قصة المزارع

موقع أيام نيوز

منذ فترة طويلة عاش عند سفح جبل إحدى القرى البعيدة مزارع فقير وأمه الأرملة المسنّة ، كانا يملكان أرضاً صغيرة

يزرعونها لتزودهم بالغذاء على مدار السنة ، وقد عُرف عنهما تواضعهما وسلميتهما في مدينة يحكمها زعيم مستبد بسط نفوذه على أراضٍ شاسعة من البلاد ، وبسبب عدم تحليه بالحكمة واعتماده القوة في إدارة شؤون حكمه ، فقد أصدر أمراً قاسياً يسري على جميع البلاد بإعدام جميع المسنين لأنهم كانوا يمثلون رجاحة العقل التي افتقدها وخوفه من أن يتأثر بهم أولادهم وأحفادهم فيشكلون خطراً على حكمه .

المزارع الفقير كان يحب والدته المسنّة ويقدسها ، لكن الحزن كان يملأ قلبه نتيجة لقرار الحاكم الظالم ففكر بطريقة يستطيع من خلالها النجاة بها ، فعند غروب الشمس عندما انتهى عمله اليومي ، أخذ كمية من الأرز الذي كان الغذاء الرئيس للفقراء فطبخه وجففه ووضعه في قطعة قماش مربعة ربطها إلى قطعة أخرى طويلة تتدلى من حول عنقه ، جنباً إلى جنب مع قربة مصنوعة من الجلد احتوت على ماء بارد ، ثم رفع والدته المسنّة على ظهره وبدأ في رحلته الطويلة حتى الجبل .

وكان الطريق طويلاً وحاداً وفيه الكثير من التعرجات الخطړة سلكها جميعاً صعوداً نحو القمة التي كان يطلق عليها أوباتسوياما، أي جبل " التخلي عن المسنين " ، أما الأم فكانت كلما مرّ ابنها بأشجار قطعت من أغصانها المتدلية لترميها في الطريق الصاعد إلى أعلى الجبل دون أن تلفت انتباهه ، أخيراً تم وصولهما إلى القمة فأنزلها برفق وأعد لها مكاناً ترتاح فيه من أغصان الصنوبر الساقطة ، تفحص ملابسها وعندما انتهى من كل ذلك ودعها بعيون دامعة وقلب حزين ، لكنها استوقفته قائلة :

" أبصر الطريق جيداً ولدي واتبع مساره الذي فيه أكواماً من الأغصان التي سوف ترشدك إلى الطريق الصحيح " ، نظر إليها ابنها بعيون دامعة وبقلب مكسور ثم ما لبث أن ركع على الأرض وهو يبكي وينتحب ثم انتفض فجأة ليقول لها وهو يمسح دموع عينيه :" لن أتركك وحيدة يا أمي ، سنتبع سوية طريق الأغصان ، سنعيش معاً أو ڼموت معاً " .

وسارع يحملها إلى أسفل الطريق الذي غمره ظلام دامس إلا من ضوء القمر الذي راح يسترشد به الطريق حتى تفاجأ بوجود كوخ صغير لم ينتبه له حين صعد الجبل بسبب كثرة الأشجار المحيطة به ، فدلف من بابه الذي وجده

تم نسخ الرابط