سلسلة الاقدار

موقع أيام نيوز


فرط سرعتها 
تآذر بها الۏجع حتي جعلها طريحة الفراش لا تقوى علي حمل جسدها من فرط الوهن فأخذت تسكب ألمها بين احضان وسادتها التي كانت ترتشف عبراتها الجريحة في مواساة صامتة عما يجيش بصدرها من أوجاع 
لا قوة لها علي مواجهة قدرها المظلم الذي يأبى أن تحيا بسلام فما حدث ليس بالشئ الهين ولا يستطيع أي عقل بشړي أن يستوعبه ! 

فمن بين جميع الرجال وقعت في عشق ذلك الرجل الذي يفصل بينها و بينه بحر من الډماء و الٹأر وبعد أن تجاوزا بشق الأنفس تلك الحقائق المروعة و الحروب الدامية حتي تحققت المعجزات و عاد شقيقها من المۏت ! 
هل هذا بشئ يصدق هل ما يحدث حقيقي أم أنها في كابوس مريع 
نعم كانت حزينة على فقدان شقيقها ولكنها بدأت بالتاقلم علي ألم فراقه ولكن الآن ماذا عليها أن تفعل أن تعيش هانئة بجانبه وهي تعلم بأنه في ليله من الليالي سيأتي و يديه ملطخة بدماء شقيقها أم عليها هدم سعادتها و الإرتماء بين أحضان الشقاء الذي هو نتيجه حتمية لإنفصالها عنه 
تعالت شهقاتها تعبيرا عن عجزها عن الأختيار علي الرغم من أنها تعلم أخطاء شقيقها القاټلة ولكن من منا يملك زمام قلبه الذي حتي جراح أحبته لا تفلح في جعله يكرههم ! 
وضعت يدها فوق فمها تكمم شهقاتها ما أن سمعت قفل الباب يدور فحاولت التمثيل بأنها نائمة ما أن لامست أنفها رائحته و تعاظم اضطراب قلبها مع كل خطوة كان يخطوها تجاهها في محاوله صامته للإعتذار فكان احتواء دافئ كان كلاهما بحاجة إليه 
حقك عليا 
كان يجاهد الكثير والكثير بداخله وقد تجلى ذلك في تلك الأنفاس الحاړقة التي كانت تلهب عنقها و كذلك صدره الذي كان يتأجج صعودا و هبوطا جراء ما يكبته من ڠضب بداخله و قد أخافها هذا كثيرا لذا تجاهلت منحنى الرد ليتابع هو بنبرة موقدة
مقدرش استغني عنك كل كلامي كان من ڠضبي  
شدد من احتوائها أكثر وهو يضيف بنبرة متحشرجة
مقدرش تبعدي عني لحظة واحدة بلاش تواجهيني بضعفي قدامك بلاش تستغليه ضدي 
اشتدت وتيرة نحيبها وودت لو أطلقت العنان لصرخاتها التي تنحر قلبها من الداخل ودت لو أخباره بملء صوتها بأن لا احد في هذا العالم أضعف منها الآن ولكنها كانت خائڤة للحد الذي جعلها تتمسك بالصمت خوفا من مغبة الحديث فقط اطاعت توسلات قلبها حين التفتت تحتويه بقوة توحي مدي ألمها فبادلها بأقوى منه وهو يقول بصوتا أجش 
كفايه
دموع بقي و بصيلي 
أنهى كلماته وهو يرفع ذقنها لتنظر إليه و قد كانت الغرفة مظلمة إلا من شعاع نور بسيط لم يفلح في إبراز مظاهر الألم و البكاء علي وجهها ولكنه شعر بها فقام بنثر اعتذاره الصامت بين عينيها قائلا بشجب
لازم تعرفي اني عمري ما هفرط فيك أبدا 
أخيرا خرج صوتها متحشرجا من فرط البكاء
متكذبش عليا يا ياسين انت عمرك ما هتتراجع عن اللي في دماغك و لو نفذته تبقي بتنفذ فيا حكم الإعدام 
يعلم مقدار صدق كلماتها و قد آلمته حتي انفطر قلبه فتابعت بتوسل لم يعهده منها مسبقا
وحياة اغلي حاجه عندك متعملش فيا كده انا عارفه انه غلط وغلطه كبير بس في سليم في النص و لا هو ولا سالم هيسيبوا حق جنة انا واثقة 
أنهت كلماتها بسيل من العبرات التي تردد صداها بقلبه الذي وقع أمام ضعفها فشدد من احتوائها بكل ما أوتي من عشق تجاوز حدود الكلمات فهمست شفتاها تستجديه 
ياسين 
زفر بقوة و قال مرغما 
حاضر يا حلا 
مرت حوافر الانتظار علي قلبها الذي كان يرتعب كلما ازدادت أصوات القتال في الخارج فمن فرط صخبها ظنت أنها ستبقي عالقه هنا للأبد ولكن بعد مرور وقت لا تعلم ماهيته توقف إطلاق الڼار فجأة و قد جعلها ذلك تشعر بالسوء فقد شعرت بإقتراب أقدام من باب غرفة المكتب و قد كان يشير هذا الي أمرين أولهما أن اولئك المسلحين قضوا علي الحراسة في الخارج و جاء دورهم أو العكس وهنا همست بقلب مړتعب 
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
دعاء سيدنا يونس وهو في جوف الحوت لطالما كان هذا نداء استغاثتها ما أن تقع في مأزق ولم يرد ندائها يوما فبعد لحظات جاءهم الغيث حين شعرت بباب الغرفة يفتح و صوته المحبب الي قلبها وخاصة في هذه اللحظة
فرح 
اندفعت من أسفل المكتب بلهفة فإذا به تراه أمامها فتساقطت عبراتها كتعبير عن الخلاص و قادتها قدماها لتهرول اليه وهي تصرخ بانفعال 
سالم 
التقطتها يديه ليقوم بغرسها بين جنبات صدره غير مصدق أنها بين يديه سالمه فكان طوقه حولها مؤلما لعظامها التي بدأت تئن تحت سطوة قربه الضاري فهمست پألم 
سالم بالراحة
كان هذا الاحتواء تعبيرا منه عن خوفه و شوقه و عشقه فلم يكن يفلح في صياغه
 

تم نسخ الرابط