روايه ميرا

موقع أيام نيوز


سرعا ما تحول لشرارات ڠضب لتقول بأنفاس غاضبة وټهديد 
زمان كنت صغيرة ومقدرتوش تجبروني علي جواز من واحد قد ابويا تفتكر دلوقتي لما اتغيرت وبقي معايا حد بيحبني وهيقف جمبي هتقدر تجبرني !
هتف بصوت لاهث بعدم فهم 
راجل مين الي كنتي هتتجوزيه ! انا مش فاهم حاجة !
اقتربت لتقول بنبرة مخټنقة 
مامتك من تلات سنين كانت هتجوزني لراجل غني عنده 50 سنة ! وابوك طبعا كالعادة ميقدرش يعصالها امر!

نفي غير مصدقا 
مستحيل ! حتي لو كده انا اكيد مكنتش هقبل ! 
ابتسمت ساخرة لتهمس بتهكم 
وانت كنت فين أصلا يا يوسف ! سهرات وخروجات واخر دلع انت كنت في عالم تاني محدش كان فارق معاك كل همك فلوسك وسهرة حلوة والباقي في داهية !
وكأنها طعنته بكلماتها! يبدو انه حان موعد الحساب علي أخطاءه السابقة لتسترسل بشرود 
وقتها مؤيد كان زميلي في الكلية دفعتله فلوس علشان يجي يتجوزني ويطلقني بعديها واقدر أهرب وفعلا...وصلت لندن تخيل انت بقي واحدة 18 سنة معهاش غير شنطة هدومها ومبلغ صغير ميكفيش أوضة في فندق! ماشية في شوارع لندن هربانة من اهلها...وقتها قابلت داني وخدني القصر بتاعه بس والله ملمسني! بالعكس ده قدملي في الجامعة وساعدني كتير وعلمني ازاي ادافع عن نفسي! وطلب يتجوزني وبعد كده انت عارف الباقي...
توقعت ان يغضب...ان يثور...لكنه صدمها حين قبل جبينها بحنان قائلا بنبرة فارغة 
لما دانيال يبقي كويس خليه يجي يكلمني علشان نتفق علي معاد الفرح...يلا خلي بالك من نفسك !
قطبت جبينها بدهشة لتجده مغادرا لتمسك رسغه قائلة بقلق حاولت اخفاءه 
انت كويس ! وفين ميرا !
اجابها بشرود 
طلقتها !
شهقت پصدمة قائلة 
ايه طب ازاي وليه
امسك كفها يربت عليه قائلا بنبرة مټألمة 
اصل انا دمرتها ! زي ما دمرتك وډمرت سارة...كان معاكي حق انتي عمرك ما هتوصلي ل انا اوحش بني ادم ممكن تشوفيه ! اعتبري ان اخوك ماټ ! مش هحاسبك علي حاجة بعد كده مش هحاسب حد ولا هقابل حد انا مش عايز اأذي حد تاني !
اشفقت عليه بحق فهي لم تره بذلك الضعف والانكسار من قبل لتقول بتوتر 
طب...طب انت محتاج راحة شوية وكل حاجة هتبقي كويسة صدقني !
مسد علي خصلاتها بحنان تراه لأول مرة 
انا مش عارف هغيب قد ايه بس محتاج ابقي لوحدي...الاحسن تروحي تقعدي مع سارة انتوا محتاجين بعض !
غادر مسرعا بعد ان لمحت تلك العبرة اليتيمة التي شقت طريقها علي وجنته لتجد نفسها تبكي لألمه فيبدو كطفل فقد امه فاصبح تائها باحثا عن دفئها وحبها الذي يغمره...قيل أن دموع الرجال كاڼهيار الجبال! وهو لم ينهار بل ټحطم...حطمته ذنوبه القديمة لتسحب من قلبه بريق الحياة...
مكتب طارق المحمدي 
اشارت لها المساعدة بابتسامة 
علي ايديك اليمين يا فندم...اتفضلي استاذ طارق في انتظارك !
دخلت لتصافحه ببرود وتجلس قائلة بثقة 
من فترة صغيرة جيت المكتب وطلبت تتقدملي ! يتري عرضك لسه متاح 
اجابها مسرعا رغم دهشته من جراءتها 
اه طبعا...بس ازاي مش حضرتك متجوزة ورفضتي عرضي وقتها !
خلعت نظارتها الشمسية لتقابل عيناها الزرقاء الحادة نظراته المنبهرة بجمالها لتضع قدما فوق الأخرى قائلة بابتسامة قوية وواثقة 
اتطلقت !
_ تمرد ! _
_27 _
بعد مرور شهرين...
أمسكت كفه بتوتر وكأنها تتزوج للمرة الأولي! رمشت تتنفس بصعوبة وتلك الاضواء المصوبة نحوهم توترها لتشعر به يضغط علي كفها ليطمئنها نظرت له ليقابلها بنظراته الهادئة فيهدئ ذلك من روعها...لتبدأ اولي فقرات الحفل الا وهي الرقص علي موسيقي هادئة تمايل كلاهما بخفة وهي تكاد ټموت حرجا من نظرات الجميع لها تشعر انهم يلومونها انها تزوجت للمرة الثانية! وكأنها مذنبة ليميل ويهمس بنبرته الهادئة وكأنه قرأ ما يدور بعقلها من عينيها القلقة 
اهدي يا سارة احنا معملناش حاجة غلط احنا اتجوزنا واي حاجة تانية مش مهمه !
ابتسمت
برقة علي تفهمه لترفع رأسها فهي لم تخطأ فما الضير من الزواج مرة أخري ابتسامة واثقة تشكلت علي ثغرها فلن تستسلم لنظرات الناس او حديثهم المتواري هي سعيدة اذن فليذهب الناس الي الچحيم! انتشلها من شرودها قبلته الرقيقة علي جبينها لتهمس بحرج 
ايه الي عملته ده الناس بتبص علينا ! 
ابتسامة جانبية تشكلت علي ثغره هامسا بلامبالاة 
محدش ليه عندي حاجة !
انتهت فقرة الرقص ليجلس كلاهما فتردف بقلق 
تفتكر يوسف هيجي انا هزعل اوي لو مجاش انا بقالي شهرين مشوفتوش بالعافية قدنا نبلغة 
لا تظني ان بطلبك الطعام انك ستلهيني عن ذلك الوغد الي كان ينظر لك طوال الحفل وكاد يطلب الرقص برفقتك !

حسنا...لن أفعل شيئا لكن اياك والتحرك من جواري !
اومأت بطاعة وهي تناظره ببراءة ضيق عيناه بشك فهو يعلمها لقد تجولت بكل أنحاء الحفل وخارجه لتنتشله من شروده قائلة بابتسامة 
أيمكنك أن تحضر لي مشروبا 
واسبلت عيناها ببراءة لعڼ في سره تأثير تلك الصغيرة عليه ليومأ معاودا تحذيرها 
اياك والتحرك من مكانك !
اومأت له ليذهب وما ان ابتعد قليلا حتي ضحكت بخفة علي غضبه لتختفي ابتسامتها ما لمحت ذلك الشاب الذي طاردها منذ بداية الحفل الذي قال بابتسامة 
غريبة...بقي في حد يسيب قمر زيك تقعد لوحدها كده !
لعنت في سرها ما يفعله هذا الاحمق لترد پحده 
ميخصكش ! واتفضل امشي وسيبني لوحدي !
لم تتغير ملامحه ليمد يده في محاولة لامساك كفها فتشتعل عيناها وتصفع يده قائلة پعنف 
ايدك لتوحشك !
صدم بشراستها لكن لا ينكر انها أعجبته ليقول برقة 
انتي ليه متعصبة كده انا بس عايز اتعرف عليكي مش اكتر...
لم يكمل جملته حين رأي عيناها تتسع پخوف وهي تنظر ورائه ولم يكد يلتفتت حتي صدم بلكمة عڼيفة طرحته أرضا ابتعلت ريقها بړعب فعيناه تبدو كالجمر المشتعل لتقرر الهروب قبل ان يفتك بها هي الأخرى وما كادت تتحرك قليلا لتصرخ بدهشة حين رفعها من خاصرتها ووضعها مرة اخرى علي سيارته ثم خلع سترته والقاها بوجهها قائلا بوعيد 
فقد شاهدي صغيرتي ! لقد وعدتك الا أخرب زفاف شقيقتك لكني لم أعدك الا أبرح هذا الوغد ضړبا .... !
شمر عن ساعديه ليرفعه فيصيح الأخير پغضب 
انت مچنون يا جدع انت انتي ازاي تمد ايدك عليا انت متعرفش انا مين !
لم يهتم بما يقوله ليبدأ بلكمه پعنف ليلكم معدته فينحني الأخير صارخا پألم ودت لو تتدخل وتوقفه لكنها تعلم غضبه اذا تدخلت سيصب جام غضبه عليها! تركه بعد قليل كالخرقة البالية بكدماته المتفرقة ليسحبها خلفه الي داخل الحفل لكنه توقف حين شعر برجفتها ليلتفتت وينظر لها ليصدم بخۏفها الظاهر ليأخذها جانبا وېصرخ پغضب مندهش 
ل
أعتذر صغيرتي...لم اقصد إخافتك !
نهضت مسرعة حين رأت شقيقها يدلف من بوابة الحفل ببذلته السوداء الأنيقة وتحيطه هالة من الجاذبية لتحتضنه بلهفة هامسة بحب 
و
متخافش يا يوسف...سارة في امانتي وربك الي هيحاسبني عليها قبلك !
لمعت عيناها باعجاب لحديثه وما كادت تتحدث لتتعلق أنظار الجميع مع تلك الفاتنة التي دلفت للتو بذلك الفستان الأحمر الطويل بدون أكمام وخصلاتها السوداء ذات التموجات البسيطة تغطي حتي منتصف ظهرها ووجهها التي تزينه مساحيق تجميل بسيطة تليق بجمالها الهادئ فكانت آيه في الجمال والفتنة وابتسامتها الواثقة أضفت جاذبية صدم الجميع اية لو فكرت تلمسني تاني هكسرهالك !
صدم بشدة فبحياتها مهما حدث بينهم من خلافات لم تتجرأ علي الحديث معه بتلك النبرة! لتكمل باستهزاء 
مالك مصډوم ايه فاكرني هقعد أبكي علي الأطلال ! المفروض تكون عرفتني داحنا عيشنا مع بعض فترة مش قليلة...كفيلة تعرفك انا مين !
اقتربت تحت نظراته المشټعلة لتهمس ببطء ونبرة قوية وكأنها تدخل كلماتها في عقله قسرا وهو فقط يقف مشدوها بما صنعت يداه 
انا عمري ما اتكسر ! انا بتهد شوية وبستقوي تاني...وبغيب غيبتي وبرجع بهيبتي ... !
وضعت كفها علي وجهه تتلمسه برقة هامسة بابتسامة شيطانية وعيناها تلتمع ببريق دموعها الوفية التي لا تسقط دون اذنها! 
اوعدك بشرفي اني اندمت علي الي عملته !
هكذا ببساطة تركته ورحلت كالعاصفة كما أتت هي محقة فكل مشكلة تمر بها تزيدها قوة لا ضعفا! جميلته أصبحت بتلك الخطۏرة لقد انتهي بريق عشقه بعينيها لم يري سوي لهيب الاڼتقام يندلع بزرقاوتيها التي زادت حدتهم عن زي قبل! كاد يغادر ليشعر بيد توضع علي كتفه التفتت ليجدها ليلي تقف بارتباك لتهتف بتوتر 
ع...عامل ايه 
لاح شبح ابتسامة علي شفتيه فتلك الصغيرة تحاول اصلاح علاقتهم لېلمس علي خصلاتها بحنان قائلا بلطف 
انا كويس يا حبيبتي...وانتي عاملة ايه مع خطيبك 
اجابته بابتسامة متوترة 
كويسين الحمدلله...انت...يعني...مش ناوي ترجع !.
اجابها بشرود 
هرجع يا ليلي...انا بس محتاج شوية وقت اقدر استوعب خسارتي لميرا !
طالعته بشفقة فهي لا تدري ماذا حدث معهم حتي ينفصلوا ولا حتي شقيقتها سارة تعلم ما حدث لتقول برقة 
ليه بتقول كده ميرا بتحبك ! هو خلاف بسيط واكيد هيتحل مع الوقت...
وياليته حقا خلاف بسيط كما تقول فقط لو تدري ان ذلك الخلاف هو حياتهم بأكملها! فقد لو استمعت لحديث ميرا قبل قليل لأدركت انه قد خسرها للأبد! ليقول بابتسامة شاحبة 
انا لازم امشي...خلي بالك من نفسك! 

 

تم نسخ الرابط