فريدة
يتوقف حمزة عن الاتصال بفريدة كان الاتصال في البداية دون إجابة منها ثم أصبح هاتفها مغلقا بعدها لساعات لم يصبر ولم يرد أن يخسرها نهائيا حتي وان خسرها كزوجة مستقبلية فلا يرد أن يخسرها كذكري جميلة في قلبه ولا يرد أن ينتهي من حياتها بقلة أصل ويبقي في نظرها البطل المغوار الي الأبد ولكن سبقه يوسف باللقب...
_________________________________________________
كانت مروة قد أعلمت والدتها بمرض يوسف وانتهزوا الفرصة لزيارته والاطمئنان عليهوصلوا الي منزل يوسف وجلسوا مع ترحاب عايدة وبعد السؤال عليه عرفوا بأمر سفره مع فريدة فبهت وجه مروة التي علمت للتو بأن فريدة قد أنهت عملها بالخارج وستستقر أخيرا بمصر وبالتالي بجانب يوسف وبالأحري بعد علمها أن فريدة قد فسخت الخطوبة مع حمزة ...
_________________________________________________
هنا ولكن الاجراء الانساني لم ينتهي بعد...!!
خرجا يوسف وفريدة من القسم ليسألها عن مكانه..تبلمت فريدة وتلعثمت بالقول...
_ليه يا يوسف
نظر اليها رافعا حاجبيه بغيظ عشان اخد حقك بإيدي بقا !!
ضحك بتهكم نمشي بتهزري انتي صح العنوان يافريدة
_وانا يعني هعرف عنوانه منين يا يوسف انت كمان
_اممم صح طيب اتصلي بيه..
حدقت عينيها ليه بقا
أجابها بحسم فريدة انا مش همشي من هنا من غير ما اشوفهفاهمة..
زفرت وهي تخرج هاتفها وتجري اتصالها ببشار الذي أجاب حمدلله علي سلامتكم منورين دبي ...
_انتي واستاذ يوسف...
حركت رأسها بعدم فهم وسألته بغيظ انا نفسي اعرف انت بتعرف كل حاجة كدة ازاي ومنين
أجابها ببرود من أقرب شخص ليكي..
تعجبت من رده وهتفت به أقرب شخص مين يعني
_صاحبتج وحبيبتج نوارة !!!
عقدت حاجبيها و اقتضب جبينها انت كداب طبعا عايز توقع كمان بيني وبين صاحبتي
و لم يفهم يوسف من الحوار شئ واستمر في سؤالها بهزة رأسه...
كانت صډمتها كبيرة بنوارة ولكن لا وقت للصدمات فمصيبتها الآن هي الأعظم...أتبعت بغيظ
_خلاص خلاص احنا عايزين نجيلك .....
ضحك بتهكم انا كنت عايزج لوحدج شنو هتزوجج انتي ويوسف
ا
_جواز ايه انت بتحلم..
خطڤ يوسف الهاتف من يديها وصاح به بقولك ايه يا عم فشار انت ان ماقلتش العنوان دلوقتي انا هطلع عالمدرسة وقسما بالله هعملك ڤضيحة هناك ماتعرفش تعدي كدة بس من ناحيتها وانت عارف بقا المصريين ممكن يعملوا ايه...ولعلمك احنا عملنا فيك محضر في القسم حالا زمانه في السكة وجايلك يعني لو فكرت تعمل حركة كدة ولا كدة بالصور اللي معاك قسما عظما هخلي المحضر هتك عرض ونوديك في ستين داهية وفلوسك وجاهك وحسبك ونسبك دول ساعتها هتبلهم وتشرب ميتهم ....
صمت للحظة وصړخ فيه وأرجل حد في الدنيا...
ابتسم لها وهو يذوب في عينيها يكاد يحتضنها من فرط سعادته ولكن حال بينه وبينها المړضشعر بوخزة شديدة في بطنه جعد وجهه پألم ذعرت فريدة واستدارت اليه بنصف جسدها...
_يوسف مالك
أجابها بصوت متقطع من الألم بسيطة يافريدة ماتقلقيش وأخرج من جيب قميصه شريط المسكن الذي يهدئ ألمه لدقائق بينما يضر كبده أكتر علي مر الزمن وأخرج منه حبة تناولها علي الفور...
_يوسف انت لازم تعمل العملية...
أجابها بهدوء انا فعلا اتفقت مع الدكتور قبل مانيجي هنا اني اعملها بس أجلتها لحد ما نرجع....
كشرت وجهها يعني ماقلتليش
_ماكنتش حابب أقلقك...
_طب والله يا يوسف لو عملت أي حاجة تاني من غير ما اعرف لهزعل منك وبعدين هو مين اللي هيعملها معاك اصلا يعني مين هيتبرعلك
_واحد زميلي في الشركة ياسر ما انتي عارفاه مستعد يعملها ومرحب جدا وانا كنت رافض والله بس هو مصر ...
اردفت فريدة بحسم بقولك ايه يا يوسف محدش هيساعدك غيري ومحدش هيحط جواك كبدته غيري انا بقولك اهو..!!
ضحك علي عفويتها كبدته هي كبدة فرخة يافريدة ثم أتبع تبقي بتحلمي...
هددته قائلة طيب بص بقا لو حد غيري يا يوسف عمل العملية دي معاك انا هختفي من حياتك تماما ومش هتشوف وشي تاني وانت عارف اني مچنونة واعملها...
_تااااني يافريدة!
_ايوة تاني بس المرة دي الموضوع بايدك وبايدك انك تحافظ عليا بس هه..
_بطلي جنان دي عمليه مش سهلة وانتي مفكيش حاجةانا لو نفخت فيكي هطيرك يا بنتي..
_والله مش
انت اللي بتحدد في دكاترة وتحاليل وكشوفات هي اللي بتقول أنفع ولا منفعش وبعدين انا صحتي حديد...
قالتها بمزحابتسم لها بحب ياواد ياجامد انت....
بعد أيام.......
كانت فريدة قد أصرت علي اجراء تلك العملية مع يوسف الذي رضخ لطلبها بعد وقت طويل من الالحاح وبعد ټهديدها بأنها ستختفي من حياته والأمر بيده أن تبقي امام عينيه دائما فاستسلم اخيرا لطلبها وأجرت التحاليل والأشعات اللازمة للتأكد من صحتها بالكامل وصحة كبدها بالاخص وخلوها من أية أمراض فحياة المتبرع و تهيئته النفسية أمر هام جدا للطبيب وحان موعد العملية وقد بلغ يوسف وفريدة أمهاتهم بعد تفكير عميق فهم بأمس الحاجة الي دعواتهم ولا بديل عن دعوة الأم ...
اڼهارت الأمهات والقلق والتوتر سيطر علي الجميع دلفا يوسف وفريدة الي غرفة العمليات معا ...
كانت ايديهم تتشابك وكانها واحدة افترش كل منهم علي سرير الي جانب بعضهم والايدي مازات تتشابك قرأوا معا الفاتحة وكانا يتبادلا الآيات معا كما لو كانوا يكملان بعضهما البعض....دموعهم تنهمر وكل منهم يمسحها للاخر بكفه...
ضړبت حقنة البنج لكليهما ازداد طنين الأذن وتضاعفت الأنوار من حولهم رويدا رويدا لتحجب الرؤية تماما عن أعينهم ويصبح الاثنين بين يدي الله....
دعوات بالخارج دموع بالمقل وانقباض بالقلب....
بعد ساعات أفاق يوسف علي اسم فريدة لايردد غيره قدم اليه أحد الأطباء فسأله يوسف بقلق ...
_فريدة فينعايز اشوفها
حاول الجميع تهدئته دون جدوي كان في حالة من الهلع لدرجة انه حاول جاهدا أن يعتدل ليذهب اليها فقد فصلوهم عن بعض كل منهم في غرفة بعد الانتهاء من وسألها انتي كويسة
اومات براسها وهي مبتسمه وتحدثت بضعف وصوت يكاد يسمع وانت
قال بمزح انا تمااام...
ابتسمت ثانية فاتبع يوسف فريدة انا بحبك....
لم تنطق واكتفت بابتسامة تكفي وتغني عن اي اجابة فكانت لاول مرة تبتسم حين ينطق بحبها وظل معا لا يفارقان بعضهما البعض في المشفي حتي يتماثلا الشفاء.....
الخاتمة
الحب لا يعني الرومانسية المجردة او العشق المفرط فقط الرومانسية هي جزء ضئيل جدا من الحب والعشق هو مرادف ٱخر أعمق واشمل للحب الحب أمانسند احتواء لاتتلخص معانيه بسطر أو اثنان ولكنه لغة مبهمة بين السطور.....جزيئاته لا تعد ولا تحصي قد نعتقد أننا في كامل سعادتنا مع احدهم ثم نكتشف أننا قد خطأنا وقد نشعر أنه لا جدوي من الحياة مع احدهم ثم نكتشف أنهم كل الحياة ....
البدايات للكل والثبات للصادقين
وكما قال سبحانه وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شړ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون