قطه ف عرين الأسد

موقع أيام نيوز


وتغط فى نوم عميق .. نهض مراد من مكانه وتوجه الى الشرفة ليجد مريم نائمة وهى تحتضن الكتاب المفتوح .... كانت ناهد تهم بغلق نافذة غرفتها عندما رأت مراد داخلا الشرفة وهو يحمل غطائه وغطاء مريم وأخذ يدثرها بهما جيدا وبرفق خشية ايقاظها .. أحكم وضع الغطاء عليها وهو يرمقها بنظرات حانيه
.. أزاح بأصابعه خصلة من ش عرها سقطت على وجهها بن عومة .. ثم أرجع ظهره للخلف يستند به على سور الشرفة وظل ينظر اليها ويتأملها نائمه .. اغرورقت عينا ناهد بالعبرات .. وهى ترى ابنها يعامل مريم بتلك الرقه التى تنافى طباعه الجامدة الصارمة .. كانت تشعر بالصراع الكبير الذى يشعر به ابنها بداخله .. كانت تعلم أن بداخله خوف كبير .. خوف من الحب .. خوف من الرفض .. خوف من أظهار اعاقته .. خوف من أن تتخلى عنه حبيبته مرة أخرى .. خوف من أن يجرح فؤاده مرة أخرى .. خوف من أن يسمح للحب بدخول قلبه .. حتى لا يتألم عندما يحين وقت الخسارة .

يتبع
الفصل السابع عشر.
من رواية قطة فى عرين الأسد.
استيقظت مريم فجرا وتوضأت وارتدت اسدالها .. نظرت الى مراد النائم فى حيرة .. أتوقظه أم لا .. ت منه .. يا الله ما أشد الشبه بينه وبين ماجد .. لم تكن لتجرؤ على النظر اليه وهو مستيقظ خشية أن يسئ تفسير نظراتها كما فعل من قبل .. لكنها الآن تتفرس فى ملامحه التى طالما أح بتها وعش قتها .. كان لديها عشرات الصور ل ماجد لكن الصورة التى أمامها الآن حية تتنفس وتتحرك .. أخذت تتطلع الى ملامحه وهى تستعيد ذكرياتها مع ماجد .. وقفت دقائق عدة الى أن انفتحت تلك العينان لتنظران اليها فى ظلام الغرفة .. فزعت وانتفض ج سدها ورجعت خطوة للخلف .. جلس مراد على ف راشه وهو مازال ينظر اليها .. كانت تشعر بإضطراب وتوتر بالغ قالت بصوت مضطرب للغاية 
الفجر .. وانت كنت نايم
كانت تتلعثم بشدة .. هربت من أمام ناظريه وخرجت من الغرفة وهى مغتاظه من نفسها بشدة .. صلت فى حجرة المعيشة وأيقظت البنات وأسرعت بالعودة الى الغرفة والتظاهر بالنوم قبل أن يعود مراد من المسجد
جلس سامر فى حجرة الإجتماعات فى انتظار حضور مراد و طارق .. دخل طارق من سامر قائلا 
ألف مبروك يا سامر وآسف جدا انى معرفتش آجى امبارح
جلس طارق قبالته فابتسم سامر قائلا 
ولا يهمك يا طارق .. مراد قالى امبارح
فتح طارق أحد الملفات التى أمامه وقال 
ها ايه الأخبار بعت كام لوحة
ضحك سامر قائلا
معظم اللوحات اللى كانت معروضة امبارح اتباعت
ضحك طارق قائلا 
كويس انى مجتش كان زمانك فلستنى .. أصلا رسمك كتير بيعجبنى لو كنت جيت كنت خدتهم كلهم
قال سامر بخبث 
سيبك انت من اللوح .. هو ايه اللى بيحصل بالظبط .. المزة بتاعتك لقيتها جايه امبارح مع مراد
قال طارق بإستغراب 
مزة مين
ابتسم سامر وهو يغمز بعينه قائلا 
الديزاينر بتاعتنا اللى كل شوية تتحجج وتروح الشركة تشوفها
أغلق طارق الملف پعنف وهتف ب سامر 
انت قولت ل مراد ايه 
قال سامر 
ما قولتلوش حاجه عنك قولتله بس انى كنت رايح أظبطها وبعدين معجبتنيش
شعر طارق الضيق وهتف به 
مكنش لازم تنطق أصلا .. ممكن دلوقتى ياخد عنها فكرة غلط
قال سامر وهو يضيق عيناه 
هى ايه الحكاية بالظبط
قال طارق بضيق 
الحكاية ان مراد اتجوزها
هتف سامر بدهشة 
ايه .. اتجوزها .. أنا كنت فاكرها صحبته
نظر اليه طارق بغيظ قائلا 
ليه من امتى كان مراد بيصاحب يعني .. انت مش عارف طبعه ولا ايه
قال سامر 
ده أنا عكيت الدنيا آخر عك .. عشان كده حسيته غار لما قولته انى كنت رايح أظبطها
سأله طارق بإهتمام 
غار ازاى يعني
قال سامر 
مرضاش يخليها تتكلم معايا ولا حتى رضى يقف معايا وطول الوقت وهو واقف فى جمب معاها كإنه بيحرسها .. ولما حاولت أوجهلها كلام تانى استأذن وخدها ومشى
كان طارق يمعن التفكير فيما سمعه من سامر
كان مراد فى مكتبه وعلامات الالم على وجهه .. كان يشعر پألم شديد فى ساقه .. طوال الأيام الماضية لم يخلع ساقه الصناعية أبدا وذلك بسبب مشاركة مريم اياه غرفته .. لم يكن ليجرؤ على أن يظهر اعاقته أمامها .. كان يتحمل الألم أثناء نومه إلى أن اشتد به وأصبح لا يطاق .. فإضطر الى خلعها فى مكتبه .. وأمر السكرتيرة بإحضار طارق و سامر الى مكتبه .. بعد قليل حضر الاثنان فقال مراد محاولا تجاهل الألم فى ساقه 
خلونا نتكلم هنا
جلس الإثنان وقال سامر 
طيب يا جماعة نتكلم الأول فى الماركة الجديدة والمشروع اللى متعطل ده
قال طارق موجها حديثه ل مراد 
مريم هتبتدى الشغل امتى الوقت مش فى صالحنا
اندهش مراد من شعور الضيق الذى راوده وهو يسمع اسم مريم من طارق بلا ألقاب .. ظهرت علامات الضيق على وجهه وتظاهر بالإطلاع على الملف الذى أمامه
 

تم نسخ الرابط