صراع الذئاب
المحتويات
وجدتها بالطابق العلوي
ياسمين مدام سميرة أنا بستأذن حضرتك رايحه المشوار الي قولتلك عليه
سميرة أستأذنتي من مدام جيهان الأول
ياسمين اه طبعا ... متقلقيش مش هتأخر
قالتها ثم ذهبت ولم تري ياسين الذي كان يسترق السمع فقرر أن يتبعها ليري إلي أين تذهب ...
غادرت القصر وظلت تسير حتي تجد سيارة أجره ... وأنتظرت كثيرا لتتوقف لها سيارة وأستقلتها أخيرا
ياسمين رمسيس ياسطا لو سمحت
أنطلق السائق وخلفه ياسين بسيارته ذات اللون الفضي
وبعد السير وإزدحام المرور توقف السائق بالقرب من محطة مصر ... ترجلت من السيارة لتجد والدتها ف إنتظارها
ياسمين أزيك يا ماما
والدتها ماما !! والله ولسانك خد ع عيشة السرايا والبهوات ... ها فين الفلوس
أخرجت من حقيبتها مبلغ من المال وأعطته لها وقالت
أختطفت منها النقود والحقيبه وقالت بتضحكي عليا بشوية جنيهات
ياسمين پصدمه قالت بتعملي أي أنا أديتلك ألف جنيه ومش عاجبك
أخذت محفظتها وفتحتها رغما عنها ف محاوله من ياسمين وهي تأخذها منها سيبي حرام عليكي دي الفلوس الي هجيب بيها لبس الجامعه ومصاريفي
والدتها لبس اي يابت ابقي خدي من السنيوره الصغيره فستانين ومشي حالك .. قالتها وألقت ف وجهها الحقيبه والمحفظه وأخرجت ورقه ماليه وقالت خدي 100 جنيه دي عشان تروحي
ضحكت بسخريه وقالت عشان أنتي مش بنتي أنتي طول عمرك وأنتي بنت أبوكي بتحبيه وفضلتيه عليا ولا كأن البطن الي شالتك ولا رضاعتي ليكي طمرو فيكي
صاحت پغضب وقالت عشان عمرك ما حبتيني ولا حبيتي بابا ومهما كان بيرضيكي مكنتش بتحمدي ربنا وبتبصي ديما للي ف أيد غيرك ... وأول ماتعب بيعتيه واتطلقتي منه وروحتي لواحد ميسواش ف سوق الرجاله قرش واحد واتجوزتيه ومخليكي دايره بتشحتي من الناس
عرفتي ليه أنا بنت بابا الله يرحمه ... عشان عمري ماحسيت إن أنا بنتك غير اسمك الي مكتوب ف شهادة ميلادي وبس ... قالتها بصوت مخټنق مليئ بالألم
ركضت ياسمين مبتعده لا تعلم أين ستذهب ... شعرت بالأنهيار والتعب وجلست ع الرصيف وظلت تبكي ... فرفعت وجهها عندما أحست بشخص يقف أمامها ويد ممدوده إليها
ياسين بيه !! الي جابك هنا
ياسين جيت عشانك وبقولك أطمني أنا جمبك ومحدش يقدر يأذيكي طول ما أنا عايش
ياسمين أنت سمعت الي حصل
أومأ لها وضمھا نحو صدره وربت ع ظهرها وقال
أنا هعوضك عن كل القسۏه الي شوفتيها
أبتعدت عنه بخجل وقالت ممكن نروح
إلي الداخل وكذلك هو ف الجهه الأخري ... وبعد مسافه من الطريق توقف أمام مجمع تجاري شهير ...
ياسين أنزلي هنا واستنيني هاركن العربية وجايلك ع طول
رمقته بإندهاش وقالت وقفنا ليه هنا
إبتسم من طيبتها وقال لما هندخل السنتر هتعرفي
كانت كالطفلة وهي ممسكه بيده تنظر من حولها بإنبهار تتأمل المتاجر ومعروضتها خاصة التي تعرض ثياب الفتيات التي تناسب عمرها ... توقفت وتركت يده لتتسمر أمام لوح زجاجي يعرض خلفه ثوب باللون الوردي مطعم باللؤلؤ ع الصدر والأساور والأطراف
يتأملها بسعاده وهي تنظر إلي الثوب فجذبها من يدها و دلف بها إلي داخل المتجر
جاءتهم فتاه ترتدي ثياب أنيقه وقالت بنبرة رقيقه تؤمر بحاجه يافندم
ياسين عايز الفستان و كام فستان زيه لخطيبتي ... قالها وهو يضم ياسمين إليه من كتفيها
أتسعت عينيها لم تصدق ماتفوه به وقالت
ياسين أنا ....
قاطعتها الفتاه وقالت
تعالي يافندم عشان تقيسي الفساتين ف البروفه
ذهبت معها ولكنها ف حالة تشبه الحلم تحت نظراته وهي تحدق به حتي أختفت بداخل غرفة القياس
متأكده إنك هتعرفي تهربي من بوابة الشغالين ... قالتها صبا
كارين وهي تغلق زر قميصها حيث ترتدي زي الخادمات
متقلقيش زمان الحرس الي ع البوابه بيتغدو دلوقت و الي موجود حارس واحد بس
صبا بقلق قالت طيب لو وقفك وسألك رايحه فين
كارين هقولو رايحه اشتري حاجات عموما مبيدققوش مع الشغلات .. بس أنتي ابقي رقبيلي الجو من البلكونه عندك لحد ما اخرج اوك
صبا حاضر خلي بالك من نفسك و أنا هحاول أوصل لخالي وهاطمن ع يونس
عانقتها كارين وقالت وأنتي خدي بالك من نفسك ... وع فكرة قصي بيحبك أوي أي نعم مش طيقاه بسبب الي عملو بس عمري ما اتمناله الأذي وأتمني أنك تغيريه للأحسن
تنهدت صبا وقالت ربنا يسهل
هبطت كارين الدرج حتي وصلت إلي الباب
خطوة كمان و هخلي ممرضه بنت حلال تديله حقنه هوا ف المحلول وأظن إنك أكتر واحده عارفه بقول الكلام مرة واحده بس ... قالها قصي بصوت جهوري مرعب
وصل إلي الأعلي لصبا التي أرتجفت من الړعب وتخشي ردة فعله عندما يعلم ما حدث
ألتفت كارين إليه وهي تعتصر قبضتيها ع الرغم من خۏفها من الداخل وقالت بتحدي
ولو قربت منه ياقصي ھموت نفسي وساعتها خلي تهديدك ينفعك
وضع يديه ف جيوبه وأرتسم إبتسامته المعهوده عندما تثور أغواره فقال
وحتي دي كمان مش هسمحلك تعمليها
أثار ڠضبها فركضت نحوه وصړخت ف وجهه
أنت عايزه مني أي !!! سيبني أعيش مع الي بحبه وبيحبني ... أنا مليش دعوه بحساباتك ولا الأرف ده كله ... أنا ... أأ ن....
لم تكمل لتشعر بوخز حاد ف قلبها وكادت تقع ليمسكها قصي پخوف وصاح كاااارين
وجد الشحوب يتمكن من وجهها غير قادرة ع التنفس بشكل طبيعي.. حملها ع زراعيه مسرعا إلي الخارج ليدخلها سيارته وغادر بأقصي سرعه نحو المشفي
تناول والدها كوب الماء بعد إبتلاعه قرص الدواء ....
سالم تعالي قعدي جمبي يابنتي
جلست بجواره وأردف أنا مش هسألك ولا عايز اعرف سبب رفضك لآدم بس عايز أعرفك إن متأكد إن الي بيدق جواكي ... أشار نحو قلبها....نفسه يعيش العمر كله معاه بس الي بتفكري بيه .. وأشار ع رأسها ومقصده عقلها ... بيكابر
أبتلعت ريقها بتوتر وقالت بابا حضرتك فاهم .....
قاطعها وقال أنا أكتر حد فهمك يابنتي أنتي حته مني ياخديجة وعارف ومتأكد قلبك بيحبه من زمان والحب مش عيب ولا حرام طول ما هو ف الحدود الي ربنا أمرنا بيها .. عشان كده بقولك فكري وخدي وقتك آدم شاب محترم وبيتقي الله ف أهله يمكن حكايته مع صبا كان حب تعود لأنهم اتربو مع بعض بس خلاص هي بقت ع ذمة واحد تاني وهو الزمن هينسيه ومفيش حد بيوقف حياته ع حاجه راحت منه
خديجة بس يا بابا آدم مبيحبنيش وبحس إنه بيكرهني إزاي هاقبل أتجوز واحد واعيش معاه العمر كله وهو مش طايقني
ابتسم سالم وهو يربت ع يدها وقال
الحب لما بيتولد ف القلب بينوره ... فتلاقي عيون العاشق بتلمع من النور الي ف قلبه
خديجه ده أنت كنت عاشق أصيل بقي
تنهد وأعتدل ف جلسته وقال أنا حبي لمامتك الله يرحمها مكنش حب بتوع قصص الحب والروايات ده كان عشق من نوع خاص لما كنت ببص ف عينيها ببقي عارف الي جواها وهي كمان من غير ما اتكلم عارفه انا عايز اي ... ياااااه الله يرحمك يا عائشة
خديجه وحشتك
أبتسم وقال عمرها ما بتوحشني لأنها ديما معاها ومستني لقاها قريب أوي
رن جرس المنزل ....
خديجه شكله طه هاروح أفتح له
فتحت الباب ...
مساء الخير ياحبيبتي ... أنا خالتك صباح جارتكو الي ف الشقه الي ادامك
خديجة وهي تشير لها بالدخول أتفضلي حضرتك
دلفت وهي تضع حقيبة ممتلئة جانبا وقالت دي حاجه بسيطه للشيخ سالم
خديجة تسلمي
صباح ثواني هنادي ع بنت أختي اصلها عايزه تيجي ومكسوفه اوي خاصة عايزه الشيخ ف موضوع مهم .. بت ياسماح
خرجت سماح من شقتهم وولجت إلي منزل طه مرتديه عباءه سوداء محتشمه وحجاب غير مرتب وعينيها منتفخه أثر البكاء
١٧
خرج الطبيب إلي قصي الذي كان ينتظر ع أحر من الجمر ....
قصي خير يادكتور
الطبيب واضح جدا من الأعراض الي كانت عليها عندها مشكله ف القلب وشكلها مولوده بيها
قصي هي فعلا كان عندها بس لما كانت صغيره وبقت كويسه لما انتظمت ع علاج بتاخده ع طول
الطبيب واضح إنها مبتاخدوش بقالها فترة ... إحنا هنخليها تحت الملاحظه 24 ساعه فممكن حضرتك تروح دلوقت وتيجي بكره تطمن عليها
قصي لاء أنا هستني معاها
كنان الذي يقف بجواره الدكتور عنده حق يا باشا ووجودك مش هيفيدها بحاجه روح أنت وأنا هفضل هنا بدل حضرتك
زفر مابين كفيه ثم خلل أنامله ف خصلات شعره ويرجعها إلي الخلف فتذكر صبا ...
خليك أنت هنا ولو ف أي حاجه بلغني ع طول ... قالها قصي ثم ذهب وغادر المشفي متجها نحو القصر الذي لايبتعد كثيرا
وبداخل القصر ...
نفسي أفهم بټعيطي ليه دلوقت وعامله ف نفسك كده ... قالتها زينات
صبا عشان أنا السبب لو مكنتش خرجتها مكنش حصل الي حصلها ده وطبعا قصي مش هيعدي لي الي عملته
زينات مټخافيش قصي بيه بيحبك وبيموت فيكي وعمره ما ھيأذيكي
ضحكت من بين دموعها وقالت بخفوت ماهو آذاني وياعالم ممكن يعمل معايا أي تاني لسه
زينات قومي اغسلي وشك وغيري هدومك و أنا هاروح اعملك كوباية لمون تهديكي
ذهبت زينات ... ودلفت صبا إلي المرحاض تغسل وجهها وترطب عنقها ببعض الماء ... ثم ذهبت لغرفة الثياب تبدل ماترتديه بمنامه حريرية قصيرة أرجوانية قاتمه تصل إلي فخذيها وتكشف زراعيها ... فإنها أرتدت هكذا ظنا منها إنه لن يأتي الليله و سيمكث مع شقيقته بالمشفي
طرقت زينات الباب ثم ولجت و أعطت لها كأس عصير الليمون
صبا تسلم إيدك يا داده
زينات بالهنا والشفا يا حبيبتي ... اشربيه ونامي ريحيلك حبه عشان
رجلك
أومأت لها صبا وأنتهت من شرب العصير فتمددت ع التخت ودثرتها زينات بالغطاء وأطفأت الأنوار وتركت لها إضاءه خافته ثم خرجت
أخذت تتقلب ع جانبيها يجافيها النوم حتي سمعت صوت سيارة وصلت للتو ... قفزت من الفراش متجهه نحو الشرفه تتأكد من حدثها ... وما أن وقفت مستنده ع السياج المعدني لتجده يترجل من سيارته فشهقت عندما نظر لأعلي وجاءت عينيه ف عينيها ... تراجعت پخوف وركضت إلي الداخل تختبأ أسفل الغطاء وتصتنع النوم ....
صوت خطواته ع الدرج كانت تتسابق مع دقات قلبها لتوصد عينيها عندما أنفتح الباب بهدوء ... شعرت به وهو يتجه نحو المرحاض ليولج إلي داخله ومن صوت المياه المنهمره علمت إنه يستحم وبعد دقائق خرج وذهب إلي غرفة الثياب وأرتدي سروال قطني فقط يصل إلي منتصف فخذيه ... أتجه إلي الفراش وتمدد
متابعة القراءة