سلسلة الاقدار

موقع أيام نيوز


الحاجه مش هتزعل
لون المكر عينيه وهو يقول
لما الحاجة تلاقي مرات ابنها كل يوم مجهزاله عشا حلو زيها كدا اكيد هتفرح 
فرح بتخابث
اه قول كدا يعني عايزني كل 
جذبها لتجلس بقربه و أخذا يتناولان العشاء سويا وسط دلالها و مزاحها الذي راق له كثيرا و ما انتهوا حتى توجهت انظارها إليه و قد غمرتها الجدية حين قالت 

نتكلم شويه بقي 
هاتي اللي عندك 
تحمحمت بخفوت قبل أن تبدأ في الحديث قائلة بتعقل 
مبدأيا أنا مش مصدقة أن مروان يعمل كدا خلينا متفقين أني أول ما شوفت الفيديو اڼصدمت و الصدمة شوشت تفكيري لكن بعد ما هديت جه في بالي ألف سيناريو و سيناريو للي شوفته ممكن يكون واحد فيهم صح 
اختصر حديثه مستفهما
زي 
واصلت إقناعه قائلة
زي مثلا يكون مروان بيضحك عليه عشان يجيب آخره أو مثلا يكون الراجل دا هدده بحاجة 
تحدث بجفاء 
وليه أنا معنديش علم بحاجة زي دي 
انكمشت ملامحها بحيرة تجلت في نبرتها قبل أن تقول 
الصراحة معنديش إجابه على سؤالك  بس إحنا ممكن نصبر لحد ما نشوف إذا كان هيقولك ولا لا 
أجابها باختصار 
لحد امتى 
مش محددة الوقت  بس الحياة هتمشي زي ما هي و طبعا لازم نكون حذرين في التعامل لحد ما نشوف اللي جاي مخبي إيه 
لم يجبها إنما توجهت نظراته للبعيد ف انخرط لدقائق في التفكير قبل أن يقول باختصار 
هنشوف 
أن شاء الله خير  خليك متفائل 
بدت لطيفة للغاية وهي تحاول بث التفاؤل بداخله فتبددت ظلمة عينيه التي حاوطتها بنظرات تغلغلت إلى داخلها قبل أن يعتقلها يديه وهو يقول بتخابث
تقريبا كان في حاجة شوية حاجات كدا محتاج أقنعك بيها صح ولا أنا غلطان 
اخفضت رأسها خجلا و قالت بخفوت 
مبتنساش حاجة أبدا 
كل حاجه في الدنيا دي قابلة للنسيان ألا أنت يا فرح 
اخترقت كلماته جدران قلبها و خاصة تلك النبرة الشغوفة التي لها مفعول السحر على جسدها الذي غمرته
نشوة العشق فهمست بخفوت 
بحبك يا قلب فرح 
لم تدع مجال للحديث فقد تراقص اللهب في عينيه و أيقظت كلماتها بداخله جيوش الشوق و العشق معا فكان مزيجا رائعا من الشعور الذي غمرها به وهو يتخطى كل شيء للوصول إليها فلم ينتبه لصينية العشاء التي سقطت 
أنت اختصار لدنيتي بحالها يا فرح  أنت دنيا اتمنى أني أعيش و أموت فيها
وجودك هو الخيط الفاصل بيني وبين الهلاك  تلك البقعة البيضاء في عالم مليء بالضباب  النقاء وسط أنفس طمسها السواد و قلوب لوثها الجشع 
نورهان العشري 
صباحا دلفت إلى الداخل بعد أن سمعت إذن أمينة لها بالدخول فما أن وطأت أقدامها أرض الغرفة حتى لمع وميض الدهشة في عينيها قائلة
إيه دا أنت هنا 
تحدث سالم بخشونة
أنت شايفة ايه 
تجاهلته ووجهت انظارها الى أمينة التي قالت بجدية زائفة 
إيه يا ست فرح مش عارفه أقعد مع ابني شويه منك 
شهقت متفاجئة 
ماما أنت بتتكلمي جد أنا معرفش والله إنه هنا 
غيرت دفة الحديث قائلة بتقريع
و في واحدة بردو متعرفش جوزها فين 
تراقص المكر بعينيه وهو يقول
في دي عندك حق يا حاجة 
أيقظ جيوش التمرد بداخلها ف المتبادلة بينهم قائلة بنصح 
لا في دي عندك حق  مينفعش الراجل يخبي عن مراته حاجه  مراتك
دي جيشك اللي لو الناس كلها اتخلت عنك هي تبقى في ضهرك 
صاحت مصډومة 
لحظة واحدة أنت بتغيري كلامك يا ماما ! أومال فين بقى الراجل بيحب الست الضعيفة اللي متعملش رأسها براسه و كان ناقص تاخديني قلمين 
إبتسمت أمينة بهدوء قبل أن تجيبها
مازحة
أنا مازلت عند رأيي بس مع بعض التعديلات  و بصراحة أنت كنت غيظاني بلسانك الطويل دا 
تمتم ساخرا 
والله لسانها دا مضايق ناس كتير 
برقت عينيها إثر سخريته فتدخلت أمينة بجدية 
بقولك إيه أنت وهي سيبونا من الكلام الفارغ دا أنا عايزة حفيد بقولكوا اهوة 
تحدت بلهجته الفظة التي لامسها غرورا يليق به 
أنا عن نفسي عامل اللي عليا و زيادة  قولي لها هي الكلام دا 
امتزج الڠضب و الخجل معا فولدا مزيج مثير على ملامحها التي تخضبت بحمرة رائعة بينما تراقص اللهب في عينيها فتمنى للحظة لو كانا بمفردهما لكان قطف ثمار هذا الخجل و استبدل نيران ڠضبها بأخرى أشد لهبا و لاحترق المكان من حولهم كما هي العادة 
أنت هتقولي دا أنت سالم الوزان ابن منصور الوزان على سن ورمح 
ود لو يطلق العنان لقهقاته إثر حديث والدته وثب قائما وهو يقول بفظاظة 
هسيبك يا حاجة ورايا شغل كتير  يالا يا فرح 
تدخلت أمينة قبل أن تسنح لها الفرصة لإجابته 
لا سيبلي فرح عيزاها في كلمتين 
ماهي دانت معاك عند الدكتور الصبح 
مرات ابني و عيزاها يا سالم عندك مشكله 
شملتهم عيناه بنظرات متفحصة قبل أن يومئ برأسه دون حديث متوجها للخارج أمام
 

تم نسخ الرابط