رواية ست الناس
المحتويات
اول مره يدوق الحب والاهتام ويدق له وتتأسر مشاعره لحد ما تبقى مش ليه ومش عارف يسيطر عليها وعلشان كدا كان چرحى اكبر وأعمق
انتى اتحبيتى علشان تستحقى الحب وحبيتى علشان قلبك كان محتاج يحب لكن مع ذلك انتى اقوى من ناس كتير قټلت روحها تحت مسمى الحب ولما حسيتى انك اخترتى غلط اعترفتى وبعدتى
ولما انا قويه اوى زى مانت فاكر كدا بعيط ليه دلوقتى لما عرفت ان عمر اتجوز
يعنى دا مش معناه انى لسه بحبه
لا بالعكس انا زعلانه على كل يوم حبيته فيه وهوا ميستاهلش الحب دا ولا عرف قيمته
يبقي بتعيطى علشان موجوعه ودا حقك يا ميراس
انت انسان عظيم يا صفي
لا عظيم ولا حاجه انا بس بحبك
صدقنى انا نفسي مبقتش بحبنى
لازم تحبى نفسك وتقدريها وتعرفى انك عملتى اللى غيرك عجز عنه وهستناكى تفرحينى بالنجاح اللى متأكد انك هتحصلى عليه بسهوله لأنك اتخلقتى علشان تنجحى
خلفها ملامحى القميئه وتبدو عورات قلبى عديمه الجدوى فتطلع عليها العيون والقلوب الاخرى حتما سأجد يدا حانيه تدفع عنى صڤعات الحياه المتتاليه
عديمه الرحمه ولكنى لن اكون انانيه مثلنا فعل عمر معى وانظر لنفسى نظره الخيلاء وكأن لا أحد قبلى ولا هنالك حبيب بعدى من حق صفى ان يجد له زوجه مناسبه شابه يافعه فى بدايه حياتها وليست ركام امرأه تركها الجميع على قارعه الطريق وانصرفوا ببرود اتمنى لو يجد الحب فى اخرى فسأكون سعيده من أجله مثلما فعل كثيرا من اجلى .
أمسكت بقلمى وكتبت بخط عريض فى بدايه كتابى حتى لا أغفل عنه ويذكرنى دائما بما حدث لى فلا يتقهقر قلبى ولا ينسحب
تلك الكلمات ستذكرنى دوما بما عانيته سلفا ولن اعود لذلك يوما وبعد ايام عندما اتخطى اختباراتى وانجح فيها بجداره سأكون قد حقتت نصف حلمى ويتبقى النصف الاخر ومن يدرى لعل اليد التى تلكزها هيا من ستتكئ عليها يوما
الحلقه الثانيه والعشرون
ماذا يعنى الانتماء هل هوا رجوع الشخص لموطنه بعد غياب طويل أم اشتياق تشعر به كلما تركت اماكن واشخاص جمعتك بهم ذكريات خطت أخاديد عميقه فى قلبك وعقلك . واذا كان هذا الانتماء فلابد وان يكون هناك مكان فارغ لانتماء الروح تشعر به كلما تركت قلبا وروحا عهدت أليها بكل ماتملك من مشاعر صادقه . كنت اظن ان عمر هوا ملاذى الذى إن غبت عنه فمالى الا ان اعود تسبقنى عبراتى ولكن لم يحدث هذا وعندما لم يحدث علمت الحقيقه اننى انزعته نزعا من داخلى حتى وان انتزعت معه لحمى وشحمى وشعرت بأقسي درجات الالم كمن يزيل وشم رسمه على جسده من مئات السنين ولم يفلح معه سوى ماء الڼار ولكنى فى النهايه ارتحت . عندما خرج من داخلى وشفي تقرح قلبى اصبحت ارى العالم بنظره مختلفه . لم اندم على مافعلته معه ولكنى كنت سأندم كثيرا اذا اطلت البقاء فى هذه المهزله .
مرت الايام سريعه كعادتها وتفوقت فى اختباراتى كما عاهدت نفسي واقسمت وشاطرنى فرحى اهلى واصدقائي وكل من تمنى لى الخير يوما بقلب صادق . كان صفي معى دائما حتى عندما يسافر لعمله كان وجوده طاغيا فلم احتج لشئ الا ساعدنى فيه ولم اعيش لحظات فرحى حتى شاطرنى فيها وحتى انتكاساتى وتعثراتى كان يمد لى يده لينتزعنى منها . وبعد انتهاء اختباراتى ونجاحى الذى شفي قلبى العليل تقدم
رسميا لخطبتى وطلب زواجى من ابى واخى . ونادانى ابى ليسألنى عن رأيي فأخبرتهم اننى موافقه على ذلك ولكن لازواج حتى انتهى من عامى الثانى فى الدبلومه واطمئن على مستقبلى وحتى يتيح لنا الوقت براحا اكبر لمراجعه قرارنا فى كل يوم من ذلك العام فلا اريد ان اخطئ مره ثانيه واتسرع فى قرار مصيرى كهذا وبالفعل وافق صفي على ذلك وقرأ ابى معه الفاتحه واحضر لى خاتما ذهبيا أنيقا وسوارا منقوش عليه اسمى ووعدنى انه سيعمل اكثر واكثر ويجتهد حتى يجعلنى لا احتاج لشئ . كلما مرت الايام كلما شعرت بعظمته وكلما اقتربت منه اكثر وتوغل حبه فى قلبى فلم يكن يؤرقنى سوى علمى بأن ذلك الزواج لا يروق لخالتى !
مثلها مثل كل أم تريد لأبنها عذراء يافعه لم يسبق لها الزواج ولا الانجاب ليكون ولدها هوا زوجها الاول والاخير فما بالك فتاه سبق لها الزواج مرتان وانجاب طفل واجهاض اخر وبرغم يقينى بحبها لى واهتمامها بحالى وبالطبع تريد لى الخير دوما الا انها كباقى البشر يتمنون لك الخير بعيدا عنهم يتعاطفون معك يحزنون لألمك لكنك عندما تقترب منهم وتلجأ لهم تجدهم ينفرون منك وعندما تتعدى على ممتلكاتهم يدفعونك بقوتهم لتسقط .
كنت ارى فى عينيها نظره لوم قاسيه كنظرتها لسارق أخذ منها شيئا غاليا وهرب حتى امى لاحظت ذلك ولكنها صمتت لا تدرى ماذا تفعل اترفض ذلك الزواج وتظلم ابنتها وصفي ام توافق وهيا تعلم ان ابنتها ستكون دوما فى موقع السارق فكانت تؤثر الصمت لتترك للايام كتابه باقى احداث قصه حياتى . لم انكر اننى فكرت فى ترك صفي حتى وان كنت لم اجد من يحبنى مثله ابدا ولكن مالفائده فأنا بذلك احكم عليه بالتعاسه وهوا لا يستحق ذلك ابدا . وكنت قد عاهدت نفسي الا اترك سعادتى لأحد يسرقها منى وسأقاتل وادافع عنها ماحييت حتى وان كلفنى ذلك عمرى
كله ولكنى لن انهزم ولن انسحب من معاركى الحياتيه ابدا لذلك كان شغلى الشاغل ان اجعل خالتى ترضى عن تلك الزيجه ومازال امامى وقتا كافيا لذلك فكنت اشركها فى خياراتى واسئل عنها باستمرار واجعلها ترى نجاحى وتقرب الناس منى وفخر بلدتى وكل ما يعرفنى بنجاحى الذى احققه باستمرار وكانت ترى سعاده صفي بوجوده معى وخطبته لى وكان لابد لنا من جلسه تجمعنا نخرج فيها مافى صدورنا فإما المواجهه وإما الفرار وانا اخترت المواجهه ذهبت لها بمفردى وصفي فى عمله بالقاهره فما رأتنى الا ان رحبت بى ترحيب فاتر وأدخلتنى وجلست بمحاذاتى فنظرت لها مبتسمه
ازيك ياخالتى عامله ايه
تحدثت ببطئ وتثاقل
كويسه الحمد لله
ابتسمت لها ودخلت فى صلب الموضوع مباشره
بصى ياخالتى انا عارفه كويس انتى بتحبينى قد
ايه وبتخافى على مصلحتى وكنتى زعلانه علشانى لما عابد ماټ ولما اتطلقت من عمر وطول الوقت بسمعك بتدعيلى ان ربنا يكرمنى ويعوضنى ليه ياخالتى لما العوض دا بقى هوا صفي انتى بقيتى بتتعاملى معايا زى الغريبه
انا بعاملك ازاى يا ميراس مانا بعاملك عادى زى ماكنت بعاملك قبل كدا
لا ياخالتى من يوم ماصفي اتقدم لى وانا بشوف فى عنيكى نظره عتاب وزعل مش هقدر اقول كره لانى عارفه ان مهما حصل انتى مش هتكرهينى بس على الاقل مبقتش نظره حب ورضا زى الاول
صمتت خالتى ولم تعقب فأكملت حديثى
انتى فاكره ياخالتى لما كنت بنجح فى المدرسه كنت بجرى عليكى انتى الاول افرحك علشان عارفه انك كنتى بتبقى قلقانه عليا ولما ابويا كان عاوز يطلعنى من التعليم انتى اللى وقفتى له وقولتى ميراس شاطره وهيبقى لها مستقبل ولازم تكمل فاكره ياخالتى
فاكره ياميراس
طيب فاكره لما عابد اتقدم لى وكنتى فرحانه زى ماتكون أمل بنتك هيا اللى بتتجوز ولما ماټ كنتى بتعطيى اكتر ما كنت بعيط ولما عرفتى اللى عمر وداليا كانوا عاملينه فيا كنتى عاوزه تموتيهم وقولتى لامى اللى يقرب من ميراس اخنقه بإيدى
علشان كنت شايفاكى مظلومه
طيب ليه بتظلمينى انتى دلوقتى
انا مبظلمكيش بالعكس انا نفسي ربنا يرزقك بكل الخير اللى فى الدنيا علشان انتى تستاهلى ويعوضك عن حزنك وحظك القليل فى الدنيا
وصفي
صفي ابنى الوحيد على اربع بنات كان نفسي افرح بجوازه على بنت بنوت متزعليش منى يا ميراس انتى بنتى بس ايه اللى يخليه يتجوز واحده اتجوزت قبل كدا مرتين ومعاها عيل هيربيه وهوا مش من صلبه
على قد كلامك ما بيوجعنى ياخالتى على قد مانا عارفه ان عندك حق بس كنتى هتقولى كدا لو حد من بناتك فى مكانى وجه حد زى صفي اتقدم لهم
صمتت خالتى ونكست رأسها بالأرض فاستطردت
طبعا ياخالتى كنتى هتفرحى وتقولى دا نصيب لكن علشان انا اللى فى الوضع دا فانتى مش فرحانه علشانى
والله يابنتى انا بحبك قد ما بحب بناتى بس حاجه فى قلبى بتنغص عليا فرحتى وانتى لازم تقدرى موقفى
والله ياخالتى مقدره ومش زعلانه منك مهما قولتى وعملتى انا بس عايزاكى تدينى وتدى نفسك فرصه احنا لسه قدامنا فتره خطوبه طويله نقدر فيها نفكر ونقرر براحتنا ولو حسيتى انك مش قادره تتقبلى الموضوع صدقينى انا هنسحب
لا يابنتى انا عارفه ان صفي بيحبك من زمان وكان نفسي تبقى اول بخته ويبقى اول بختك بس هوا النصيب
ربنا يخليكى ليا يا خالتى انا والله فرحانه اوى انى هعيش معاكى فاكره لما كنت بهرب من عند ابويا واجى ابات معاكى هنا واستخبى تحت السرير
ضحكت خالتى
عدت لبيت ابى
متابعة القراءة