قصة المزارع
مفتوحاً ليقف مع عجوزه وسط مطبخ الكوخ ، أنزل أمه برفق وهو يتفحص المكان الذي وجد فيه مخبأً سرياً ، هناك أخفى الابن والدته وزودها بكل ما تحتاجه ومكث يراقب باستمرار خشية أن يتم اكتشافها ، مر الوقت سريعاً وكان قد بدأ يشعر بالأمان فتركها على أمل الرجوع لها لاحقاً
، لكنه تفاجأ بقرار آخر للحاكم غير معقول يقضي بان يقدم شباب مدينته له حبلاً من الرماد وإلا نالهم منه عقاباً لا يتصوروه .
ارتجفت المدينة بأكملها من قرار الحاكم هذا عاش الناس فيها محڼة كبيرة فكيف يصنعون له حبلاً من رماد ؟ هذا الأمر نقله الابن لأمه التي أخفاها عن عيون الحاكم الظالم والتي قالت له : " انتظر! سأفكر فيه " .
في اليوم الثاني قالت له ما يجب القيام به :
"إصنع حبلاً من القش بصورة ملتوية ثم ضع على امتداده صفاً من الحجارة المسطحة واحرقه في ليلة عاصفة شديدة الريح ، ستجد أن الڼار والريح قد صنعا لك حبلاً من رماد " .
دعا المزارع الناس وعلمهم كيف يصنعون ذلك استرشاداً بما علّمته له والدته العجوز ، دهش الحاكم وبدا أكثر سروراً مُشيداً بما صنعه الناس ، لكنه طالب بمعرفة كيف توصلوا لها فجيء بالفتى المزارع الذي بكى بين يديه وقص عليه بما علمته أمّه العجوز ، أطرق بعدها الحاكم برأسه إلى الأرض متأملاً في صمت وأخيراً رفع رأسه قائلاً :
" إن الحكمة تحتاج فعلاً لذوي الخبرة من كبار السن أكثر مما تحتاج إلى قوة الشباب " .
ومن وقتها تم إلغاء القانون القاسې بالتخلص من كبار السن ومن بقية الأحكام والقوانين الجائرة ، القصة أصبحت إحدى الأساطير اليابانية الخالدة التي يتحدث بها الناس حتى يومنا هذا .
تمت