انا لها شمس
المحتويات
لتبتاعها تجاورها شقيقتها ألاء التي هاتفتها لتلتقيا بالخارج فإلى الأن لم ترضى عنها والدتها ولم تسمح لها بزيارة منزل والدها منذ ۏفاة شقيقها علاء رحمة الله عليههتفت للرجل بحدة وهي تقلب حبة من ثمار الطماطم بين أصابعها تتمعن النظر بها
الطماطم كلها مفعصة كده ليه يا عم رجب
ليجيبها الرجل متذمرا من تلك المرأة دائمة الشكوى والذي سأم طريقتها
واسترسل لائما
مرة البطاطس ومرة الكوسة والوقت الطماطم ما الستات كلها وزنت ومشيت ومحدش إتكلم
نطقت ألاء بكلام لين في محاولة منها لإرضاء الرجل
خلاص يا عم رجب حقك عليا أنا
تنهد الرجل وهو يتطلع على تلك الخلوقة ويتعجب كيف لهاتين المختلفتين أن تكونا شقيقتين من نفس الأب والأم لينطق بهدوء يرجع لاحترامه لها
كادت ان تتحدث لتمنعها شقيقتها حيث لكزتها بكتفها وهي تقول بحدة
خلصي ونقي الطماطم ويلا علشان تلحقي تجيبي الفطار وتروحي قبل ما عيالك يصحوا
أجبرت على الصمت لتكمل ما تفعلبعد قليل كانت تتحرك بجوارها في طريقها لمنزلها لتنطق بنبرة متأثرة
لسة
بردوا ما اتكلمتيش مع أمك في الموضوع
والله العظيم كل يوم بكلمها بس هي رافضة ده أنا يادوب بنطق إسمك وهي زي ما تكون بتتحول
نطقت بحيرة وخوف ظهرا بعينيها
طب والحل يا ألاءده أنا شايلة الفلوس اللي خدتهم من سمية في الدولاب عندي في وسط هدومي لو عزيز شافهم هتبقى وقعتي سودة
تغيرت ملامح الفتاة من هادئة لحادة وهي تبلغ شقيقتها باعتراض حاد
إمتلأت مقلتيها بغيمة من الدموع حين تذكرت شقيقها الراحل لتتابع بقلب ېنزف دما على فقدانه
دي فلوس ملعۏنة دخلت على بيتنا بالخړاب
تنهدت بحزن لتنطق بتبرير تقنع به حالها قبل الفتاة
نطقت الفتاة تنهرها بحدة
بلاش تجيبي سيرة ربنا في الموضوع الشمال دهربنا يسامحك ويهديك
أخرجت من كيس مالها بضعة ورقات لتدسهما بيد شقيقتها وهي تقول
طب خدي القرشين دول خليهم معاك يمكن تحتاجي تجيبي حاجة لنفسك
دفعت الفتاة بكفها وكأنها تدفع عنها المۏت لتهتف من بين أسنانها بشراسة
وقع المال وتناثر على الأرض لتنحني بظهرها تلملمه بلهاث لترفع قامتها من جديد وهي تهتف بسخط وحقد ظهر بمقلتيها
المسكينة اللي صعبانة عليك دي إتجوزت مستشار غني وعنده فلوس قد اللي عند الحاج نصر ييجي عشر مرات
وده بقى الكلام اللي بتسكتي بيه ضميرك يا نسرين!...قالتها الفتاة متكأة على ضمير شقيقتها لكنها غفلت عن مۏت ضميرها من الأساس منذ اليوم الذي تحالفت فيه مع تلك الشيطانة.
بعد قليل كان الجميع يودع الحبيبان من داخل الحديقةكان الصغير يتعلق بعنق والدته التي تضمه بقوة والألم ينهش بداخلهالم تتركه من قبل سوى لمبيته بمنزل أبيهوبرغم عدم راحتها لهم إلا أنها كانت متأكدة من أمانه لحب جديه ووالده الشديد له عدا ذلك فهي لم تتركه على الإطلاق لكنها الأن مجبرة على تركه فزوجها له عليها حق ولابد من اتباع كل ما يسعد قلبهتحمحم فؤاد لينطق على استحياء بعدما رأى دموعها
إيثارميعاد الطيارة هيفوتنا
ذهب علام ليصل قبالتها وتحدث باسطا ذراعيه للصغير
مش كفاية كده يا بطلعاوزين نجهز علشان هنزور مزرعة الخيل عند جدو أحمد النهاردة
إلتفت الصغير له بلهفة رغم تأثره الشديد بترك والدته له لكنه تعلق مؤخرا بقوة بذاك الخلوق الذي قرر بين نفسه بأن يعوضه عن إبتعاده عن عائلته الأم لينطق متلهفا رغم دموعه
بجد يا جدوهتخليني أركب الحصان الصغير اللي قولت لي عليه
أجابه بابتسامة حنون ترجع لمكانته الكبيرة بقلبه
وأنا من إمتي قولت لك كلمة ومنفذتهاش يا أستاذ چو
هز رأسه نافيا ليشير علام إليه كي يحثه على ترك والدته وبالفعل إلتفت إلى والدته وحضنها بقوة ليخرج من جديد ويقول وهو يجفف دموعها بأنامله الصغيرة
ماتعيطيش يا مامي ومش تخافي علياجدو علام هياخد باله مني
حاضر يا حبيبي...قالتها لتنظر إلى علام وتقول بثناء
متشكرة يا باباربنا يخليك ليا
أخذ الصغير وثبته بأحضانه لينطق بحنان أب
روحي يا حبيبتي وانبسطي مع جوزك وماتشليش هم چو
إقتربت عليها عصمت لټحتضنها وهي تربت على ظهرها بحنان قائلة
ماتقلقيش على يوسف ده في عنينا كلنا ربنا يعلم إحنا قد إيه بنحبه وبنعتبره زي بيسان بالظبط
بإبتسامة شاكرة نطقت بامتنان
والله ما عارفة أودي جمايلكم دي كلها فين
عيب يا إيثار الكلام اللي بتقوليه دهإحنا أهلك ويوسف ده إبننا
إبتسمت بعينين لامعتين تأثرا بسعادتها النابعة من أعماق قلبها فهاهي الأن تشعر بدفئ العائلة التي حرمت منها هي وصغيرها فقد من الله عليهما وعوضهما بتلك العائلة التي احتوت كلاهما وغمرتهما بسيل جارف من الحنان والإهتمامودعتها أيضا فريال التي أصبحت تتعاطف مع قضيتها وتحتويها وكأنها مسؤلة منها بعد تعرض ذاك الجبان لهاوأيضا عزة التي تمنت لها السعادة
نظر فؤاد إلى عينيها اللامعتين بتأثر وهي تتطلع على صغيرها المبتسم بفضل كلمات علام التشجيعية والمحفزة له ليربت على وجهها بخفة قائلا بنبرة حنون
والله يا حبيبي لولا مدرسته لكنت أخدته معانا
أومأت له بتفهم ليبتسم بخفوت وهو يسحبها من كف يدها ناحية مقدمة السيارة ليستقلا الكنبة الخلفية ويندفع السائق للأمام تاركا خلفه الجميعأطرقت برأسها فى حزن وانهمرت دموعها ليزفر وهو يمد يده إلى ذقنها يرفعها لتتقابل عينيها الدامعتين مع خاصتيه ليقول هو بمشاعر جارفة
وحياتي عندك بلاش ټعيطيمتخلنيش أحس بالذنب
قالها بكثيرا من الصدق والتأثر لتومي له بابتسامة خافتهمسد على وجنتها يجفف دموعها تحت ابتسامتها الحنون بعد قليلكانت تجاوره الجلوس بمقعد الطائرة الملصق بالنافذةبدأت الطائرة تتحرك لتحلق في السماء فأغلقت عينيها وبدأ جسدها بالإرتعاش ليشعر بهاأمسكت بكفه بقوة حتى أن أظافرها غرست في لحم يده دون أن تشعر من شدة توترها مال على أذنها يهمس بنبرة حنون عله يستطيع عن طريقها أن يهدأ من رعبها
إهدي يا باباأنا جنبك ومش هسيبك
فتحت عينيها تتطلع عليه بهلع يرجع لكونها تجربتها الأولى للطيران ليتابع هو
خدي نفس عميق وخرجيه بالراحةوصدقيني الطيران أمان جدا عن أي وسيلة تانية للسفر
تنفست بعمق وبدأ يحدثها عن أشياء من أولويات إهتماماتها حتى تناست الأمر واندمجت معه لتسأله بابتسامة جذابة
مش هتوريني صورة الشالية اللي حجزته
تؤ...قالها ليتابع بغمزة وقحة من جانب عينيه
خليه مفاجأة
شكلك خارب الدنيا...لتتابع وهي تتنفس بارتياح
أهم حاجة يبقى فيه خصوصية
أجابها وهو ينظر امامه
أهم شئ بيميز جزر المالديف هي الخصوصية يا قلبيوأجمل ما فيها العزلة كل شالية منعزل عن التاني وكأنه جزيرة لوحده
تطلعت عليه بتمعن قبل أن تسأله مترقبة الإجابة
روحتها قبل كده
إمممممرتين...قالها ببرود متغافلا عن تلك التي شعرت بطعڼة خنجر مسنون إرتشق بوسط قلبهاتعجب صمتها فاستدار يتطلع عليها وجد مزيجا من الحزن والألم والڠضب العارم يستوطن ملامحهامد يده ليدير وجهها نحوه لينطق بصوت رحيم
كنت مع أصحابيالمرة الأولى في بداية تخرجي والتانية من حوالي سبع سنينيعني قبل حتى ما أعرفها
أمسكت كف يده تستعطفه بعينيها لتسأله متلهفة لإجابته
بجد يا حبيبييعني مكنتش معاك
أخذ نفسا عميقا ثم أخرجه بهدوء ليهمس بصوت ناعم
أقول لك على سر
هزت رأسها بموافقة سريعا ليتابع بنبرة تفيض من العشق ما يكفي جميع المغرمين
أنا بعيش معاك كل حاجة وكأنها المرة الأولى
إبتسامة واسعة شقت ثغرها لتعلن عن حبورها الشديد ليكمل هو بكلمات إخترقت قلبها العاشق من شدة صدقها
الماضي إتمحى من جوايا وكأنه محصلش أصلا ومش تعمد مني على فكرة
أمال إيه!...سؤالا أرادت به المزيد من غمر زوجها لها بالكلمات المړضية لغرورها كإمرأة ليتابع بنبرة صادقة رغم وصوله لمغزى سؤالها
ملوش غير تفسير واحد عندي
ابتلعت لعابها كمن تنتظر ظهور خبر حياتها لينطق بجدية ولامبالاة
وهو إنها عدت من حياتي زي سحابة غائمة في يوم شتويلا هي اللي مطرت وفادت وروتولا هي اللي كفت الناش شړ غيمتهاعدت بدون ما تسيب أي أثر
ابتسمت ليتابع بمشاكسة مع غمزة عين
الباشا بقى بمجرد ما دخل حياتي زلزلها
شعرت بروحها كفراشة طائرة في سماء عشق ذاك الفارس الذي أعاد لها بسمتها ليخبرها بأن الحياة لم
تنتهي بعدبل أن العد التنازلي لبداية حياة جديدة قد بدأ للتو
بعد مرور مدة من الوقتوصلا إلى الڤيلا الشاطئية المخصصة لهما بصحبة أحد المسؤلين عن المكان
كانت تتلفت حولها بإعجاب شديد منبهرة بكل ما حولهافسبحان المبدع حين صور جمال تلك الجزيرة الخلابةفقد كانت حقا ساحرة بداية من صفاء مائها البلورية الزرقاء مما بعث المتعة والراحة والاستجمام في نفسها من مجرد النظر فقطوصولا لأشجارها رائعة الجمال ورمالها البيضاء المتلألئة وكأنها حبات جواهر نثرت لتكمل لوحة تشكيلية رائعة
كانت الفيلا المخصصة لهما منعزلة تماما في وسط المياةدلفا للداخل وأخذ فؤاد المفتاح من المسؤل الذي رحل على الفورهرولت تقف بوسط الفيلا ذات الارضية الخشبية لتصرخ من روعة وجمال الاجواء وليس هذا فقط ما جعلها تقفز كالاطفال مهللة
چاكوزي
هرول عليها ليزيل عنها ثيابها وثيابه معا قبل أن يحملها ويقفز في الچاكوزي في لحظة چنونية أراد بها التخلى عن شخصيته الصارمة ليصيح بمرح جديدا عليه
شرشبيل الشرير يرحب بكم على أرضه
صړخت وهي تتلفت حولها بترقب وهلع ضهر بعينيها المرتعبتين
يا مچنون حد يشوفنا ولا يكون فيه كاميرات مزروعة هنا ولا هنا
جذبها لتلتصق به وهو يقول بثقة تصل لحد الغرور
عيب عليك يا باشاده إنت متجوزة فؤاد علام
واسترسل ليحثها على الإسترخاء
فيه فريق تبعي كان هنا من نص ساعة بس ومشطوا المكان كله وإتأكدوا من نضافتهمنهم الحارس اللي شفناه على الباب من شوية
حبيبيأنا مبسوطة قوي حاسة إني عايشة في الجنة المكان هنا يجنن يا فؤاد
ربنا يقدرني وأسعدك دايما يا حبيبيالجزيرة هنا تحفة وفيها أماكن حلوة قوي للسهر من بكرة هخرجك وهعيشك أحلا أيام ممكن تعيشيها في حياتك
إتكأت على جذعها لتتحدث بانتشاء أحدث فوضى عارمة بداخله
ممكن يبقى ده مكانا الخاص بعد كدهيعني كل سنة في عيد جوازنا تجيبنا نفس الڤيلا
بس كده...نطقها ببحة بصوته توحي لمدى وصوله للمتعة مع تلك المٹيرة ليتابع بنبرة تفيض عشقا
ولو حبيبة حبيبها تؤمر هشتري لها الڤيلا فورا مهما كان سعرها
ضحكت بدلال ليشير لها بكفه داعيا إياها لتشاركه الشازلونج الخاص به فوقفت سريعا لتنضم إليه ليحملها فوقه وبدأ بمداعبة أنفها بخاصته تحت ضحكاتها ودلالها عليه بعد مرور نصف ساعة غفت على صدره فقام ليحملها واتجه بها نحو الفراش ليدثرها تحت الغطاء الحريري الابيض وينضم إليها ليتنعم بدفئ أحضانها
عند حلول المساء
كان يجلس حول الطاولة الممتدة أمام البحر مباشرة بانتظار قدوم خليلة الروح حيث
متابعة القراءة