رواية اسلام
المحتويات
بها ياسمين پغضب وقامت بإلقاء السلسة مرة أخرى الى حائط الغرفة
ولم تستطع النوم طوال الليل
وفى الصباح الباكر تجمعت الهالات السوداء حول عيناها البراقة فبقي جمالها طاغى ومثبتا على الفتنة الناعمة
ذهبت الى الإمتحان صباحا متسللة بوقت باكر جدا حتى لا تقابل أدم
وبالفعل نجحت فى الهروب وذهبت إلى الإمتحان ولم يتوقف أدم عن الإتصال بها فأغلقت الهاتف حتى تتجنب مقابلته
فوقفت تنتظر سيارة أجرة وتتذكر الكلمات المكتوبة داخل القلب وتقول بسخرية
فى تلك اللحظة وقعت عيناها على رجلا تعرفه جيدا فدارت بظهرها الى الوجهة الأخرى فكانت حركتها مساعدة له بما يريد فعله
الفصل السادس عشر
_ أدخلى يلا يا تييت
لم تتخيل أبدا أن إبن عمها الثاني شقيق لبني قد يفعل ذلك ولما
دخلت الى السيارة والړعب يسري داخلها بامواج ترعد وتبرق حتى نزلت الدموع وعادت بطوفان
ودموعها تبدوا كابئر ينفجر منه المياه التى انتظرها أهل قرية جف منها الماء اعواما حتى يفرحون بهذا القدر وهم يروا إنكسارها بشلالات دموعها
قالها الاخ المتوسط وهو يقود السيارة وينظر من مرآته الأمامية التى تصل صورتها بها
فهتف الأخ الأصغر وهو يمسك بشعراتها الحمراء ويلثمه بأنفه
_بس اللى عمل العملية دى
شاكله شاطر
_ هنعرف كلنا لما نوصل أنا عندى فضول شال أجهزته وركب الحاجات التانية دى إزاى قالها الاخ الاكبر
وقفت السيارة فى
مكان صحراوى لا يوجد به عشب ولا حياة فقط سيارات مسرعة تمشي على الرصيف بسرعة هائلة ومخزن كبير
مغلق بأبواب حديدية
_ كل دا بتجبوها
فقال الاخ الاكبر
_ ايه اللى جابكم هنا عاوزين تودونا فى داهية
_ مش لازم أكون هنا عشان أشوف البلوة السودة لاخر مرة
_ شوفتى دى أخره الطمع كنت فاكرة إيه أنك هتعرفي توقعى جوزى فى أيدك وتستولى على مركزى و نسيتى ان ورايا رجاله وإنك ياعيني لوحدك هاهاههاها
هسبهالكم بقي يارجاله هه على أتفاقنا
_ منك لله منك لله هتفت بها ياسمين بصعوبة بالغة
_ يلا ياماما ياحبيبتي إحنا قلبنا ضعيف ومش هنستحمل
أقتربت والدة لبني وقامت بالبثق على ياسمين وسبتها سبة بأمها بعدم الشرف
خرجت لبني مع والدتها بخطوات دلال وسعادة ودارت من الجانب الاخر تركب سيارتها
بقي الثلاث رجال ينظرون الى ياسمين طوال الساعتين وهى ممددة على الارض لا تستطيع التحرك
فقال الاخ الثاني وهما ينظرون الى بعضهم بشغف ماكر
_ أنا الأول يابوالسيد
_ لا ياسطا أنا الأول أنا اللى جازفت وجبتها من وسط الناس
_ لا أنت ولا هو أنا الوحيد اللى فيك مجربتش أنت متجوز وهو بايت فى بيوت لمؤخذة
وقف الأخان الإثتان مواجها لبعض وقد أنقلبت قسماتهم الى الضيق من يراهم يتنبأ بحدوث مشاجرة عڼيفة
وصل أدم الى غرفته بعد عڈاب فقد كان يوما طويلا من التعب بسبب تأجيل بعض الأشغال حتى تراكمت عليه وكان اليوم لا بد من أن ينتهي من كل أموره
تسأل فى نفسه عن حال ياسمين وعن حال الامتحان فوجئ
بزوجته وهى تدخل عليه بملابس كاشفة لم ترتديها منذ زمن طويل وليس هذا فحسب بل تمسك بيدها مائدة متحركة بالطعام مع ضوء الشموع
أغلقت الأنوار وجلست بجانبه تتفقد ملامحه بشغف وهى تقول
_ وحشتيني ياأدم
_ ياااه لسه فاكرة تقوليها يالبني
_ لية يا أدم بتقول كدا
_ عشان مبتعمليش كدا الا ما تعوزى حاجة
هنا صدر صوت ينبأ باتصال
فرفع الهاتف الى اذنه ويجيب
_ ايوة ياأدم انت فين يابني وقافل تلفونك الخاص ليه
_ كنت مشغول ليه فى حاجه
_ الولد الزفت اللى سجنته عشان سرق فلوس الصيدليه رجعته تاني ليه أهو ۏلع فيها والمطافى
_ ااايه
أسرع رامي باخراج هاتفه الخاص وقام بفتحه واسرع الي سيارته شعر بالندم لترك الصيدلية لفترة طويلة واهمالها بسبب تراكم شغل شركة والده
قاد السيارة مسرعا ونظر الي الهاتف الخاص به ليري أن مؤشر المراقبه الخاصة بهاتف ياسمين معلق فقام بتشغيل الهاتف مجددا ليجد أن موقع مراقبه الخاص بياسمين
الذي قد وضعه فى الهاتف الذي أتى به اليه بعيدا جدا عن المنزل
فتوقفت السيارة فجأة وأمسك بهاتفه مقربا منه يتفحصه بعصبيه ويداه ترتعش من الخۏف
أوصل الموقع بسيارته واسرع فى الذهاب الى الموقع الخاص بياسمين بسرعة هائلة وقلبه يخفق پجنون
قلبه يتمني لو كان خيرا ويتسأل هل هربت خوفا منه
مرت ساعتين كاملين على قلبه بالثقل الشديد والړعب يوخز قلبه باأشياء مخيفة تسرب العرق من وجنتيه من الخۏف ورئتيه تقل بالهواء وهو يري ان الطريق صحراويا يعمه الظلام
وعند الوصل الى الموقع رأى مخزن ضخما خطى اليه بتوجس وأخرج هاتفه ليتصل بالشرطة ففرغت البطارية وانطفء الهاتف
سمع صوت مبهم لصرخات جعلته ينتفض مسرعا اليه
عادت الأصوات مرة اخرى الى اذناه لتصعقه أكثر
دار حول المخزن يضرب فى الابواب الحديدية كالمچنون
وما إن ذهب خلف المخزن جحظت عيناه عندما وجد سيارة تشبه سيارة زوجته القديمة التى ابتاعتها لأشقائها وجد باب الحديد فى الخلف مفتوحا دخل مسرعا ليجد بابا خشبيا أخر
حاول أن يطرقه باقصي قوته لكي يحطمه وهو يقول
_ ياسمين ياسمين
_ وكمان بتقوليه فى وشي
أنتو لسه هنا اطلعوا بره قالها الاخ الثاني وهو يلتفت ليري ان اشقاءه لايزالون داخل المحزن
شعر الاخان بالخۏف من شقيقهم فذهب الى الباب الخلفى بسرعة وما إن وضع الاخ الاكبر يده على مقود الباب ليجد الباب بطوله يسقط عليهم الاثنان وشخص يدوس بقدمه عليهم مسرعا الى الداخل
شهقوا جميعا وهم يروا زوج شقيقتهم أدم واقفا والصدمة تتوجه عيناه
_ انت طلعت تيييت وملكش امان عاوز تتجوز على أختى أنت اللى خليتنا وصلنا لكدا
كز على اسنانه بصوت مهيب ويده العريضة تعرف جهتها جيدا بلکمته العڼيفة لتجعله يرجع للوراء خطوات
اقترب
الأخان منه يحاولون جذب يده لكن دفعهم بعيدا عنهم بقوة
لم يتوقف عن ضربه الثلاث حتى أسقطهم على الارض ويضرب بهم پعنف ولا يستطيعون أن يقفون أمامه فقد كان لايري هرب منه الاخ الاكبر والاصغر بصعوبة ليكون الاخ الثاني هو ضحېة غضبه القاتم
_ هدمركم كلكم واحد واحد ياولا التييييت
وبقت ياسمين تراقبه بنظرات باردة وقد جفت دموعها وكلمة لبني تردد داخل أذناها
مفيش وراك رجاله أنت لوحدك
كلمة واحدة أخرجتها من شرودها وأوقفت أدم عن الضړب
_ أعرف أنك اللى بدأت
هتفت بها لبني ببرود وهى تقف بالخلف بالقرب من ياسمين وبيدها قنينة صغيرها
اخرسي دي ستك وست البنات والله يالبني لندمك
فى
تلك اللحظة هتفت لبني پغضب
إنتفض أدم مسرعا الى ياسمين لكن لم يصل فى الوقت المناسب فاصطدمت القنينة فى اتجاه يدها
تضايقت لبني من عدم وصلولها الى هدفها بحړق وجهه ياسمين فقامت بأخذ قنينة أخرى تقذفها عن قرب من وجهه ياسمين لكن أدم كان قد وصل اليها
فهرعت اليه تصرخ باسمه
وهو فقط يكتم آلام ياسمين بزيادة قوة عناقه معها تحت صرخاتها الباكية بآلم بسبب يدها
وقف على قدمه مواجها للبني التى كانت تبكي وهى تنظر اليه والى ووجهه وعيناه الحمراء الى درجه كبيرة
_ أدم حبيبي
ويقول
_ أنت طالق طالق طالق بالثلاثة
نزل على قدميه جاثيا على ركبته وقام بحمل ياسمين التى فقدت الوعي تماما من شدة الۏجع
خطى الى الخارج تحت صرخات لبني التى لم
تتوقف وهى تقول
أدم ياخايين بكرة ترجعلي زي التيييت أنا مراتك مش هي
أما أدم كان ينظر الى ياسمين التى كانت فاقدة الوعي وعيناه لم تتوقف عن سكب الدموع مشفقا عليها وعلى معناتها معه
ادخلها الى سيارته وهو يراقب شهقاتها وينظر الى زراعها المشوه بالكامل
لم يأبي الى ظهره الذي أنحرق بالكامل فقط كان همه الأكبر ان يحمي ياسمين
نزلت الدموع من عيناه وهى يقود سيارته أكثر عليها
ويتذكر ذكرياتها معه بداية منذ الصغر حتى مۏت والدها وكم كان شخصا سئ
إن كان حدث لها شئ لم يكن ليسامح نفسه ابدا
وتمضي الأيام
لمدة أسبوع كامل لم
تخرج ياسمين من المشفي ولم يخرج من ثغرها كلمة واحدة مهما بكى لها عمها ناجي مترجيا بأى كلمة
فقط تنظر الى زراعها ولا تتوقف عن البكاء
وجسدها يرتعش بالكامل
حتى فقدت الوزن مع بريق عيناها
وباتت كاللوحة الباهتة التى أختفت الوانها بل لم يعد لها الصلاحية لتتلون مجددا
استسلمت للحياة ولأحلامها لم تملك سوي حلم صغيرا وتلاشي بسبب قسۏة الايام عليها
ألم تكفى معاناتها وثقل الايام التى تصب داخل فمها بمرارة والان زراعها بالكامل تشوه
تسألت مئة مرة مالذي فعلته لحتى تأذيها لبني الى هذا الحد وكان الجواب واحد أدم
كلما تتذكر كل كلمة قام بكتابتها لها يصيبها صداع يجعل نبضاتها تضعف أنفاسها تقل وعيناها تعم بالضباب
_ أدم خرج من المستشفي اليوم تعرفي أنا كنت مبرتحلوش بس لما نادر قالى أنه ظهره أتحرق عشان يحمي وشك من مايه الڼار احترمته
ياسمين أتكلمى عاوزة أسمع صوتك أرجوك
هتفت بها هالة الى ياسمين بحزن وبقت تأتى لزيارتها فى المشفي ولم تتوقف عن التحدث لا عن نادر ولا عن أدم
وياسمين تجلس بملامحها الباردة تنظر أمامها فقط
وتمر الايام
أخبرهم الطبيب أنها بأحسن حال لكن ياسمين لا تريد الخروج من المشفى كما أنها لا تتحدث مع أى أحد
_ هتفضلي متتكلميش لحد امته زعلانة على دراعك هنعملك عملية تجميل وهتبقي كويسة
بطلى دلع بقي
قالها أدم وهى يجلس بالقرب منها على فراش المشفي ويقرب وجهه منها يرنوا الى ملامحها الباردة
فأردف
_ ها الفرح الاسبوع الجاى
كان يتابع ملامحها الهادئة يريد أن يجعلها تخرج عن شعورها
فاردف
_ تعرفي أن الجواز مفيد جدا للحالتك النفسية
وأنا نفسي أعالجك يعني مثلا تيييييت تييييت هتبقى كويسة
إبتسم وهو يري عيناها تتحرك اليه پغضب
ولكن تلك البسمة اختفت مسرعة وهو يراها تبصق على وجهه وتقوم بصڤعة بقوة
فبقي عيناه مسلطة عليها پغضب وهى
!! تقابله بنظرات ڠضب مشټعلة أكثر
_ قولى بحبك ياادم وأنا ابعد
ولم يتركها حتى هتفت
_ بكرهك يا تييييت
ابتعد عنها وهو يراها تبكي بصياح فقال لها ساخرا
ولم تتوقف عن البثق عليه
_ بكرة أجيلك
_ وأنا اللى زعلان عشانك قولت ياعيني زمانها جالها حالة نفسية وهتعد سنه متتكلمش
طلعتى سوسة
وعند أخر يوم للخروج من المشفي جهزت ياسمين اشيائها وما ان انتهت صدمت وهى ترى رامي يدخل عليها فى غرفة المشفي ويرنوا اليها بقلق
_ ياسمين إيه اللى حصلك قالاها رامي وهو يجلس أمامها على فراشها ممسكا يدها بقلق
_ أنت عرفت منين أنى هنا
_ سألت عمك أنت كويسة
زفرت ياسمين بقوة وهى تقوم بالكشف
متابعة القراءة