صراع الذئاب
المحتويات
بشراهه
خير
كانت تقف خلفه حافية القدمين ترتدي ثوبا
حريري باللون الشراب الذي يحتسيه تتراقص أطرافه بفعل نسمات الهواء ...تاركه لخصلاتها العنان
أجابت بتوتر أأ .. أنا كنت قلقانه عليك من إمبارح وأنت سايب القصر
إبتسم بسخريه وقال
ومن إمتي الحنيه دي !!!
أقتربت منه أكثر وهو موليا لها ظهره لكن يعلم جيدا قربها منه مستنشقا عطرها الفواح
نعم
أنا .. أنا .. نفسي أخرج وأوعدك عمري ما هفكر حتي أهرب .. لأن عارفه كويس لو روحت أخر الدنيا برضو هترجعني .... قالتها ثم أخذت تتنفس كمن كانت تعدو الصحراء ف عز الظهيرة
فأردفت بنبرة رجاء
أرجوك ياقصي
ضمھا نحو صدره ليقترب بأنفاسه لدي عنقها المرمري وأخذ يستنشق رائحتها الهائم بها فقال
موافق
كادت تنفرج أساريرها لتتحول فجاءه إلي وجوم عندما أردف
بس عن شرط أو نقول شرطين
أبتعد برأسه ليري لؤلؤلتيها الرماديه تلمع فقال
الأول إنتي عرفاه كويس ... وهعيده تاني زيادة توكيد يوم مارجلك تخطي بوابه القصر هتكون رجلي ع رجلك ولو مشغول هيكون كنان الحارس الشخصي ليكي
الشرط التاني ... فأقترب من أذنها وأكمل بنبرة مليئة برغبة عاشقه تكوني ليا برغبتك
قالتها ثم هرولت راكضة نحو الداخل قبل أن تدركها ردة فعله .
في قصر البحيري ....
توقف بسيارته بداخل المرآب يحمل بداخله عاصفة ڼارية من الڠضب ... ترجل من السيارة وهو يوصد الباب خلفه بقوة ثم أتجه إلي داخل القصر وف طريقه أصتدم بياسين الذي كان ع عجلة من أمره
آدم بقولك أي أبعد عن طريقي مش طايق حد ... قالها بنبرة تحذيرية متجها نحو الدرج
بينما آدم صعد الدرج قاصدا غرفة والدته أراد أن يضع للأمر حدا فهذه حياته الشخصية ولم يتجرأ أحدا ما تقرير حياته حتي لو كان والده ... فهل للقدر رأي أخر !!!
ماما .... قالها وهو يطرق ع الباب فلم يجد إجابة
مساء الخير يا آدم بيه ... قالتها الخادمة
نظر إلي الطعام بإستغراب ثم دلف إلي الداخل وهو يغلق الباب ... كانت الإضاءه خافته
جيجي ... مالك فيكي حاجه ... قالها بنبرة قلق ... فلم يتلقي مسمعيه سوي أنين فأسرع نحوها وهو يضغط ع زر إضاءه المصباح الذي يعلو الكومود
ظل
خير يا آدم بيه ... جيهان هانم مالها ... قالها الطبيب وهو يضع حقيبته فوق الطاولة
آدم دي مش ماما
دي عراض أنفلونزا أنا هكتبلها ع شوية
أدوية ومضاد حيوي ... وبالنسبة للسخنية استمر ع الكمادات وأسبوع كمان كده وهاجي أطمن ع المدام .... قالها الطبيب وهو يدون أسماء الأدوية لينتزع الورقة ويعطيها لآدم
فأردف ألف سلامة وبالشفا إن شاء الله
آدم تسلم يا دكتور
ثم غادر الطبيب ... فذهب آدم لمناداة إحدي العاملين ليجلب له الأدوية المطلوبة ... ثم أقترب منها ليكمل لها الكمادات فأنحني نحوها ممسك بيدها ويضغط عليه بقبضته وقال
عايزك تقومي بالسلامة عشان ترجعي ع حارتكو ومشوفش وشك تاني ... وده لمصلحتك
رفع رأسه ليري علامات الإمتعاض والإنزعاج التي ظهرت ع ملامحها وكأنها تري كابوسا ف منامها ... فأرتسمت إبتسامة ع ثغره
يجلس خلف مكتبه يتصفح ع حاسوبه ... وكالعادة تلازم أنامله سيجارته وع جانبه الأخر فنجان القهوة التي تفوح رائحته بكل أرجاء الغرفة
هي بعدما تركته وصعدت إلي غرفتها ظلت تبكي ورأسها كاد ينفجر من التفكير ... تريد القليل من الحرية حتي تستطيع رؤية من يهواه قلبها غير آبهه لما سيحدث لها إذا تم إكتشاف ما تنوي ع فعله .....
نهضت من فوق تختها وذهبت لغرفة الثياب وتوقفت أمام تلك الثياب المعلقة التي لاتمس منها أي قطعة منذ أن جاءت إلي ذلك القصر مرغمة
سامحني يا آدم
نعود مرة أخري إليه ... مازال منهمك ف أعماله عبر الحاسوب ... أرتشف أخر قطرة قهوة بالفنجان
فتح الباب بدون إستئذان وبدون أن يرفع عينيه فهو يعلم جيدا من الذي يتجرأ ع إقتحام مكتبه هكذا
دقات قلبها تكاد تصل إلي أذنيه ... تنظر إليه ثم أغمضت عينيها لتعتصرهما پألم وتفوهت بالآتي
أنا موافقة
١٢
أنا موافقة .... قالتها بكل شجاعة ع الرغم من التوتر التي أخفقت أن تخفيه
رفع عينيه عن حاسوبه تاركا سيجارته ف المنفضة ثم أغلق الحاسوب وعينيه لم تفارق عينيها وسرعان أرتسمت إبتسامة سخرية ع محياه
أردفت بحنق هو أنا بقول حاجه تضحك !!!
أي رجعت ف كلامك !!!
غلبه سلطان النوم
عناقه لها وكأنه يستنجد بها
أشرقت الشمس لتطلق أشعتها الذهبية ف كل أرجاء الأرض تتخلل النوافذ ... لاسيما تلك النافذة الخشبية القديمة ف منزل عبدالله
تلك الجميلة النائمة يدثرها غطاء قطني تتقلب بحرية حتي بدأت تستيقظ وتفتح عينيها التي وقعت ع الذي يدخل حاملا صينية مليئة بالطعام
النهاردة فرحي ياجدعان ... وأخيرا أتجوزت ... يدندن بها عبدالله بطريقة فكاهيه
نهضت شيماء وهي تمسك بالغطاء تملأ البسمه ثغرها
فقالت وربنا مچنون
ترك الصينية ع التخت وأقترب منها جالسا بجوارها وصاح
مچنون بيكي يا شوشووووو ... يا أجمل عروسة فيكي ياجمهورية مصر العالمية ... صباحية مباركة ياعروسه
أبتسمت بخجل وأجابت صباح النور ياحبيبي
عبدالله كالأبله غرا فاهه يا أي
شيماء بدلال تفوهت يا حبيبي
أبتعد شيماء قليلا وقالت يوه بقا ياعبده أنت مبتشبعش أبدا
شيماء للدرجدي بتحبني ياعبدالله ولا عشان أخيرا نولت مرادك مني ... قالتها بخجل وهي تعض ع شفتها السفلي
رمقها بأمتعاض وقال أخص عليكي دي أخرتها ... تنهد وأردف هقولهالك تاني ياشيماء أنا عبدالله جوزك الي قلبه شافك قبل ماعيونو تاخد بالها منك والي بتقوليه ده يتقال لامؤاخذه لواحد شاقط بت من إياهم ... فهمتي
نظرت له بملامح أسف وقالت حقك عليا يا نور عيني متزعلش مني مكنش قصدي
رمقها بنظرات ماكره وقال لاء أنا لسه زعلان
شيماء طيب أي الي يرضيك ياحبيبي
أشار إلي فمه وقال عايز الإصطباحه بتاعتي
أبتسمت بخبث وقالت وأي هي الإصطباحه ياسي عبده
عبدالله غمضي عينيكي وهتعرفي دلوقت
شيماء أديني غمضت
عبدالله متأففا يووووه ده مين ابن الرزله الي بيقطع علينا ده
أطلقت ضحكه مٹيرة وقالت روح شوف مين ليكون أبويا
وضع يده ع فمها وقال يخربيت ضحكتك ... أنكتمي وهاروح هاشوف مين ع الباب وهطرءو وجايلك يا عم الكوكتيل أنت ياحلو
ذهب إلي الباب قائلا حاضر يالي بترن مش بايتين لك ع الباب يعني
فتح الباب ليجد شاب مظهره مريب
صباحو عنب ياشبح .. محسوبك برشامه وجايلك من طرف المعلم العوامي بيباركلك وبيقولك فين حساب البضاعه
دفعه عبدالله إلي الخارج وأغلق الباب خلفه وقال هششش الله يخربيتك أنت جاي تسيحلي ف بيتي
برشامة لامؤاخذه ياشبح بس دي أوامر وأنت سيد العارفين
عبدالله بلغ المعلم واقوله يصبر عليا ع أخر الأسبوع وهاروحلو بنفسي أديلو الفلوس
برشامة كان ع عيني يا نجم بس زي ماقولتلك دي اوامر لأن مش ضامن المرة الجاية هاجيلك أخد الفلوس ومعاها رقبتك البيضة دي ياعريس ... قالها وهو يخرج سلاح أبيض يشهره نحو رقبة الأخر
قبض عبدالله ع معصم ذلك البرشامة وقال هي هبت منك ولا أي يالا أنت جاي تهددني وف بيتي ... بقولك اي تاخد مطوتك الحلوة دي وتروح لمعلمك الي قولتهولك بدل ما أناديلك شبيحة الحارة يعملو عليك حفلة بالكتكوته الي ف أيدك دي فاهم يا ... ياشبح
مين ياعبدالله ... صاحت بها شيماء من الداخل بعدما أرتدت معطف وتقف خلف الباب
عبدالله بصياح خليكي عندك ... ده ضيف رزل خد وقته وماشي
قالها محدقا ف الأخر بنظرات مرعبة ليتراجع وهو يرجع سلاحھ إلي جيب بنطاله وقال مهددا
أشطا أوي ياشبح أبقي أستلقي وعدك من المعلم ... يلا ومن غير سلام
قالها وركض ع الدرج مغادرا
بصق عبدالله خلفه وقال كتك داهيه تاخدك أنت ومعلمك ف يوم واحد
دخل إلي المنزل ليجد شيماء تنتظره عاقده ساعديها أمام صدرها ترفع حاجبيها وقالت مين الي كان معاك بره ده يا عبدالله
تمتم بصوت غير مسموع يووووه أهو أبتدينا
ثم أردف مبتسما بتصنع أي ياحب ... ده وقت أسئلة .... قالها ليهم بمعانقتها فدفعته ف صدره
وقالت بقولك اي متاكلش بعقلي
حلاوة وجاوبني مين الي كنت بتزعق معاه بره
تجهم وجهه وقال أنتي كنتي واقفه من أمتي وسمعتي أي بالظبط
شيماء متجاوبش السؤال بسؤال ... أنا لبست الروب وطلعت اشوف اي لما لاقيتك بتزعق
عبدالله مفيش دي كانت مصلحة فكسانه وراحت لحالها
لوت فمها بسخريه وقالت اممم مصلحة
رمقها بحنق وقال واحد كان عايز يشتري التوكتوك وأنا رفضت أرتاحتي خلاااااص
شيماء بعدم إقتناع قالت ماشي ونشوف أخرتها أي
أنتابها التوتر مصاحبا بالخجل فقالت أأ أنت ال....
ليقاطعها عبدالله أنا أي ها
بصوت مليئ بالحب والرغبة مقولتليش أنا أي
أبتعدت عنه وصاحت وهي تركض نحو الغرفه
أنت عايز تاكل كوكتيل ولا لاء
أتسع فمه بإبتسامة كادت تصل لأذنيه وصاح مهللا الله أكبر .. ودي عايزه سؤال ... جايلك يا فاكهاني
في قصر البحيري ....
أستيقظ ليجد نفسه فوق الأريكة ليدرك إنه بالجناح الخاص بوالديه نهض ف وضع الجلوس وزفر مابين كفيه ثم أرجع خصلات شعره مخللا أنامله بينها ... تذكر أحداث الأمس فنهض وأقترب منها مازالت نائمة ... وضع يده فوق جبهتها وجد حرارتها أصبحت طبيعية ... جلس بجوارها وهو يأخذ الترمومتر من فوق الكومود ووضعه بفمها أسفل لسانها
فتحت عينيها لتبدو لها الرؤية غير واضحة وبحركة طفولية منها تفرك يديها بعينيها حتي يتثني لها الرؤية فتفاجاءت بتلك العسليتان الحاده ترمقها بنظرات بارده
شهقت بفزع وهي تحاول النهوض تتلفت من حولها أأ أنا فين ... وأنت بتعمل أي هنا
أجابها بنبرة سخرية كنتي ھتموتي وتريحيني بس قلبي مطاوعنيش أسيبك
وضعت يدها فوق رأسها لتجد إنها بدون حجاب فسرعان جذبت الغطاء ودثرت نفسها ولم يظهر منها شيئا
لو سمحت ممكن تخرج بره وتخلي حد من البنات تجبلي تحجيبة
ضحك من هيئتها وقال بتخبيه ليه ما أنا شايفك طول اليوم إمبارح
صاحت پغضب وسيادتك كنت بتعمل أي يا محترم !!
جز ع شفته السفلي بحنق وقال يعني كنتي عيزاني أسيب الدكتور لوحدو معاكي !!!
شهقت مرة أخري استغفر الله العظيم يارب ... سامحني يارب ... ظلت ترددها من أسفل الغطاء
آدم بنبرة تهكمية جري أي ياست الشيخه هتخلصي إستغفار امتي
صاحت
متابعة القراءة