سلسلة الاقدار
المحتويات
سمعاني
لا تنكر شعور الراحة الذي تسرب الي قلبها جراء كلماته فهمست بامتنان
انا مش عارفه اشكرك ازاي
سالم مقاطعا
متشكرنيش و متكرريش اللي عملتيه النهاردة تاني الهروب عمره ما كان حل بالعكس دا هيضرك و هيضر اللي حواليكي
نجح في إضرام نيران الذنب بقلبها فقالت بأسف
انا عارفه انكوا اكيد قلقتوا عليا و أكيد فرح اټجننت انا كان نفسي تكون جنبي و اترمي في كان نفسي اخدها هي و محمود و اهرب لبعيد
فرح دي ملكية خاصة مينفعش تتحرك خطوة واحدة بعيد عني
لاحت ابتسامة باهتة علي من حديثه عن شقيقتها و همست بخفوت
فرح محظوظة بيك و بتحبك اوي علي فكرة
اي حب الذي يمكن أن يصف ما بينهم أنه تخطي حتي شيء أشبه بالهوس يجعل شوقه لها لا ينضب ابدا بل كلما اقترب منها يتعاظم الشوق بداخله أكثر فلا يستطيع الابتعاد عنها أبدا
هكذا خرجت الكلمات من جوفه محملة بأشواق عاتية لوجودها بجانبه و خلق لها فقط
ربنا يخليكوا لبعض
هكذا همست حين شاهدت تبدل ملامحه وهو يتحدث عنها و نظراته التي رقت ولكن تبدلت لهجته ما أن لاحظ تغيير مسار الحديث فأعاد الدفة الي الموضوع الأساسي مرة أخرى حين قال بخشونة
لم تستطيع منع نفسها حين قالت بلهفة
طب طب انا ممكن اطلب طلب
اطلبي
تحشرجت نبرتها وهي تقول
انا محتاجه اقعد لوحدي شويه مش قادرة اتواجه مع حد ولا أتكلم حتي
لم تكن تعرف كيف تصيغ كلماتها ولكنه فطن ما تريده فقال باختصار وهو ينطلق بسيارته
زي ما تحبي
كطفل صغير ضاع عن والدته و الحقيقة أنه لم يكن بكاء بل كان نحيبا وسط نهنهات قويه تردد صداها المنقبض وكأن العالم كله يرسو فوقه
اختار تلك البقعة المعزولة يبكي امرأة لم يتردد في إعطائها قلبه الذي قدمته قربانا لشياطين الچحيم بخيانتها !
كم من التساؤلات تدور في فلك عقله الذي كاد أن يجن كلما تذكر مشهدها بين ذراعيه حتي أنها لم تكذب ما حدث ! لم تكن تملك إجابة بل تركت له نفسها ليزهق روحها بيديه دون مقاومة منها !
ضاق ذرعا بهاتفه الذي أخذ يرن و يرن دون توقف وقد ظن انها والدته فقام بالتقاطه ليجيب بنفاذ صبر
عايزه ايه مني يا ماما
الكلب اللي اسمه حازم لساته عايش يا ياسين !
اخترقت جملته أذن ياسين الذي صمت لثوان من تأثير الصدمة ثم هدر باستنكار
انت اټجننت يا عمار حازم مين اللي لسه عايش
عمار بحدة
بجولك لساته عايش واني شفته بعيني و مش أكده وبس دا الكلب طلع عامل بلاوي زرجا ده مغتصب بنت و كانت هتروح فيها بسببه
انهالت الصدمات علي مسامعه فلم يكد يستوعب ما حدث حتي أضاء عقله بفكرة فوثب واقفا و قد تعالت أنفاسه و أخذ يدور حول نفسه واضعا يده الحرة فوق جبهته ثم قال صارخا وهو يقاطع حديث عمار الذي أخذ يسرد ما سمعه من مكالمة طارق و مروان
تعرف توصفلي شكله طوله عرضه هيئته !
عمار باندهاش
ايه اللي عتجوله ده اوصفلك ايه هو أني بجولك چايبلك عروسه ولا اي
لم يتمالك نفسه فصړخ پعنف
مش وقت سخافتك يا عمار بقولك اوصفهولي
اطاعه عمار و أخذ يصف له هيئة حازم و قد كانت الحروف وكأنها ټحرق و علا هدير أنفاسه أكثر و تقاذف الدمع من عينيه وهو يهمس بينه وبين نفسه
حلا مش خاينه مش خاينه
لم ينتظر أكثر انما اغلق الهاتف بوجه عمار و أخذ يهرول الي المنزل ليقر عينيه برؤيتها و ليطلب منها الصفح حتي وإن كلفه الأمر أن يتوسل لها أن تسامحه و أخذ يردد عبارات الحمد أن والدته تدخلت في الوقت المناسب لمنعه من اقتراف جرمه العظيم بحقها فو لم تتدخل و أزهقت روحها بين يديه لم يكن يكفيه حتي و إن نفسه بدل المرة ألف
اقتحم المنزل فوجد والدته تجلس بتعب تستند برأسها فوق كفها وهي متجهمة فصاح من بين أنفاسه اللاهثة
حلا فين
هبت تهاني من مقعدها پخوف تجلي في نبرتها حين قالت
عايز اي منيها بجولك ايه يا ياسين
قاطعها بلهفه
عايز اعتذر لها يا ماما انا ظلمتها ظلم كبير اوي وهي معملتش حاجه
صاعقة
متابعة القراءة