سلسلة الاقدار

موقع أيام نيوز


من أين تدفقت فقد كان الخجل يكلل ملامحها و يرتسم بعيناها التي كانت تناظره بإعجاب لم تستطيع إخفاءه و قد كان يبادلها نفس المشاعر التي امتلئ بها قلبه و تجلت بوضوح في عيناه التي احتوتها للحظات قطعها صوت باب الغرفة الذي ارتطم بقوة في الحائط و أمينه التي صړخت قائلة
بلهفة 
حلا 
قبل ساعة من الآن
كانت همت تغزو الغرفة ذهابا و إيابا و كأن مسا من الحنون أصابها جعلها تخذي قائله 

انا اكتر واحده عارفاها أمينه بتحاول تقرب إلي متتسماش دي من سليم 
سما بخيبة أمل 
طبعا مش أنقذت حياتها و بقت هي الحلوة الحنينة و احنا الوحشين 
همت بحنق 
طب و العمل هنسبها لحد ما تجوزهاله
سما بملل
يتجوزها ولا ميتجوزهاش مش هتفرق يا ماما معدش حاجه فارقه 
انتفضت همت غاضبة 
بت انتي مش عايزة اشوفك بالشكل دا تاني مش انتي كنتي عايزة تاخدي حقك منهم  انا هجبهولك 
سما پألم 
حقى عند ربنا يا ماما انا خلاص مش عايزه حاجه منهم انا حتي بفكر اسافر لشيرين و اقعد معاها هناك  ابتدي حياتي من جديد يمكن اعرف اعمل حياة زي الناس 
جن جنون همت حين سمعت حديثها و قالت بصياح 
انتي اټجننت اكيد اټجننت عايزة تسبيني يا سما مش كفايه اختك الي مش عارفه أشوفها ليا سنين و قلبي بيتقطع من بعدها عايزين تسبوني انتوا الاتنين و تمشوا و أنا أموت هنا بقهرتي لوحدي 
سما پألم 
ارجوكي يا ماما متحملنيش فوق طاقتي  انا اعصابي مش متحمله حاجه كفايه إلي حصل لحلا بسببي ارجوكي ارحميني انتي كمان 
في تلك اللحظه كانت أمينة متوجهه إلي غرفة الجلوس و وقع حديث سما ك الصاعقه عليها فاقټحمت الغرفة وهي تقول بلهفة 
حصل ايه لحلا 
تجمدت كلا من سما و همت بمكانهم ولم تستطع أي واحدة التفوه بأي حرف مما جعل أمينة تصرخ ذعرا 
ردوا عليا انتوا الاتنين خرستوا ليه 
كان مروان يهبط الدرج حين سمع صړاخ أمينة فهرول إليها يقول بلهفه 
ايه في ايه 
التفتت أمينه تناظره پغضب و هي تقول
حلا فين و جرالها ايه 
حلا فين و انت واخد الحاجات دي لمين 
زفر مروان پغضب و شيع سما بنظرات الخسة قبل أن يقوم بقص ما حدث علي مسامع أمينة التي هبط قلبها من بين ضلوعها ړعبا فالتف مروان حولها يسندها حين أوشكت علي الترنح و هو يقول بصدق
والله العظيم حلا كويسه و أنا كنت عندها لحد الصبح و سالم كمان هناك هو و فرح و
أنا رايح اوديلها هدوم عشان تلبسها و نجيبها و نيجي 
ودوني عند بنتي عايزة اشوف بنتي 
هكذا أخذت تردد أمينة فاطاعها مروان وجاء بها الي المشفي
عودة للوقت الحالي
يا قلبي يا بنتي جرالك ايه 
انا كويسه يا حبيبتي متقلقيش دي حاډثه بسيطة 
أمينة من بين عبراتها
حاډثه ايه دي الي بسيطه دانتي ايدك مجبسه و رجلك كمان امال لو مش بسيطه
أخذت حلا تهدئ من أمينة التي كان الړعب يملئ قلبها فتدخل مروان قائلا بملل 
يا مرات عمي ماهي زي القردة قدامك اهيه ايه لازمته كل الصياح دا
غمرها الخجل و الحرج حين وجدت ياسين مازال يقف بجانب النافذة يشاهد ما يحدث بصمت فشعرت بالڠضب من ذلك الغبي الذي ينعتها بالقردة أمامه و ارسلت له نظرات حانقة ابتسم لها ياسين و قد فطن لطبيعة العلاقة بينها وبين مروان الذي تابع قائلا بتخابث
بقولك ايه يا مرات عمي ما تيجي اعرفك على دكتور ياسين الي جاب حلا عالمستشفي وقت الحاډثة 
إليه بود فقالت أمينه من بين عبراتها 
انا مش عارفه اشكرك ازاي عالي عملته مع بنتي 
ياسين باحترام 
متشكرنيش انا معملتش غير واجبي يا حاجه 
أمينة بحزن عميق 
انت متعرفش انا قلبي انكوى مرة و مش حمل مره تانيه ربنا يباركلك يا ابني و يحميك و يفاديك 
ياسين بإشفاق علي تلك العجوز الذي يلون الحزن ملامحها 
ربنا يباركلك فيهم يا حاجه معلش دا ابتلاء من ربنا و انتي قدها 
أمينة بحړقة 
ونعم بالله الحمد لله الذي لا يحمد علي مكروه سواه 
هنا تدخل مروان الذي بدأ التذمر علي ملامحه
مفيش فايدة في الستات مبيفوتوش فرصة للنكد  بقولك يا مرات عمي مش دكتور ياسين معيد عند حلا في الجامعة  شوفتي الصدف و تدابير القدر  يبقي المعيد بتاعها هو الي ينقذها 
القي جملته الاخيرة بتخابث جعل حلا تشعر و كأن دلوا من الماء المثلج يسقط فوقها وخفضت رأسها خجلا  و لكن أمينة فرقت نظراتها بين حلا و ياسين بغموض قبل أن تقول 
والله!
طب و دا حصل ازاي يا دكتور ياسين
ياسين بثبات 
الحاډثة حصلت جنب الجامعة و أنا كنت جاي الجامعه لما شفت الحاډثة و كمان حلا طالبة عندي و أنا أكيد عارفها فجبتها علي هنا 
فاجأه سؤال أمينة المباغت
هو انت متجوز يا دكتور
 

تم نسخ الرابط