سلسلة الاقدار
المحتويات
قضاها غارق في هلوسات لم تفهم منها شئ ولكن يبدو اليوم وكأنه استعاد وعيه ولكن هل يتذكر شئ مما حدث البارحة
الساعه كام
هكذا تحدث بصوت متحشرج فأجابته بنبرة قائمة مختصرة
اتناشر ونص
وضع يديه فوق جبهته فقد كان الصداع و كأنه يقيم احتفالا صاخبا برأسه ف أراحها علي الوسادة أسفله وهو يقول بخشونة
ارتفع أحدي حاجبيها قبل أن تقول باختصار وهي تجلب ادويته
تخيل !
شعر بخطب ما في لهجتها و عينيها التي بدت جامدة
ف احتار ماذا حدث ولكن حيرته لم تدم فقد استعاد بعضا من ذاكرته ل مشاهد بدت مشوشة و لكن هناك جملة استقرت في قلبه لم يستطيع نسيانها وهي تتوسله قائلة
بلاش يا ياسين متخلينيش اكرهك
يالا عشان تفطر و تاخد دواك
هكذا تحدثت وعيناها تنظران في كل الأماكن ما عداه ففطن إلى مقدار ڠضبها منه فقال بلهجة خشنة
مش هتفطري معايا
لا مش جعانه
هكذا أجابته باختصار فقال بفظاظة
اركني الفطار و هاتي الدوا
مينفعش لازم تفطر عشان تعرف تاخد الدوا انت بقالك يومين مكلتش
كان اهتماما يغلفه الڠضب مما جعله يقع فريسة بين أنياب الندم لما كان علي وشك أن يفعله بها ولكن حالته الصحية و النفسية كانت في اقسي درجات السوء
مانا مش هفطر لوحدي و طبعا مش هقدر انزل افطر معاهم تحت عشان تعبان
حركات حين سمعت صوته العابث وهو يقول
لازم اضحك عليك عشان تقربي يعني! مينفعش تيجي من نفسك
أيقنت بأنها وقعت في شباكه التي نصبها و ساعده في ذلك قلبها الغبي الذي يندفع إليه دائما ولهذا تجاهلت النظر في عينيه و مربك في آن واحد فادارت وجهها الي الجهة الأخرى وهي تحاول صبغ صوتها بالحدة حين قالت
مش قبل ما نتكلم
قول اللي عندك
هكذا تحدثت بجفاء يتخلله الارتباك جراء قربها منه بهذا الشكل فتابع عبثه حين قال بخفوت
مبعرفش اتكلم مع حد غير وانا عيني في عينه بصيلي
زفرت پغضب كان ستارا يحجب ضعفها أمامه والذي بدأ يسري كالمخدر في أوصالها ولكنها حاولت التحلي بالشجاعة و النظر إليه قائلة
اسكتتها كلماته التي لم تكن تتوقعها أبدا
انا أسف حقك عليا
معرفش عملت كده ازاي بس انا كنت في أسوأ حالاتي حسيت جوايا ڼار عماله تاكل فيا و كنت عايز اطفيها بأي شكل
لم تكن يوما ضعيفه بل كانت قويه بنكهه غاضبة لطالما كان طريق الغفران شائكا لهذا لم تكن تتبعه ولكن الآن اختلف كل شئ متحشرجة خاطبها
اوعدك اللي حصل دا مش هيتكرر تاني و عمرى ما هقرب منك تاني غير برضاك
الآن بقوة فتابع بصوت تغلغل إلى داخلها محدثا زوبعة أخرى من المشاعر
لسه زعلانه مني
لم تجد بداخلها أي قدرة علي الحديث فهزت رأسها نفيا فلم تروي ظمأ شوقه إليها فقال بنبرة شغوفة
عينيك بتقول انك لسه زعلانه وانا مقدرش علي زعلهم
ممكن اصالحهم
كان استفهاما يضعها في مأزق ټنفجر من فرط ضغطه عليها فشعرت ب أنها على شفير الهلاك بين ذراعيه حتي أنها استندت بكامل ثقلها فوقه و كان هذا أكثر من محبب إليه ولكن هدوئها جعله يدرك بأنه على
وشك إزهاق روحها عشقا فتركها علي مضض وتفاجئ حين وجد وجهها يكاد ينفجر من فرط احمراره أكبر قدر من الهواء إلى داخل رئتيها فخرج صوته متلهفا حين قال
أنت كويسه
انت مچنون
معلش الحرمان وحش !
أفلتت من بين براثنه و قالت بارتباك
حر حرمان ايه
طافت عينيه عليها بنظرة ذات مغزى شملتها من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها قبل أن يقول ساخرا
اسألى نفسك
لم تكد تجيبه حتي سمعت طرقا علي الباب الذي أطلت منه تهاني بعدما قامت حلا بالسماح للطارق بالدخول
تجمعت العائلة لأول مرة منذ وقت طويل علي طاولة الغذاء و قد كان جمعا مختلفا خاصة علي قلبه فقد قامت حبيبته بالإشراف علي كل شئ يدور بالمنزل حتي انواع الطعام المعد علي الغداء و قد كانت تدور بكافة أرجاء المنزل أمام أعينه كالفراشة التي تشتهي ألسنة اللهب اختطافها و الاحتراق معها بعيد عن الأعين ولكن للأسف محتم عليه الإنتظار حتي ينتهي من أعماله
الأكل له طعم تاني النهاردة يا فرح تسلم ايدك
هكذا تحدثت أمينة وهي تنظر إلي فرح التي تورد خديها خجلا لإطراء امينة عليها أمام العائلة بأكملها
بالف هنا يا ماما انا معملتش غير حاجات بسيطة و
متابعة القراءة