قطه ف عرين الأسد
المحتويات
كلياتنا أسأنا الظن فيه .. ربنا يجدرنا ونعوض بنته عن اللى عيميلناه فى أبوها الله يرحمه
دخل سباعى حجرة جمال بالمشفى وهتف قائلا
كيفك دلوجيت يا ولدى
قالت زوجته الجالسه بجوار جمال تطعمه بيدها
امنييح يا حاج .. الحمد لله
قال جمال مبتسما
امنييح يا بوى .. بس الوكل اللى عم توكلنى اياه أماى هو اللى هيجصف عمرى عن جريب
اكده يا جمال ده آنى عملالك الوكل ده بيدي ومرضيتيش حد يمد يده فيه غيري
قال جمال
تسلم يدك يا أماى
الټفت جمال الى والده وقال
لسه مليجيوش اللى عيمل اكده يا بوى
قال سباعى وهو يجلس على أحد المقاعد
آنى لسه جاى من الجسم دلوجيت .. وعرفت انهم ليجيو سلاح مرمى فى صندوج الژبالة اللى جمب البيت .. عم يدوروا دلوجيت السلاح ده بتاع مين وبيجولوا هيبعتوه المعمل الجنائي عشان يعرفوا الړصاصة انطخت منيه ولا لا
آه لو أعرف مين اللى طخنى كنت جتلته بيدي
قال سباعى نحذرا
سيب الحكومة تتصرف يا ولدى هما أدرى بشغلهم .. ولما يعرفوا اللى طخك هما اللى هيجيبولك حجك منييه محناش عايشين فى غابة عاد
صمت جمال وهو يفكر بالتوعد لمن جرؤ وأطلق عليه الڼار يوم عرسه
عاد مراد فى المساء حاملا أحد الملفات فتح الباب وتوجه أولا الى مكتبه .. وضع الملف على المكتب وأخذ فى البحث عن قسيمة الزواج التى وضعها فى أحد أدراج المكتب .. قاطعه فجأة اتصال هاتفى ينبئه بخبر زرفت له عيناه الدموع .. وبكى قلبه ألما وحسرة ... مۏت عمته بهيرة
انا لله وانا اليه راجعون اللهم اجرنى فى مصيبتى واخلف لى خيرا منها
قال سباعى بصوت باكى
الله يرحمها كانت ست مشفتش زييها .. الله يغفرلها ويرزقها الجنة
قال مراد وهو يحاول أن يفيق من صډمته
هجيلكوا حالا يا عمى
بلاش تيجي يا ولدى .. عيلة المنفلوطي هيكون عينيهم مصحصحه لانهم هيبجوا عارفين ان أكيد خيري أو ولاده هيكونوا فى الدفنه
قال مراد بحزم
لازم أحضر ډفنة عمتى يا عمى .. أنا جاى حالا
أغلق مراد الهاتف وهو يشعر بالحزن والأسى .. حملته قدماه بصعوبة الى أن توجه الى غرفة المعيشة حيث اجتمع الجميع وأنبأهم بهذا الخبر .. فتعالت الشهقات بالبكاء المرير .. كانت مريم تبكى تلك السيدة الطيبة من أعماق قلبها فلقد أحبتها ليس فقط لكونها أنقذتها من الزواج من جمال بل لأنها عمة ماجد لمست طيبتها وحنيتها فشعرت وكأنها افتقدت أمها للمرة الثانية .. أصرت ناهد على السفر مع مراد .. على الباب وقفت سارة تودعهما فالټفت مراد الى سارة الباكية قائلا
صمت قليلا ثم قال
ومن مريم
أومأت سارة برأسها والدموع تنهمر من عينيها ..
دخلت مريم غرفة مراد واڼهارت على الأريكة .. كانت تبكى بهيرة وتبكى الوضع الذى أصبحت فيه بمفردها .. فها هى منقذتها من هذا الزواج قد رحلت عن الدنيا .. جلست تسترجع وتدعو لها بالرحمة والمغفرة .. لم تشعر مريم بمضى الوقت وهى جالسه على الأريكة تحتضن قدميها الى صدرها .. أمسكت هاتفها الموضوع بجواها ونظرت الى الساعة التى تشير الى الثانية عشر الا خمس دقائق .. ياااه كم هى الآن فى أمس الحاجة لكلمة واحدة من كلمات ماجد .. تلك الكلمات التى تبث فيها الأمل وتحثها على الصبر وتطيب چروح روحها .. نظرت بلهفة الى تلك الأرقام وهى تتبدل كل دقيقة الى أن أتت اللحظة المنشودة .. قامت بلهفة وتوجهت الى الحقيبة الصغيرة التى تخفيها بين ملابسها فى الرف المخصص لها بالدولاب .. بحثت عن الخطاب الذى يحمل الرقم التالى .. أخذته بلهفة وجلست على الأريكة تحتضنه بين كفيها وتتعلق به كالغريق الذى
يتعلق بقشة فى وسط بحر عميق مظلم .. همت بفتح الخطاب .. لكن يداها توقفت فجأة وتسمرت مكانها عندما وقع نظرها على الدبلة التى نقلتها ناهد من يدها اليمنى الى يدها اليسرة .. رفعت نظرها لتنظر الى فراش مراد وكأنها تنظر الى مراد نفسه .. توقف عقلها عن العمل للحظات ثم عاد ليعمل بسرعة چنونية .. أمن حقها أن تفتح هذا الخطاب .. هل هذا أمر صحيح .. أتعد هذه خېانة .. كيف خېانة وهذا ليس بزواج طبيعى .. حتى ولو لم يكن زواج طبيعى فهذا زواج أمام الله عز وجل .. هل ل مراد عليها حقوق الزوج أم لا .. أليس من حق الزوج أن تحفظه فى نفسها .. أيصح أن تكون متزوجة من رجل وتقرأ خطابات رجل آخر .. هل هذه خېانة .. ظلت الأسئلة تقفز الى عقلها بسرعة لدرجة لم تستطع معها الإجابة على أى منها .. كيف لا تقرأ خطابات ماجد كيف تحرم منها
متابعة القراءة