سلسلة الاقدار

موقع أيام نيوز


انا شخص مبيقاوحش في الغلط ولا بيكسف أنه يعترف بيه و لأول مرة هيعتذر عنه انا اسف سامحيني  
فاق الأمر حدود الروعة فهذا الرجل الذي لا تفلح أي كلمات في سرد صفاته يجلس أمامها و يضع قلبه بين كفوفها بل و يعتذر منها علي خطأه الذي بناء علي ما حدث يعد غير مقصود ولكنه يعتذر لأجلها 
تدفقت العبرات بغزارة من مقلتيها فلأول مرة بحياتها تشعر بأن أحد يحارب لأجلها يشعرها أنها شئ ثمين يخشي ضياعه  

عبراتها عرت شعورها في تلك اللحظة فانتزعت عينيها من بين براثن عينيه الصقرية وهي تقول بنبرة متحشرجة 
انا تعبانة و عايزة انام 
جاءت نبرته 
نامي و هتصحي تلاقيني هنا جنبك  
شدد من كلمته الأخيرة فأخذت نفسا عميقا لأول مرة يحمل الراحه الي صدرها و أغمضت عينيها بينما يديها مازلت عالقة بين كفوفه التي أخذت تمسدها بحنان الي أن خلدت الي النوم 
انتشر خبر إصابة أمينة بأزمة قلبيه بين الجميع فهرولوا الي غرفة العناية المركزة التي نقلت إليها و قد كان الأمر مروعا علي الجميع و كان أكثرهم تأثرا سالم الذي اختلط بقلبه الخۏف والڠضب ليشكلوا شعورا هائلا جعل الجميع يتجنبون مواجهته أو الاقتراب منه إلا هي لم تستطيع تركه فريسة لكل تلك الأحاسيس المروعه التي حتما ستنهيه لذا اقتربت منه تتلمس بيدها الحانية ذراعه التي رفعته و وضعته حول كتفها و بيده الأخرى حاوطت خصره واضعه رأسها فوق موضع نبضه الذي كان الجنون حاله فقد صح ظنها بأنه يعاني بقسۏة مما يشعر به  
التقمتهم الأعين بنظرات مندهشة و أخري مشفقة علي فرح من رد فعل عڼيف قد يصدر منه فقد كان في اقصي درجات غضبه ولكن لدهشتهم و دهشته أيضا وجد نفسه يقربها منه بقوة و عينيه التي اخفضها لتشتبك معها في حوار صامت كان يحمل التوسل من جانبه بألا تتركه فقد كان قاب قوسين أو أدني من السقوط أمامهم و الانحناء أمام ألمه لأول مرة في حياته ولكن وجودها أنقذه و قام بانتشاله من بحور الۏجع الذي كان يقتات علي روحه 
خرج الطبيب من الغرفة فاندفع الجميع تجاهه فأجاب علي تساؤولاتهم بعملية 
مكدبش عليكوا الحاجه حالتها غير مطمئنة بالمرة صحيح الأزمة عدت بس حالة القلب تعبانه و مفيش في ايدينا غير الدعاء عن اذنكوا 
خيم الحزن علي وجوههم علي الرغم من توافد عبارات الحمد علي شفتيهم فجاء صوته آمرا 
يالا عشان تروحوا البيت مش عايز حد هنا  
قبل أن يدع المجال لأحد بالأعتراض تدخل سليم قال مؤيدا حديث شقيقه
قعادنا هنا مالوش لزوم محدش في ايده حاجه يعملها  
تحدث صفوت بعمليه
النهاردة اليوم كان متعب عالكل و الفجر أذن اصلا يالا يا همت هوصلكوا البيت ترتاحوا شويه و بعدين تبقوا تيجوا تطمنوا علي الحاجه بالليل 
تدخل مروان مضيفا 
انا كلمت الشركة و زودت عربيات الحراسة عالقصر و هنسيب اللي بره هنا مع سالم و طارق و هنروح احنا نرتاح شويه و بعدين هتيجي انا وسليم نبدلهم  
اومأ بصمت فلم تعد له طاقه للحديث فغادر الجميع الا هي فالټفت يناظرها وحين أوشك علي الحديث سبقته قائله بلهجة قاطعة
متفكرش لحظة اني هسيبك  
فاجئها حين امتدت يديه تقربها منه بقوة تجلت في نبرته المتعبة حين قال
متسبنيش 
مش هسيبك ابدا يا عمري 
قالتها فرح بعشق كبير
انبعث من عينيها و كفوفها التي حاوطت وجهه بحنو فاخفض نظراته الي بطنها المسطحه و امتدت يديه تتلمسها بحنان و نظراته توحي وكأنه يشكو لصغيره ۏجع والده دون أن تفصح شفاهه عن أي شئ فشعرت هي به و تآزر قلبها معه و لأنها تعلم أنه لن يفصح عما يجول بداخله حاولت تشتيت انتباهه قائلة بمشاكسه 
نحن هنا علي فكرة من دلوقتي مطنشني عشانه  
لاحت ابتسامه بسيطه علي ثغره فاضافت بحنو
تعالي ننزل نشرب حاجه تحت و ترتاح شويه من من امبارح علي حالتك دي 
لم يعارضها فلم يكن له طاقه لذلك فتبعها متوجها إلي الأعلي ولكن قبل أن يغادر الټفت إلي غرفة والدته وهو يلقي نظرة طويلة بها وعينيه تتوسل بصمت ألا تغادره فلا يملك طاقة لتحمل فراقها أبدا
فوجئ مروان بعمار الذي كان في المقهي الخاص بالمشفي لا يعلم ما عليه فعله ولا يطاوعه قلبه بالمغادرة و تركها خلفه حتي وهي آمنه مع أبويها و فضل الجلوس هنا عله يلمح طيفها و يستطيع تصليح الأمور العالقة بينهم 
ايه دا هو عم ذئاب الجبل دا لسه هنا بيعمل ايه 
اجابه سليم بفظاظة
معرفش و مش عايز اعرف 
ناظره مروان بامتعاض تجلي في نبرته حين قال
يا ابني افرد بوزك دا بطل تشوه خلقتك اكتر واكتر مش كفايه علينا قرعتك دي 
تعاظم الحنق بداخله فهدر پعنف
اقسم بالله لو ما بطلت استظرافك دا لهكون مطبقلك وشك انا دمي محروق
 

تم نسخ الرابط