قصه جديدة
المحتويات
يراه صابغا شعره بالاحمر وترتعش شفتاه
إسلام
صاحت بأعلى صوتها وهى ترى أنه سيف
فانتفضت مسرعة تهرب لكنه تابعه بالجرى وأمسك بقميصه الجينز وقام بسحبه الى الغرفه المقابلة
_بتعمل إيه هنا هتف بها سيف وهو ينظر اليه متفحصا
ليري أنه مختلفا
ويظهر ان الاختلاف بجسده أيضا
قامت ياسمين بدفعه بقوة وابتعدت عنه
فقام يخطوا وراءه متسائلا پصدمة والحروف تتطاير من شفتاه متقطعة ليجد شئ ما سقط منه
فرفع هذا الشئ أمام عينه تبدوا كالبطاقة الشخصية بها طبعة طبية قرأ مابداخله لتحلق الطيور فوق رأسه بعدم فهم
ياسمين أكرم
أنثى
أتسعت حدقة عيناه عندما وجد صورة إسلام وبجانبه إسم ياسمين وكلمة أنثي
_اللى بمر بيه صعب أوووى كل دا هستحمله ازاى
قالتها وهى تتنهد وتخرج رأسها من شباك السيارة
وعندما وصلت الى المنزل
رأت ان أدم يجلس فى فناء المنزل ينتظرها ويمسك كتابا يقرأ به
لم تستمع اليه وقصدت غرفتها وقلبها ينبض بقوة أشياء كثيرة تجول بخاطرها
رامي فى الجامعة وكمان سيف إيه الغلب دا ياربي
بس سيف كبير مفروض أنه خلص ولا سقط زي أخوه
معتش هاروح
لا هاروح أنا مالى مش هستفاد حاجه لو أتعلمت كدا كدا مش هشتغل
بس أنا عاوزة أعيش مش عاوزة أبقي حابسة نفسي
طوال الليل جالسة فى شرفتها شاخصة البصر تفكر وتفكر حتى جاء الصباح يرتسم على وجهها بنسماته المريحة
وبعد مرور أسبوعا كاملا قضته فى غرفتها عرفت أنها إن بقت على هذا الحال ستموت عاجلا
فكرت أن ترجع الى الطبيب النفسي فلم تذهب منذ أسبوع
ظلت تبحث عن حقيبة المال ولم تجدها
فذهبت مسرعة تنزل من السلم الخشي وفجأة وقفت وهى تنظر الي نفسها فرجعت الى غرفتها حتى تعدل من ملابسها وتخفى نفسها جيدا
وما إن انتهت خرجت مسرعة لترى أدم واقفا أمام غرفتها
_ رجعتى الفلوس لرامي
_ أأه
نظر اليها بغرابة ممزوجة بحيرة وهو يتفحص ملابسها وقال
_ هه وانت فاكرة لما تخفى نفسك كدا مش هيبان من قصة
شعرك ولونه دا
اسمعي اللى هقولك عليه أنسي انك تعرفي رامي دا تانى دا عشان مصلحتك
كانت
ياسمين تنصت اليه وعلى وجهها الضيق فقامت باغلاق الباب فى وجهه پعنف وعلى وجهها علامات الحيرة فان لم يكن ادم من أخذ المال اذا من هو
حاولت ان تبحث مرة أخرى فى أرجاء غرفتها لكن الحقيبة مختفية تماما
بقت تتنهد وهى تتقلب على فراشها حتى ساعات طويلة الى أن سحبها النوم الى طيات أحلامها
وفى الصباح الباكر أستيقظت مبكرا بسبب طرق الباب المستمر
وعندما قامت بفتح الباب وجدت عمها ناجي أمامها يطمئن عليها
_ روحتى الجامعة ياياسمين
_ هاااه ااااه روحت ياعمى
_ وايه رايك
توترت ياسمين فعين عمها تنظر اليها بترقب شعرت أنه يريد أن يطمئن عليها ويرى أنها سعيدة فأرادت أن تخفى مابها فقالت
_عجبتني اوى
_ كويس ياحبيبتي كويس
وبعد ان اطمئن العم ناجي على ياسمين خرج الى عمله
مبكرا بدون حتى ان يرى زوجته او ابنه
وبقت ياسمين تنظر الى سقف غرفتها فلم تعد تطيق المكوث فى تلك الحجرة
زفرت بقوة
وانتفضت تقف على قدمها وذهبت تتفحص ملابسها
لايوجد ملابس مال اى شئ
أرتدت ملابسها الخاصة بالرجال وخرجت من غرفتها بتوجس على أطراف أقدامها حتى وصلت الى بوابة المنزل
دهشت عندما وجدت سيارة أدم تقف أمام بوابة المنزل ويشير اليها أن تدخل الى السيارة
انقلبت قسمات وجهها وهى تنظر الى لبني وهى تجلس بجانب أدم و ترنوا اليها بسخرية
هنا جاء بخاطرها وهى تراقب تصرفات لبني الساخرة أنها هى من أخذت المال
كزت على أسنانها متوعدة لها
ودارت بظهرها تخطوا الى الطريق بدون أن تعير أى إهتمام الى أدم
فخرج ادم من سيارته وهو يبتلع غضبه بصعوبة وأمسكها من كم ملابسها ساحبا إياها الى السيارة فرفضت وحاولت أن تهرب منه فقام بحملها على ظهره وأدخلها سيارته تحت نظرات لبني المشټعلة
_ ازاى تعمل كدا
مينفعش ياحبيبي ممكن هى تفهم غلط
هتفت بها لبني وقد وصل بها الحال الى البكاء فقد نهشت الغيرة قلبها بالأنياب الحادة حتى ڼزف بنيران حاړقة
لم يعطي أدم لها بالا فقد كانت عيناه تائهة عن العالم لاتعرف سوي طريق العيون الزرقاء
وبرغم الضيق الذي يدور حول رأس ياسمين من أدم تلاشي بسرعة وهى ترى لبني مشټعلة من الڠضب حتى إرتسمت على شفتاها بسمة خفيفة وأسرعت فى إختفائها
_أففف
خرجت من ثغرها بدون قصد فانتبه لها أدم بعيناه التى تتسلل اليها شمس الصباح تزيد لمعتها وترتسم شفتاه بابتسامة تكشف أسنانه اللؤلؤية تعكسها أشعة الشمس ببياضها الناصع
وقفت سيارة أدم الفارهة أمام الجامعة بجانب سيارات فخمة من الجيل الأجنبي
نزلت ياسمين من السيارة منبهرة من هذا المدخل الفخم الذي يطل على البحر من الجانب الشمالى كانت النسمات تمر الى شعرها القصير تجعله يتطاير حتى يخفى وجهها
_ أستني عشان اوديك
_ ياأدم احنا مالنا هو اكيد هيعرف الطريق ويسأل اى حد
قالتها لبني وهى تجذب أدم من جاكت بذلته الزرقاء
فأمسك ادم يديها بقوة حتى يمنعها من جذبه
وقال أسمها ياسمين بلاش تقولى هو دي تاني
وروحي على المدرج انا جاي وراك
قالها أدم للبني وهو يشير الى ياسمين حتى تذهب خلفه
كانت ياسمين تنظر اليه باستحقار وتتنهد وهى تخطوا خلفه فى هذا الطريق الكبير
كلما كان يخطو خطوة كان ينظر اليها من الخلف حتى يرى ان كانت تخطو وراءه أم لا
قام بالمشي ببطئ حتى يكون بجانبها ويتابع نظراتها الداهشة وهى ترنوا الى مبني الكليات داخل الجامعة والى الطلاب
صدم وهو يراها بهذا الهدوء فقد كان خائڤا إن كانت ستشعر بالزعر من وجود هذا الكم الهائل وخاصة وهى تبدو فتاة
وبعد ان قام بتوصيلها الى المبني قال لها
_ الساعة ثلاثة بالدقيقة تكونى واقفه هنا انت فاهمة
واعرفى تصرفاتك هتحدد حياتك هتبقي مريحة ولا صعبة معايا
فى تلك اللحظه سمع صوت يهتف باسمه فالټفت ينظر والړعب يغزو اضلاعه
_ أدم كنت فين ياعم كل دا عشان
إسلام
أنت عامل كدا ليه
حاولت ياسمين أن تهرب فقد ملأ التوتر جوفها وهى ترى زميل لها الشاب الذي يسخر منها دائما والذي هو رفيق أدم المقرب منذ الطفولة
مسك ادم يدها حتى لا تهرب فأقبل هذا الشاب ينظر اليها بغرابة وهو يقول
دا لما قالولى الاسبوع اللى فات انهم شافوك فى الجامعة وصابغ شعرك مصدقتش
متسترجل بقي يلا
هتف أدم پغضب
به
_ ياسمين ياسيد مش إسلام ومتشغلش بالك بيها
_ انت بتقول ايه يابني فى تلك اللحظة هربت ياسمين بعد أن أبعدت يد أدم عنها بصعوبة
وذهبت الى داخل المبني الذي أمامها
حاولت أن تبتلع دموعها ولا تجعلها تهرب من عيناها حدثت نفسها
دي البداية متعيطيش أنت قوية
حاولت أن تعطي نفسها قدر كبير من الكلمات التى قامت بحفظها طوال الاسبوع
لتقف قدماها پصدمة وهى ترى سيف أمامها
أدارت ظهرها بسرعة وعندما تحركت قدماها لتهرب
الى حد أمتي هتهربي ياسمين واجهي الناس كلها نسيتي حلمك نسيتي كنت بتقولى ايه هتعشي حياتك ازاى وانت بتهربي ومش قادرة تواجهي اى حد اقفى اقفى
_ عاوز اتكلم معاك تعال قالها سيف وهو يقف أمامها وينظر الى داخل عيناها
_ مش عاوز
اتكلم سبني لوحدي وابعد
قام سيف برفع يده بتلك البطاقة أمام عيناها التى سقطت منها منذ أخر مقابلة بينهما
شهقت وهى تنظر اليها فرفعت يدها مسرعة تسحبها منه لكن قام بخفيها فى جيب بذلته بجانب صدره
ابتلعت ريقها وهى تخطو خلفه حتى وصل الى المبني الخاص بطلاب كلية تجارة
أشار اليها وهو يقف أمام تلك الغرفة بلافتة المعيدين والاساتذة
_ أعدى
رفعت بصرها اليه وهى تراه يتحدث معها كا أنثى
فأردف بلهجة لم تسمعها منه من قبل
_ أنت كنت بنت بصراحة فى البداية اټصدمت من حاجة زي دي هتصدقيني لو قولتلك أنى كنت بشوفك بنت مش عارف ليه
كنت بحسك غريب دلوقتى حاسس انك طبيعية
معرفش ظروفك كانت ايه بس متهربيش من حد تاني
لا تعلم ماذا تقول فى هذا الموقف فرفعت عيناها اليه لترى أن نظرته لها متغيرة تماما عن السابق
شعورا غريبا أحتل كيانها وهى تنصت الى كلامه
_ انت أقصد ياسمين انت فيك كل حاجة حلوة ياياسمين بس فية حاجة شغلاني ومستغرب منها
لييه كل ماتشوفيني تضربيني لا بتكلم معاك بجد
قالها وهو يبتسم ثم أخرج من جيبه
تلك البطاقة الطبية وقدمها لها
_أنا اسف على كل حاجة
وعندما بسطت يدها لتأخذها قام بسحبها مرة أخرى
وأردف وهو يبتسم
_ اتمني تنسي اللى فات ونفتح صفحة جديدة هاااه ماشي ياياسمين
كان ينطق حروف اسمها متلذذا بكل حرف بطريقة جعلت وجهها يتورد خجلا
_ بنت زيك مفروض تلبس زي الاميرة ولا إيه
نجحت فى المرة الثالثة بسحب بطاقتها من يديه وخرجت مسرعة من أمامه فقال مودعا وقد شعر بالتوتر من اقترابها منه
_ لو احتاجتي حاجه فى الكلية تعالي هساعدك
كان يتابعها وهى تجرى من أمامه ويتذكر عندما ذهب الى اسم المشفى المذكور فى بطاقتها ويسأل عن معلومات تلك البطاقة
لا ينكر الصدمة التى تركته بها الممرضة بعد أن أخذت المال لكي تعطيه معلومات عنها
لكن أختفت الصدمة وهو يتذكر أن عيناها كانت دائما منكسرة حزينة
أشفق عليها كثيرا فقد كان دائما عڼيف معها وشعر بالراحة أيضا من هذا الشعور وسخر من نفسه وهو يرى أن عيناه كانت تشعر بها وتعرف ماتراه
لكن عقله كان غبيا
لايعلم بأن كلماته تركت أثرا طيبا داخلها جعلها تتقوى بها جعلها تبتسم لأول مرة تهرب من عيناها دموع السعادة
بأن يعترف رجلا بأنوثتها وليس هذا فحسب ومن سيف الشاب الأكثر بغضا
تساءلت هل سيكون رد فعل رامي مثله
ذهبت مسرعة الى مبني جامعتها لأول مرة تشعر بحماس لأول مرة ترفع رأسها
تنظر الى الجميع لترى نظرات الجميع لها التى كانت تخشاها ماهى الا نظرات
إعجاب
دخلت الى المحاضرة الاولى الثانية الثالثة ونست تماما ان الساعة تجاوزت الخامسة مساءا
خرجت من مدرج المحاضرة لترى أن الشمس تذهب مودعة ويظهر القمر على سطح السماء
قصدت موقف الحافلة والبسمة تعلو شفتاها وبعد ان وصلت الى البيت
بقت فى غرفتها أربع ساعات من السعادة والهدوء أمام مرآتها
ظهر صوت طرق الباب مباغتة پعنف قامت تفتح الباب لتجد أدم بعيناه الغاضبة
_روحت فييين
أنطقى كنت فين
شعرت ياسمين بالخۏف من عيناه ومن صوته المرتفع فقالت بتوتر
_ كنت فى الجامعة
_ انا قولت لك ايه
_ ما أنا ملقتكش فروحت
_ كذابة يعني عاوزة تفهميني أنك ركبت اتوبيس
ركبت فين وجنب مين
كان أدم يتحدث بسرعة وڠضب حتى شعرت ياسمين بالخۏف
من أن
متابعة القراءة