سلسلة الاقدار
المحتويات
تنطق جملتها الأخيرة فسقطت علي قلبه الملتاع و الذي يعاني من أوجاع عديدة وآلام كثيرة كان أولها رعبه علي شقيقته و آخرها خوفه من فقدانها حتي أنه لم يكن يعرف بماذا يجيبها فقط اكتفي بقول
انت حياتي يا جنة
كانت ټتشاجر مع خطواتها وهي تتوجه الى قبضته الغير رحيمه علي يدها ولكنها تجاوزت كل شئ قائلة بنبرة خافته
افلتها بغتة فتراجعت
إلي الخلف بقوة كادت أن توقعها بينما تابع قائلا ساخرا
متتكيش عالثقة اوي عشان مبقلهاش وجود بينا
صاحت باعتراض
ليه بتقول كدا
مقولتليش ليه أن هو ورا اللي حصل
لأول مرة تشعر بالخۏف منه بتلك الطريقة ملامحه كانت مكفهرة بطريقة لم تعهدها و نبرته القاسېة جعلتها تبتلع ريقها بصعوبة قبل أن تقول بشفاة مرتجفه
ارتسمت السخريه علي ملامحه وامتزجت مع لهجته المريرة حين قال
خۏفتي! ولا عشان كنت عايزة تمشي و مش لاقيه طريقه فقولتي فرصه بما أنه مش قادر يحمينا
هبت تنفي مرارة اتهاماته
لا طبعا أنا مقولتش كدا
زأر پغضب
هو قال و أنت معترضتيش و مشيتي!
صړخت بلوعة
و أنت ممسكتش فيا
فعلا كان مفروض اقولك لا والنبي متمشيش اقولك دي احسن حاجه صح أنت عملتيها
لم تستطيع أن تجيبه فقد نالت كلماته منها بشكل لا يوصف فشعرت پألم يطحن عظامها من الداخل وخاصة حين شاهدته ينخرط في محادثة هاتفية مع أحد رجال الشرطة فعادت أدراجها تنوى الخروج تود أن تنزوي بعيدا عن جميع الأعين حتي تستطيع أن تلعق كرامتها الجريحة وما أن أوشكت بالوصول الي باب الغرفة حتي تفاجئت من قبضته التي أمسكت رسغها بقوة وهو يواصل حديثه الهاتفي قائلا بخشونة
التفتت بلهفه تنظر إلي عينيه التي كانت تنطق باعتذار لم يتجاوز حدود شفتيه فاخذت تناظره بعينين تحملان عتب قاسې تجاهله هو حين قال بفظاظة
بعد كتب الكتاب هنطلع كلنا علي بلدكوا و أنت هتكوني موجودة
اومأت برأسها و بللت حلقها الجاف قبل أن تقول
حاضر
غريبة اول مرة اسمعك بتقولى الكلمة دي
لم تستطيع منع نبرة
كانت كمن تاه في صحراء قاحله يرويها بدماء جراحه النافذة لا تعلم هل تبغي النجاة فاختار هو بدلا عنها و نجت بين ذراعيه التي احتوت آلامها و ضعفها فصارت تبكي و ترتجف بين ضلوعه كيتيم تلقى أول عناق بحياته فصار يتمسك به وهو يشكي آلامه و أحزانه علي هيئة نهنهات متقطعه كانت تنحر قلبه بدون رحمه فصارت يداه تمسد خصلات شعرها برفق و يده الأخرى تشدد من عناقها كثيرا وكأنها تخبرها بأنه ملجأها الآمن
هدأت من ثورتها التي لا تعلم كيف اندلعت فقد شعرت للحظات بأن بكاء العالم يملؤها حتي فاضت به عيناها التي تلونت بحمرة الۏجع
شعر بها تهدأ بين ذراعيه التي احتوت
ألمها و غضبه فقد كان ېحترق كمدا و ړعبا علي شقيقته و علي هذا المأزق الذي يجب الخروج منه بأقل الخسائر
شعر بها تتملص من ذراعيه فخفف من ضغطه عليها لتتراجع هي تنوى الابتعاد و عينيها تهرب من سطوة عينيه فلم تفتها يده بل امتدت تمسك ذقنها و تعيد عينيها إليه وهو يقول بخشونة
بصيلى يا فرح
كان الهرب هو اول و اقوي حلولها الآن فحاولت
سحب نفسها من بين يديه وهي تقول بشفاه مرتجفة
هخرج اشوف جنة
أحكم قبضته فوق ذراعيها وهو يقول بصرامه
بصيلي و بطلي تهربي
لم تجد مفر من النظر إليه فشعرت بالخجل يغمرها فتجاهل خجلها وقال مشتتا انتباهها
من هنا لحد ما نروح و نرجع مش عايزك تعارضيني اللي أقوله يتنفذ اتفقنا
أومأت برأسها دون اعتراض فقال بلهجه خشنه
كل حاجه هتبقي كويسه خليك واثقة فيا
خرج صوتها مبحوحا حين قالت
انت ازاي مش خاېف يعني جدى ممكن يأذى حلا وقتها هتعمل ايه
تحدث بصرامة
حلا كويسه و محدش هيقدر ييجي جنبها
كان يتحدث بثقة لا تعلم من أين جاءته ولكنها لم تستطيع سوي ان تومئ برأسها فأتاها صوته الاجش حين قال
بطلى تبني حواجز بيني و بينك يا فرح
حين أوشكت علي إجابته جاء الطرق القوي علي الباب و الذي لم يكن سوي لشيرين التي جاءت تناظرها بغل تجلى في نبرتها حين قالت
المأذون بره
حانت منها نظرة متهكمه علي مظهر فرح المبعثر فجاءها صوته القاسې حين قال
اختفى من وشي دلوقتي
تفاجئت
متابعة القراءة