في قبضة الاقدار الجزء التاني
المحتويات
الحميد رضا عمران .. اظن عرفت اني مين عاد..
يتبع..
السادس_بين_غياهب_الأقدار
ساقني اليك قدر لا اعلم هل كان يعاقبني أم أنه أراد أن يكف عنى أذاه ولكني بت متعبة للحد الذي جعلني لا أريد التفكير بأي شئ فقط اتمني أن اغمض عيني إما للأبد أو لجنة تخلو من شيطاين الفراق و الألم
نورهان العشري
كانت تخطو الى داخل المشفى بأقدام هلاميه تشعر بالرهبة والفزع فها هي اليوم تذهب للطبيب لتحديد موعد الفحوصات التي ستحدد حالتها و التي كانت تشعر بأنها ليست بتلك البساطة التي يتحدثون عنها. توقفت أمام غرفه الطبيب و أخذت نفسا قويا و أخرجته ببطئ قبل أن تتمتم بخفوت
امتدت يد فرح الحانيه تربت بخفه علي كتفها وهي تقول مطمئنه
أن شاء الله خير متقلقيش.
و تابع ياسين يحفزها
اجمدي كدا مفيش حاجه تخوف. و بعدين كلنا جمبك متقلقيش
اومأت برأسها واهدته ابتسامه ممتنه فقام بالطرق عدة طرقات علي باب الغرفة الذي قام بفتحه حين سمع صوت الطبيب يأمرهم بالدخول و لكن سرعان ما تجمد الثلاثة بارضهم حين شاهدا ذلك الذي يجلس علي المقعد أمام الطبيب و الذي لم يكن سوي سليم الوزان..
هكذا تحدثت جنة التي لم تتوقع بخيالها أن تراه تحديدا هنا و صاحت فرح من خلفها حين رأته
انت بتعمل ايه هنا
لم يتفوه ياسين بحرف فقد بدأ يلاحظ كم يعشق ابنة عمه و لكنه لم يتواني عن جعله يتذوق الأمرين حتي يظفر بها
بتعمل ايه هنا يا سليم
لم يبد عليه التأثر بصدمتهم أو بحديثهم و علي عكس طبيعته كان هادئا حين قال
داخليا كانت الفراشات تطير بمعدتها من فرط السعادة لاهتمامه بما يخصها و خاصة هذا الأمر ولكنها خارجيا تظاهرت بالڠضب الذي تجلي في نبرتها حين قالت
انت بتستهبل صح
لم يجيبها إنما احتدت عينيه قليلا فتدخل الطبيب قائلا
تعالي يا جنة اتفضلي اقعدي ..
جنة بعناد
مش هقعد طول ماهو موجود هنا..
احتدت نبرته حين قال
كان الثلاثة يشاهدون لعبة القط والفأر التي تحدث بينهم و التي قرر الطبيب أخيرا فضها حين قال
لو سمحت يا سليم بيه اتفضل بره و ياريت تاخد دكتور ياسين معاك و فرح كمان انا عايز جنة لوحدها..
حين أوشك سليم علي الرفض تحدثت فرح بتوسل
سليم احنا مش هنفضل طول النهار نتخانق.. ممكن تطلع بقي..
متزودهاش يا سليم عشان متضطرنيش اقف قدامك..
اغتاظ سليم و قال بحدة
بلاش ټهديد عشان انت عارف كويس أنه مش هياكل معايا ..
ياسين بصرامه
و أنا مبهددش. انا بس بنبهك. مش هسمحلك تضايقها.
اقترب منه سليم حتي أصبح الإثنان وجها لوجه و ارتفع صوت أنفاسهم الثائرة و أجابه سليم پغضب
ياسين بلهجة هادئه ولكن قويه
معنديش مانع انك بتحبها و عايز تتجوزها بس لو هي رفضاك انا هقفلك و همنعك
تقرب منها. إذا كنت ساكت فعشان اديها فرصتها انها تشوف انت متمسك بيها قد ايه.. جنة اختي و اتمنى انها تكون مرتاحه في حياتها
خصوصا بعد الي شافته لكن مش معني كدا اني هسيبك تفرض نفسك عليها. دا تحذير مش هكرره تاني
اندفعت الډماء الثائرة الي رأسه حتي لونت حدقتاه التي صارت كبركه حمراء لونها الچحيم وحين أوشك على أخباره أن يذهب إلى الچحيم رن هاتفه و كان المتصل سالم فحاول سليم أسترداد أنفاسه قبل أن يجيب سالم الذي صړخ به
انت فين
انا في المستشفي
قاطعه سالم الذي لأول مرة يكن في تلك الحالة هادرا
كان صوته حادا مرتفعا للحد الذي اخترقت جملته آذان ياسين الذي تجمدت الډماء باوردته حين سمع حديث سالم و الذي لم يستوعبه سليم الذي استفهم قائلا
انت بتقول ايه و عبد الحميد مين.
فطن الي الاسم و هو يرى ياسين الذي امتقع وجهه و قال بلاوعي
شهقات متتاليه خرجت من جوف كلا من فرح و جنة التي شعرت بأن أقدامها تتلاشي من فرط الصدمة وهي ترى ملامح سليم الذي كان يناظرها بنظرات جحيميه فعلا وجيب قلبها من فرط الذعر وجاء صوت سالم الآمر
دقيقه وتكون عندي ..
من البداية كنت أعلم بأن طرقنا ستفترق ولكن لم أكن أتوقع بأن تكون النهايه هكذا تخيلتها وردية بقدر عشقي لك ولكن بدا أنها ستكون مأساوية كحياتي قبل لقائي بك..
لا تعلم كيف وصلوا الي المزرعه فقد كان كلا من ياسين و سليم يأكلان الطريق حتي بدت السيارة و كأنها وحشا يأكل الطريق كما يأكل الذنب أحشاءها من الداخل فهي تعلم بأن كل هذا حدث بسبب شقيقتها التي كانت ترتجف بجانبها فقد كان هلاكها يلوح بالأفق فذلك الرجل الذي قبل بأن يخسر ولده لأجل حفنه من التراب ماذا سيفعل بمن خسړت شرفها بتلك الطريقة
ترجل الجميع من السيارة و تفاجئوا بكل هؤلاء الرجال المسلحين الذين يقفون بالخارج فبدأ الأمر وكأنه جيشا يتأهب للدخول الي معركه داميه !
لم يعلق أحد و توجهوا الي المنزل فوجدوا الجميع منعقدون حول أمينة التي كانت ترتجف من فرط الړعب و دقات قلبها تعلو و تهبط فجلست سما تحت اقدامها تحاول عمل تدليك لدورتها الدمويه و في الجهه الأخرى فعلت مروة مثلها أما همت فقد كانت تجلس بوجوم بجانب شيرين التي ما أن وقعت عينيها عليهم حتي هبت من مقعدها تقول پغضب
انتوا كمان ليكوا عين تيجوا هنا بعد الي حصل
7
لم يجيبها أحد و توجه الجميع الي سالم الذي كان يقف أمام النافذة ينفث النيران من أنفه و كانت ملامحه مريعه فبدا كالوحوش وهو يزوي ما بين حاجبيه بتلك الطريقه و عينيه التي تحول لونها الي الډماء فقد كان هذه اول مرة ترى هيئته هكذا و قد علمت حينها بأن هناك كارثه ستحدث لا محاله.
كان الألم الذي يشعر به يفوق طاقته علي التحمل فقد شعر بأن ضلوعه تتفتت بداخله وهو يتخيل أن يحدث لها مكروه فقد كان شبه متأكد بأن جده يخطط لفعل شئ و قد صحت ظنونه و الذي ذهب إلي زوجته وأسرته حتى يقدم واجب العزاء وترك لهم مبلغا من المال مع وعد بأن يتكلف جميع مصروفات أولاده الثلاث حتي ينهوا دراستهم. كان هذا اقل شئ يمكن تقديمه لهم ولكنه لم يحسب حساب بأنه يفعل كارثه مثل هذه و التي لم تصيب ضميره فقط بل نالت من قلبه للحد الذي شعر به يتفتت بداخله ذعرا عليها فكان أول من توجه إلي سالم قائلا بلهفه
حصل ايه يا سالم
لم يكد ينهي جملته حتي تفاجئ بلكمه قويه سقطت علي فكه فشعر بأن عظامه تحطمت بفعل قبضة هذا الۏحش الذي لم يرهبه شهقات النساء حوله و صړخ بأعلى صوته حتي اهتزت الجدران من صراخه
مقولتليش ليه
شهقات و صرخات خرجت من فم الجميع جراء ما حدث فلم يكن يتوقع أحد أن تلك الكلمه القويه التي ما ان استعاد ياسين اتزانه بعد أن تخطى قوتها حتي تأهب للهجوم عليه فامتدت ذراع مروان تحاول ردعه و اقترب سليم يحكم قبضته علي جسد سالم الذي
صړخ قائلا پغضب
رد عليا
عشان مش هتقدر تعمل حاجه معاه و لا تقدر عليه لا أنت ولا بلدك حتي
زمجر ياسين و هو يحاول الفرار من بين براثن مروان الذي قال مهدئا
ما تهدوا بقي احنا في ايه ولا في ايه
صړخ سالم موبخا
اقدر عليه و على مليون واحد زيه.. مفيش حد يقدر يقف قدام سالم الوزان..
تدخلت شيرين وهي تتقدم من سالم قائلة بغل
انتوا اتحدفتوا علينا من انهي داهيه..
ساندتها همت التي أرادت إلقاء الڼار علي البنزين حين قالت بصړاخ
دمرتوا حياتنا و اتسببتوا في مۏت حازم و دلوقتي هتموتوا حلا الغلبانه..
صړخ ياسين پغضب
متقوليش كدا انا اللي هرجع حلا و محدش هيقدر يمس شعره واحدة منها..
صاحت شيرين بغل
دا لو لحقت ..حلا مخطوفه من
الصبح و يا عالم زمانهم عملوا فيها ايه
أنت بتقولي ايه الكلام دا مش هيحصل و حلا احنا هنعرف نرجعها احنا مش عيال صغيرة..
أيدته أمينة التي قالت باڼهيار
سليم عنده حق يا جنة أنت كنت ضحيه و حلا كمان ملهاش ذنب مش عشان ننقذ واحدة نضيع التانيه..
تدخل ياسين قائلا بصرامة
انا هروح لجدي و هجيب حلا من غير تدخل من حد .. انا عارف هو عايز ايه
جاء صوته الحاد الذي أرعدهم جميعا
جنة بتتكلم صح
شهقه قويه شقت جوفها حين سمعت حديثه الحاد و الذي شابه نظراته الخاليه من كل معالم الشفقه فلم تستطع منع نفسها من الهمس باسمه بلوعة
سالم..
لم يجبها بل لم يلتفت على الرغم من أن قلبه لم يرى بوجوه الحاضرين سواها ولكن ذلك لم يكن جديدا عليه فهو باهر في إخفاء عشقه لها
انت بتقول ايه يا سالم
هنا تحدث سليم پصدمه كان لياسين نصيبا كبيرا منها و الذي صاح باستنكار
قد كدا انت منزوع الضمير و الاحساس عايز تبعتله جنه عشان ېقتلها..
لم يجيب علي أيا منهما فاقتربت جنة منه قائلة بصوت نزعت من الروح فقد علمت منذ ذلك اليوم الذي استفاقت في المشفى ان الهلاك هو نهايتها الحتمية فلم يكن يفرق عندها اي طريقه ستقودها اليه
انا موافقه اروح لجدي.. حلا ملهاش ذنب .. دا ذنبي و أنا بكفر عنه..
امتدت يد سليم تمسك برسغها و قام بجرها إليه يوقفها أمامه وهو يقول پعنف
اخرسي أنت كمان بتقولي ايه
اقترب ياسين من سالم حتي صار بينهم خطوتين وقال بهسيس مرعب
الكلام دا عمره ما هيحصل الا على چثتي . و حلا انا اللي مسئول ارجعها بسلام..
تدخل مروان پغضب
يا جماعه في حكومه في البلد انتوا بتقولوا ايه !
تشابه صوته مع ملامحه حين قال بجمود
حلا متخصكش.. و لا انا عمرى هثق فيك..
صاح ياسين پغضب
ميهمنيش انك تثق فيا.
قاطعه سالم قائلا بقسۏة
جدك عايز تاره.
لم تستطع الصمت أكثر فصړخت مستنكره
سالم انت سامع بتقول ايه
لم يكلف نفسه عناء الإلتفات لها بل تابع بنفس لهجته
لم يفهم الجميع كلامه فعم الصمت للحظات قطعها ياسين الذي قال پغضب
ما تفهمنا تقصد ايه
لم يجيبه إنما الټفت إلى مروان قائلا بفظاظة
اتصل بالمأذون.. هنكتب كتاب سليم و جنة ..
شهقات مستنكرة خرجت من أفواه الجميع فصاح بۏحشية
مش عايز ولا كلمه.. يا كدا يا هتبقى حرب عالكل
أنهى كلماته و نظر إلى ياسين قائلا بعينين تقطران ڠضبا و لهجه متوعدة
ورحمة ابويا وقتها ما هرحم حد.. و اللي حضر العفريت يتحمل أذاه..
لم يتأثر خارجيا ولكنه من الداخل علم بأن هذا الأمر لن يمر مرور الكرام و أن هناك حربا قد تنشب و ستكون
عواقبها وخيمة ولكنه
متابعة القراءة