قطه ف عرين الأسد
بقوة .. .. نظرت الى مراد لتجده نائما .. من الأريكة ببطء وهى تنظر لتلك الساق الموجودة على الأرض .. لترى فى ضوء القمر المتسلل للغرفة الفراغ أسفل ساقه اليمني من فوق الغطاء .. أجهشت فى البكاء وكادت أن تعلو صوت شهقاتها لولا أنها أحكمت تكميم فمها بقوة .. تساقطت العبرات من عينيها ساخنة وهى تنظر الى الفراغ فى مكان ساقه .. رفعت نظرها الى وجه مراد تنظر اليه نائما .. كانت عيناها تشعان حزنا وألما وعذابا شديدا .. شعرت وكأنها اكتشفت بأن ساقها هى المبتوره .. نظرت اليه وهى تقول فى نفسها .. أهذا ما كنت تخفيه عنى أهذا ما كان يؤرق مضجعك .. أهذا ما كان يقلقك ويخيفك .. أهذا ما كنت أرى بسببه الألم والحيرة والقلق فى عينيك .. أهذا ما يبعدك عنى يا مراد .. أهذا ما يبعدك عنى يا .. حبيبى .. التفتت لتنظر الى الساق الملقاة على الأرض مرة أخرى .. منها وحملتها .. ورفعت الغطاء برفق ووضعتها فى مكانها .. نظرت الى نهايه ساقه التى التحمت ببعضها فيما يشبه شكل الركبة المثنية .. شعرت بدموعها تنهمر مرة أخرى .. أحكمت وضع الغطاء عليه .. ودت أن توقظه الآن وتخبره بكل ما يجيش داخل صدرها .. لكنها أرادت أن تفوق من صډمتها أولا .. أرادت أن تكون مستعدة جيدا لتلك المواجهة .. وهى الآن أضعف ما يكون .. هى الآن كالطير الجريح .. لن تستطيع مداواته اذا كانت هى نفسها تشعر بالچرح .. غادرت الغرفة مسرعة وأغلقت الباب ووقفت أمامه تبكى بحړقة وهى تحاول التحكم فى مشاعرها دون جدوى .. كانت تشعر پألم شديد فى قلبها .. كانت تشعر بكل ألامه وعڈابه وأحزانه كالطعنات فى قلبها هى .. وضعت كفها على الباب وأسندت رأسها اليه .. مرت دقائق وهى واقفة هكذا تحاول أن توقف شلال الدموع المنهمر من عينيها و امتداد الألم داخل قلبها .. مسحت دموعها وعندما شعرت أنها بدأت فى استعادة القليل رباطة جأشها توجهت الى غرفة سارة التى اذنت بها بالدخول .. قالت مريم وعيناها تبدوان شديدتا الإحمرار
قالت سارة وهى تنظ اليها بإمعان
صباح الخير مريم .. مال عينك
قالت مريم بإرتباك
مفيش عادى .. انتى عارفه الجو اليومين دول فيه تراب وبيوجع العين
ابتسمت سارة قائله
اها فعلا الجو غريب اليومين دول
جلست مريم بجوار سارة على الفراش قائله
سارة عايزة أسألك عن حاجة
خير يا مريم
قالت مريم بصوت مضطرب
عايزاكى تحكيلى ازاى مراد رجله اتبترت
قالت سارة بدهشة
هو محكلكيش
قالت مريم بتوتر
عايزة اسمع منك انتى .. ومتسألينيش عن السبب
قالت سارة وهى مازالت تشعر بالدهشة من سؤالها
كانت حاډثة
قالت مريم بإهتمام
ايه اللى حصل
قالت سارة بحزن
وطلع بيها .. وفجأة جلنا خبر انه عمل حاډثة ونقلوه المستشفى .. بس للأسف رجله كانت متدمرة والدكاترة ملقوش حل الا فى البتر
كانت مريم تستمع اليها وعلامات الحزن على وجهها .. تخيلت شعور مراد وهو يتلقى خبر بتر قدمه .. تخيلت شعوره واحساسه وقتها .. تخيلت كيف كانت صډمته الأولى عندما رآى مكان البتر .. تخيلت ألمه من فقدانه لتلك الساق .. بالتأكيد شعور صعب وقاسې وغير محتمل
كان مراد تعبان فى الأول لكنه كان راضى وصابر .. بس للأسف هى مكنش عندها ذرة احساس
التفتت اليها مريم پحده وقالت
طليقته تقصدى
أومأت سارة برأسها وقالت بحزن
اتخلت عنه وطلبت الطلاق
شعرت مريم بنغزات الدموع كالشوك فى عينيها .. أكملت سارة
سمعناه وهو بيترجاها متسيبوش وتفضل جمبه .. وعدها انه هيركب رجل صناعيه ويمشى بيها زى الأول .. بس هى كانت مصرة على الطلاق
فى ساعتها رمى عليها اليمين وطلقها .. اتعذب أوى .. واتألم أوى .. واتغير أوى .. خاصة لما عرف انها اتجوزت .. كان يوم صعب أوى بالنسبة له .. كنا حسين انه بېموت أدامنا واحنا مش قادرين نعمله حاجه .. بعد الموضوع ده بسنتين فكر انه يرتبط تانى .. كان فى بنت بتشتغل عنده فى الشركة أعجب بيها .. وكلمها انه هيتقدملها .. البنت وافقت وكانت مبسوطة .. ولما راحلها البيت عرفها بموضوع رجله
لما عرفت رفضته
شعرت مريم وكأنها طعنت فى قلبها مرة أخرى .. أكملت سارة
من ساعتها رفض الارتباط تماما .. وكان بيرفض أى عروسة ماما بتجيبهاله
ثم نظرت الى مريم مبتسمه وقالت
لحد ما قابلك انتى يا مريم .. متتصوريش فرحنا أد ايه بجواز