قطه ف عرين الأسد
المحتويات
ها أنا الآن أذكرك بتلك الآيات ليكن لك فيها سلوى على فراقى الذى أعلم أنه كان شاقا عليك .. حبيبتي مريم .. أثق جيدا فى أن الله سيحفظك ويرعاك .. لأننى أعرفك جيدا أعرف أنك تحاولين قدر استطاعتك ألا تغضبيه وأن تفعلى ما يرضيه لذلك أعلم بأنه سيكون معك مثلما أنت معه .. أختم خطابي بتلك الآية الكريمه .. والتى ستكون طلبي منك هذه المره .. يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين .
ياااه يا ماجد .. لو تعرف أنا أد ايه كنت محتاجه أسمع منك الكلام ده .. كأنك حاسس بيا ومعايا
نهضت وتوضأت ووقفت بين يدي الله تبث له شكواها وترجو رحمته .. ظلت تصلى طول الليل ولا يفتر لسانها فى السجود عن قول حسبي الله ونعم الوكيل .. فقد أوكلته وهو حسبها .. أنهت صلاة الفجر وجلست تقرأ وردها حتى الشروق .. شعرت بالسکينة وبالراحة تغمرانها .. وكأن صب فى قلبها الذى يشتعل بردأ وسلاما .. فاطمئن وسكن .. شعرت بشعور غريب يجتاح كيانها نظرت من مكانها الى شباك غرفتها والى النور الصباح الذى بدأ يتسلل الى السماء .. شعرت وكأن دعائها قد استجاب .. شعرت بقشعريرة غريبة تسري فى جسدها كله .. ظل نظرها معلقا بالسماء وصوت بداخلها يهتف لقد استجاب الله لك .. كبر هذا الشعور بداخلها حتى أدركته بكل حواسها .. كان هذا الشعور بداخلها كما لو كان يقينا وأمر واقع .. حتى أنها وجدت الإبتسامه يرقص فرحا .. شعور غريب لم تختبره من قبل ولا تعلم سببه ولا حتى تعلم كيف شعرت به .. كل ما تعلمه هو أنا كانت فى تلك اللحظة واثقة من شئ واحد فقط .. لقد استجاب الله دعائها
تعالى يا مى
كانت الأم جالسه على فراشها تشاهد أحد البرامج فى تلفاز غرفتها .. اقتربت منها مى وجلست بجوارها .. أغلقت الأم التلفاز والتفتت الى ابنتها تنظر اليها بإهتمام .. قالت مى بشئ من التردد
فاكرة يا ماما لما كلمتينى من كام يوم فى أوضتى وقولتيلى لو فى حاجه حبه أتكلم فيها أتكلم معاكى انتى لانك هتفدينى أكتر من صحابى
بدا عليها التوتر أمها من يدها وأجلستها وقالت بحنان
تخيلى دلوقتى ان احنا صحاب .. مش أم وبنتها .. واتكملى براحتك
قالت مى بخجل
فى عميل عندنا فى الشركة .. أنا كنت صممتله شغله من فترة .. دلوقتى رجع يتعامل مع مكتبنا تانى فى حملة
جديدة و مريم هى اللى مسكاله شغله
صمتت فلم تقاطعها أمها .. أكملت مى بصوت خاڤت
ثم تلئلئت العبرات فى عينيها وقالت
بس هو أنا حسه انه معجب ب مريم .. لما بتغيب بيسأل عليها بإهتمام .. وفى آخر مرة طلب رقمها .. وحسه انه مش شايفنى أصلا
صمتت أمها قليلا ثم قالت
مسحت مى العبره التى تساقطت على وجنتها وقالت
هو انسان محترم أوى وجد .. يعني أنا حسه انه عايز يتقدم ل مريم .. هو مش بتاع صحوبيه وكده .. وهو عارف ان مريم محترمة يعني أكيد عايز حاجه رسمى
قالت أمها وهى تنظر اليها بتمعن
وانتى حسه بإيه دلوقتى
أجهشت مى فى البكاء وقالت
حسه انى بتقطع من جوه .. أنا فعلا حسه انى اتعلقت بيه أوى رغم انه بيتعامل معايا عادى جدا .. بس حسه ان هو ده الانسان اللى نفسي أرتبط بيه .. بس هو مش حاسس بيا خالص .. وكل ما يسألنى عن مريم أو يتكلم معاها أدامى بحس انى مخڼوقة أوى ومضايقة أوى منه ومنها
بصى يا مى .. أولا وقبل كل شئ انتى عارفه كويس ان الراجل اللى هتتجوزيه ده ربنا كتبهولك من قبل ما انتى تتولدى .. يعني مهما عملتى مش هتاخدى غير نصيبك اللى ربنا كتبهولك .. صح
أومأت مى برأسها فأكملت أمها بحنان
عارفه ان اللى انتى حسه بيه دلوقتى شعور صعب .. بس حبيبتى الى ضايقتى فى كلامك انك قولتى انك لما بتشوفيهم مع بعض بتضايقي منه ومنها .. أولا يا حبيبتى لازم أفكرك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم لا يؤمن أحكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه .. ومريم صحبتك وأعز صحباتك .. وحتى لو مكنتش صحبتك وكانت مجرد زميله عاديه أو حتى واحده متعرفيهاش .. برده لازم تحبيلها الخير زى ما بتحبيه لنفسك .. لو هو الراجل ده ربنا اختاره ل مريم محدش أبدا هيقدر يمنع ارتباطهم .. ولو
متابعة القراءة