سلسلة الاقدار
المحتويات
بل ازدادت وسامته بقدر تلك الشعيرات البيضاء التي لونت ذقنه و رأسه و كما لم يتغير احساسها به وكأن ما مضى لم يطمس عشقها الجارف نحوه
ناجي !
لسه بحب اسمي منك يا همت!
في الاسفل خرج طارق إلي باب المشفى وهو يتحدث بالهاتف قائلا
كل اللي قولناه حصل بالحرف الواحد و زمانه فوق معاها دلوقتي
يتبع
كان عشقا لا يسعني تجاوزه أو الفرار منه لطالما كنت شخصا يعرف جيدا ما يريد لا تخطو قدميه عبثا ولا يتراجع عن قراراته أبدا ولكنه العشق !
ذلك القيد الذي التف حول قلبي ف اخضعه وأنا الذي لم أعرف الخضوع يوما و ها أنا الآن عالق بك بالقدر الذي يجعل خلاص منك دربا من دروب المستحيل فروحي باتت مسكنك و كيف لي بنزعك منها بعد أن اكتملت بك و تعافت أوجاعها بوجودك
انت ايه اللي جابك هنا
هكذا تحدثت بنبرة مرتجفة تشبه ضربات ست شيرين !
شيرين بخفوت
يا ماما متزعليش مني انا كان نفسي تتقابلوا أنت وبابا عشان
قاطعتها همت غاضبة
عشان ايه مين من كدا شوقي غلبني و خلاني دوست علي كرامتي و اترجيتها تعمل كدا عشان اشوفك
بس انا مش هقدر ادوس علي كرامتي واقف اتكلم معاك ان كنت زي ما بتقول شوقك بيعذبك فدا عقابك علي غدرك بيا زمان
شيرين قائلا بحدة
اطلعي استنينا بره
استني متطلعيش انا مش هستني مع راجل غريب في اوضة واحدة
هكذا أمرتها همت و التفتت تناظره بجمود كلفها الكثير لتضفيه علي نبرتها حين قالت
ماشي يا همت بس خليك فاكرة اني حاولت و جيت علي نفسي عشانك لكن انت لسه مصرة تدوسي عليا وعلي كل حاجه كانت بينا وأولها ولادنا
ابتلعت غصة صدئة تشكلت في حلقها و قالت بجفاء
قول اللي عندك او أخرج و مش عايزة اشوفك تاني
كان وقع كلماتها عليه كبير للحد الذي جعله يقول بقسۏة
أنهى كلماته و قام بإخراج مظروف من جيبه و ناولها إياه وهو يقول بجفاء
دا جزء من براءتي اللي رافضه تصدقيها
التقطت الورقة وقامت بفتحها و ما أن وقعت عينيها علي الكلمات المدونة أمامها حتى برقت عينيها وخرجت منها شهقة قويه تعبيرا عن صډمتها التي جعلتها تجلس فوق المقعد و منصور أن في علاقه بينا و ادتها
ظلت انظارها معلقه به و لم تنمحي صډمتها البادية علي ملامحها بينما أخذ يتابع حديثه المسمۏم حين قال
و مكتفتش بكدا و بس لا دا حقدها طال بناتي كمان و دا أنت شوفتيه بعنيك و شوفتي عملت ايه مع سما و قبلها شيرين لسه بردو مصدقاها
لم تجيبه بل هبت من مقعدها وهي تنظر إليشيرين قائلة بلهجة مرتجفه
يالا عشان نمشي
أنهت كلماتها و هرولت الي الخارج حتي لا ټنفجر في بكاء مرير كظمته بداخلها لسنوات
انتصرت خيوط الصباح على دجى الظلام الذي لأول مرة كان يتمنى دوامه فوجودها بين ذراعيه كان أشبه بحلم ظن أنه لن يتحقق يوما و أن السعادة ضلت طريقها إلى قلبه ولكن ليلة البارحة كانت دربا من دروب الخيال فقد أخذته حوريته الى عالم مليء بالسحر الذي غلف لقائهم العاصف المدجج بمشاعر أعظم من أن توصف
فلأول مرة بحياته يشعر بمثل هذا الصفاء و كأن روحه اكتملت بقربها
فقد اختبر معها مشاعر لم يكن يتوقع وجودها بداخله و الآن هو مستيقظ منذ أكثر من ساعة يتأملها بهدوء و بأعين اختلط بها
العشق و الشوق معا يتذكر لحظات جمعتهم و كيف كانت رقيقة محبة علي الرغم من قلة خبرتها و برائتها ألا أنه شعر معها بسعادة أعمق من أن توصف
كانت عينيه تبحران فوق ملامحها بشغف تجلي في نبرته الخشنة حين قال
صباح الفرح
كانت عينيه تغازلها و يديه تتجول علي كتفها بحنان دغدغ قلبها و ألهب مشاعرها و خاصة تلك النظرات التي تقطر عشقا فاض به قلبه ف تخضبت وجنتاها بخجل محبب جعله يشدد من احتضانها أكثر وهو يقول بغزل
حلو التفاح اللي ع الصبح دا الواحد يفطر بقي عشان جعان
انهى كلماته و قام بقضم خدها الشهي ف تأوهت پألم
ااااه سالم بالراحة
نظر إلي خدها الذي زاد احمراره جراء أفعاله وقال بنبرة خشنة
محدش قالك تبقي حلوة كده عالصبح
أنهى كلماته وهو مازال يتابع أفعاله العابثه مما جعلها تقول بلهفة ممزوجة بخجل
متابعة القراءة