سلسلة الاقدار
المحتويات
فرط الصدمة والألم معا فالټفت يناظرها فهاله مظهرها و عينيها التي سددت إليه نظرات مشبعه بالكراهية فكان لهذا وقعا قويا علي قلبه مضيفه إلي ألمه ألما جديدا ولكن من نوع خاص لم يتخيله أو يختبره طوال حياته
لم يتحمل ما يحدث و خرج مهرولا بأدام هاربة من ألم ظن أنه باستطاعته الهرب منه ولكنه أي هرب من ألم يستوطن أعماق الروح
و من ثم تجاهلته و توجهت الي تلك المسكينة ټحتضنها دون حديث و لدهشته وجد عبراتها تنهمر بغزارة علي وجنتيها بينما كانت و كأنها تحاول منع شهقاتها من الخروج علنا فتحدثت تهاني بلطف
خديها عندك فوج يا بتي لحد ما الحكيمة تاچي ديه بت غلبانه و اني متوكده أنها مظلومة
بأقدام مثقلة بالخيبات و قلب يتضرع إلي خالقه أن ينجح في مسعاه توجه إلي داخل المشفى قاصدا غرفة تلك الفتاة التي لا يعرف من أين ألقي بها القدر في طريقهم و ما الذي يخفيه لها و لهم
توقف أمام الرواق وعيناه تبحث عن رقم الغرفة المنشودة والتي كانت تجلس أمامه سيدة في العقد الرابع من عمرها و بجانبها زوجها الذي بدا كهلا رغم أنه لم يبلغ العقد الخامس بعد و لكنها الخيبة و عواقب الخزي الذي لحق بهم
هكذا القي السلام عليهم قبل أن يتابع بخشونة
دي أوضة لبني محمد عبد العزيز
أومأ الرجل فتدخلت المرأة بقلق
مين حضرتك
تشابهت عينيه و نبرته حين قال بجمود
سالم الوزان اخو حازم
قال الأخيرة بنبرة اهدأ ملحقة بخيبة أخفاها داخل قلبه و كما توقع فقد انفعلت السيدة و صاحت باڼهيار
تدخل الرجل في محاولة لتهدئة زوجته
اهدي يا رضا الراجل مالوش ذنب بعدين وطي صوتك البنت تسمعك وهي مش متحمله
تحدث سالم بنبرة هادئه تنافي غضبه المتقد بداخله
سيبها تقول اللي نفسها فيه هي عندها حق و لو قالت اكتر من
كدا انا عاذرها
حضرتك جاي لينا ليه احنا بينا و بينكوا الحكومه و أنا اشتكيت علي اخوك و هجيب حق بنتي حتى لو حصل ايه
ابتلع غصة صدئه تشكلت في حلقه قبل أن يجيب بخشونة
جيت عشان اجبلك حق بنتك بنفسي لأن لو عملت ايه مش هتعرف تجيبه
لون الڠضب تقاسيم الرجل و صاحت زوجته
انت جاي تهددنا ليك عين يا ظالم
يقول بتحذير
انا مبهددش ولا حاجه و مبوجهش كلامي للحريم
زحف الندم إلي قلبه حين احتد في حديثه فتابع بلهجة أهدأ
و عشان ننهي جدال عقيم مالوش لازمة انا جيلكوا النهاردة عشان حازم اخويا ټوفي بعد حاډثة بنتكوا بيوم واحد
شهقه قويه شقت جوفها حين سمعت حديثه بينما ارتسمت معالم الصدمة على زوجها الذي قال
انت بتقول ايه
لم يجيبه إنما أخرج شهادة ۏفاة شقيقه و أعطاها له فالتقطها الرجل بيد مرتعشة لقراءة الحروف المدونه بها و التي أثبتت أن هذا الشيطان قد رحل فسقط على الكرسي خلفه بأكتاف متهدله و ملامح لونتها الخيبة التي تساقطت من بين حروفه حين قال
يعني البنت ضاع مستقبلها و حتي حقها مش هنعرف نجيبه فوضت امري ليك يارب
اقتربت منه زوجته تحتضنه وهي تقول پألم
حسبي الله ونعم الوكيل متعملش في نفسك كده احنا ملناش غيرك
ود لو يعتذر الف مرة علي تلك الفاجعة التي ضړبت حياتهم و التي للأسف كان السبب بها هو شقيقه
انا عارف يا استاذ محمد أن أي حاجه هعملها مش هتمحي أبدا الكارثه اللي حصلت لكن أنا تحت أمرك في اي حاجه شوف ايه اللي يرضيك وانا معاك فيه
التفتت الأعين تناظره بيأس تجلي في نبرته حين قال
هتعمل ايه هتقدر ترجع شرف بنتي الي ضاع و لا ترفع راسنا قدام الخلق بعد اللي حصل ه تقدر تخلي المجتمع يحترمها و يتعامل معاها علي انها ضحيه مش مذنبه هتقدر تعمل ايه يا بيه العمل عمل ربنا
كانت كلمات الرجل كشاحنة ثقيلة دهست علي قلبه المشبع بمرارة الذنب الذي لم يعد يتحمله ف احتدت نبرته وهو يقول
يولع المجتمع اللي هيعاقب طفله بريئه علي ذنب ملهاش يد فيه انا مش هنا عشان الناس انا هنا عشان البنت اللي جوه دي و زي ما قولتلك مستعد اعمل اي حاجه عشان خاطرها
يبقي تكتب عليها
هكذا خرج صوت رضا والدة لبني التي كانت تناظره پغضب و حرقه وأصابتها كلمته في الصميم فبالرغم من أنه
متابعة القراءة