سلسلة الاقدار

موقع أيام نيوز


همست بخفوت
اني عايزة اروح 
صفوت بابتسامة مطمئنة
هنروح كلنا متقلقيش 
إجابته باعتراض
لا أني عايزة اروح عند اهلي اللي اني اعرفهم 
أجابها صفوت بحړقة بينما غلفت عينيه طبقة كرستاليه من العبرات 
احنا اهلك يانجمة أنا ابوكي اللي عشت محروم منك ستاشر سنة حقك عليا والله فراقك ما كان بايدي انا دورت عليك في كل مكان انا مفيش ليلة نمتها مرتاح وانت بعيد عني أنا و امك اتعذبنا اوي من غيرك  

أمطرت عينيها ألما فاض بن القلب حتي طغي ولم يعد يحتمل فأردف صفوت بتلوسل
تعالي في حضڼي تعالي في حضڼ أبوكي و مټخافيش يا بنتي 
لا تعرف ماذا دهاها كانت علي وشك الرفض ولكن شئ ما جذبها لتلقي بنفسها بين ذراعي أباها هذا الرجل الذي احتوائها بقوة و كأنها كنزه الثمين و قد كان هذا أول عناق حقيقي تتلقاه في حياتها 
وصل الجميع الي المشفي فكان أول من قابلهم همت التي قالت بحبور
شيرين فاقت 
ابتهج الجميع و هرولت سما ټحتضنها فرحا و لكن كان هو شعوره مختلف يشبه شخص محتجز في أعماق المياة الدامسة يحبس أنفاسه حتي أوشك علي الهلاك والآن فقط استطاع أن يطفو علي
سطح المياة مطلقا نفسا قويا خرج من أعماق صدره الذي اخترقه سهما مشتعل حين سمع كلمات همت المحرجة 
سالم بصراحة شيرين طلبت تشوفك اول ما تيجي ضروي 
تجاهلت تلك الغصة بقلبها وهي تشعر بيده تشدد من قبضته عليها قبل أن يلتفت ناظرا الي عمته وهو يقول بجفاء
خلي بالك من فرح وديها اوضة ماما ترتاح لحد ما ارجعلها 
من عنيا يا سالم 
هكذا أجابته همت بلهفة فالټفت يتطلع إليها بنظرات خاصة مطمئنة فتحت دربا للراحة و السکينة ليستوطنوا قلبها قبل أن يقول بخشونة
ارتاحي لحد ما اجيلك مش هتأخر عليك 
اومأت بصمت بينما ارتسم علي ثغرها ابتسامه بسيطة كان بحاجه إليها قبل أن يلتفت قاصدا غرفة شيرين التي ما أن اطل من الباب حتي دعته للدخول فقام بجذب أحد الكراسي ليجلس بجانبها وهو يقول باهتمام
عامله ايه دلوقت 
الحمد لله 
هكذا تحدثت بخفوت لكي لا يزداد ألمها أكثر فقال بنبرة خشنة
حمد لله علي سلامتك 
الله يسلمك ينفع اتكلم معاك شويه 
هكذا استفهمت بخفوت فأجابها بهدوء
ينفع بس لما صحتك تتحسن هنتكلم هنتكلم كتير اوي يا شيرين 
أغمضت عينيها بخزي فقد كانت لهجته توحي بمدي غضبه منها أو لنقل عتابه لها فحاولت تجاوز ذلك و قالت بتوسل 
أرجوك يا سالم تسمعني و تديني فرصه اشرحلك 
بتر توسلها بلهجته القاطعة حين قال
قولت بعدين يا شيرين لما تبقي كويسه هنتكلم 
اذعنت لأوامره ولكن داخلها شي ينذر بالسوء لا تستطيع تجاوزه 
هسيبك دلوقتي ترتاحي وبكرة أن شاء الله هاجي اطمن عليك 
هكذا تحدث فقابلت كلماته ببسمة واهنة وحين كاد أن يفتح باب الغرفة لم تتمالك نفسها وهي تصيح قائلة
الفويس اللي سمعته لفرح يوم فرحكوا كان بصوت حازم 
يتبع 
الأنشودة الرابعة 
علينا أن ندرك جيدا بأن هناك لحظات فاصلة في حياتنا لا يعود بعدها كل شئ كما كان لحظات أحيانا من فرط مرارتها تشعر أنها النهاية ولكنها لم تكن سوي البداية او لنقل أنها ولادة روح جديدة بداخلك خلقت من رحم المعاناة و قساوة الخذلان الذي حتي و أن استطعت تجاوزه ستظل مرارته عالقة بجوفك لتذكرك بأن لا تغفر أبدا 
نورهان العشري 
كواسر أخضعها العشق 
هسيبك دلوقتي ترتاحي وبكرة أن شاء الله هاجي اطمن عليك 
هكذا تحدث فقابلت كلماته ببسمة واهنة وحين كاد أن يفتح باب الغرفة لم تتمالك نفسها وهي تصيح قائلة
الفويس اللي سمعته لفرح يوم فرحكوا كان بصوت حازم 
هل يمكن لعدة حروف بسيطة أن تصبح طلقات ڼارية قادرة علي إنتزاع روح إنسان 
تجمد بمكانه لثوان يحاول التقاط أنفاسه الهاربة قبل أن تأتيه كلماتها المحملة برذاذ الاعتذار 
أنا اسفة يا سالم مبقتش قادرة اتحمل كل اللي شيلاه في قلبي لو اتكتبلي عمر جديد هيبقي بقلب نضيف مش شايل اي مرارة جواه 
كان الصمت طابعه المميز الذي يكمن بين طياته شموخ و كبرياء ولكن الآن كان صمته خزي و خذلان 
اخيرا اتخذت قرار إخلاء سبيل كل تلك الأسرار المخبئة كالعلقم في جوفها
حازم كمان اللي ۏلع في المزرعة يوم فرحكوا عشان مكنش عايز سليم يقرب من جنة وهو اللي خلاني اقنع ماما تحط لجنة الحبوب في العصير عشان تسقطها مكنش عايزها تخلف ولد يورث فلوسه وهو اللي خد فلوس الصفقة الألمانية لما جنة ولدت فكر انه ياخد اي حاجه من ورثه  
تناثرت أشواك الحقيقة بقلبه مما جعله يغمض عينيه و داخله يبتهل لخالقه أن يستيقظ من ذلك الکابوس قبل أن يقضي عليه ولكنه لم يكن كابوسا بل واقع مرير دهس علي ثباته و قوة تحمله حتي كاد أن يسقط في تلك اللحظة من فرط ذلك الثقل الذي لم
 

تم نسخ الرابط