لمن القرار

موقع أيام نيوز


معايا زي ما أنا عايز في أي مكان احدده ولا هنخلف العقود من دلوقتي 
طالعته ثم طالعت المكان حولها وسارت أمامه حانقة ممتقعة الوجه طالعها بابتسامه واسعه ثم حاول ضبط ملامح وجهه 
دلفت أمامه المنزل تنظر لضخامة المكان وفخامته 
ركضت الصغيرة نحو والدها ثم اتجهت إليها تعانقها 
أحمس مجاش معاكي ليه عايزة اروح المطعم عشان العب مع أحمس 

ازدادت ملامح سليم قتامة وهو يستمع لحديث صغيرته وحديثها 
أحمس موصيني اول ما أشوفك اديكي بوسه كبيرة 
مدام ألفت مدام ألفت 
صاح بصړاخ افزع صغيرته فاقتربت تعانقه من ساقيه انحني ليحملها متمتما 
خديجة اتعشت 
أماءت السيدة ألفت برأسها تطالع فتون التي وقفت تفرك كفيها بتوتر بعدما ابتعدت عنها الصغيرة 
وصلي فتون أوضتنا 
طالعته ثم غادرت خلف السيدة ألفت التي اقتربت منها هامسه حتى تطمئنها 
على فكرة كل فرش البيت اتغير حتى الديكورات ومكان الأوضة 
رغم إنها لم تسأل ولكن حديث السيدة ألفت

اراحها
دلفت للغرفة وقد تولت السيدة ألفت المبادرة في تعرفيها تفاصيل الغرفة ثم غادرت وهي مازالت تقف مكانها مذهولة من كمية الأثواب النسائية والاحذية والحقائب اقتربت تلامس الأشياء بيديها فتعالي صوته خلفها يسألها 
عجبتك الأوضة 
انتفضت مڤزوعة بعدما اشاحت عينيها بعيدا عنه 
الحاجات ديه لمين 
اقترب منها بخطوات متمهله ينظر إليها 
ليكي وبعد السنة ما هتخلص لو عايزاهم خديهم أنا برضوه راجل كريم يا فتون
اتسعت عينيها من وقاحته فتخطاها قبل أن تهتف بشئ ومد يده يختار لها أحد الأثواب بعناية 
ألبسي ده لونه عجبني 
طالعت ما وضعه بين يديها وعادت تطالعه فرفع حاجبه متسائلا 
مش عجبك أختار قميص تاني طيب 
وعاد ينتقي لها ثوب اخر فوقفت مكانها مبهوتة مما يحدث إنه يمارس الدور ببراعة 
لاا متحاوليش تهربي من بنود العقد إحنا إتفاقنا السنه ديه هتشبعي رغبة راجل حيوان زي عايزك مجرد زوجة في الفراش واردف بعدما تحسس الثوب الأخر بين يديه قبل أن يعطيه لها 
مش هما برضوه بيقولوا كده ولا أنا غلط يلا يا فتون ابسطيني مش يمكن ازهق بسهوله وقبل ما السنه تخلص اطلقك 
تركها شاحبة الوجه لا تصدق ما تسمعه تنظر نحو الثوب ونحو خطواته 
والسؤال كان هنا لمن القرار بل لمن الدور ولمن ستكون اللعبة 
طالت وقفتها أمام المرآة تنظر إلى هيئتها وتفاصيل ملامحها الصغيرة ارتفعت يديها نحو جانبيها وببطء كانت تسير بهما فوق قماش المنامة الحريرية الرائعة نعم لقد اختارت ثوب يناسبها والقت بالثوب الذي اختاره مكانه لم تخضع لقراره ولو للحظة كانت تفكر من منهم خضع لقرار الأخر لوجدت إنها هي من أختارت هذا القرار بل وتخضع دون أن تشعر 
تنهيدة طويلة خرجت من بين شفتيها وهي تلتف حولها لعلها تجده قد عاد إليها لينال حقه ثم يتركها فهي عاشت تلك الحياة مع حسن ولا بأس أن تعيشها ثانية ف العام سيمر كما مر ويمر كل شئ وهكذا كانت تقنع حالها 
ضجرت من وقفتها هذه فالوقت يطول وقلبها يزداد دقاته تحركت من أمام المرآة تجلس على الفراش الواسع تزفر أنفاسها دفعات متتالية ثم تتحسس جبهتها وقد اشتدت حرارة جسدها
مالك يا فتون مش ده كان قرارك أنت أعتبري حياتك معاه زي ما كانت مع حسن
واغمضت عينيها تتذكر صڤعات حسن وذلك العڼف الذي كان يمارسه معها فترفع ذراعيها تتحسس جسدها وسرعان ما كانت صورة حسن تتلاشى من ذاكرتها ليحتل هو مكانه وليلة أمس ټقتحم عقلها 
لمساته همساته تلك الحرارة التي كانت تشعر بها بين ذراعيه ولكن أين تلك الليلة التي دمر فيها كل شئ
تلك الليلة التي جعلها تركض في الظلام حافية هاربة من بطشه 
ارتجف جسدها فالذكريات المرسخة داخل عقلها لا ترحم ولقد رسخ الزمن كل شئ وحدث ما حدث 
شعرت بخطواته داخل الغرفة واقترابه منها ولكنها لم تفتح عينيها تضم كفوفها بطريقة جعلته يقف محدقا في فعلتها همس اسمها بخفوت
فتون أفتحي عينك وبلاش تسيبي نفسك للذكريات 
ولكنها لم تستجيب لنداءه تنهد وهو يتذكر حديثه مع جنات هذا الصباح
فتون بعد كل اللى حصل ليها مردتش تروح لدكتور نفسي أهلها شافوا إنها كده هتكون مجنونه فتون ضحېة ظروف ونشأة غلط فتون افتكرت إنها لما وصلت لحلمها ودخلت الجامعه إنها تجاوزت كل حاجة لكن للأسف فتون زي ما هي
ساعدها لو بتحبها أنا كان نفسي أقدر اساعدها لكن إظاهر حتى أنا محتاجه اللى يساعدني 
استمعت لصوت أنفاسه فادركت أنه حان اللقاء الذي سيجمعهما أجساد ستتعانق و رغبة ستتحرك والأمر يمضي بسهولة 
اوصدت جفنيها بقوة تشعر بكفه فوق خدها ثم ينحدر ببطء فوق عنقها كانت على أهب إستعداد للمنح وهو يدرك ذلك تماما
حلوة البيجامة يا فتون بس مش ده اللى اختارته عشان تلبسي
فتحت عينيها تطالعه فهل للتو تذكر أمر الثوب وقبل أن تخبره أن أمر الثوب لا يعنيه مدام سيحصل عليها في النهاية كان يباغتها بسؤاله
مدام سحر مديرية الجميعة دكتورة نفسية ليه مكنتيش بتتكلمي معاها عن كل اللى مريتي بي 
الجمعية والسيدة سحر تردد الاسمين في عقلها ولكن سرعان ما كانت تمنحه الإجابة
أنا مش مريضة نفسية أنا قدرت أقف وأقوم من تاني ووصلت لكل حلم كان نفسي فيه
وانتفضت من جواره وقد عبست ملامحها
وفهمت
________________________________________
إن مافيش بطل غير في الحكايات يا سليم بيه
ابتسم وهو يرمقها كيف تحاول الثبات أمامه
فعلا مافيش بطل غير في الحكايات يا فتون 
ونهض مقتربا يحك أنفه بسبابته متسائلا 
مين كان مفهمك إن في إنسان بطل 
امتقعت ملامحها وهي تراه بتلك البرودة فاعاد سؤاله ينتظر جوابها ولكنها صمتت 
امتدت يديه تفك عقدة شعرها فانسدلت خصلاتها إلى أسفل ظهرها تراجعت للخلف تنظر إليه بترقب فهوت بجسدها فوق الفراش
أنت هتعمل إيه 
هنفذ بنود العقد يا فتون
توقفت عن تراجعها فها هو يثبت لها ظنها ودناءته قبضت فوق غطاء الفراش تحدق به فمال

نحوها يستنشق رائحة خصلاتها ولثم جبينها متمتما
شوفتي تنفيذ العقد سهل إزاي
وانصرف تاركا لها الغرفة يوصد الباب خلفه يزفر أنفاسه بتنهيدة طويلة يستجمع فيها حاله 
اتسعت حدقتاها ذهولا تنظر نحو الباب الذي أغلقه فما الذي حدث للتو 
ساعة وراء ساعة أخذت تمر إلى أن اصبح الوقت بعد منتصف الليل أسرعت في غلق عينيها عندما شعرت بوجوده بالغرفة فازداد قربها نحو طرف الفراش 
تعلقت عينيه بفعلتها فابتسم وهو يحل أزرار قميصه اتجه نحو المرحاض
وبعد دقائق كان يعود لينضم جانبها فوق الفراش اغمض عينيه بعد أن عدل من وسادته أسفل رأسه ولكن تلك الطرقات الخافته لصغيرته وهتافها باسمه جعلته ينهض مذعورا يفتح إليها الباب وينحني صوبها يحملها
مالك يا حبيبتي 
بابي ديدا حلمت حلم وحش 
بكت الصغيرة تصف له حلمها الطفولي الذي ارعبها فضمھا إليه يمسح فوق خصلاتها 
الحلم خلاص راح يا ديدا وأنت دلوقتي في حضڼ بابي صح
أماءت الصغيرة له برأسها ټدفن وجهها في عنقه وضعها فوق الفراش فالټفت بعينيها نحو فتون
هو أنت حكيت حدوته لفتون عشان تنام يا بابي وتاكل رز مع الملايكة
ورغما عنه كانت شفتيه تنفرج في ضحكة صاخبة وفتون لم تكن حالها مختلف وحتى لا يفتضح أمرها وضعت يدها فوق شفتيها 
جلس جوار صغيرته وما زال يضحك على دعابتها الطفولية يلثم خديها ثم يضمها إليه وهو يطالع جسد فتون الذي إهتز من أثر الضحك
يلا نامي أنت كمان وخليكي شاطرة زي فتون 
بابي هي فتون هتكون زي مامي
تنهد وهو يضمها نحوه أكثر
حببتي فتون هتحبك زي مامي وهتكونوا صحاب لكن مامي مافيش حد زيها
تثاوبت الصغيرة تضم كفوفها نحو بعضها
مامي ليه سابتني وراحت تعيش مع خالو حامد خالو حامد وحش مش بيحبني 
مامي مسبتكيش يا ديدا هي عارفه اد إيه أنت بتحبي بابي
وتنهد متعب يخشى ذلك المستقبل لصغيرته
لما تكبري هتفهمي بس خليكي عارفه إن محدش هيحبك زيها
ابتسمت الصغيرة هاتفه
هي بتحبني اد البحر زيك كده 
ولم يمهل صغيرته بأن تتحدث فاخذ يدغدغها وعاد يضمها إليه وعينيه عالقة بجسد فتون المنكمش
طبعا يا حببتي
غفت الصغيرة كما غفا هو ولكن النوم أبي أن يمس جفنيها علقت عينيها بهما بعدما الټفت بجسدها نحوهما ولم تبقى نظراتها صوبهما ساكنه بل رويدا رويدا كانت عينيها تلمع وابتسامتها تتسع تمد يدها نحو الغطاء الخفيف ترفعه نحوهما 
ابتلعت لقمتها بمرارة باتت تلازمها تشعر وكأن الطعام يدخل جوفها كالحجر ومع مرور الأيام اكتشفت سبب تلك المرارة وهل يغفل عقلها وقلبها معا عن الجواب لقد استغلت الفرصة كما يستغلها الكثير استغلتها لتعيد أرض والدها المسلوبة من ابن عمه استغلت ثقة فتون بها ورحبت بعرض
سليم النجار كما جعلت والدها يرحب بزيجتها
والحاج عبدالحميد كما ضعف في الماضي أمام حسن
ضعف أمام إغراءات سليم النجار وتمتع بالرفاهية ونسي أمر ابنته حتى حقها في الزفاف الذي وعده به
سليم النجار وطلب يدها كما يحدث في العرف والتقاليد في منزلها ولكن كل الوعود تبخرت وقد سلب الحق من فتون بأن تعيش مراحل حياتها كأقرانها 
والذنب رغما عنها ېقتلها فقد كانت الأكثر قرب لفتون وتدرك شخصيتها فتون مازالت ضائعة في حياتها لا أم تعطي لها نصائحها ولا أب يجيد الدور 
انتبهت على تلك الطرقات التي حطت فوق باب شقتها فنهضت على أمل أن تكون فتون قد أتت إليها حتى تأخذ باقية كتبها ولكن عيناها علقت بالواقف أمامها وتعرفه عن كثب 
كاظم النعماني الابن الأكبر لجودة النعماني 
رمقها الواقف بنظرة فاحصة طويلة ثم تخطاها للداخل ينظر للمكان بعينيه
أنت إزاي تدخل كده 
كام
هتف سؤاله بغلظة وعاد يركز عينيه نحوها ينتظر جوابها وبتحدي سافر أجاب وهو يطالعها
مليون كويس 
أنت بتتكلم عن إيه يا أستاذ أنت
أرتفع حاجبه والتوت شفتيه ساخرا وأعاد دفتر المال داخل سترته
إظاهر إننا هنطول في اللعب حوالين بعض بس أنا بحب اللعب وللأسف أختارتي الشخص الغلط
اردف عبارته الأخيرة وهو يمد بكفه نحوها فدفعت جنات يده عنها مبتعده
أيدك لأقطعهالك
وضحكة صاخبة كانت تتجلجل بين الجدران فيميل نحوها يهمس بوعيد
هحاول أعمل نفسي مسمعتش حاجة من كلامك ده وآه عشان تعرفي إن صلة الډم موجوده
رمقته جنات متهكمه فهم لم يتذكروها يوما لا هي ولا والدها
ومدام في صلة ډم جاي بتساومني على حق والدي اللي سرقه أبوك زمان
تجمدت عينين كاظم وهو يراها تناطحه
ابوك ملهوش حق عندنا الأرض ديه ملك ليا وأحمدي ربنا إني كريم معاك لو كان جودة باشا بصحته مكنتيش طولتي حاجة وأنت عارفه ده كويس
أبوك اللي أعماله الخيرية مسمعه البلد كلها سرق حق أبويا إستغل ثقته لما عماله التوكيل ابن عمه لا هيسرقه ولا يضحك عليه لكن في النهاية اخد حقه وانت جاي دلوقتي تقولي احمدي ربنا إني كريم معاك
أنت اه قولتي بنفسك عماله توكيل فارضي بالفلوس وبلاش لعب معايا وبلاش تدخلي سليم النجار في الحكاية
ومنذ وقت طويل لم تضحك هكذا تعالت ضحكتها تطرقع كفيها بعضهما
خاېف

على المشروع اللي أنتوا شركاء فيه لا مش معقول كاظم بيه خاېف 
امتقع وجه كاظم وهو يراها كيف انبسطت ملامحها بل
 

تم نسخ الرابط