سلسلة الاقدار
المحتويات
أنتي من الشخصيات الجديرة بالإحترام يعني إلي مريتي بيه مكنش قليل و أنك تقدري تتخطيه في وقت قياسي كدا بحييكي بصراحه
انشرح ا لحديثه فقالت بعدم تصديق
دا
بجد يا فندم
طبعا
كانت تراقب ما يحدث بأعين جاحظه من فرط ذهولها فهل هذا الكائن المتحضر هو الوقح الذي كان يحادثها منذ قليل بل و يطلق كلمات الغزل و الإطراء التي ظنت أنها لا وجود لها في قاموسه
قاطع شرودها لهفة الفتاة التي إرتسم الهيام علي ملامحها قبل أن تقول بنبرة رقيقه خجلة
والله دا شرف كبير ليا يا سالم بيه أن حضرتك تقول في حقي الكلام الجميل دا
أنتي تستحقي كل خير و لازم تبقي فخورة بنفسك
الفتاة بإندهاش
والله يا فندم كلام حضرتك دا شهادة أعتز بيها
كانت عيناه الماكرة ترصد حركات فمها المرتعشة و يدها التي كانت تشتد علي مقبض المقعد الخاص بها لذا قرر أن يضرب في أكثر الأماكن حساسية فتابع بتخابث و هو يضغط علي كل حرف يتفوه بها
يا فندم مش عارفه أقول لحضرتك إيه دا حضرتك إلي عنيك جميلة والله
تجاهل إطرائها و تابع بقسۏة يعلم بأنها ستلاقي صداها لدي تلك التي كانت الكلمات تخترق أعماقها من الداخل
سبعين سنه !
تمتمت فرح پصدمه
سبعين سنة !!
تظاهر بأنه لم يسمع كلمتها و تابع بتهكم
حتي بعد ما مرت سنين مقدروش يتخطوها و لسه بيحتفظوا بذكريات منها !
قال جملته الأخيرة بنبرة يشوبها الحنق لتجيبه مي بإندفاع
قاطعها بتسليه
تصدقي هي أغبيه دي أدق وصف ليهم !
تابعت مي تؤكد علي حديثه
فعلا إلي يحبس نفسه في علاقة مشوهة أخدت منه أكتر ما ادته و يسمح ليها كمان أنها تأثر عليه بعد كدا يبقي شخص غبي
سالم بتسلية و عينان يغلفهما المكر
حصل غبي و ستين غبي مفهاش كلام
عايزة أروح التويلت !
إلتفت اليها يناظرها ببراءة تجلت في نبرته حين قال
إيه دا أنتي صاحيه فكرتك نمتي لما مشتركتيش معانا في الحديث
ألقت عليه نظرات الخسة قبل أن تقول
بتقريع خفي
معلش أصلي اتعلمت إني متدخلش في إلي ميخصنيش و خصوصا لو كان عن حياة الناس و مشاعرهم
لم تتأثر ملامحه بل تابع بتسلية
شئ جميل زي بردو ما اتعلمتي إلي يعمل حاجه كويسه تشكريه عليها ! الحقيقه قيم جميلة مفتقدينها في حياتنا اليومين دول!
كانت السخرية تقطر من عيناه قبل شفتيه و لكنها أرادت أن ترد الصاع صاعين لذا قالت ساخرة
فعلا إحنا مفتقدين حاجات كتير في حياتنا اليومين دول و أولها الذوق و إحترام مشاعر الناس و خصوصياتهم بالإضافة للوقاحة و قلة الذوق إلي بقوا موضة
سالم بوعيد
وقاحة و قله ذوق !
فرح بتحدي
و ضيف عليهم كمان التكبر والغرور و ياريت علي حاجة تستاهل دا كله علي مفيش
ثم زفرت بقلة حيلة قبل أن تتابع ببراءة مصطنعة
ربنا يعافينا من الناس دي و الله يكون في عون إلى معاشرينهم بصراحة
بعد مرور بضع ساعات حطت الطائرة علي أرض المطار لتنهي تلك الرحلة المشؤمة و التي كانت ټلعن نفسها لقبولها بها و لكن لا فائدة من البكاء علي اللبن المسكوب لذا ارتدت قناعها المعتاد و عدلت نظاراتها و هي تسير بجانبه في
الرواق المؤدي إلي الفندي الذي سيمكثون به و قد كان هو الآخر يساعدها حيث لم يلتفت إليها بل أخذ يتحدث مع أناس لا تعرفهم و من الواضح أنهم أصدقاء قدامي له لذا فضلت أن تجلس علي أحد المقاعد تنتظر أوامر ذلك السيد المغرور المتغطرس و الذي بعد نصف ساعة الټفت ناظرا إليها بلامبالاه قائلا بغطرسة
أطلعي إرتاحي شويه عشان معزومين علي حفلة بالليل
اصطكت أسنانها ڠضبا و لكنها أبتلعت جمراته و قالت بإختصار و هي تتناول منه الكارت الخاص بغرفتها
تمام
لم تنظر إليه بل توجهت إلي المصعد و هي تشعر بأنها خرقاء لا تعلم في أي طابق غرفتها و لكنها أرادت الإبتعاد عن ذلك البغيض باقصي سرعة
توقف المصعد
متابعة القراءة