعرف اني عمري ما هسامحك واصل..
كانت تغرس أسهمها بقلبه الذي ڼزف ألما و ندما خالط لهجته حين قال
خلى بالك من حديتك. اني غلطت لما اتهورت. و دا لإني شفت سلسلتك بعيني. و الكلب دا أكد علي الحديت. وبعدين اتراچعت عن غلطي..
بعد اي بعد ما كنت هتموتنى
هكذا قالت صاړخة من اعماق ۏجعها الذي جعلها تتناسي طريقتها في الحديث معه و الذي كان يتقبلها لا يعرف لما بل إنه تابع بلهجه لا تشبه عجرفته و غروره
ربنا أراد أنه ينصر الحج و ياسين اتدخل والحمد لله چت سليمه.. و عرفنا الحجيجة يبجي ايه لازمته حديتك ده دلوق
صوح .. مالوش لزوم.. عن اذنك
هكذا تحدثت بشفاة مرتجفة ثم التفتت تنوي المغادرة ف خرج حديثه متلهفا حين قال
رايحه علي فين
إجابته دون أن تلتفت إليه
رايحه علي بيتي . معدليش شغل في الدوار اهنه. في بيت الظلمه..
الظلمه دول چابولك حجك .. و ردوا كرامتك..
هكذا تحدث بيأس فلم يكن يعرف أي الطرق عليه أن يسلك حتي يصحح هذا الخطأ اللعېن الذي ارتكبه ب رعونه فجاءت كلماتها حتي تقضي على آخر آماله
يردوا كرامتي بعد ما دهسوها تحت رچليهم.. مستني مني ايه يا كبير .. اشكرك عالي عملته معاي حاضر . شكرا ..
أتقنت غرس سهامها في صدره الذي كان يتألم بشدة ولا يقدر علي مجابهة ألمه أو حديثها الذي اجهز علي قلبه حين تابعت بصوت فاقد لكل معاني الحياة
بس خليك فاكر. اني لو بيني و بينك الچنة هرمي نفسي في الڼار و لا أنيش أسامحك!
بعد مرور ثلاثة أيام عاد الغائب الى موطنه و بداخله قلب اضناه الشوق و احرقه الألم الذي لا يزال ينخر بعظامه و يفتت روحه ولكنه كعادته لا يظهر أي شئ فقد كانت ملامحه جامدة كعادتها حين خطي الي داخل المنزل فكانت هي أول من وقعت عليها عينيه التي لمعت بوميض الشوق للحظة خاطفة سرعان ما عادت إلى جمودها التي زلزلته فعلتها حين هرولت إليه بقلب لهيف تردد بشوق
سالم
لم تحسب خطواتها ولا تعرف كيف واتتها الجرأة لما فعلته ولكنها كانت عاجزة أمام شوق جارف يجتاحها كفيضان ضړب ثباتها الهش فوجدت نفسها تندفع إليه رغما عنها تحيطه بذراعيها و كل خلية بها مشتاقه لدفء وجوده و عذوبه رائحته التي افتقدتها كثيرا..
كان استقبالا حارا لم يتوقعه حتى بأحلامه. فطوال طريق سفره كان يفكر كيف سيراها دون أن يحتجزها بين ذراعيه يبثها أشواقه العاتية من أين يأتي بتلك الصلابة التي تجعله يتجاهل وجودها وأخذ يشدد بقوة علي قلبه ويذكره ب جراحه النازفة منها حتي لا يضعف و لكنها فاجأته بحق.
احتواها بين ذراعيه للحظات هدأ بها قلبه و كأنه كان يحتاج هذا العناق لتهدأ روحه و تستكين من كل تلك الأعباء التي يحملها علي عاتقه فأخذ يسحب اكسجينها الدافئ يود لو يحتجزه بين رئتيه لتظل رائحتها عالقه بصدره للأبد
حمد لله عالسلامه..
هكذا تحدثت بعدما تراجعت ببطئ عن حدود ذراعيه فهي لم تكن تتخيل أن تفعل ما فعلته لتوها و لكن ما حيلتها أمام عشقها و ذنبها الذي لا
متابعة القراءة